الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رقم الترجمة/ 50 «بكر بن شاذان» ت 405 ه
ـ (1)
هو: بكر بن شاذان بن عبد الله أبو القاسم البغدادي الحربي، ولد سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة التاسعة من حفاظ القرآن.
كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.
أخذ «أبو بكر بن شاذان» القرآن عن خيرة العلماء، وفي مقدمتهم: زيد بن أبي بلال، وأبو بكر محمد بن علي بن الهيثم بن علون، ومحمد بن عبد الله بن مرة النقاش. وأحمد بن بشر الشارب، وبكار بن أحمد بن بكار (2) كما أخذ «بكر بن شاذان» حديث الهادي البشير صلى الله عليه وسلم عن عدد من العلماء وحدث عنهم. وفي هذا يقول «الخطيب البغدادي»: سمع «بكر بن شاذان» جعفر الخالدي. وعبد الباقي بن قانع، وأبا بكر الشافعي، وغيرهم، ثم يقول: حدثنا عنه الازهري وأبو محمد الخلال، وعبد العزيز بن علي الازجي ثم يقول: وكان عبدا صالحا ثقة أمينا اهـ (3).
تصدر «بكر بن شاذان» لتعليم القرآن، واشتهر بالثقة وصحة القراءة، وأقبل
(1) انظر ترجمته فيما يأتي:- تاريخ بغداد 10/ 431 - 432، وتاريخ الإسلام الورقة 40 (آيا صوفيا 3009) وغاية النهاية 1/ 467 - 468، ونهاية الغاية الورقة 130، وشذرات الذهب ج 3 ص 173.
(2)
انظر طبقات القراء ج 1 ص 178.
انظر القراء الكبار ج 1 ص 371.
(3)
انظر تاريخ بغداد ج 7 ص 97.
عليه حفاظ للقرآن يأخذون عنه، ومن الذين أخذوا عنه القراءة: أبو علي الحسن ابن أبي الفضل الشرمقاني، والحسن بن محمد المالكي، والحسن بن علي العطار، والحسن بن القاسم غلام الهراسي، وأبو الحسن الخياط، وأبو الفضل بن عبد الرحمن الرازي (1).
اشتهر «بكر بن شاذان» بالأخلاق الفاضلة، والصفح والعلم، والعفو عن عثرات الإخوان عملا بقوله تعالى: وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (2) ويقول الهادي البشير صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه «عبادة بن الصامت» رضي الله عنه حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألا أدلك على ما يرفع الله به الدرجات، قالوا: نعم يا رسول الله، قال: تحلم على من جهل عليك، وتعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك (3).
والدليل على تخلق «بكر بن شاذان» بهذه الأخلاق الفاضلة ما رواه «الخطيب البغدادي» حيث قال: حدثني الحسن بن غالب المقرئ أن بكر ابن شاذان وأبا الفضل التميمي جرى بينهما كلام. فبدت من «أبي الفضل» كلمة ثقلت على «بكر» ، وانصرف، ثم ندم «التميمي» فقصد «أبا بكر بن يوسف» وقال له: قد كلمت «بكر بن شاذان» بشيء جفا عليه، وندمت على ذلك، وأريد أن تجمع بيني وبينه فقال له «ابن يوسف»: سوف نخرج لصلاة العصر، فخرج «بكر» وجاء الى «ابن يوسف» والتميمي عنده، فقال له التميمي: أسألك بالله أن تجعلني في حل، فقال:«بكر» سبحان الله ما فارقتك
(1) انظر طبقات القراء ج 1 ص 178.
(2)
سورة آل عمران الآيتان 133 و 134.
(3)
رواه البزار والطبراني. أنظر الترغيب 3/ 511.
حتى أحللتك وانصرف، فقال التميمي: قال لي والدي: يا عبد الواحد احذر من أن تخاصم من إذا نمت كان منتبها اهـ (1).
وقال «ابن الجزري» ت 833 هـ: «بكر بن شاذان» الواعظ شيخ ماهر ثقة مشهور صالح زاهد (2) توفي «بكر بن شاذان» يوم السبت التاسع من شوال سنة خمس وأربعمائة، رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله أفضل الجزاء.
(1) انظر تاريخ بغداد ج 7 ص 97.
(2)
انظر طبقات القراء ج 1 ص 178.