الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رقم الترجمة/ 94 «أبو حمدون الذّهلي» ت في حدود سنة 240 ه
ـ (1)
هو: الطيب بن إسماعيل بن أبي تراب، أبو حمدون الذهلي البغدادي، النقاش للخواتم.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة السادسة من حفاظ القرآن.
كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.
وقد تلقى «أبو حمدون» القراءة عن مشاهير علماء عصره، منهم:«اليزيدي، وإسحاق المسيّبي صاحب نافع، ويعقوب الحضرمي، الإمام الثامن من أئمة القراءات، وعبد الله بن صالح، وإسحاق الازرق، ويحيى بن آدم، وغير هؤلاء كثير» .
كما روى «أبو حمدون» الحروف عن: «سليمان بن داود الهاشمي، وحجاج ابن منهال الأعور، وحسين الجعفي، وسليمان بن عيسى» ، يقول «ابن الجزري» قال:«أبو حمدون» : سمعت الكسائي وقد قرأ علينا ختمتين، ما من حرف إلا سألناه عنه» اهـ (2).
كما أخذ «أبو حمدون» الحديث عن مشاهير علماء عصره، وفي مقدمة هؤلاء «سفيان بن عيينة» (3) يقول «الذهبي»: جلس «أبو حمدون» للاقراء، وقصده الطلبة لدينه وورعه، وإتقانه، وحذقه بالأداء، وقد أخذ عنه الكثيرون منهم:
(1) انظر ترجمته فيما يأتي:- تاريخ بغداد: 9/ 360، وغاية النهاية 1/ 343، وتاريخ الاسلام الورقة 42 (أحمد الثالث 2917/ 7).
(2)
انظر طبقات القراء ج 2 ص 343.
(3)
انظر القراء الكبار ج 1 ص 211.
«الحسن بن الحسين الصواف، والفضل بن مخلد الرقاق، والحسين بن شريك، وآخرون» (1).
وكما أقبل طلاب العلم على «أبي حمدون» لتلقي القرآن الكريم، أقبلوا عليه أيضا لسماع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد حدث عنه الكثيرون منهم:
إسحاق بن سنين الختّلي، وسليمان بن يحيى الضبي، والقاسم بن أحمد المعشري، وأبو العباس بن مسروق، وغيرهم (2).
وكان «أبو حمدون» من الزهاد القانعين، وفي هذا المعنى يقول «الذهبي»:
«وقد كان «أبو حمدون» على قدم عظيم من التقلل، والقناعة، والعبادة، بلغنا أنه كان يلتقط المنبوذ- أي ما يلقيه الناس استغناء عنه- ويتقوّت به» (3).
وذكر الخطيب البغدادي في «تاريخه» : أن «أبا حمدون» كانت له صحيفة فيها أسماء ثلاث مائة نفس من أصحابه، يدعو لهم كل ليلة، فنام عنهم ليلة فقيل له في النوم:«كم تسرج مصابيحك» ؟ قال: فقعد ودعا لهم» اهـ (4).
توفي «أبو حمدون» في حدود سنة أربعين ومائتين من الهجرة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام. رحم الله «أبا حمدون» رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.
(1) انظر القراء الكبار ج 1 ص 211.
(2)
انظر القراء الكبار ج 1 ص 211.
(3)
انظر القراء الكبار ج 1 ص 212.
(4)
انظر القراء الكبار ج 1 ص 212.