الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رقم الترجمة/ 263 «نافع بن عبد الرّحمن بن أبي نعيم الليثي» ت 169 ه
ـ (1)
الإمام الكبير، حبر القرآن، وشيخ قراء المدينة المنورة، الحجة الثقة، وإمام عصره بلا منازع.
مولى جعونة بن شعوب الليثي، حليف «حمزة بن عبد المطلب» .
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة الرابعة من حفاظ القرآن.
كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.
ولد «الإمام» نافع سنة سبعين من الهجرة، وأصله من أصبهان.
قال «الذهبي» : وقد اشتهرت تلاوة «نافع» على خمسة: «عبد الرحمن ابن هرمز الأعرج، صاحب أبي هريرة، وأبي جعفر يزيد بن القعقاع أحد العشرة القراء، وشيبة بن نصاح، ومسلم بن جندب الهذلي، ويزيد بن رومان» .
وروى «إسحاق المسيبي» عن «نافع» قال: أدركت عدة من التابعين فنظرت إلى ما اجتمع عليه اثنان منهم فأخذته، وما شذ فيه واحد تركته، حتى ألفت هذه القراءة اهـ (2).
(1) انظر ترجمته فيما يأتي: التاريخ الكبير 8/ 87، والمعارف 582، ومشاهير علماء الأمصار 141، والكامل لابن عدي الورقة 810، ووفيات الأعيان 5/ 368، وتهذيب الكمال الورقة 1403، وتذهيب التهذيب 4/ الورقة 90، وسير أعلام النبلاء 7/ 336، معرفة القراء الكبار 1/ 107، والعبر 1/ 7 وميزان الاعتدال 4/ 240 ومرآة الجنان 1/ 368، ووفيات ابن قنفذ 137، وغاية النهاية 2/ 330، وتقريب التهذيب 2/ 295، وتهذيب التهذيب 10/ 407، وخلاصة تذهيب الكمال 399، وشذرات الذهب ج 1 ص 270.
(2)
انظر سير أعلام النبلاء ج 7 ص 337.
وقال «أبو قرّة» موسى بن طارق: سمعت «نافعا» يقول: قرأت على سبعين من التابعين اهـ (1).
وقال «أبو عبيد القاسم بن سلام» ت 224 هـ: وإلى «نافع» صارت قراءة أهل المدينة، وبها تمسكوا إلى اليوم اهـ.
وقال «مجاهد بن جبر» : كان الإمام «نافع» الذي قام بالقراءة بعد التابعين بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان عالما بوجوه القراءات متبعا لآثار الأئمة.
وقال «أبو بكر المقورسي» : وأقرأ الإمام «نافع» الناس دهرا طويلا نيّفا عن سبعين سنة، وانتهت إليه رئاسة القراءة بالمدينة المنورة، وصار الناس إليها (2).
وقال «الإمام مالك» : نافع إمام الناس في القراءة، وقراءته سنة.
وقال «الأصمعي» عن فلان: أدركت المدينة سنة مائة، ونافع رئيس في القراءة.
وقال «عبيد بن ميمون التبّان» قال لي «هارون بن المسيب» : قراءة من تقرئ؟ قلت: قراءة «نافع، قال: فعلى من قرأ «نافع» ؟ قلت: على «الأعرج» . وقال «الأعرج» قرأت على «أبي هريرة» رضي الله عنه (3).
وقال «الذهبي» : روي أن «نافعا» كان صاحب دعابة، طيب الأخلاق، وثقه «يحيى بن معين». وقال «أبو حاتم»: صدوق، وقال «ابن عدي»: لنافع عن «الأعرج» نسخة مائة حديث، حدثنا بها «جعفر بن
(1) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج 2 ص 330.
(2)
انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج 2 ص 331.
(3)
انظر معرفة القراء الكبار ج 1 ص 110.
أحمد»، وله نسخة أخرى أكثر من مائة حديث، عن أبي الزناد، عن «الأعرج» رواها «ابن أبي فديك» عنه، ولم أر له شيئا منكرا» اهـ (1).
وأقول: ذكرت المصادر أن «الإمام نافعا» قرأ على سبعين من التابعين أذكر منهم: أبا جعفر يزيد بن القعقاع ت 128 هـ.
وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج ت 117 هـ وشيبة بن نصاح القاضي ت 130 هـ ويزيد بن رومان ت 120 هـ ومسلم بن جندب الهذلي ت 130 هـ وقد تلقى هؤلاء الخمسة القراءات عن ثلاثة من أصحابه وهم: «أبو هريرة، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عياش» رضي الله عنهم. وقد قرأ هؤلاء الثلاثة على «أبيّ بن كعب» رضي الله عنه، وقرأ «أبيّ بن كعب» على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
من هذا يتبيّن أن قراءة «الإمام نافع» صحيحة ومتواترة، ومتصلة السند بالنبي صلى الله عليه وسلم.
ولا زال المسلمون في كل مكان يتلقون قراءة «نافع» بالرضا والقبول، وقد تلقيتها وقرأت بها والحمد لله رب العالمين.
وقد تتلمذ على «الامام نافع» خلق كثير لا يحصون: من المدينة المنورة، ومن مصر، ومن البصرة، ومن الشام وغير ذلك من بلاد المسلمين، أذكر منهم:
الإمام مالك بن أنس، إمام دار الهجرة ت 179 هـ وأبا عمرو بن العلاء البصري ت 154 هـ
(1) انظر معرفة القراء الكبار ج 1 ص 110.
وإسماعيل بن جعفر بن وردان ت 160 هـ وسليمان بن جماز ت 170 هـ وعيسى بن مينا، قالون ت 220 هـ وأبا سعيد عثمان المصري، ورش ت 197 هـ وقال «الذهبي».: روى «نافع» الحديث عن الأعرج، وعامر بن عبد الله ابن الزبير، وأبي الزناد.
وقد روى عنه: «الليث بن سعد، وخارجة بن مصعب، وابن وهب، وأشهب، وخالد بن مخلد» وغيرهم.
وقال «أحمد بن هلال المصري» قال لي الشيباني، قال لي رجل ممن قرأ على «نافع»: يا «أبا عبد الله» أتطيب كلما قعدت تقرئ؟
قال: ما مسست طيبا، ولكني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ في «فيّ» فمن ذلك أشم من «فيّ» هذه الرائحة» اهـ (1).
وروى «الذهبي» قال: لما حضرت «نافعا» الوفاة، قال له ابناؤه:
أوصنا، قال:«اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين» .
وقال «قالون» : كان «نافع» من أطهر الناس خلقا، ومن أحسن الناس قراءة وكان زاهدا، جوادا، صلى في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ستين سنة» (2).
توفي «الإمام نافع» بالمدينة المنورة سنة مائة وتسع وستين من الهجرة، بعد حياة حافلة بتعليم القرآن برواياته وتجويده. رحم الله الإمام نافعا رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.
(1) انظر معرفة القراء الكبار ج 1 ص 92.
(2)
انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج 2 ص 333.