المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌رسالة في الشهادتين ودلائل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم - مجموعة الرسائل والمسائل النجدية - ط المنار - جـ ٤

[محمد رشيد رضا]

فهرس الكتاب

- ‌كتابالجواهر المضية

- ‌{عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى}

- ‌رسالة في المسائل الخمس الواجب معرفتها

- ‌[رسالة في النفاق الأكبر والأصغر وصفات المنافقين]

- ‌رسالة في كلمة لا إله إلا الله

- ‌رسالة في الشهادتين ودلائل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌رسالة في كلمة التوحيد

- ‌رسالة أخرى في كلمة التوحيد(وكونها تنفي أربعًا وتثبت أربعًا)

- ‌[مذاكرة الشيخ مع أهل حريملاء في كلمة التوحيد، وفيمن يجمع بينها وبين الشرك]

- ‌رسالة أخرى في كلمة التوحيد

- ‌رسالة في حقيقة الإسلام من الكتاب والسنة(ومن خالفهما من أدعياء العلم والعرفان)

- ‌{ذبيحة المرتد وما يكفر به المسلم وحكمه}

- ‌كتابجواب أهل السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والزيدية

- ‌الاختلاف بين علي ومعاوية{ورأي أهل السنة في هذه الفتن}

- ‌مدة الحرب بين علي ومعاوية

- ‌فصل[في افتراق الأمة بعد قتل عثمان]

- ‌فصل[في تفضيل أهل السنة عليا على معاوية]

- ‌فصل[في إنصاف أهل السنة وكذب الروافض]

- ‌فصل[في موالاة أهل السنة لعلي وتفسيقهم لمن سبوه وطغوا عليه]

- ‌فصل{الأقوال والآراء في قتال الحسين رضي الله عنه ليزيد}

- ‌فصل{بيان مذهب الزيدية من البدع}(وأقوال المُحدِّثين في الإمام زيد بن عليّ وبراءتهم من الشيعة)

- ‌فصل[في قول ابن معين في مذهب الزيدية]

- ‌فصل{الشيعة المعتدلون من أئمة الحديث}

- ‌فصل{افتراء الشيعة على أهل السنة الانحراف عن آل البيت وتولي الدول الجائرة}

- ‌فصل(في أهواء الشيعة والخوارج في حديث الردة وحديث الوصية بآل البيت)

- ‌فصل(في تفسير {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى})

- ‌فصل(في تفسير {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} وتحريف الشيعة لها)

- ‌فصل{في أهواء الشيعة في مناقب أحاديث آل البيت}

- ‌فصل

- ‌فصل(زعم الزيدي أن الوهابي كفّر من خالف مذهبه، وإبطاله)

- ‌فصل[قول السلف في الاستواء على العرش]

- ‌فصل{في إنكار الزَّيْدِي صفة العلو والفوقية لله تعالى، والرد عليه}

- ‌فصل[الاحتجاج بالمُرْسَل ورد دعوى تكفير الوهابية لمن خالفهم مطلقا]

- ‌فصل[في بدعة إنكار القدر وتقدمها على بدعة تأويل الصفات]

- ‌فصل{في مسألة القدر وإثبات السلف والخلَف [من] أهل السنة له}

- ‌فصل[المبتدعة ترد ما وصف الله به نفسه بزعم التجسيم]

- ‌فصل{في شبهة تأويل بعض السلف للصفات}

- ‌فصل[تشنيع المبتدع على أهل السنة في مسألة الصفات، ورده]

- ‌فصل[في إبطال زعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفسر الصفات]

- ‌فصل

- ‌فصل[في إبطال زعم أن الطائفة الناجية هم أهل البيت فقط]

- ‌فصل[جدل المعترض في صفات الله تعالى، والرد عليه]

- ‌رَدُّ الإمام أحمد على الزَنَادِقة والجَهْميّة

- ‌فصل[مذهب آل البيت في الصفات]

- ‌فصل[مذهب السلف والخلف في الصفات، وجهل المعترض ذلك]

- ‌{نُقُول مصنفي السلف في مذهب أهل السنة في صفات الله تعالى}

- ‌فصل[في إبطال تأويل الاستواء بالاستيلاء]

- ‌فصل[نقض حجة الزيدي من كلام من احتج بهم]

- ‌فصل[اختلاف أهل البيت في الصفات وغيرها كغيرهم]

- ‌فصل[ما قيل في إسرار النبي إلى بعض أزواجه حديثا]

- ‌فصل[رأي الزيدية في الإمامة وغلو الإمامية والباطنية]

- ‌فصل{في وصف العالم الزيدي الشيعة الإمامية بالغلو كالباطنية، وإثبات غلو الزيدية دون غلوهما}

- ‌فصل[الاستدلال بالأحاديث الضعيفة والموضوعة]

- ‌فصل[انصراف وصيته صلى الله عليه وسلم بأهل بيته إلى من في زمنه منهم]

- ‌فصل[رواة أهل السنة لا يتعصبون في الروايات كالشيعة]

- ‌فصل[بغي بعض المسلمين على بعض لا يقتضي الكفر ولا ينفي محبتهم جميعا]

- ‌فصل[مخالفة الشيعة لأهل السنة في الصحابة وآل البيت]

- ‌فصل[في اعتدال أهل السنة بين غلو الشيعة وجفوة النواصب]

- ‌فصل[مذهب الزيدية في لعن معاوية]

- ‌فصل[لا أحد يشهد لأحد بالجنة أو النار إلا من ثبت له ذلك]

- ‌فصل[حمل الشيعة أخبار المرتدين على من قاتلهم من الصحابة لا عليهم]

- ‌فصل[تفسير الشيعة وأهل السنة لآية {وإن طائفتان} الخ]

- ‌فصل[حديث غدير خم، وزيادة الشيعة فيه لفظ ومعنى]

- ‌فصل[كذب الشيعة على معاوية وما أنكره أهل السنة عليه]

- ‌فصل[دعوى الزيدية العصمة لعلي كدعوى الإمامية النص على إمامته]

- ‌فصل{في كلام بعض أهل البيت في الثناء على معاوية}

- ‌كتاببيان المحجة في الرد على اللجة

- ‌[نفي ما في البردة من شرك نشأ عن جهل وفساد تصور]

- ‌[هدم الإسلام للشرك ثم عودته إلى المسلمين وفشوه فيهم]

- ‌[أبيات البردة فيها الاستعانة والاستغاثة بغير الله]

- ‌[عبادة النصارى وتأليههم للمسيح]

- ‌[اتخاذ أهل الكتاب أحبارهم ورهبانهم أربابا]

- ‌[نبذ الشرك وعبادة الله وحده]

- ‌[دعوة جميع الرسل إلى عبادة الله وحده]

- ‌[إخلاص الدعاء لغير الله]

- ‌[تفسير قوله {يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ}]

- ‌[لا شريك لله في ملكه كما لا شريك له في إلهيته وربوبيته]

- ‌[إحاطة العلم بالمعلومات كلياتها وجزئياتها]

- ‌[الموافقة في الاسم لا تنفع إلا بالموافقة في الدين واتباع السنة]

- ‌[موت أبي طالب على الشرك]

- ‌[لا وسيلة للعبد إلى نيل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم إلا بالإيمان به وبما جاء به من توحيد الله]

- ‌[الشفاعة الشركية والشفاعة الشرعية بقيديها]

- ‌[حديث الشفاعة العظمى]

- ‌[سؤال الحي الحاضر والتوسل إلى الله بدعائه]

- ‌[التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته لا يجوز]

- ‌[مراتب البدع عند القبور]

- ‌[النبي ينهى أمته عن كل ما يؤول بهم إلى الغلو]

- ‌[توحيد الرب ونفي خصائصه عما سواه]

- ‌[الشرك بالله هضم للربوبية وتنقُّص للإلهية]

- ‌[الله يستدرج أهل الشرك بأمور تقع لهم يظنونها كرامات عقوبة لهم]

- ‌[حكمة الرب في خلق السماوات والأرض]

- ‌[التصرف في الكون لله وحده]

- ‌[نفي الملك والشركة والمظاهرة والشفاعة التي يطلبها المشرك]

- ‌[طلب الشفاعة ممن لا يملكها كالأموات شرك بالله]

- ‌[تعليم النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس الدعاء]

- ‌[الفتنة بالعالم الفاجر والعابد الجاهل أضر من كل فتنة]

- ‌[حجة الجاهلين منامات وحكايات مجهولة عن مجهول]

- ‌[تسوية المخلوق بالخالق خلاف العقل]

- ‌[التوكل على الله جماع الإيمان]

- ‌[الإحاطة بما في اللوح المحفوظ علما ليس إلا لله -تعالى- وحده]

- ‌[اختص الله -تعالى- بعلم الغيب كله]

- ‌[كذب المعترض على أهل العلم ما لم يقولوه في معنى مفاتيح الغيب]

- ‌[قول أهل العلم في معنى مفاتيح الغيب]

- ‌[قول السلف في مفاتيح الغيب]

- ‌[لا أحد يكفر أحدا مات وظاهره الإسلام]

- ‌[عيوب الكشاف]

- ‌[أفضل كتب التفاسير]

- ‌[حدوث الشرك والبدع والفرقة في الأمة]

- ‌[لا يأتي على الناس زمان إلا والذي بعده شر منه]

- ‌[رد أهل السنة للبدع وأشهر أئمتهم في ذلك]

- ‌[ظهور الفتن والبدع في كل بلد لا يختص بها قطر]

- ‌[الأرض لا تقدس أحدًا وإنما يُقَدِّسُ المرءَ عملُهُ]

- ‌[الحديث في فتن نجد إنما يظهر في نجد المدينة وهو العراق]

- ‌[رؤيا النبي دار الهجرة وذهاب وهله أنها اليمامة]

- ‌[فشو الشرك المخالف لفاتحة الكتاب وسورة الناس]

- ‌[كلام ابن تيمية في شرك القبوريين]

- ‌[آيات القرآن في أن دعاء غير الله شرك]

- ‌[نفي الشفاعة الشركية]

- ‌[شبهة من يدعو غير الله]

- ‌[لعن متخذي القبور مساجد]

- ‌[كراهة السلف لتعظيم القبور والاستغاثة بالموتى]

- ‌[ليس لسؤال الموتى تأثير في الإجابة]

- ‌[الأنبياء والصالحون لم يُعْبَدُوا إلا بعد موتهم]

- ‌[الفتنة بقصائد المتأخرين في مدح النبي وغيره والاستغاثة بهم]

- ‌[مقصود زيارة الموحدين للقبور]

- ‌[الشفاعة جميعها لله يأذن لمن شاء لمن ارتضى]

- ‌[الفرق بين شفاعة المخلوق إلى الخالق وشفاعته إلى المخلوق]

- ‌[شفاعة المخلوق إلى المخلوق لا يفتقر فيها إلى المشفوع عنده]

- ‌[الله تعالى هو الذي يُحَرِّك الشفيع حتى يشفع]

- ‌كتابالمورد العذب الزلال في كشف شبه أهل الضلال

- ‌[نواقض التوحيد]

- ‌[موالاة المشركين بالنصرة والإعانة ناقض للإسلام]

- ‌[لا يثبت الإسلام ولا يتحقق إلا بالعمل بشرائعه]

- ‌[مما يثبت به الإسلام أداء الأمانات واجتناب المحرمات]

- ‌فصلفي الإشارة إلى ما تضمنَتْهُ لا إله إلا الله من نَفْيِ الشرك وإبطاله، وتجريد التوحيد لله تعالى والإشارة إلى بعض ما تُنْتَقَضُ به عُرَى الدين الذي بعث الله به المرسلين

- ‌[شروط كلمة التوحيد]

- ‌[بعض أعمال المنافقين وأقوالهم التي عُدَّت كفرا]

- ‌[دعوة الرسل والأنبياء أقوامهم إلى عبادة الله وحده]

- ‌[القرآن تحقيق لمعنى كلمة التوحيد]

- ‌[جواب الشيخ محمد بن عبد الوهاب لمن سأله عما يقاتِلون عليه وما يكفِّر به]

- ‌فصل:وهذا شروع في الجواب المشار إليه سابقًا

- ‌[الرد على من طعن في الشيخ عبد الرحمن بن حسين]

- ‌[حل جوائز السلطان]

- ‌[أخذ العلماء أرزاقهم من بيت المال]

- ‌[الوهابية لا يكفرون إلا بما أجمع العلماء على أنه كفر]

- ‌[فشو الشرك بالدعاء والاستغاثة بغير الله]

- ‌[امتحان الله الناس في الفتن للتمييز بينهم]

- ‌[دعاء النبي للمؤمنين الذين عجزوا عن الهجرة معه]

- ‌[الظالمون لأنفسهم بترك الهجرة وحالهم عند الموت]

- ‌[وعيد من ترك الهجرة إلا المستضعفين]

- ‌[هجرة الصحابة إلى الحبشة وإكرام النجاشي لهم]

- ‌[حال المسلم الذي يقيم بين المشركين المعادين للإسلام]

- ‌[شبهة استئجار أبي بكر لعبد الله بن أريقط، والرد عليها]

- ‌كتاببيان كلمة التوحيد والرد على الكشميري عبد المحمود

- ‌[دعوة الرسل كلهم إخلاص العبادة لله وحده]

- ‌[ورقة في معنى كلمة التوحيد لكاتب مجهول]

- ‌[غلط كثير من الطوائف في مسمى التوحيد]

- ‌[الرد على تفسير الورقة لكلمة إله]

- ‌[أصل دعوة الرسل عبادة الله وحده]

- ‌[قول الورقة: إن الإله مشتق من ألهه]

- ‌[قول الورقة: إن العرف خصَّ معنى الإله بالمعبود بحق]

- ‌[النفي والإثبات في كلمة التوحيد]

- ‌[زعم عدم تحقق العبادة إلا بعد استحقاق المعبود لها]

- ‌[قوله: إن المعبودات الباطلة سميت آلهة من حيث اعتقاد عبَّادها]

- ‌وقوله: (كما ورد في أكثر موارد القرآن)

- ‌وأما قوله: (فمدفوع بأن إطلاقه عليها بالنظر إلى اعتقاد عبادها)

- ‌[الإله المنفي في كلمة الإخلاص]

- ‌[إعراب لا إله إلا الله]

- ‌[ما يقتضيه إعراب المعترض لها من الفساد]

- ‌[وجوب تحقيق معنى لا إله إلا الله]

- ‌[أقوال كبار المتكلمين في معنى لا إله إلا الله وإعرابها]

- ‌[عود إلى الآيات في معنى لا إله إلا الله]

- ‌[اقتضاء كلمة التوحيد إبطال عبادة كل ما عبد من دون الله]

- ‌[شكوى قريش لأبي طالب من النبي وكلامه]

- ‌[زعم أن كلمة التوحيد لا تنفي إلا مفهوما كليا]

- ‌[الوجوه المبطلة للقول بأن نفي الكلي ليس له أفراد في الخارج]

- ‌[رد قول أن المنفي بلا إله إلا الله كلي منوي]

- ‌[الزعم بأن المستثنى بها هو المفهوم العام]

- ‌[قول أفلاطون وأتباعه: إن الله هو الوجود المطلق]

- ‌[رد شيخ الإسلام على قول أفلاطون]

- ‌[الرد على تفسير الورقة لكلمة التوحيد]

- ‌[المنفي بكلمة التوحيد كل ما عبد ويعبد من دون الله]

- ‌[التوحيد هو الكفر بالطواغيت والأصنام وإخلاص العبادة لله وحده]

- ‌[معنى لا إله إلا الله وإعرابها عند الكوراني]

- ‌[الرد على من صرف كلمة التوحيد عن معناها]

- ‌[المنفي في كلمة التوحيد الإلهية الكثيرة الموجودة في الخارج]

- ‌[وضع الأسماء الشرعية للمسميات البدعية]

- ‌[تفسير العلماء لكلمة التوحيد]

- ‌[ذيل للرد للعلامة ابن بطين]

- ‌[جوابه عن قول الخطيب: الحمد لله الذي تحيرت العقول في مبدأ أنواره…الخ]

- ‌الفرق بين الرخصة والعزيمة{وحكم الشرع فيهما}

- ‌[مسألة الجد والإخوة]

- ‌[قلب الدَّيْن على من له عقار وعوامل ونواضح ونحوها] *

- ‌في الرد على الجهمية والرافضة

- ‌مسائل شتى سئل عنها الشيخ عبد الله أبو بطين

- ‌[ثلاث مسائل]

- ‌ معنى قول الشيخ محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني -رحمة الله عليه-: ولا ينفع المشرك قوله: أنا لا أشرك بالله شيئا لأن فعله أكذب قوله

- ‌[مسائل وفتاوى للشيخ عبد الرحمن بن حسن]

- ‌معنى قوله في الاستفتاح "ولا إله غيرك

- ‌مسألة في بعض ما يتعلق بغلة الوقف

- ‌نصيحة لولي الأمر بالحرص على إقامة الدين

- ‌جواب فيصل للشيخ عبد الرحمنعن نصيحته المتقدمة

- ‌الرد على من قال بقول الفلاسفة في دعاء الموتى والتعلق بأرواحهم

- ‌[الوصية بتدبر كتاب الله]

- ‌[الجواب عن مسائل اختلف فيها طلبة العلم]

- ‌{فتاوى فقهية في خروج النساء ولبس الحرير وغير ذلك}

- ‌قوله صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة

- ‌(تقريظ للرسالة الماضية)في حكم الحرير، لبعض الأفاضل

- ‌{الكتب التي يؤخذ منها التوحيد، والنهي عن الحرير}

- ‌{فتاوى ومسائل فقهية - في الطلاق الثلاث وغيره}

- ‌معنى التقوى وتفسير قول الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} إلى قوله: {وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}

- ‌{كتابه إلى محمد بن عمر وفيه ذكر تآليف ابن منصور}

- ‌كتاب آخر إلى محمد بن عمر(وفيه الرد على من زعم أنه لا يصح تبديع مسلم ولا تفسيقه)

- ‌(جواب سؤال عمن يجتمع للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة في المسجد، وعن صلاة الجمعة قبل الزوال، ومسائل أخرى)

- ‌(جوابه عن كتاب من محمد آل عمر السليم)[ذكر كلام ابن القيم في حياة القلب]

- ‌{نصيحة بالعمل بما دلت عليه الشهادتان}(كتبها إلى أمير الأحساء وأعيانها)

- ‌(بعض رسائل الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن)

- ‌{رسالة في الكلام على "أما" بالتخفيف، وإعراب "عدد خلقه" إلخ}

- ‌{حكمة الله في ابتلائه المؤمنين}

- ‌كتاب منه إلى سهل بن عبد الله{يرشده فيه إلى تدبر كتاب الله}

- ‌{جواب كتاب منه إليه يشنع فيه على حج المشاهد والمقابر}

- ‌التحذير عن البطالة

- ‌الوصية الجامعة لزوم التقوى في كل حال

- ‌{كتابه إلى محمد آل عمر وفيه ذكر شرحه كتاب الكبائر}

- ‌{كتاب منه إلى صالح آل عثمان}

- ‌حسن الالتجاء إلى الله والثقة به

- ‌{في تعظيم أوامر الله ومجاهدة أعدائه}{والولي في النكاح، وسؤال الله بحق نبيه}

- ‌رسالةفي القول فيما يذهب إليه الناس اليوم من العقيدة الأشعرية وإمامة من يعتقدها وتوليه القضاء

- ‌فتاوى في مسائل مختلفة{في الديات والجروح ودم الذمي والمعاهد والحربي}

- ‌{حكم وطء الرجل مملوكة ولده}

- ‌رسالة(في الاعتصام والاتباع والنهي عن التفرق والابتداع)

الفصل: ‌رسالة في الشهادتين ودلائل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

‌رسالة في الشهادتين ودلائل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

رسالة أخرى في الشهادتين

(وبعثة محمد صلى الله عليه وسلم ودلائل رسالته)

قال -صب الله عليه من شآبيب بره ورحمته ووالى-:

هذه كلمات في معرفة شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وقد غلط أهل زماننا فيها، وأثبتوا لفظها دون معانيها، وقد يأتون بأدلة على ذلك تلتبس على الجاهل المسكين، ومن ليس له معرفة في الدين، وذلك يُفْضِي إلى أعظم المهالك.

[معنى كون أهل السنة لا يكفرون أهل القبلة]

فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، فإذا قالوها؛ عصموا مني دماءهم وأموالهم"1 الحديث. وكذا قوله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن شفاعته: من أحق بها يوم القيامة؟ قال: "من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه"2. وقوله صلى الله عليه وسلم: "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله، دخل الجنة" 3. وكذلك حديث عتبان بن مالك: "فإن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله"4.

وهذه الأحاديث الصحيحة إذا رآها هذا الجاهل أو بعضها أو سمعها من غيره طابت نفسه، وقرتْ عينه، واستنقذه المساعد على ذلك، وليس الأمر كما يظنه هذا الجاهل المشرك. فلو أنه دعا غير الله أو ذبح له، أو حلف به، أو نذر له: لم ير ذلك شركا، ولا محرما، ولا مكروها؛ فإذا أنكر عليه أحدٌ بعضَ ما ينافي التوحيد لله، والعمل بما أمر الله اشمأز ونفر وعارض بقوله: قال رسول الله، وقال رسول الله، وهذا لم يدر حقيقة الحال.

فلو كان الأمر كما قال؛ لما قال الصديق رضي الله عنه في أهل الردة: والله لو منعوني عناقا -أو قال عقالا- كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه. أفيظن هذا الجاهل أنهم لم يقولوا لا إله إلا الله؟ وما يصنع هذا الجاهل بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخوارج: "أينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم، فإنهم شر قتيل

1 البخاري: الجهاد والسير (2946)، ومسلم: الإيمان (21)، والترمذي: الإيمان (2606)، والنسائي: الجهاد (3090 ،3095) وتحريم الدم (3971 ،3972 ،3974 ،3976 ،3977 ،3978)، وأبو داود: الجهاد (2640)، وابن ماجه: الفتن (3927 ،3928) ، وأحمد (1/ 11 ،2/ 377 ،2/ 423 ،2/ 502 ،2/ 528 ،3/ 300 ،3/ 332 ،3/ 339 ،3/ 394).

2 البخاري: العلم (99) ، وأحمد (2/ 373).

3 أبو داود: الجنائز (3116) ، وأحمد (5/ 233 ،5/ 247).

4 البخاري: الصلاة (425) والأطعمة (5401)، ومسلم: المساجد ومواضع الصلاة (33).

ص: 24

تحت أديم السماء"1؟

أفيظن هذا الجاهل أن الخوارج الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا، أنهم لم يقولوا لا إله إلا الله؟ وقال صلى الله عليه وسلم:"في هذه الأمة -ولم يقل منها- قوم يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، وقراءته مع قراءتهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم"3.

وكذلك أهل حلقة الذكر؛ لما رآهم أبو موسى في المسجد في كل حلقة رجل يقول: سَبِّحُوا مائة، هَلِّلُوا مائة. الحديث؛ فلما أنكر عليهم عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: والله ما أردنا إلا الخير. قال: كم من مريد للخير لم يصبه 4 إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا: "أن قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز حلوقهم"5 أو قال: "تراقيهم"6. وأيم الله لا أدري أن يكون أكثرهم إلا منكم، قال عمرو بن سلمة: فما كان إلا قليل حتى رأوا أولئك يطاعنون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النهروان مع الخوارج.

أفيظن هذا الجاهل المشرك أنهم يتركون ذلك؛ لكونهم يسبحون ويهللون ويكبرون؟ وكذلك المنافقون على عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم؛ ويصلون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس ويحجون معه، قال الله تعالى:{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} 7.

أفيظن هذا الجاهل أنهم لم يقولوا: لا إله إلا الله؟ وكذلك قاتل النفس بغير حق يقتل؛ أفيظن هذا الجاهل أنه لم يقل: لا إله إلا الله؟ وأنه لم يقلها خالصا من قلبه؟ فسبحان من طبع على قلب من شاء من عباده، وأخفى عليه الصواب، وأسلكه مسلك البهائم والدواب:{أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ} 8، حتى قال هؤلاء الجهلة ممن ينتسب

1 البخاري: استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم (6930)، ومسلم: الزكاة (1066)، والنسائي: تحريم الدم (4102)، وأبو داود: السنة (4767) ، وأحمد (1/ 81 ،1/ 131).

2 البخاري: المناقب (3610)، ومسلم: الزكاة (1064) ، وأحمد (3/ 33 ،3/ 60 ،3/ 65).

3 فيه أن الخليفة الرابع رضي الله عنه قاتلهم ببغيهم، ولم يحكم بكفرهم، وكانوا متأولين، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في عدة مواضع.

4 أنكر ابن مسعود (رض) ذلك على قائله؛ لأنه بدعة كما بينه الشاطبي في الاعتصام وغيره.

5 البخاري: المناقب (3610)، ومسلم: الزكاة (1064)، والنسائي: الزكاة (2578) وتحريم الدم (4101)، وأبو داود: السنة (4764) ، وأحمد (3/ 4 ،3/ 33 ،3/ 60 ،3/ 68 ،3/ 73).

6 البخاري: استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم (6934)، ومسلم: الزكاة (1068).

7 سورة النساء آية: 145.

8 سورة الأعراف آية: 179.

ص: 25

إلى العلم والفقه: قِبْلَتُنا مَنْ أَمَّها لا يكفر 1.

فلا إله إلا الله: نَفْيُ وإثباتُ الإلهية كلها لله، فمن قصد شيئا من قبر أو شجر أو نجم أو ملك مقرب أو نبي مرسل؛ لجلب نفع وكشف ضر فقد اتخذه إلها من دون الله، فَكَذَّبَ بلا إله إلا الله؛ يستتاب؛ فإن تاب وإلا قتل.

[الشرك بعبادة غير الله للتبرك]

فإن قال هذا المشرك: لم أقصد إلا التبرك، وإني لأعلم أن الله هو الذي ينفع ويضر. فقل له: إن بني إسرائيل ما أرادوا إلا ما أردتَ، كما أخبر الله عنهم، أنهم لما جاوزوا البحر أتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا:{يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} ، فأجابهم بقوله:{إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} 2 الآيتين.

وحديث أبي واقد الليثي قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين، ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم، يقال لها: ذات أنواط، فمررنا بسدرة، فقلنا يا رسول الله: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الله أكبر إنها السنن 3، قلتم والذي نفسي بيده كما قال بنو إسرائيل لموسى {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ}، لتركبن سنن من كان قبلكم".

وقال تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى} 4، وفي الصحيح عن ابن عباس وغيره أنه رجل صالح كان يلت السويق للحاج، فمات فعكفوا على قبره. فيرجع هذا المشرك ويقول: هذا الشجر والحجر، وأنا أعتقد في أناس

1 يعني الشيخ رحمه الله أن هؤلاء الجهلة لم يفهموا قول أهل السنة: أنهم لا يكفرون أحدا من أهل القبلة، وأنهم يعنون به عدم التكفير بالذنب لا بالشرك، والكفر الذي لا يحتمل التأويل. والتأويل الذي يمنع تكفير الشخص المُعَيَّن: إنما يمنعه ما دام محتملا فإذا قامت عليه الحجة، وذهب احتمال التأويل ظهر أنه مُرتد ليس له عذر.

2 سورة الأعراف آية: 138.

3 الضمير هنا ضمير القصة والشأن، والسنن: سنن الله في الأمم، وهي قواعد الاجتماع والأحوال التي يستن فيها بعض الناس بما كان عليه غيرهم.

4 سورة النجم آية: 19.

ص: 26

صالحين أنبياء وأولياء، أريد منهم الشفاعة عند الله، كما يشفع ذو الحاجة عند الملوك، وأريد منهم القربة إلى الله، فقل له: هذا مذهب الكفار بعينه، كما أخبر سبحانه بقوله:{وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} 1 وقوله: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} 2.

وقد ذكر أناسا يعبدون المسيح وعزيرا، فقال الله: هؤلاء عبيدي يرجون رحمتي كما ترجون، ويخافون عذابي كما تخافون، وأنزل الله -سبحانه-:{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلًا} 3 الآيتين، وقال تعالى:{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ} 4 الآيتين.

والقرآن، بل والكتب السماوية من أولها إلى آخرها مصرحة ببطلان هذا الشرك وكفر أهله، وأنهم أعداء الله ورسوله، وأنهم أولياء الشيطان، وأنه سبحانه لا يغفر لهم ولا يقبل عملهم، كما قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} 5. وقال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} 6. وقال تعالى: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} 7. قال ابن مسعود وابن عباس: لا تجعلوا له أكفاء من الرجال تطيعونهم في معصية الله.

وقال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وشئت فقال: "أجعلتني لله ندا؟ قل: ما شاء لله وحده". وقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "أخوف ما أخاف عليكم: الشرك الأصغر. فسئل عنه فقال: الرياء"8.

[لم يتخلص من عبادة الأوثان إلا أتباع ملة إبراهيم عليه السلام]

وبالجملة، فأكثر أهل الأرض مفتونون بعبادة الأصنام والأوثان، ولم يتخلص من ذلك إلا الحنفاء: أتباع ملة إبراهيم عليه السلام، وعبادتها في الأرض من قبل قوم نوح، كما ذكر الله، وهي كلها، ووقوفها وسدانتها وحجابتها، والكتب المصنفة في شرائع عبادتها طبقت الأرض، قال إمام الحنفاء:{وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ} 9، كما قص الله ذلك عنهم في القرآن وأنجى الرسل وأتباعهم من الموحدين. وكفى في معرفة كثرتهم، وأنهم أكثر أهل الأرض ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن

1 سورة الزمر آية: 3.

2 سورة يونس آية: 18.

3 سورة الإسراء آية: 56.

4 سورة سبأ آية: 40.

5 سورة النساء آية: 48.

6 سورة الفرقان آية: 23.

7 سورة البقرة آية: 22.

8 أحمد (5/ 428).

9 سورة إبراهيم آية: 35.

ص: 27

بَعْثَ النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون، قال الله تعالى:{فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا} 1. وقال: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} 2. وقال: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} 3.

[دلائل نبوة نبينا عليه السلام]

ولما أراد سبحانه إظهار توحيده، وإكمال دينه، وأن تكون كلمته هي العليا، وكلمة الذين كفروا هي السفلى، بعث محمدا خاتم النبيين، وحبيب رب العالمين، وما زال في كل جيل مشهورا، وفي توراة موسى وإنجيل عيسى مذكورا، إلى أن أخرج الله تلك الدرة، بين بني كنانة وبني زهرة، فأرسله على حين فَتْرَةٍ من الرسل، وهداه إلى أقوم السُّبُل، فكان له صلى الله عليه وسلم من الآيات الدالة على نبوته قبل مبعثه ما يعجز أهل عصرها.

فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى، ورؤيا أمي التي رأت حين وضعتني أنه خرج منها نور أضاءت له بُصْرَى من أرض الشام"4. وولد صلى الله عليه وسلم ليلة الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول عام الفيل، وانشق إيوان كسرى ليلةَ مولده حتى سمع انشقاقه وسقط أربعة عشر شرفة 5 وهو باق إلى اليوم آية من آيات الله، وخمدت نار فارس، ولم تخمد قبل ذلك، وغاضت بحيرة ساوة، وكانت بحيرة عظيمة في مملكة العراق عراق العجم وهمدان تسير فيها السفن، وهي أكثر من ستة فراسخ، فأصبحت ليلة مولده يابسة ناشفة، كأن لم يكن بها ماء، واستمرت على ذلك حتى بني مكانها مدينة ساوة وهي باقية إلى اليوم، وأرسلت الشهب على الشياطين كما أخبر الله بقوله: {وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ} 6 الآية.

وأنبته الله نباتا حَسَنًا، وكان أفضل قومه مروءة وأحسنهم خلقا، وأعزهم جوارا، وأعظمهم حلما، وأصدقهم حديثا حتى سماه قومه:"الأمين" لما جعل الله فيه من الأحوال الصالحة والخصال المرضية؛ ووصل بُصْرَى من أرض الشام مرتين فرآه بحيرا الراهب فعرفه، وأخبر

1 سورة الإسراء آية: 89.

2 سورة الأنعام آية: 116.

3 سورة يوسف آية: 103.

4 أحمد (4/ 127).

5 كذا في الأصل؛ ولا بد أن يكون صوابه: أربع عشرة شرفة منه أو من شرفاته.

6 سورة الجن آية: 9.

ص: 28

عمه أنه رسول الله، ونصحه أن يرده، فرده مع بعض غلمانه، وقال لعمه: احتفظ به فلم نجد قدما أشبه بالقدم الذي بالمقام 1 من قدمه. واستمرت كفالة أبي طالب له كما هو مشهور، وَبُغِّضَ إليه الأوثان ودين قومه فلم يكن شيء أبغض إليه من ذلك.

والدليل على أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من العقل والنقل: فأما النقل فواضح.

وأما العقل فنبه عليه القرآن: من ذلك: أن ترك الله خلقَه بلا أمر ولا نهي لا يناسب في حق الله، ونَبَّهَ عليه في قوله:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ} 2 ومنه أن قول الرجل: إني رسول الله؛ إما أن يكون خير الناس وإما أن يكون شرهم وأكذبهم.

والتمييز بين ذلك سهل يعرف بأمور كثيرة، ونبه على ذلك بقوله:{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} 3 الآيات. ومنه شهادة الله بقوله: {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} 4. ومنها شهادة أهل الكتاب بما في كتبهم كما في هذه الآية.

ومنها -وهي أعظم الآيات العقلية-: هذا القرآن الذي تحداهم بسورة من مثله، ونحن إن لم نعلم وجه ذلك من جهة العربية فنحن نعلمه من معرفتنا بشدة عداوة أهل الأرض له، علمائهم وفصحائهم، وتكريره هذا واستعجازهم به، ولم يتعرضوا لذلك على شدة حرصهم على تكذيبه، وإدخال الشبهة على الناس.

ومنها: تمام ما ذكرنا، وهو إخباره -سبحانه- أنه لا يقدر أحد أن يأتي بسورة مثله إلى يوم القيامة، فكان كما ذكر، مع كثرة أعدائه في كل عصر، وما أُعْطُوا من الفصاحة والكمال والعلوم.

ومنها: نصرُهُ مَنْ اتَّبَعَهُ، ولو كانوا أضعف الناس.

ومنها: خذلان من عاداه وعقوبته في الدنيا، ولو كانوا أكثر الناس وأقواهم.

ومنها: أنه رجل أمي لا يخط ولا يقرأ الخط، ولا أخذ عن العلماء، ولا ادعى

1 مقام إبراهيم، يعني أنه صلى الله عليه وسلم أشبه الناس بإبراهيم.

2 سورة الأنعام آية: 91.

3 سورة الشعراء آية: 221.

4 سورة الرعد آية: 43.

ص: 29

ذلك أحد من أعدائه مع كثرة كذبهم وبهتانهم، ومع هذا أتى بالعلم الذي في الكتب الأولى، كما قال تعالى:{وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} 1.

[الدعوة إلى التوحيد والتحذير من الشرك]

وقال -رحمه الله تعالى-: ولما بلغ أربعين سنة، بعثه الله بشيرا ونذيرا {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} 2 ولما أتى قومه بلا إله إلا الله قالت قريش:{أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا} 3. قال الترمذي: حدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة وزيد بن مروان وغيرهم قالوا: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين مُسْتَخْفِيًا، ثم أعلن في الرابعة، فدعا عشر سنين يوافي الموسم كل عام فيقول: "أيها الناس، قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا، وتملكوا بها العرب، وتدين لكم بها العجم، فإذا متم كنتم ملوكا في الجنة"4. وأبو لهب وراءه يقول: لا تطيعوه فإنه صابئٌ كذابٌ، فيردون عليه أقبح الرد.

ولما أمره الله بالهجرة، هاجر وأظهر الله دينه على الدين كله، وقاتل جميع المشركين؛ ولم يميز بين مَن اعتقد في نبي ولا ولي ولا شجر ولا حجر، وما زال يعلم الناس التوحيد، ويقمع من دعاة الشرك كل شيطان مريد، حتى أزال الله الجهل والجهال، وبان للناس من التوحيد ساطعُ الجمالِ.

وعن أنس قال: قال أناس: يا رسول الله، يا خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا. فقال صلى الله عليه وسلم:"يا أيها الناس أنا محمدٌ عبدُ الله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منْزلتي التي أنزلني الله عز وجل"5.

وعن عبد الله بن الشخير قال: انطلقت في وفد بني عامر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: أنت سيدنا. فقال: "السيد الله"6. وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تُطْرُونِي كما أَطْرَتْ النصارى المسيحَ ابن مريم؛ إنما أنا عبد الله ورسوله"7. وما زال صلى الله عليه وسلم مُعَلِّمًا لأصحابه هذا التوحيد، َومُحَذِّرًا من الشرك، حتى أتاهم مرة وهم يتذاكرون الدجال فقال: "ألا أخبركم بما هو أخوف

1 سورة العنكبوت آية: 48.

2 سورة الأحزاب آية: 46.

3 سورة ص آية: 5.

4 أحمد (3/ 492).

5 أحمد (3/ 249).

6 أبو داود: الأدب (4806).

7 البخاري: أحاديث الأنبياء (3445) ، وأحمد (1/ 23 ،1/ 24 ،1/ 47 ،1/ 55).

ص: 30

ما أخاف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: الشرك الخفي: يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لِمَا يَرَى مِن نظر رجل"، وحتى قال: "لا تحلفوا بآبائكم، من حلف بالله فليصدق، ومن حُلِفَ له بالله فَلْيَرْضَ، ومن لم يرض فليس من الله في شيء"1 وحتى قال:"لا يقول أحدكم: ما شاء الله وشاء فلان"2 وحتى قال: "لا تقولوا: لولا الله وفلان" وحتى قال: "لا يقول أحدكم: عبدي وأمتي"3 وحتى قال: "من حلف بغير الله فقد أشرك أو كفر"4.

وحذرهم من الشرك بالله في الأقوال والأعمال، حتى قال:"إنما أنا بشر، يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم الثقلين: كتاب الله فيه الهدى والنور، ومن تركه كان على الردى"5، وحتى قال:"خير الحديث: كتاب الله، وخير الهدي هَدْيُ محمد، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار"6 وحتى أنه لم يترك النهي عند الموت والتحذير لنا من هذا الشرك حتى قال: "اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد، اشتد غضبُ الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"7. وحتى قال: "دخل الجنة رجل في ذباب، ودخل النار رجل في ذباب" الحديث. وحتى حذرهم عن الكفر بنعمة الله، قيل: هو قول الرجل: هذا مالي ورثته من آبائي، وقال بعضهم: هو كقوله: الريح طيبة والملاح حاذق، ونحو ذلك.

[الصلاة والزكاة من حق الإسلام يقاتل تاركهما]

ولما ذكر شيخ الإسلام تقي الدين الأحاديث*: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله"8، وكذلك حديث ابن عمر في الصحيحين:"أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة"9. وقال: "إن الصلاة من حقها، والزكاة من حقها"، كما قال الصِّدِّيق لعمر، ووافقه عمر وسائرهم على ذلك. ويكون ذلك أنه قال: قد شرع في العصمة وإلا بطل. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كل واحد من الحديثين في وقت ليعلم المسلمون أن الكافر إذا قالها جَبَّ الكفر عنه، ثم صار القتال مجردًا إلى الشهادتين؛

1 ابن ماجه: الكفارات (2101).

2 أبو داود: الأدب (4980) ، وأحمد (5/ 384 ،5/ 398).

3 البخاري: العتق (2552)، ومسلم: الألفاظ من الأدب وغيرها (2249)، وأبو داود: الأدب (4975) ، وأحمد (2/ 316 ،2/ 423 ،2/ 463 ،2/ 484 ،2/ 491 ،2/ 508).

4 الترمذي: النذور والأيمان (1535)، وأبو داود: الأيمان والنذور (3251) ، وأحمد (2/ 76 ،2/ 125).

5 مسلم: فضائل الصحابة (2408).

6 مسلم: الجمعة (867)، والنسائي: صلاة العيدين (1578)، وابن ماجه: المقدمة (45) ، وأحمد (3/ 371)، والدارمي: المقدمة (206).

7 مالك: النداء للصلاة (416).

* انظر "شرح عمدة الفقه لابن تيمية - كتاب الصلاة" ص 62. [معد الكتاب للمكتبة الشاملة]

8 البخاري: الإيمان (25)، ومسلم: الإيمان (22).

9 البخاري: الإيمان (25)، ومسلم: الإيمان (22).

ص: 31

ليعلم أن تمام العصمة يحصل بذلك لئلا يقع شبهة؛ وأما مجرد الإقرار فلا يعصمهم على الدوام 1 كما وقعت لبعض الصحابة حتى جلاها الصديق رضي الله عنه ووافقوه.

وقال ابن القيم في شرح المنازل 2: شهادة أن لا إله إلا الله الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد. هذا هو التوحيد الذي نفى الشرك الأعظم، وعليه نصبت القبلة، وبه حقنت الدماء والأموال، وانفصلت دار الإيمان من دار الكفر، وصحت به الملة للعامة، وإن لم يقوموا بحسن الاستدلال بعد أن يسلموا من الشبهة والحيرة والريبة بصدق شهادة صححها قبول القلب، وهذا توحيد العامة، الذي يصح بالشواهد، وهي إرسال الرسل الصنائع 3، ويجب بالسمع، ويوجد بِتَبْصِيرِ الحق، وينمو على مشاهدة الشواهد 4. والحمد لله رب العالمين.

1 الإقرار بالشهادتين هو المدخل في الإسلام، والعنوان على ترك الكفر السابق، فهما كافيتان في العصمة من القتل في أثناء القتال؛ وأما الاعتداد بإسلام قائليها بعد ذلك: فلا بد فيه من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة؛ لقوله تعالى: (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم) وقال بعدها: (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين).

2 هذه العبارة التي نقلها هنا هي عبارة كتاب المنازل لا شارحه ابن القيم.

3 عبارة المنازل: وهي "أي الشواهد" الرسالة والصنائع. قال ابن القيم: ومقصوده أن الشواهد نوعان آيات متلوة وهي الرسالة، وآيات مرئية وهي الصنائع.

4 هذه آخر عبارة المنازل.

ص: 32