الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رقم الترجمة/ 175 «عبد الله بن مسعود» رضى الله عنه ت 32 ه
ـ (1)
ذكره «أبو عبيد القاسم بن سلام» ت 224 هـ ضمن علماء الصحابة الذين أتموا حفظ «القرآن الكريم» .
كما ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة الأولى من حفاظ «القرآن» .
كان «ابن مسعود» رضي الله عنه: نحيفا، قصيرا، شديد الأدمة لطيفا، فطنا، شديد الذكاء.
كان رضي الله عنه من خيرة الصحابة، ومن السابقين إلى الإسلام، يقول عن نفسه:«لقد رأيتني سادس ستة، وما على ظهر الأرض مسلم غيرنا» اهـ (2).
شهد «بدرا» واحتزّ رأس «أبي جهل» عليه لعنة الله.
وكان يتولى فراش الرسول صلى الله عليه وسلم، ووساده، وسواكه، ونعله، وطهوره.
(1) انظر ترجمته فيما يأتي: طبقات ابن سعد ج 3/ 1/ 106، مسند أحمد ج 1/ 347، تاريخ البخاري الكبير ج 5/ 2، حلية الأولياء ج 1/ 124، الاستيعاب ج 2/ 316 تاريخ بغداد ج 1/ 147، أسد الغابة ج 3/ 384، تهذيب الأسماء واللغات ج 1/ 288 تذكرة الحفاظ ج 1/ 13، سير اعلام النبلاء ج 1/ 461، العبر ج 1/ 33 القراء الكبار ج 1/ 32، غاية النهاية ج 1/ 458، مرآة الجنان ج 1/ 87 مجمع الزوائد ج 9/ 286، حياة الحيوان للدميري ج 1/ 162، العقد الثمين ج 5/ 283، الإصابة ج الإصابة ج 2/ 368، تهذيب التهذيب ج 6/ 27، تقريب التهذيب ج 1/ 450، النجوم الزاهرة ج 1/ 89، التحفة اللطيفة ج 3/ 48 طبقات الحفاظ للسيوطي ص 5، طبقات الشعراني ج 1/ 22، كنز العمال ج 13/ 460 شذرات الذهب 1/ 38.
(2)
انظر سير أعلام النبلاء ج 1 ص 462.
أتم «عبد الله بن مسعود» رضي الله عنه حفظ القرآن في حياة النبي عليه الصلاة والسلام.
قال «عروة بن الزبير» رضي الله عنه: «أول من جهر بالقرآن بمكة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم «عبد الله بن مسعود» اهـ (1).
ويروى ان النبي صلى الله عليه وسلم مرّ بابن مسعود وهو يقرأ حرفا حرفا فقال: «من سرّه أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليسمعه من «ابن مسعود» اهـ (2) ومما تجدر الإشارة إليه أن «ابن مسعود» رضي الله عنه كان إماما في تجويد القرآن، وترتيله، وتحقيقه، وحسن صوته، وقد كان يقرأ القرآن في غير رمضان مرة كل جمعة، وفي رمضان كان يقرؤه في ثلاث.
وإلى «ابن مسعود» تنتهي قراءة «عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف البزار، والأعمش» ، وهم علماء القراءات بالكوفة.
وقد تلقى القرآن على «ابن مسعود» عدد كثير أذكر منهم:
1 -
علقمة بن قيس.
2 -
الأسود بن يزيد النخعي.
3 -
مسروق بن الأجدع.
4 -
عبيدة السلماني.
5 -
أبا عبد الرحمن السلمي.
قال: «الشعبي» : «ما دخل الكوفة أحد من الصحابة أنفع علما، ولا أفقه صاحبا من «عبد الله بن مسعود» .
(1) أخرجه ابن هشام، وابن حجر، ورواته ثقات، انظر سير أعلام النبلاء ج 1/ 466.
(2)
ذكره صاحب الكنز عن ابي عبيدة، انظر سير أعلام النبلاء ج 1/ 476.
قال «عبد الله بن مسعود» رضي الله عنه: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرأ عليّ القرآن، قلت: يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال:
«إني أشتهي أن أسمعه من غيري» فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت:
فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً (1) فغمزني برجله فإذا عيناه تذرفان» اهـ (2).
وروي عن «خيثمة» قال: «كنت جالسا عند «عبد الله بن عمرو» فذكر «ابن مسعود» فقال: لا أزال أحبه بعد إذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «استقرءوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، فبدأ به، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة» (3).
ومن الأدلة على مدى اهتمام «ابن مسعود» بالقرآن قوله: «القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن، ولا تشغلوها بغيرها» اهـ.
وقوله في حامل القرآن: «ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا نام الناس، وبنهاره إذا أفطر الناس، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبخشوعه إذا الناس يختالون» اهـ.
توفي رضي الله عنه في السنة الثانية والثلاثين من الهجرة، ودفن بالبقيع، وصلى عليه «عثمان بن عفان» . رحم الله ابن مسعود رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.
(1) سورة النساء الآية 41.
(2)
أخرجه مسلم. انظر سير أعلام النبلاء ج 1 ص 480.
(3)
أخرجه البخاري. انظر سير أعلام النبلاء ج 1 ص 486.