الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رقم الترجمة/ 69 «أبو جعفر يزيد بن القعقاع المدني المخزومي» ت 128 ه
ـ (1)
أحد أئمة التابعين، وعلم من علماء القراءات، الثقة من المشهورين شيخ القراءات بالمسجد النبوي الشريف.
أحد القراء العشرة المشهورين، وقراءة «أبي جعفر» من القراءات المتواترة التي لا زال الناس يتلقونها بالقبول، وقد تلقيتها وقرأت بها، والحمد لله رب العالمين.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة الثالثة من حفاظ القرآن.
كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.
قال «ابن الجزري» : عرض «أبو جعفر» القرآن على مولاه عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، وعبد الله بن عباس، وأبي هريرة اهـ (2).
وروى القراءة عنه عدد كثير لأنه كان مدرسة وحده، منهم:«نافع ابن أبي نعيم» أحد القراء السبعة المشهورين، ولا زالت قراءة «نافع» يتلقاها المسلمون بالقبول، وقد قرأت بها والحمد لله رب العالمين. كما أخذ القراءة عن «أبي
(1) أنظر ترجمته فيما يأتي:- تاريخ خليفة 405، وطبقات خليفة 262، والتاريخ الكبير 8/ 353، والمعارف 528، والمعرفة والتاريخ 1/ 675، و 3/ 213، والجرح والتعديل 9/ 285، ومشاهير علماء الأمصار 76، والكامل لابن الأثير 5/ 394، ووفيات الأعيان 6/ 274، وميزان الاعتدال 4/ 511، ومرآة الجنان 1/ 273، و 280، وغاية النهاية 2/ 382، وتقريب التهذيب 2/ 406، وتهذيب التهذيب 12/ 58، وشذرات الذهب 1/ 176، معرفة القراء الكبار: 1/ 72.
(2)
أنظر غاية النهاية في طبقات القراء ج 2 ص 382.
جعفر»: سليمان بن مسلم بن جماز، وعيسى بن وردان، وأبو عمرو بن العلاء، وعبد الرحمن بن زيد، وولداه: إسماعيل، ويعقوب، وآخرون.
قال «يحيى بن معين» : كان «أبو جعفر» إمام أهل المدينة في القراءة فسمى القارئ لذلك (1).
وقال «مالك بن أنس» : كان «أبو جعفر» رجلا صالحا، يقرئ الناس بالمدينة اهـ (2).
وقال «مجاهد» : حدثوني عن «الأصمعي» عن «أبي الزناد» قال: لم يكن أحد أقرأ للسنة من «أبي جعفر» وكان يقدم في زمانه على «عبد الرحمن ابن هرمز» اهـ (3).
وقال «الذهبي» : فأما قراءة «أبي جعفر» فدارت على «أحمد بن زيد الحلواني» عن «قالون، عن عيسى بن وردان» ، عن «أبي جعفر» قرأ بها «الفضل بن شاذان الداري، وجعفر بن الهيثم عن الحلواني» ، وأقرأ بها «الزبير ابن محمد العمري» ، عن قراءته على «قالون» بإسناده، وأقرأها «سليمان بن داود الهاشمي، عن سليمان بن مسلم بن جماز» عن «أبي جعفر» وأقرأها «الدوري» عن إسماعيل بن جعفر عن «أبي جعفر» اهـ (4).
ومن يقرأ تاريخ «أبي جعفر» يتبين له بجلاء ووضوح أنه كان من الزهاد، المتصدقين، الذين يصومون صيام داود عليه السلام، يوضح ذلك النصوص التالية:
فعن «سبط الخياط» قال: روى «ابن جماز عنه» أنه كان يصوم يوما ويفطر
(1) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج 2 ص 383.
(2)
انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج 2 ص 383.
(3)
انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج 2 ص 383.
(4)
انظر معرفة القراء الكبار ج 1 ص 74.
يوما، واستمرّ على ذلك مدة من الزمان، فقال له بعض أصحابه في ذلك فقال:
إنما فعلت ذلك أروض به نفسي لعبادة الله تعالى اهـ (1).
وقال «ابن الجزري» : قرأت بخط الأستاذ «أبي عبد الله القصّاع» أن «أبا جعفر» كان يصلي في جوف الليل أربع تسليمات يقرأ في كل ركعة بالفاتحة، وسورة من طوال المفصل، ويدعو عقبها لنفسه، والمسلمين، ولكل من قرأ عليه وقرأ بقراءته بعده وقبله اهـ (2).
وقال «سليمان بن مسلم» : أخبرني «أبو جعفر» أنه أتى به إلى «أم سلمة» أم المؤمنين رضي الله عنها، وهو صغير فمسحت على رأسه، ودعت له بالبركة اهـ (3). وعن «عبد الرحمن بن زيد بن أسلم»: كان «أبو جعفر» يصلي خلف القراء في رمضان يلقنهم، وكان بعده «شيبة بن نصاح» جعلوه كذلك اهـ (4).
كما كان «أبو جعفر» رحمه الله تعالى من المتصدقين الذين يخفون أنفسهم ابتغاء رضوان الله تعالى، يوضح ذلك الخبر التالي: فعن «مالك بن أنس» قال:
كان «أبو جعفر» إذا مرّ سائل وهو يصلي بالليل، دعاه فيستتر منه، ثم يلقي إليه إزاره اهـ (5).
ومن نعم الله على «أبي جعفر» رحمه الله، أن الله أكرمه غاية الإكرام فتفضل عليه في الدنيا ومنحه القرآن، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام أما في الدار
(1) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج 2 ص 383.
(2)
انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج 2 ص 383.
(3)
انظر معرفة القراء الكبار ج 1 ص 73.
(4)
انظر معرفة القراء الكبار ج 1 ص 73.
(5)
انظر معرفة القراء الكبار ج 1 ص 73.
الآخرة وهي لا زالت مجهولة إلا أنا نرجو من الله تعالى له جنة عرضها السموات والارض.
ومما يدل على قبوله عند الله تعالى ومغفرته له ما يلي: روى «محمد بن منصور» المدني قال: حدثنا «محمد بن إسحاق المسيبي، حدثني «أبي» عن «نافع» قال: لما غسّل «أبو جعفر» بعد وفاته نظروا ما بين نحره إلى فؤاده مثل ورقة المصحف، قال: فما شك أحد ممن حضر أنه نور القرآن» اهـ (1).
وقال «شيبة بن نصاح» وكان ختنه على ابنة «أبي جعفر» : ألا أريكم منه عجبا؟ قالوا: بلى، فكشف عن صدره، فإذا «دوّارة» بيضاء مثل اللبن، فقال «أبو حازم» وأصحابه: هذا والله نور القرآن، قال:«سليمان» : فقالت لي: «أم ولده» بعد ما مات: صار ذلك البياض غرة بين عينيه اهـ (2).
وقال «سليمان بن أبي سليمان» رأيت «أبا جعفر» على الكعبة في المنام، فقلت: أبا جعفر، فقال: نعم، أقرئ إخواني السلام وأخبرهم أن الله جعلني من الشهداء الأخيار المرزوقين اهـ (3).
توفي «أبو جعفر يزيد بن القعقاع» سنة ثمان وعشرين ومائة من الهجرة، عن نيف وتسعين سنة، بعد حياة حافلة في تعليم القرآن، والزهد، والتقرب إلى الله تعالى. رحم الله «أبا جعفر» رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.
(1) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج 2 ص 384.
(2)
انظر معرفة القراء الكبار ج 1 ص 75.
(3)
انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج 2 ص 384.