الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رقم الترجمة/ 99 «خلف بن هشام البزّار» ت 229 ه
ـ (1)
أحد أئمة القراءات بالكوفة، الثقة الكبير، الزاهد، العابد، العالم، الورع.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة السادسة، من حفاظ القرآن. كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.
كان «خلف البزار» من المبكرين في حفظ «القرآن» . فقد حفظه وهو ابن عشر سنين، كما انقطع لطلب العلم وهو ابن ثلاث عشرة سنة (2). وكان «خلف البزار» من الثقات، فقد وثقه «ابن معين، والنسائي» كما كان رحمه الله تعالى من المحبين للعلم، مهما كلفه ذلك.
يقول «الذهبي» : قال «حمدان بن هانئ» : سمعت «خلف بن هشام» يقول: أشكل عليّ باب في النحو فأنفقت ثمانين ألف درهم حتى حذقته (3). كما كان رحمه الله تعالى من الذين يتمثلون قول الله تعالى: وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ (4) فكان يعتز بنفسه، ويكرمها من أجل القرآن. والدليل على ذلك ما يلي: يقول «أحمد بن إبراهيم» ورّاقة: سمعت «خلفا» يقول: قدمت «الكوفة» إلى «سليم» فقال: ما أقدمك؟ قلت: أقرأ على «أبي بكر ابن عياش» فدعا ابنه وكتب معه ورقة إلى «أبي بكر» لم أدر ما كتب فيها، فأتيناه فقرأ الورقة وصعّد
(1) انظر ترجمته فيما يأتي:- طبقات ابن سعد 7/ 87، وتاريخ البخاري الكبير 3/ 196، والصغير 2/ 358، والجرح والتعديل 3/ 372 والمعارف 531، والفهرست 31، وتاريخ بغداد 8/ 322، واللباب 1/ 146، ووفيات الأعيان 1/ 241، والعبر 1/ 404، ودول الاسلام 1/ 100، ومعرفة القراء الكبار 1/ 208، والكاشف 1/ 282، ومرآة الجنان 1/ 98، وغاية النهاية، 1/ 272، وتهذيب التهذيب 3/ 156، والنجوم الزاهرة 2/ 256، وطبقات المفسرين 1/ 163، وخلاصة تذهيب الكمال 106، وشذرات الذهب 2/ 67.
(2)
انظر طبقات القراء ج 1 ص 273.
(3)
انظر معرفة القراء الكبار ج 1 ص 219.
(4)
سورة الإسراء الآية 70.
فيّ النظر ثم قال: أنت «خلف» قلت: نعم، قال: أنت الذي لم تخلف ببغداد أقرأ منك؟ فسكتّ، فقال لي: اقعد، هات اقرأ، قلت: عليك؟ قال: نعم، قلت: لا والله لا أقرأ على من يستصغر رجلا من حملة القرآن، ثم خرجت، فوجّه إلى «سليم» فسأله أن يردّني فأبيت» اهـ (1).
ولقد تتلمذ «خلف البزار» على مشاهير علماء عصره، وأخذ عنهم القرآن، وحروف القراءات، منهم:
1 -
سليم بن عيسى، عن «حمزة الكوفي» الإمام السادس من الأئمة العشرة المشهورين.
2 -
يعقوب بن خليفة الأعمش عن أبي بكر شعبة بن عياش.
3 -
أبو زيد: سعيد بن أوس الأنصاري ت 215 هـ.
وقرأ كل من «أبي بكر بن عياش، وأبي زيد الأنصاري» على عاصم الكوفي ت 127 هـ وسند «عاصم» متصل برسول الله صلى الله عليه وسلم.
من هذا يتبين أن قراءة «خلف البزّار» صحيحة، ومتصلة السند برسول الله عليه الصلاة والسلام، ولا زال المسلمون يتلقونها بالرضا والقبول حتى الآن. وقد تلقيتها وقرأت بها، والحمد لله رب العالمين.
كما تتلمذ على «خلف البزّار» عدد كثير منهم:
1 -
إسحاق بن إبراهيم بن عثمان الورّاق ت 286 هـ.
2 -
أبو الحسن إدريس بن عبد الكريم البغدادي ت 293 هـ.
توفي «خلف البزار» في جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين ومائتين، ببغداد بعد حياة حافلة بتعليم القرآن وقراءاته. رحم الله «خلف البزّار» رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.
(1) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج 1 ص 273.