الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رقم الترجمة/ 78 «الحسن بن أبي الحسن البصري» ت 110 ه
ـ (1)
شيخ أهل البصرة، ومفتيها، سيّد أهل زمانه علما وعملا، حافظ القرآن، العامل بآدابه وتعاليمه، أحد أئمة التابعين. مولى «زيد بن ثابت» رضي الله عنه، وكانت «أم الحسن البصري» مولاة لأم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها. ويسار أبوه من سبي «ميسان» وهي أرض واسعة كثيرة القرى، والنخل، بين البصرة وواسط.
سكن «يسار» المدينة، وأعتق، وتزوج في خلافة «عمر» رضي الله عنه فولد له «الحسن» لسنتين بقيتا من خلافة «عمر» رضي الله عنه، ثم نشأ الحسن بوادي القرى، وحضر الجمعة مع «عثمان» رضي الله عنه، وسمعه يخطب، وشهد يوم «الدار» وله يومئذ أربع عشرة سنة.
قال «محمد بن سعد» كان «الحسن» رحمه الله جامعا، عالما، رفيعا، فقيها، ثقة، حجة، مأمونا، عابدا، كثير العلم، فصيحا، جميلا، وسيما اهـ (2).
(1) انظر ترجمته فيما يأتي:- طبقات ابن سعد 7/ 156، طبقات خليفة ت 1726، الزهد لأحمد 258، تاريخ البخاري 2/ 289، المعارف 440، المعرفة والتاريخ 2/ 32 و 3/ 338، أخبار القضاة 2/ 3 ذيل المذيل 636، الجرح والتعديل القسم الثاني من المجلد الاول 40، الحلية 2/ 131، فهرست ابن النديم 202، ذكر أخبار أصبهان 1/ 254، طبقات الفقهاء للشيرازي 87، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 1/ 161، وفيات الأعيان 2/ 69، تهذيب الكمال 256، تاريخ الإسلام 4/ 98، تذكرة الحفاظ 1/ 66، تذهيب 2 لتهذيب 1/ 133، البداية والنهاية 9/ 266، و 268، غاية النهاية، 1074، تهذيب التهذيب 2/ 263، النجوم الزاهرة 1/ 267، طبقات الحفاظ للسيوطي 28، خلاصة تذهيب التهذيب 77، طبقات المفسرين 1/ 147، شذرات الذهب 1/ 136، معرفة القراء الكبار: 1/ 65، وسير أعلام النبلاء: ج 4/ 563.
(2)
أنظر سير أعلام النبلاء ج 4 ص 572.
وقال «الذهبي» : كان «الحسن» رجلا تام الشكل، مليح الصورة، بهيّا، وكان من الشجعان الموصوفين اهـ (1).
وقال «محمد بن سلّام» : حدثنا «أبو عمرو الشّعّاب» بإسناد له قال:
كانت «أم سلمة» رضي الله عنها تبعث «أم الحسن» في الحاجة فيبكي وهو طفل، فتسكته «أم سلمة» بثديها، وتخرجه إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صغير فكانوا يدعون له، فأخرجته إلى «عمر» رضي الله عنه فدعا له وقال:«اللهم فقهه في الدين، وحبّبه إلى الناس» اهـ (2).
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة الثالثة من حفاظ القرآن.
كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.
قال «ابن الجزري» : قرأ «الحسن البصري» على «حطّان بن عبد الله الرقاشي» عن «أبي موسى الأشعري» وعلى «أبي العالية» عن «أبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت» رضي الله عنهما.
ثم قال: وروى القراءة عنه «أبو عمرو بن العلاء» وسلام بن سليمان الطويل، ويونس بن عبيد، وعاصم الجحدري (3). وقال «الذهبي»: وروى «الحسن البصري» عن: «عمران بن حصين، والمغيرة بن شعبة، وعبد الرحمن ابن سمرة، والنعمان بن بشير، وابن عباس، وعمرو بن تغلب، ومعقل بن يسار، وانس بن مالك، وجمع من الصحابة» اهـ (4).
كما روى عنه عدد كثير منهم: «شيبان النحوي، ويونس بن عبيد، وابن
(1) انظر سير أعلام النبلاء ج 4 ص 572.
(2)
انظر سير أعلام النبلاء ج 4 ص 564.
(3)
انظر معرفة القراء الكبار ج 1 ص 235.
(4)
انظر سير أعلام النبلاء ج 4 ص 565.
عون، وحميد الطويل، وثابت البنانيّ، ومالك بن دينار، وهشام بن حسان، وجرير بن حازم، ومبارك بن فضالة، وأبان بن يزيد العطار، وشبيب بن شيبة، وأشعث بن سوار وغيرهم كثير (1).
وكان «الحسن البصري» خطيبا رقيق القلب، فعن «مبارك بن فضالة» قال: حدثنا «الحسن البصري» عن «أنس بن مالك» رضي الله عنه قال:
«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إلى جنب خشبة، يسند ظهره إليها، فلما كثر الناس قال: «ابنوا لي منبرا له عتبتان، فلما قام على «المنبر» يخطب، حنّت «الخشبة» إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أي أنس وأنا في المسجد، فسمعت للخشبة حنين الواله، فما زالت تحنّ حتى نزل إليها، فاحتضنها فسكنت» اهـ.
وكان «الحسن البصري» إذا حدث بهذا الحديث بكى ثم قال: «يا عباد الله الخشبة تحنّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقا إليه، فأنتم أحقّ أن تشتاقوا إلى لقائه» اهـ (2).
وكان «الحسن البصري» رحمه الله تعالى من الزهاد، الصوّامين: فعن «السّري بن يحيى» قال: كان «الحسن» يصوم البيض، والأشهر الحرم والاثنين، والخميس اهـ (3).
ولقد كان للحسن البصري المكانة السامية، والمنزلة الحسنة بين المسلمين، والدليل على ذلك ثناء الناس عليه، يوضح ذلك الأقوال الآتية:
(1) انظر سير أعلام النبلاء ج 4 ص 565.
(2)
أخرجه أحمد في المسند ورجاله ثقات، انظر سير أعلام النبلاء ج 4 ص 569.
(3)
انظر سير أعلام النبلاء ج 4 ص 578.
قال «قتادة» : ما كان أحد أكمل مروءة من «الحسن البصري» (1).
وقال «هشام بن حسّان» : كان «الحسن» أشجع أهل زمانه (2).
وقال «قتادة» كان «الحسن» من أعلم الناس بالحلال والحرام (3).
وقال «حميد بن يونس» : ما رأينا أحدا أكمل مروءة من «الحسن» (4).
وقال «عوف» : ما رأيت رجلا أعلم بطريق الجنة من «الحسن» (5).
وقال «أبو عمرو بن العلاء» : ما رأيت أفصح من «الحسن» والحجاج (6).
وكان «الحسن البصري» رحمه الله ينطق بالحكمة فمن أقواله:
1 -
روى «حوشب» عن «الحسن» أنه قال: يا ابن آدم، والله إن قرأت القرآن وآمنت به، ليطولنّ في الدنيا حزنك، وليشتدّنّ في الدنيا خوفك، وليكثرنّ في الدنيا بكاؤك (7).
2 -
وقال «هشام بن حسان» : سمعت «الحسن» يحلف بالله، ما أعزّ أحد الدرهم إلا أذلّه الله اهـ (8).
3 -
وروى «ضمرة بن ربيعة» عن «الحسن» أنه قال: «من كذّب بالقدر فقد كفر اهـ (9).
(1) انظر سير أعلام النبلاء ج 4 ص 574.
(2)
انظر سير أعلام النبلاء ج 4 ص 578.
(3)
اخرجه ابن سعد، أنظر سير أعلام النبلاء ج 4 ص 578.
(4)
انظر سير أعلام النبلاء ج 4 ص 574.
(5)
انظر سير أعلام النبلاء ج 4 ص 575.
(6)
انظر سير أعلام النبلاء ج 4 ص 574.
(7)
انظر سير أعلام النبلاء ج 4 ص 575.
(8)
انظر سير أعلام النبلاء ج 4 ص 576.
(9)
انظر سير أعلام النبلاء ج 4 ص 581.
4 -
وروى «صالح المريّ» عن «الحسن» أنه قال: ابن آدم إنما أنت أيام، كلما ذهب يوم ذهب بعضك اهـ (1).
5 -
وقال «مبارك بن فضالة» : سمعت «الحسن» يقول: فضح الموت الدنيا، فلم يترك فيها لذي لبّ فرحا اهـ (2). يروى أنه في مرض الموت أغمي عليه ثم أفاق إفاقة فقال: لقد نبهتموني من جنات وعيون ومقام كريم اهـ.
توفي «الحسن البصري» بعد حياة حافلة بالعلم والعمل. رحمه الله رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء. وكان ذلك سنة عشر ومائة عن ثمان وثمانين سنة.
(1) انظر سير أعلام النبلاء ج 4 ص 585.
(2)
انظر سير أعلام النبلاء ج 4 ص 585.