الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله الذي أنزل «القرآن» هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.
وأشهد أن لا إله إلا الله القائل في محكم كتابه: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (1).
والصلاة والسلام على رسول الله الذي صح عنه من الحديث الذي رواه «أبو سعيد الخدري» رضي الله عنه حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وبعد: فقد اقتضت إرادة الله تعالى أن جعل قلوب بعض عباده المؤمنين أوعية «للقرآن» فحفظوه، وفهموه، وعملوا بتعاليمه: فأحلّوا حلاله، وحرّموا حرامه، وتأدّبوا بآدابه، وتخلّقوا بأخلاقه ثم علّموه للمسلمين حتى وصل إلينا صحيحا مرتّلا، فقد تلقّاه الخلف عن السلف، وتعلمه جيل بعد جيل. وهكذا ستظلّ
(1) سورة الحجر الآية 9.
(2)
رواه الترمذي، أنظر: التاج ج 4 ص 6.
والفضائل في ضوء الكتاب والسنة د/ محمد سالم محيسن ص 243.
طائفة من المسلمين- بعون الله تعالى- لا همّ لهم إلا حفظ «القرآن» ثم تعليمه للمسلمين، الى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ولقد كان من نعم الله الكبرى التي أنعم بها عليّ أن جعلني من حفظة كتابه ثم تعلّم رواياته وقراءاته، ثم الوقوف على معرفة رسمه، وضبطه، وعدّ آياته، ثم فهم معانيه وأحكامه، والوقوف على بلاغته وإعجازه.
ولقد تعلق قلبي ووجداني تعلقا كبيرا «بالقرآن» منذ نعومة أظافري.
وأحمد الله تعالى أن وفقني فدوّنت ما يقرب من أربعين كتابا كلها لها صلة بالقرآن الكريم.
وبما أن حفاظ «القرآن» لهم المكانة السامية، والمنزلة الرفيعة في نفسي وفكري، فقد رأيت من الواجب عليّ نحوهم أن أقوم بتجلية بعض الجوانب المشرقة على هؤلاء الأعلام ليقتفي آثارهم من شرح الله صدره للإسلام.
فأمسكت بقلمي- رغم كثرة الأعمال المنوطة بي- وطوّفت بفكري، وعقلي بين المصنفات التي كتبت شيئا عن هؤلاء «الحفاظ» بدءا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويسعدني ويشرّفني أن أقدّم الجزء الاول لتراجم هؤلاء العلماء الأجلاء تحت عنوان: «حفاظ القرآن عبر التاريخ» .
وقد ضمّنت هذا الجزء تراجم حفاظ القرآن ابتداء من الصحابة رضوان الله عليهم حتى عام 405 هـ خمس وأربعمائة من الهجرة (1). كما رتبت الأعلام حسب
(1) تنبيه: أدخلت ضمن هذه التراجم ترجمة كل من:
1 -
عامر السيد عثمان ت 1408 هـ لأنه شيخي.
2 -
محمد سالم محيسن مؤلف هذا الكتاب.
حروف الهجاء ليسهل الرجوع إليها عند اللزوم. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل لي لسان صدق في الآخرين وأن يجعلني من الناجين الفائزين يوم يقوم الناس لربّ العالمين. وصلّ اللهمّ على سيدنا «محمد» وعلى آله وصحبه أجمعين وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
خادم العلم والقرآن الدكتور/ محمد محمد محمد سالم محيسن المدينة المنورة الجمعة 20 رمضان 1408 هـ.
الموافق 6 مايو 1988 م.