الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رقم الترجمة/ 290 «ابن يونس المطرّز» ت 329 ه
ـ (1)
هو: محمد بن يونس أبو بكر الحضرمي البغدادي المعروف بالمطرّز.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن.
كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.
حفظ «ابن يونس» القرآن، وروى القراءة عرضا وسماعا عن خيرة علماء عصره وفي مقدمتهم: اسماعيل بن عبد ربه، ومحمد بن عبد الرحيم، وأحمد بن محمد بن صدقة، وجعفر بن محمد بن حرب، وعباس بن محمد الجوهري، وأحمد بن سعيد بن شاهين، وادريس بن عبد الكريم. وتصدر «ابن يونس» لتعليم القرآن الكريم، واشتهر بالدقة والضبط والاتقان فتتلمذ عليه الكثيرون.
وممن روى القراءة عنه: عبد الواحد بن أبي هاشم، وأحمد بن محمد بن المروذي، وآخرون (2).
أخذ «ابن يونس» حديث الهادي البشير النذير صلى الله عليه وسلم عن عدد من العلماء، منهم: أحمد بن عبيد الله الفرسي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وجعفر بن محمد بن كزال. ومحمد بن عبد الله الحضرمي، وموسى بن اسحاق الأنصاري، ومحمد بن سهل بن الحسن العطار، وأحمد بن زيد بن هارون المكي، ومحمد بن أحمد بن الهيثم المصري.
كما تصدر «ابن يونس» لرواية حديث النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذ عنه
(1) انظر ترجمته فيما يأتي: تاريخ بغداد 3/ 446، وغاية النهاية ج 2 ص 289 - 290.
(2)
انظر طبقات القراء ج 2 ص 290.
الكثيرون. وممن روى عنه: «أبو بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش، وأبو طاهر بن أبي هاشم، ومنصور بن محمد الحذاء، وأبو حفص بن شاهين، وأبو الحسين بن سمعون» ، وآخرون (1).
ومن الأحاديث التي رويت عن «ابن يونس» الحديث التالي: قال الخطيب البغدادي: «أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أخبرنا أبو طاهر ابن أبي هاشم قال: حدثني محمد بن يونس المقرئ حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا ابن نمير، حدثنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم عن همام عن حذيفة قال: «يا معشر القراء: اسلكوا الطريق ولئن سلكتموه لقد سبقتم سبقا بعيدا، ولئن أخذتم يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا» اهـ (2).
وقد جاءت السنة المطهرة حافلة بالأحاديث التي تبين فضل قراءة القرآن الكريم منها ما يلي: فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن هذا القرآن مأدبة الله فاقبلوا مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله، والنور المبين، والشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن اتبعه، لا يزيغ فيستتعب (3) ولا يعوج فيقوم، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق عن كثرة الرد (4) أتلوه فإن الله يأجركم عن تلاوته كل حرف عشر حسنات. أما إني لا أقول:«الم» حرف، ولكن «ألف» حرف، ولام «حرف» وميم حرف (5).
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
اقرءوا القرآن. فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين: البقرة
(1) انظر تاريخ بغداد ج 3 ص 446.
(2)
انظر تاريخ بغداد ج 3 ص 446.
(3)
أي لا يميل عن القصد فيطلب منه إزالة التعب.
(4)
لأن معانيه دائما متجددة.
(5)
رواه الحاكم انظر الترغيب ج 2 ص 592.
وآل عمران، فانهما يأتيان يوم القيامة كانهما «غمايتان أو كأنهما غيابتان (1) أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما. اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة إلى غير ذلك من الأحاديث الصحيحة التي تبين فضل قراءة القرآن (2).
كان «ابن يونس» من الثقات، ومن حفاظ القرآن الاجلاء، وقد أثنى عليه الكثيرون من العلماء منهم:
الإمام الداني ت 244 هـ حيث قال:
«كان «ابن يونس» إماما جليلا مقرئا متصدرا مشهورا اهـ (3) وقال الخطيب البغدادي: «كان جليلا في القراءة ثقة» (4) وقال «ابن الجزري» : كان «ابن يونس» مقرئا مشهورا حاذقا اهـ (5).
توفي «ابن يونس» سنة تسع وعشرين وثلاثمائة من الهجرة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسلام. رحم الله «ابن يونس» رحمة واسعة إنه سميع
مجيب.
تمّ ولله الحمد والشكر
(1) الغيابتان: تثنية غيابة وهي ما يظلل الانسان. انظر التاج ج 4 ص 16.
(2)
رواه مسلم.
(3)
انظر القراء الكبار ج 1 ص 248.
(4)
انظر تاريخ بغداد ج 3 ص 446.
(5)
انظر طبقات القراء ج 2 ص 172.