الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبدًا من التدخل فى دائرة قوة المماليك السياسية أو الحربية بل خضعوا لهم وإن أدّى هذا الخضوع فى النهاية إلى نهايتهم هم أنفسهم.
المصادر:
توجد كتب ومؤلفات وأبحاث كثيرة فى هذا الموضوع، ونكتفى بالاشارة منها إلى:
(1)
ابن حجر: أنباء الغمر (تحقيق حسن حبشى).
(2)
صبحى لبيب: التجار الكارمية فى مجلة الجمعية التاريخية المصرية 1952 م.
(3)
E. Ashtor: The Karimi merelichaits 1952
(4)
Fischel: The Spice Trade en mamluk Egypt (1958); Sgoitein New light on the beginnings of korim mserehavts
(5)
Lane: Mediterranean Spice Trader
د. حسن حبشى [د. صبحى لبيب Sobhi Labib]
كافور
كافور هو أبو المسك كافور الإخشيدى، الذى نعته المتنبى باللابى إشارة إلى أن أصله من "لاب"، فى بلاد النوبة وقد أصبح الشخصية المسيطرة فى الدولة الاخشيدية بمصر، وكان قد بيع لمؤسس هذه الدولة محمد بن طُغْج الإخشيد الذى بلغ من إعجابه به أن والاه بتأييده ورعايته حتى بلغ أسمى المراتب الكبرى ذات الأثر فى مجريات الأمور السياسية والحربية، ولقد شارك كافور فى الحملة المصرية على بلاد الشام عام 333 هـ (945 م)، كما كان له ضلع فى المفاوضات الدبلوماسية مع خليفة بغداد العباسى، وكان اختياره للإشراف على تعليم ولدى الإخشيد ذا أهمية عظمى.
ولما مات ابن طُغْج قام كافور برعاية مصالح أسرة مولاه وسعى حتى حصل على تأييد رسمى [من الخليفة العباسى] بأن تكون ولاية مصر للأمير أبى القاسم أنوجور (سنة 334 هـ = 946 م) ثم من بعده لعلى بن الإخشيد.
وعلى الرغم من أن كافور كان فى هذه الآونة يجمع فى يده كل السلطة التنفيذية إلا أنه وجد أن الأجدى عليه هو أن يتخذ من البيت الإخشيدى واجهة يعمل من خلفها، وظل على هذا المنوال حتى كانت سنة 335 هـ (966 م) حين مات على، فجاهر كافور بأنه هو وحده صاحب الأمر والنهى فى مصر، وقد زكاه فى هذا البيان أن الشخص الذى كان متوقعا أن يلى الحكم وهو أحمد بن علىّ كان طفلًا حَدثًا، كما أنه حصل على عهد بولاية مصر من خليفة بغداد، وقد حل اسم كافور منذ ذلك الحين محل أسماء الأخشيديين فى خُطْبة الجمعة بمصر أى منذ الحادى والعشرين من جمادى الأولى 357 هـ (23 إبريل 968 م). وكان لقبه الرسمى هو "الأستاذ" ولكن ليس هناك شاهد على أن وضعه السياسى الرفيع قد أباح له أن يضرب اسمه على العملة.
على أن أهمية كافور الكبرى فى التاريخ الإسلامى تتركز فى نجاحه فى أنه استطاع -خلال الأعوام الثانية والعشرين من حكمه- أن يحافظ على وجود البيت الإخشيدى فى مواجهة الأخطار الخارجية (ممثلة فى الفاطميين والقرامطة والنوبة والحمدانيين)، وأمكنه التغلب على كل هذه الأخطار رغم الاضطرابات السياسية الداخلية (مثل فتنة غلبون سنة 335 - 336 هـ (947 - 948 م) وكحركة أنوجور الانقلابية الفاشلة سنة 343 هـ (954 م) وانتشار الدعوة الإسماعيلية الهدامة، هذا إلى جانب الانتكاسات الحادة التى أثرت فى الحياة الاقتصادية بالفسطاط مثل الحريق الذى التهم حى العمل سنة 343 هـ والزلزال العنيف الذى ضرب مصر فى العام التالى (344 هـ) والمجاعات المتكررة التى أصابت البلاد، وارتفاع أثمان الطعام ارتفاعًا فاحشًا، والفتن الأهلية التى أخذ بعضها بِعُجُز البعض الآخر فى سنوات 338، 341، 343، 352، 357 (949، 952، 955، 963، 968)، على أن إجراءاته الحربية والدبلوماسية الفعالة