الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رقم الترجمة/ 59 «أبو بكر النقاش» ت 351 ه
ـ (1)
هو: محمد بن الحسن بن محمد بن زياد بن هارون بن جعفر بن مسند أبو بكر النقاش الموصلي الأصل ثم البغدادي.
ولد «أبو بكر النقاش» بالموصل سنة ست وستين ومائتين من الهجرة، وعني بالقراءات القرآنية من صغره.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن.
كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.
شغف «أبو بكر النقاش» منذ نعومة أظفاره بالقراءات القرآنية وفي سبيل ذلك وصل الى كثير من المدن والأمصار يأخذ عن شيوخها ويتلقى عن علمائها وفي هذا يقول الإمام «ابن الجزري» : طاف «أبو بكر النقاش» الأمصار وتجول في البلدان وكتب الحديث وقيد السنن، وصنف المصنفات في القراءات، والتفسير، وغير ذلك. وطالت أيامه، فانفرد بالإمامة في صناعته مع ظهور نسكه، وورعه، وصدق لهجته، وبراعة فهمه، وحسن اطلاعه، واتساع معرفته اهـ (2).
(1) انظر ترجمته فيما يأتي:- فهرست ابن النديم 33، وتاريخ بغداد 2/ 201، وأنساب السمعان الورقة 556، والمنتظم 7/ 14، وإرشاد الأريب 6/ 496، والكامل لابن الأثير 8/ 545، ووفيات الأعيان 4/ 298، وتاريخ الإسلام الورقة 3، وتذكرة الحفاظ 3/ 908 - 909، والعبر 2/ 292، وميزان الاعتدال 3/ 502، والوافي والوفيات 2/ 345 - 346، ومرآة الجنان 2/ 347، وطبقات السبكي 3/ 145 - 146، وطبقات الاسنوي 2/ 483، والبداية والنهاية 11/ 242، وغاية النهاية 2/ 119 - 121، ونهاية الغاية الورقة 229. ولسان الميزان 5/ 132، والنجوم الزاهرة 3/ 334، وطبقات الحفاظ للسيوطي 370 - 371، وطبقات المفسرين له 29، وللداودي 2/ 131، وشذرات الذهب 3/ 8.
(2)
انظر طبقات القراء ج 2 ص 119.
وقال «الخطيب البغدادي» : كان أبو بكر النقاش عالما بحروف القرآن حافظا للتفسير، وله تصانيف في القراءات وغيرها من العلوم، وكان قد سافر الى الكثير من المدن شرقا وغربا، وكتب بالكوفة، والبصرة، ومكة، ومصر، والشام، والجزيرة، والموصل، والجبال، وبلاد خراسان وما وراء النهر. اهـ (1).
ويجمع المؤرخون على أن شيوخ «أبي بكر النقاش» بلغوا عددا كبيرا فمن الذين أخذ عنهم القراءات: أبو ربيعة، وأبو علي الحسين بن محمد الحداد المكي، ومحمد بن عمران الدينوري، ومدين بن شعيب البصري، وأبو أيوب الضبي، واسماعيل بن عبد الله النحاس، وادريس بن عبد الكريم، وأحمد بن فرح، وهارون الأخفش، وعبيد الله بن بكار، وغيرهم كثير (2).
ومن الذين أخذ عنهم الحديث: اسحاق بن سفيان الختليّ، وإبراهيم بن زهير الحلواني، ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، ومحمد بن علي بن زيد الصائغ المكي، وأحمد بن محمد بن رشد بن المصري، والحسين بن ادريس الهرويّ، وغيرهم كثير (3).
تصدر «أبو بكر النقاش» لتعليم القرآن، وحروف القراءات، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام، وذاع صيته، وأقبل عليه طلاب العلم من كل فج عميق، يأخذون عنه وينهلون من علمه ويقرءون مصنفاته.
ومن الذين أخذوا عنه القراءة القرآنية، محمد بن عبد الله بن أشتة، محمد بن أحمد الشنبوذي، والحسن بن محمد الفحام، والحافظ أبو الحسن الدارقطني، والفرج ابن محمد القاضي، وعبد الله بن عبد الصمد الوراق، وإبراهيم بن أحمد الطبري،
(1) انظر تاريخ بغداد ج 2 ص 201.
(2)
انظر طبقات القراء ج 2 ص 119.
(3)
انظر تاريخ بغداد ج 2 ص 201.
واحمد بن عبد الله بن الحسين البزاز، ومحمد بن الحسن بن الفضل القطان وغيرهم كثير (1).
ومن الذين رووا عنه سنة الهادي البشير صلى الله عليه وسلم: أبو بكر بن مجاهد، وجعفر بن محمد، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، ومحمد ابن الحسين بن الفضل، ومحمد بن أبي الفوارس، وأبو الحسن بن الحمامي المقرئ، وجماعة آخرون (2).
وكان «أبو بكر النقاش» من المشهود لهم بالثقة، وفي هذا يقول الإمام «الداني» ت 444 هـ: النقاش جائز القول، مقبول الشهادة، سمعت عبد العزيز بن جعفر يقول: كان النقاش يقصد في قراءة «ابن كثير، وابن عامر» لعلو إسناده فيهما، وكان له بيت مليء كتبا، وكان أبو الحسن الدارقطني يستملي له وينتقي للناس من حديثه اهـ (3).
سمع «أبو بكر بن مجاهد» الحروف من جماعة كثيرة، وطاف الأمصار، وتجول في البلدان وكتب الحديث، وقيد السنن، وصنف المصنفات، وطالت أيامه فانفرد بالإمامة في صناعته مع ظهور نسكه وورعه وصدق لهجته وبراعة فهمه، وحسن اطلاعه واتساع معرفته اهـ (4).
ترك «أبو بكر النقاش» ثروة علمية ضخمة حيث صنف في القراءات والتفسير وغير ذلك، ومن مصنفاته: كتاب التفسير في نحو اثني عشر ألف ورقة سماه «شفاء الصدور» أو «إشفاء الصدور» وكتاب «الموضح في معاني
(1) انظر طبقات القراء ج 2 ص 120.
(2)
انظر تاريخ بغداد ج 2 ص 202.
(3)
انظر طبقات القراء ج 2 ص 121.
(4)
انظر القراء الكبار ج 1 ص 295.
القرآن» ودلائل النبوة، والقراءات بعللها، وكتاب العقل، وكتاب المناسك، وكتاب أخبار القصاص، وكتاب ذم الحسد، وكتاب أبواب في القرآن، وكتاب إرم ذات العماد، وكتاب المعجم الاوسط، والمعجم الأصغر، والمعجم الكبير في أسماء القراء وقراءاتهم، وكتاب السبعة بعللها الكبير، وكتاب السبعة الاوسط، وكتاب السبعة الأصغر، وغيرها كثير (1).
ظل «أبو بكر النقاش» يتلو كتاب الله تعالى حتى لفظ أنفاسه الأخيرة وفارق الدنيا وفي هذا يقول أبو الحسن بن الفضل القطاني: حضرت أبا بكر النقاش وهو يجود بنفسه في ثالث شوال سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، فجعل يحرك شفتيه ثم نادى بعلو صوته:(لمثل هذا فليعمل العاملون) يرددها ثلاثا ثم خرجت نفسه رحمه الله تعالى اهـ (2). رحم الله أبا بكر النقاش رحمة واسعة، إنه سميع مجيب.
(1) انظر طبقات المفسرين للداودي ج 2 ص 136.
(2)
انظر القراء الكبار ج 1 ص 298.