الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رقم الترجمة/ 151 «عبادة بن الصّامت» رضي الله عنه ت 34 ه
ـ (1)
الامام القدوة- أحد النقباء ليلة العقبة، ومن أعيان البدريين، صحابيّ شهد المشاهد كلها، وأتم حفظ القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم. كان رضي الله عنه جميلا، طويلا، جسيما.
قال «محمد بن كعب القرظي» : جمع القرآن زمن النبي صلى الله عليه وسلم خمسة من الأنصار «معاذ بن جبل، وعبادة بن الصامت، وأبيّ بن كعب، وأبو الدرداء، وأبو أيوب الأنصاري» (2).
وقد حدث عن «عبادة» عدد كثير، أذكر منهم: أبا أمامة الباهلي، وأنس ابن مالك، وأبا مسلم الخولاني، وجنادة بن أبي أمية، وأبا إدريس الخولاني، وأبا الأشعث الصنعاني، وأبا سلمة بن عبد الرحمن، وغير هؤلاء كثير (3).
وكان «عبادة بن الصامت» رضي الله عنه أحد الصحابة الذين أسهموا بقدر كبير في تعليم القرآن وتجويده بالشام.
(1) انظر ترجمته فيما يأتي:- مسند أحمد 5/ 114، طبقات ابن سعد 3/ 546، 621، تاريخ خليفة:
168، التاريخ الكبير: 6/ 92، المعارف: 255، 327، تاريخ الفسوي: 1/ 316، الجرح والتعديل: 6/ 95، المستدرك: 3/ 454 - 357، الاستبصار: 188 - 189، الاستيعاب 2/ 807، تاريخ ابن عساكر: عبادة 8/ 427/ 2، أسد الغابة: 3/ 160، تهذيب الكمال: 655، تاريخ الاسلام 2/ 118، العبر: 1/ 35، مجمع الزوائد: 9/ 320، تهذيب التهذيب: 5/ 111، الاصابة: 5/ 322، خلاصة تذهيب الكمال: 188، كنز العمال 13/ 554، شذرات الذهب 1/ 40، 62، تهذيب ابن عساكر: 7/ 209. سير أعلام النبلاء: 2/ 5.
(2)
أخرجه ابن أبي داود في المصاحف، انظر سير الأعلام ج 2 ص 6.
(3)
انظر سير الأعلام ج 2 ص 5.
كما كان رضي الله عنه من الذين يتمثلون قول الرسول صلى الله عليه وسلم «من رأى منك منكرا فليغيره بيده، فمن لم يستطع فبلسانه، فمن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» .
فعن «إسحاق بن قبيصة بن ذؤيب» عن أبيه، أن «عبادة بن الصامت» ، أنكر شيئا على «معاوية» فقال: لا أساكنك بأرض، فرحل إلى «المدينة المنورة» فقال له «عمر» رضي الله عنه وهو خليفة المسلمين حينئذ:
«ما أقدمك» ؟ فأخبره بفعل «معاوية» فقال له: «ارحل إلى مكانك، فقبّح الله أرضا لست فيها، وأمثالك، فلا إمرة له عليك» (1).
ولما استشهد «عمر» رضي الله عنه، وتولى أمر المسلمين «عثمان بن عفان» رضي الله عنه، كتب «معاوية» إلى «عثمان»: أن «عبادة بن الصامت» قد أفسد عليّ «الشام» وأهله، فإما أن تكفه إليك، وإما أن أخلّي بينه وبين الشام.
فكتب إليه «عثمان» : أن رحّل «عبادة» حتى ترجعه إلى داره «بالمدينة» قال: فدخل على «عثمان» فلم يفجأه إلا به وهو معه في الدار، فالتفت إليه فقال: يا عبادة ما لنا ولك؟ فقام «عبادة» بين ظهراني الناس، فقال: سمعت رسول الله عليه وسلّم يقول: «سيلقى أموركم بعدي رجال يعرّفونكم ما تنكرون، وينكرون عليكم ما تعرفون، فلا طاعة لمن عصى، ولا تضلوا بربكم» اهـ (2).
ولقد أحب الرسول صلى الله عليه وسلم «عبادة» حبا كثيرا، والدليل على ذلك ما يلي: قال محمد بن سابق، حدثنا حشرج بن نباتة، عن موسى بن
(1) انظر سير أعلام النبلاء ج 2 ص 7.
(2)
أخرجه احمد في المسند، انظر السير ج 2 ص 9.
محمد بن إبراهيم التيمي: سمع أبا قلابة يقول: حدثني الصنابحي: أن عبادة ابن الصامت حدثه قال: خلوت برسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: أي أصحابك أحب إليك حتى أحبه؟ قال: اكتم عليّ حياتي: «أبو بكر- ثم عمر- ثم عليّ» ثم سكت، فقلت: ثم من يا رسول الله؟ قال: «من عسى أن يكون: الزبير- وطلحة- وسعد- وأبو عبيدة- ومعاذ- وأبو طلحة- وأبو أيوب- وأنت يا عبادة- وأبيّ بن كعب- وأبو الدرداء- وابن مسعود- وابن عوف- وابن عفان- ثم هؤلاء الرهط من الموالي: سلمان- وصهيب- وبلال- وعمّار» اهـ (1).
توفي «عبادة بن الصامت» رضي الله عنه بعد حياة حافلة- بالعمل- والجهاد وقراءة القرآن- وتعليمه- والتمسك بتعاليم الاسلام، وذلك سنة أربع وثلاثين من الهجرة «بالرملة» وهو ابن اثنتين وسبعين سنة رضي الله عن «عبادة» وجزاه الله أفضل الجزاء.
(1) انظر سير أعلام النبلاء ج 2 ص 6.