الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رقم الترجمة/ 228 «مجاهد بن جبر» ت 102 ه
ـ (1)
شيخ القراء، وصاحب التأويل والتفسير وإمام عصره.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة الثالثة من علماء القراءات.
كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.
أخذ «مجاهد بن جبر» القرآن، والتفسير عن «ابن عباس» رضي الله عنه.
قال «الأنصاري» حدثنا «الفضل بن ميمون» قال: سمعت «مجاهدا» يقول: عرضت القرآن على «ابن عباس» ثلاثين مرة اهـ (2).
وروى «ابن إسحاق» عن «مجاهد» قال: عرضت «القرآن» ثلاث عرضات على ابن عباس أقفه عند كل آية، أسأله فيم نزلت، وكيف نزلت (3).
وقال «محمد بن عبد الله بن عبد الحكيم» : حدثنا «الشافعي» عن «شبل ابن عبّاد» قال: قرأت على «ابن كثير» وأخبره «ابن كثير» أنه قرأ على
(1) انظر ترجمته فيما يأتي: طبقات ابن سعد 5/ 466، طبقات خليفة ت 2535، تاريخ البخاري 7/ 411، المعارف 444، المعرفة والتاريخ 1/ 711، الجرح والتعديل القسم الاول من المجلد الرابع 319، الحلية 3/ 279، طبقات الفقهاء للشيرازي 69، تاريخ ابن عساكر 16/ 125 ب، تهذيب الاسماء واللغات القسم الاول من الجزء الثاني 83، تهذيب الكمال 1306، تاريخ الاسلام 4/ 190. تذكرة الحفاظ 1/ 86، العبر 1/ 125، تذهيب التهذيب 4/ 22 آ، البداية والنهاية 9/ 224، العقد الثمين 7/ 132، غاية النهاية ت 2659، الاصابة ت 8363، تهذيب التهذيب 10/ 42، طبقات الحفاظ ص 35 خلاصة تذهيب التهذيب 369 شذرات الذهب 1/ 125، سير اعلام النبلاء 4/ 449.
(2)
ذكره ابن سعد، وابن عساكر، انظر سير أعلام النبلاء ج 4 ص 450.
(3)
ذكره ابن عساكر، وأبو نعيم، انظر سير أعلام النبلاء ج 4 ص 450.
«مجاهد» وقرأ «مجاهد» على «ابن عباس» اهـ (1).
قال «الذهبي» : وأخذ «مجاهد» الفقه عن «أبي هريرة، وعائشة، وسعد ابن أبي وقاص، وعبد الله بن عمرو، وابن عمر، ورافع بن خديج، وجابر بن عبد الله، وأبي سعيد الخدري، وأسيد بن ظهير وغيرهم» اهـ (2).
وقرأ على «مجاهد بن جبر» الكثيرون منهم: «ابن كثير الداري، وأبو عمرو ابن العلاء البصري، إمام البصرة في القراءات، واللغة، والنحو، ولا زالت قراءة «أبي عمرو» يقرأ بها المسلمون حتى الآن وهي من القراءات السبع المتواترة.
وروى الحديث عن «مجاهد بن جبر» عدد كثير منهم: «عكرمة، وطاوس، وعطاء، وعمرو بن دينار، والحكيم بن عيينة، وابن أبي نجيح، وسليمان الأعمش، وأيوب السختياني، وقتادة بن دعامة، وحميد الأعرج» ، وآخرون.
وكما اشتهر «مجاهد بن جبر» بتعليم القرآن، ذاع صيته بتفسير القرآن أيضا، مما جعل العلماء يوصون بأخذ التفسير عنه: فعن «سفيان الثوري» قال: «خذوا التفسير من أربعة: مجاهد بن جبر، وسعيد بن جبير، وعكرمة، والضحاك» (3).
وقال «قتادة» : أعلم من بقي بالتفسير مجاهد» اهـ (4).
ونظرا لاشتهار «مجاهد» بالتفسير، أقتبس من أقواله ما يلي: قال «أبو نعيم» : حدثنا «إبراهيم بن عبد الله» عن «مجاهد» في قوله تعالى وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا قال: أخلص له إخلاصا اهـ (5).
(1) ذكره ابن عساكر، وأبو نعيم، انظر سير أعلام النبلاء ج 4 ص 450.
(2)
انظر سير أعلام النبلاء ج 4 ص 450.
(3)
ذكره ابن عساكر انظر سير أعلام النبلاء ج 4 ص 451.
(4)
انظر سير أعلام النبلاء ج 4 ص 451.
(5)
انظر الحلية لابن نعيم ج 3 ص 280. والآية من سورة المزمل: 8.
* وقال «جرير» عن «منصور» : قال «مجاهد» في قوله تعالى: وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ قال: ذلك الذي يذكر الله عز وجل عند المعاصي، فيبتعد عند ارتكابها خوفا من الله تعالى (1).
* وقال «ابن أبي نجيح» قال «مجاهد» في قوله تعالى: لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ قال: عن كل شيء من لذة الحياة (2).
* وقال «عبد الله بن المبارك» حدثنا «أبو جعفر» عن «ليث» عن «مجاهد» في قوله: وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ قال: القنوت: الركوع، والخشوع وغض البصر، وخفض الجناح من رهبة الله تعالى، قال: وكان العلماء إذا قام أحدهم إلى الصلاة هاب الرحمن عز وجل أن يشذ نظره، أو يلتفت، أو يعبث بشيء ما في الصلاة (3).
* وقال «الأعمش» : سمعت «مجاهدا» يقول: القلب بمنزلة الكف، فإذا أذنب الرجل ذنبا انقبض «اصبع» حتى تنقبض أصابعه كلها إصبعا إصبعا، قال: ثم يطبع عليه، فكانوا يرون أن ذلك «الران» قال الله تعالى:
كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (4).
* وروى «سفيان الثوري» عن «منصور» عن «مجاهد» في قوله تعالى:
بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ قال: «الذنوب تحيط بالقلوب كلما عمل ذنبا ارتفعت حتى تغشى القلب، وحتى يكون هكذا ثم قبض يده، ثم قال هو الران» (5).
(1) انظر حلية الاولياء ج 3 ص 281. والآية من سورة الرحمن: 24.
(2)
انظر حلية الاولياء ج 3 ص 281. والآية من سورة التكاثر: 8.
(3)
انظر حلية الاولياء ج 3 ص 282. والآية من سورة البقرة 238.
(4)
انظر حلية الاولياء ج 3 ص 282. والآية من سورة المطففين 14.
(5)
انظر حلية الاولياء ج 3 ص 282. والآية من سورة البقرة: 81.
* وروى «أبو نعيم» عن «مجاهد» في قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ [لقمان: 6] قال: الغناء (1).
* وروى «أبو نعيم» عن «أبي بكر محمد بن الحسين الآجري» عن «فضيل بن عياض» عن «ليث» عن «مجاهد» في قوله تعالى: يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ [البقرة 269] قال: العلم والفقه (2).
وكما أثر عن «مجاهد بن جبر» العلم بالكتاب والسنة، أثر عنه الكثير من الحكم البليغة ذات المعاني الكثيرة: فعن «أبي نعيم» قال: حدثنا «أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي» عن «مجاهد» قال: سأل «موسى» عليه السلام ربّه عز وجل: أيّ عبادك أغنى؟ قال: الذي يقنع بما يؤتى، قال: فأيّ عبادك أحكم؟ قال: الذي يحكم للناس بما يحكم لنفسه، قال: فأيّ عبادك أعلم؟
قال: أخشاهم اهـ (3).
وقال «الحسن بن عبد الله» : سمعت «مجاهدا» يقول: إذا خرج الرجل حضره الشيطان، فإذا قال: بسم الله، قيل: هديت، فإذا قال: توكلت على الله، قيل: كفيت، وإذا قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، قيل: حفظت، فيقال:
كيف يكون بمن هدى، وكفى، وحفظ اهـ (4).
ونظرا لجهاد «مجاهد» المستمر، ودعوته إلى الله تعالى، فقد استحق ثناء الناس عليه: قال «سلمة بن كهيل» : ما رأيت أحدا يريد بهذا العلم وجه الله إلا هؤلاء الثلاثة: عطاء، ومجاهد، وطاوس اهـ.
توفي «مجاهد بن جبر» وهو ساجد سنة ثنتين ومائة من الهجرة عن ثلاث وثمانين سنة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن وتفسيره. رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله عن القرآن وأهله أفضل الجزاء.
(1) انظر سير أعلام النبلاء ج 3 ص 286.
(2)
انظر سير أعلام النبلاء ج 3 ص 293.
(3)
انظر سير أعلام النبلاء ج 3 ص 292.
(4)
انظر سير أعلام النبلاء ج 3 ص 295.