الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رقم الترجمة/ 40 «أبو بكر الأذفوي» ت 388 ه
ـ (1)
هو: محمد بن علي بن أحمد بن محمد أبو بكر الأذفوي المصري، وأذفو بضم الهمزة، وسكون الذال المعجمة وفاء، مدينة حسنة بالقرب من أسوان، يقول «ابن الجزري» قد رأيتها. ولد «أبو بكر الأذفوي» سنة أربع وثلاثمائة من الهجرة.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن.
كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.
أخذ «أبو بكر الأذفوي» القراءة عن خيرة العلماء، وفي هذا يقول «ابن الجزري»: أخذ القراءة عرضا عن «المظفر بن أحمد بن حمدان» ، وسمع الحروف من: أحمد بن إبراهيم بن جامع، وسعيد بن السكن، والعباس بن أحمد (2) كما أخذ «أبو بكر» علوم العربية والحديث عن عدد من خيرة العلماء. وفي هذا يقول «القفطي»: وصحب أبو بكر «الأذفوي» أبا جعفر النحاس المصري، وأخذ عنه وأكثر. وروى كل تصانيفه، وأخذ عن غيره من أهل العلم
(1) انظر ترجمته فيما يأتي:- فهرست ابن خير 74، 302، ومعجم البلدان 1/ 126، وإنباه الرواة 3/ 186 - 188، وإشارة التعيين الورقة 51، وتاريخ الإسلام الورقة 199، (آيا صوفيا 3008) والطالع السعيد 552. وتلخيص ابن مكتوم الورقة 224، والبلغة 238 - 239 وغاية النهاية 2/ 198 - 199، وتحفة الأحباب 276. وبغية الوعاة 1/ 189، وحسن المحاضرة 1/ 490، 532.
وطبقات المفسرين للسيوطي 38، وللداودي 2/ 194 وشذرات الذهب 3/ 130، وتاج العروس 10/ 128 وغيرها.
(2)
انظر طبقات القراء ج 2 ص 198.
والقرآن، والحديث والعربية، وكان سيد أهل عصره في مصره وغير مصره، وقرأ على الاجلاء واعتاد على مجالسة الرؤساء والفضلاء (1) تصدر «أبو بكر الأذفوي» لتعليم القرآن الكريم وحروفه واشتهر بالثقة والضبط وحسن الإتقان وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه، وفي هذا يقول «ابن الجزري»:«روى عن أبي بكر الأذفوي القراءة «محمد بن الحسين بن النعمان، والحسن بن سليمان، وعبد الجبار بن أحمد الطرسوسي، وابنه أبو القاسم أحمد بن أبي بكر الأذفوي، وعتبة بن عبد الملك وأبو الفضل الخزاعي» (2).
ومع أن «أبا بكر الأذفوي» كان من العلماء الأجلاء ومن الذين تصدوا لتعليم القرآن والتصنيف في علومه إلا أنه مع ذلك كان خشابا يتجر في الخشب ولعله كان يتمثل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال في الحديث الذي رواه المقداد بن معديكرب رضي الله عنه حيث قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبيّ الله داود عليه الصلاة والسلام كان يأكل من عمل يده» (3).
لم تقتصر جهود «أبي بكر الأذفوي» على التعليم والتجارة بل تصدى للتصنيف وترك للمكتبة الإسلامية ثروة قيمة من مصنفاته، في مقدمة ذلك كتابه «الاستغناء» في تفسير القرآن الذي بلغ مائة وعشرين مجلدا، وقد جمع فيه من العلوم ما لم يجتمع في غيره قال عنه «الذهبي»: منه نسخة بمصر بوقف القاضي الفاضل عبد الرحيم علي البيساني على مدرسته بالقاهرة (4).
من هذا يتبين أن «أبا بكر الأذفوي» بلغ منزلة رفيعة في العلم، ومكانة سامية في خدمة القرآن الكريم وعلومه. وفي هذا المعنى يقول «الإمام أبو عمرو
(1) انظر إنباه الرواة ج 3 ص 186.
(2)
انظر طبقات القراء ج 2 ص 198.
(3)
رواه البخاري، انظر الترغيب ج 2 ص 870.
(4)
انظر انباه الرواة ج 3 ص 187.
الداني»: انفرد «أبو بكر الأذفوي» بالإمامة في وقته في قراءة «نافع» إمام أهل المدينة. مع سعة علمه وبراعة فهمه وصدق لهجته وتمكنه من علم العربية وبصره بالمعاني، روى عنه القراءة جماعة من الأكابر (1).
وقال «الحافظ الذهبي» : «برع أبو بكر الأذفوي» في علوم القرآن، وكان سيد أهل عصره بمصره، له كتاب التفسير في مائة وعشرين مجلدا موجود بالقاهرة (2). وقال «القفطي»: كان «أبو بكر» صالحا يرتزق من معيشته وكان خشابا. وصحب أبا جعفر النحاس المصري وأخذ عنه وأكثر، وكان سيد أهل عصره في مصره وغير مصره (3). وقال «الإمام ابن الجزري»:«أبو بكر الأذفوي» أستاذ نحوي مقرئ مفسر ثقة (4). وقال «العلامة السيوطي» : كان أبو بكر من أهل الدين والصلاح والأدب والعلم، صنف كتاب «الاستغناء» في التفسير (5). هكذا تجد خيرة العلماء يتفقون على علمه وتقواه وتوثيقه.
وهناك ملاحظة علمية مهمة ذكرها «الذهبي» حيث قال: «وقد غلط «ابن سوار» فأسند قراءة «ورش» عن شيخه العثماني عن الأذفوي عن أحمد ابن عبد الله بن هلال. كذا قال. فأسقط بينهما رجلا وهو: المظفر بن أحمد عن ابن هلال» (6).
توفي «أبو بكر الأذفوي» بمصر يوم الخميس لسبع خلون من ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن. رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.
(1) انظر القراء الكبار ج 1 ص 354.
(2)
انظر طبقات القراء ج 2 ص 199.
(3)
انظر إنباه الرواة ج 3 ص 186.
(4)
انظر طبقات القراء ج 2 ص 198.
(5)
انظر بغية الوعاة ج 1 ص 189.
(6)
انظر طبقات القراء ج 2 ص 199.