المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

{سُنَّةَ اللهِ} منصوب مصدر لفعل دل عليه ما قبله وهو - التفسير المنير - الزحيلي - جـ ٢٢

[وهبة الزحيلي]

فهرس الكتاب

- ‌خصائص أهل بيت النبوة

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌المناسبة:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌المساواة بين الرجال والنساء في ثواب الآخرة

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌سبب النزول:

- ‌المناسبة:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌قصة زيد بن حارثة وزينب بنت جحش رضي الله عنهما

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌سبب النزول:

- ‌نزول الآية (36):

- ‌نزول الآية (37):

- ‌نزول الآية (40):

- ‌المناسبة:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌تعظيم الله تعالى وإجلاله بالأذكار والتسابيح الكثيرة

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌سبب النزول:

- ‌المناسبة:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌مهام دعوة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌سبب النزول:

- ‌المناسبة:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌النساء اللاتي أحلّ الله زواجهن بالنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌سبب النزول:

- ‌نزول الآية (50):

- ‌نزول الآية (51):

- ‌نزول الآية (52):

- ‌المناسبة:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌آداب دخول البيت النبوي وحجاب نساء النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌سبب النزول:

- ‌المناسبة:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وجزاء إيذائه وإيذاء المؤمنين

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌سبب النزول:

- ‌نزول الآية (58):

- ‌المناسبة:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌آية جلباب النساء لستر العورة

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌سبب النزول:

- ‌المناسبة:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌تهديد المنافقين وجزاؤهم

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌المناسبة:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌توعد الكفار بقرب الساعة وبيان نوع جزائهم

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌المناسبة:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌تحريم الإيذاء الذي لا يؤدي إلى الكفر والأمر بالتقوى

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌المناسبة:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌أمانة التكاليف وأثرها في تصنيف المكلفين

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌المناسبة:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌سورة سبأ

- ‌تسميتها:

- ‌مناسبتها لما قبلها:

- ‌مشتملاتها:

- ‌صفات الملك والقدرة والعلم لله تعالى

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌إنكار الكفار الساعة وموقف الناس من آيات الله وجزاؤهم

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌المناسبة:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌استبعاد الكفار قيام الساعة واستهزاؤهم بالرسول صلى الله عليه وسلموالاستدلال على البعث

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌المناسبة:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌نعم الله على داود عليه السلام

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌المناسبة:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌نعم الله على سليمان عليه السلام

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌المناسبة:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌قصة سبأ وسيل العرم

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌سبب النزول:

- ‌المناسبة:

- ‌اضواء على سبأ وسد مأرب:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌إبطال شفاعة آلهة المشركين

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌المناسبة:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌إقرار المشركين بأن الله هو الرازق وإعلامهم بالحاكم ووقت الحكم

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌المناسبة:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌إنكار المشركين القرآن والحوار يوم القيامة بين الضالين والمضلين

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌المناسبة:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌تسلية النبي صلى الله عليه وسلمظاهرة الكفر بين المترفين واعتدادهم بالأموال والأولاد

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌سبب النزول:

- ‌المناسبة:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌تقريع الكفار يوم القيامة أمام معبوداتهم

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌المناسبة:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌أسباب تعذيب الكفار

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌المناسبة:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌تهديد الكفار بشديد العقاب وإيمانهم حين معاينة العذاب

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌المناسبة:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌سورة فاطر

- ‌تسميتها:

- ‌مناسبتها لما قبلها:

- ‌مشتملاتها:

- ‌بعض أدلة القدرة الإلهية والتذكير بنعم اللهوإثبات التوحيد والرسالة

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌تقرير الحشر والتحذير من الشيطانوجزاء الكافرين والمؤمنين

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌سبب النزول:

- ‌المناسبة:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌من دلائل القدرة الإلهية لإثبات البعث

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌المناسبة:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌من دلائل الوحدانية والقدرة الإلهية

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌المناسبة:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌سبب العبادة والمسؤولية الشخصيةوانتفاع العابدين بالإنذار

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌المناسبة:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌مثل المؤمن والكافر وإرسال الرسل في الأمم

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌المناسبة:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌العلوم العملية الطبيعيةدليل آخر على وحدانية الله وقدرته وحال العلماء أماممشاهد الكون

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌سبب نزول الآية (29):

- ‌المناسبة:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌تصديق القرآن لما تقدمه وأنواع ورثته وجزاء المؤمنين

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌سبب النزول:

- ‌المناسبة:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌جزاء الكافرين وأحوالهم في النار وتهديدهم على كفرهم

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌المناسبة:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌مناقشة المشركين في عبادة الأوثان وإنكار التوحيد

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌المناسبة:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌إنكار المشركين الرسالة النبوية وتهديدهم بالإهلاك

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌سبب النزول:

- ‌المناسبة:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌سورة يس

- ‌تسميتها:

- ‌مناسبتها لما قبلها:

- ‌مشتملاتها:

- ‌القرآن والرسول والمرسل إليهم

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌سبب النزول:

- ‌نزول الآية (8):

- ‌نزول الآية (12):

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

- ‌قصة أصحاب القرية-أنطاكية

- ‌الإعراب:

- ‌البلاغة:

- ‌المفردات اللغوية:

- ‌المناسبة:

- ‌التفسير والبيان:

- ‌فقه الحياة أو الأحكام:

الفصل: {سُنَّةَ اللهِ} منصوب مصدر لفعل دل عليه ما قبله وهو

{سُنَّةَ اللهِ} منصوب مصدر لفعل دل عليه ما قبله وهو {فِيما فَرَضَ اللهُ لَهُ} أي سنّ له سنة، أو منصوب بنزع الخافض، أي كسنة الله.

{الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللهِ} صفة للذين خلوا أو مدح لهم منصوب أو مرفوع.

{وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ} {رَسُولَ} خبر {كانَ} مقدرة، أي ولكن كان محمد رسول الله.

ومن قرأه بالرفع جعله خبر مبتدأ محذوف، تقديره: هو رسول الله.

‌البلاغة:

{وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ} التنكير لإفادة العموم؛ لأن النكرة في سياق النفي تفيد العموم، أي ليس لمؤمن ولا لمؤمنة أن يريد غير ما أراده الله ورسوله.

{تُخْفِي} و {مُبْدِيهِ} بينهما طباق.

{قَدَراً مَقْدُوراً} بينهما جناس اشتقاق.

{وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللهَ} فيهما طباق السلب.

‌المفردات اللغوية:

{وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ} أي ما يصح له أو ما ينبغي له {إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً} أي قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر الله لتعظيم أمره، والإشعار بأن قضاءه قضاء الله. والسبب أنه نزل في زينب بنت جحش بنت عمته: أميمة بنت عبد المطلب، خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة فأبت هي وأخوها عبد الله {الْخِيَرَةُ} الاختيار، فليس لهم أن يختاروا من أمرهم شيئا، بل يجب عليهم أن يجعلوا اختيارهم تبعا لاختيار الله ورسوله {ضَلالاً مُبِيناً} أي ظاهرا بيّن الانحراف عن الصواب.

{وَإِذْ تَقُولُ} أي اذكر حين تقول {أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ} بالإسلام {وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ} بالعتق والتحرير، وهو زيد بن حارثة، كان من سبي الجاهلية اشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، والأصح أن السيدة خديجة وهبته له، ثم أعتقه وتبناه، وقد تقدمت قصته {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ} زينب {وَاتَّقِ اللهَ} في أمر طلاقها، ولا تطلقها ضرارا {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ} أي تخفي في نفسك ما الله مظهره وهو الأمر من الله بزواجها بعد طلاقها من زوجها

(1)

{وَتَخْشَى النّاسَ} أي

(1)

الإخفاء هو لزواجها المأمور به من الله لإبطال عادة التبني وآثاره في الجاهلية، وليس المراد كما جاء في تفسير الجلالين وغيره إخفاء حبها حين وقع بصره عليها بعد حين من زواجها، فهذا الكلام باطل لا أصل له، ويتنافى مع منصب النبوة، فهي ابنة عمته يعرفها من قديم، وكان بإمكانه أن يتزوجها قبل تزويجه إياها من زيد.

ص: 24

تستحييهم وتخاف تعييرهم إياك وقولهم: تزوج زوجة ابنه الذي تبناه {وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ} في كل شيء، والواو للحال، فتزوجها ولا تأبه لقول الناس، قال البيضاوي: وليست المعاتبة على الإخفاء وحده، فإنه وحده حسن، بل على الإخفاء مخافة قالة الناس وإظهار ما ينافي إضماره، فإن الأولى في أمثال ذلك أن يصمت أو يفوض الأمر إلى ربه.

{فَلَمّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً} حاجة، أي لم يبق له بها حاجة الزوجية فطلقها {زَوَّجْناكَها} جعلناها لك زوجة وأمرناك بزواجها، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم بغير إذن بشر، بعد إذن الله تعالى، وأشبع المسلمين خبزا ولحما، فكانت بلا واسطة عقد بشري، بدليل أنها كانت تقول لسائر نساء النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تولى إنكاحي، وأنتن زوّجكن أولياؤكن. {حَرَجٌ} مشقة وضيق دائم {أَدْعِيائِهِمْ} جمع دعي وهو الابن المتبنى {وَكانَ أَمْرُ اللهِ} أي مقضيه {مَفْعُولاً} نافذا حاصلا لا محالة، كما كان تزويج زينب. وجملة {لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ.} . علة للتزويج، وهو دليل على أن حكم النبي وحكم الأمة واحد إلا ما خصه الدليل.

{ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللهُ لَهُ} أي قسم له وقدر وأجل، مأخوذ من قولهم: فرض له في الديوان كذا، وفرض للعسكر أو الجند كذا، أي قدر لهم أرزاقهم {فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ} مضوا من الأنبياء ألا حرج عليهم في ذلك، وفيما أباح لهم {وَكانَ أَمْرُ اللهِ قَدَراً مَقْدُوراً} فعله قضاء مقضيا وحكما مبتوتا كائنا لا بد منه {وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللهَ} أي لا يخشون مقالة الناس فيما أحل الله لهم، وهو تعريض بعد تصريح {وَكَفى بِاللهِ حَسِيباً} حافظا لأعمال خلقه ومحاسبتهم، فينبغي ألا يخشى إلا منه.

{ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ} على الحقيقة، فيثبت ما يترتب على البنوة من حرمة المصاهرة وغيرها، فليس أبا زيد، أي والده، فلا يحرم عليه التزوج بزوجته زينب {وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ} أي ولكن كان رسول الله، وكل رسول أبو أمته، لا مطلقا، بل من حيث إنه رؤف بهم، ناصح لهم، واجب التوقير والطاعة عليهم، و {زَيْدٌ} منهم كبقية المؤمنين {وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ} بكسر التاء، فاعل الختم، أي فلا يكون له ابن رجل بعده يكون نبيا، وبفتح التاء بمعنى الطابع كآلة الختم، أي وآخرهم الذي ختمهم، أو به ختموا {وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} يعلم من يليق بأن يختم به النبوة، فلا نبي بعده، وكيف ينبغي شأنه.

وكون النبي صلى الله عليه وسلم أبا للطاهر والطيب والقاسم وإبراهيم لا ينافي الآية، فإن هؤلاء قد أخرجوا من حكم النفي بقوله:{مِنْ رِجالِكُمْ} لأن هؤلاء لم يبلغوا مبلغ الرجال، ولأنه قد أضاف الرجال إليهم، وهؤلاء رجاله، لا رجالهم.

وأما كون عيسى ينزل في آخر الزمان، فلا يتناقض مع قوله تعالى:{وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ} لأن

ص: 25