الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رقم الترجمة/ 82 «الحسن بن العلّاف» ت 318 ه
ـ (1)
هو: الحسن بن علي بن بشار بن زياد المقرئ أبو بكر البغدادي، المعروف بابن العلاف الضرير الأديب الشاعر النحوي. ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة السابعة من حفاظ القرآن. كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.
أخذ «الحسن بن العلاف» القراءة عن خيرة العلماء وفي مقدمتهم: «أبو عمر الدوري» أحد الرواة المشهورين عن «أبي عمرو بن العلاء» قيل: إن «الحسن ابن العلاف» آخر من قرأ على «الدوري» (2).
وقد عمّر «الحسن بن العلاف» طويلا، فقيل عاش مائة سنة قضاها في تعليم القرآن الكريم وقد تتلمذ عليه الكثيرون منهم:«أبو الفرج الشنبوذي، وأحمد بن نصر الشذائي، وأحمد بن عبد الرحمن الوليّ» وغير هؤلاء كثير (3). كان «الحسن بن العلاف» أديبا وشاعرا، وهو صاحب المرثية المشهورة في الهرّ، والتي يقول فيها:
يا هرّ قد فارقتنا ولم تعد
…
وكنت عندي بمنزلة الولد
قال «الخطيب البغدادي» : أخبرنا «علي بن أبي المعدل» : حدثني «أبي» قال حدثني عبد العزيز بن أبي بكر الحسن العلاف الشاعر، وكان أحد ندماء
(1) انظر ترجمته فيما يأتي:- تاريخ بغداد 7/ 379، وأنساب السمعاني في العلاف، والمنتظم 6/ 237، واللباب لابن الأثير 2/ 266 ووفيات الأعيان 2/ 107، وتاريخ الاسلام، الورقة 92 (أحمد الثالث 2917/ 9، ونكت الهميان 139 ومرآة الجنان 2/ 277، ومعرفة القراء الكبار 1/ 243، وغاية النهاية 1/ 222، وشذرات الذهب 1/ 277.
(2)
انظر القراء الكبار ج 1 ص 243.
(3)
انظر طبقات القراء ج 1 ص 222.
المعتضد، قال حدثني «أبي» قال: كنت ذات يوم في دار المعتضد، وقد أطلنا الجلوس بحضرته، ثم نهضنا إلى مجالسنا في حجرة كانت موسومة بالندماء، فلما أخذنا مضاجعنا، وهدأت العيون، أحسسنا بفتح الابواب، وتفتيح الأقفال بسرعة، فارتاعت الجماعة لذلك، وجلسنا في «فرشنا» فدخل إلينا خادم من خدم «المعتضد» فقال: إن أمير المؤمنين يقول لكم: أرقت الليلة بعد انصرافكم فعملت:
ولما انتهينا للخيال الذي سرى
…
إذا الدار قفر والمزار بعيد
وقد ارتجّ على تمامه، فأجيزوه، ومن أجازه بما يوافق غرضي أجزلت جائزته، وفي الجماعة كل شاعر مجيب مذكور، وأديب فاضل مشهور، فأفحمت الجماعة، وأطالوا الفكر، فقلت مبتدرا لهم:
فقلت لعيني عاودي النوم واهجمي
…
لعلّ خيالا طارقا سيعود
فرجع الخادم إلى «المعتضد» بهذا الجواب، ثم عاد إليّ، فقال: أمير المؤمنين يقول لك، أحسنت، وما قصّرت، وقد وقع بيتك الموقع الذي أريده، وقد أمر لك بجائزة وها هي (1). كما أخذ «الحسن بن العلاف» الحديث عن خيرة العلماء منهم:
«حميد بن مسعدة البصري، ونصر بن عليّ الجهضمي، ومحمد بن إسماعيل الحسّاني» وآخرون (2). وقد روى عنه الكثيرون منهم، «عبد الله بن الحسن بن النخاس وأبو الحسن الجرّاحي القاضي، وأبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين» .
توفي «الحسن بن العلّاف» سنة ثمان عشرة وثلاثمائة على خلاف في ذلك.
رحمه الله رحمة واسعة إنه سميع مجيب.
(1) انظر تاريخ بغداد ج 7 ص 380.
(2)
انظر تاريخ بغداد ج 7 ص 379.