الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رقم الترجمة/ 253 «أبو مزاحم الخاقاني» ت 325
(1)
هو: موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان البغدادي، ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن. كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.
حفظ «أبو مزاحم» القرآن الكريم وجوده على «الحسن بن عبد الوهاب» ثم تلقى القراءات القرآنية على مشاهير علماء عصره. فقد أخذ القراءة عرضا عن:
محمد بن الفرج، عن الدوري عن الكسائي، وإدريس بن عبد الكريم ومحمد بن يحيى الكسائي، وعبد الوهاب بن محمد بن عيسى الخزاز.
وسمع حروف القراءات من: أحمد بن يوسف بن التغلبي، عن ابن ذكوان أحد رواة ابن عامر الدمشقي الإمام الرابع بالنسبة لأئمة القراءات، كما سمع الحروف أيضا من: محمد بن أحمد بن واصل عن أبيه، وغير هؤلاء كثير (2).
وقد برع «أبو مزاحم» في قراءة القرآن حتى أصبح إماما في قراءة «الكسائي» ضابطا لها، مضطلعا بها، يقول عنه «ابن الجزري»: أبو مزاحم الخاقاني أول من صنف في التجويد فيما أعلم، وقصيدته الرائية مشهورة، وشرحها الحافظ «أبو عمرو الداني» ، وقد أخبرني بها أبو حفص عمر بن الحسن المراغي (3).
(1) تاريخ بغداد 13/ 59، وفهرست ابن خير ص 72، وتاريخ الاسلام الورقة/ 138، وتذكرة الحفاظ 3/ 822، وغاية النهاية 2/ 320، والنجوم الزاهرة 3/ 261، ونهاية الغاية، الورقة/ 282 وشذرات الذهب 2/ 307.
(2)
انظر طبقات القراء ج 2 ص 320.
(3)
انظر طبقات القراء ج 2 ص 321.
تصدر «أبو مزاحم الخاقاني» لتعليم القرآن وتجويده، فتتلمذ عليه الكثيرون، منهم: أحمد بن نصر، ومحمد بن أحمد بن إبراهيم، وأحمد بن الحسن بن شاذان، ومحمد بن أحمد الشنبوذي، وزيد بن علي، وغير هؤلاء كثير (1).
وكما أخذ «أبو مزاحم» حروف القرآن، أخذ أيضا سنة النبي عليه الصلاة والسلام، فسمع الحديث من: أبي مزاحم عباس بن محمد الدوري، ومحمد بن اسماعيل الترمذي، وعبيد الله بن أبي سعد الوراق، واسحاق بن يعقوب العطار، والحارث بن أبي سلمة، وعبيد الله بن أحمد بن حنبل، وغيرهم كثير.
كما تصدر «أبو مزاحم» لرواية حديث الهادي البشير صلى الله عليه وسلم، فروى عنه الحديث عدد كثير، منهم: محمد بن الحسين الآجري، وأبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ، وأبو حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر القواس، وغيرهم كثير (2).
وقد كان «أبو مزاحم» من العاملين بتعاليم الكتاب والسنة، البعيدين عن زخارف الدنيا المقبلين على الله تعالى، وحول هذه المعاني يقول ابن الجزري:
«وكان أبوه وجده وزيرين لبني العباس، وكذا أخوه «أبو علي محمد بن عبيد الله» . وترك «أبو مزاحم» الدنيا وأعمل نفسه في رواية الحديث، وأقرأ الناس، وتمسك بالسنة. وكان بصيرا بالعربية شاعرا مجودا (3).
كما كان «أبو مزاحم» من الثقات المشهود لهم بصحة الرواية، قال الخطيب البغدادي:«وكان «أبو مزاحم» ثقة ديّنا من أهل السنة» (4).
توفي أبو مزاحم الخاقاني في ذي الحجة سنة خمس وعشرين وثلاثمائة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسلام، رحمه الله رحمة واسعة، إنه سميع مجيب.
(1) انظر طبقات القراء ج 2 ص 321.
(2)
انظر تاريخ بغداد ج 23 ص 59.
(3)
انظر طبقات القراء ج 2 ص 321.
(4)
انظر تاريخ بغداد ج 13 ص 59.