المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

القيافة من حيث التدقيق فى الحقائق التافهة للغاية. وكقوة روحية - موجز دائرة المعارف الإسلامية - جـ ٢٧

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌القزوينى، زكريا

- ‌المصادر:

- ‌القزوينى، نجم الدين

- ‌المصادر:

- ‌القسطنطينية

- ‌الحملات العسكرية العربية على القسطنطينية:

- ‌قسطيلية

- ‌تاريخها:

- ‌الجغرافية التاريخية:

- ‌المصادر:

- ‌قسى، بنو

- ‌المصادر:

- ‌القصاص

- ‌المصادر:

- ‌قصر هبيرة

- ‌قصص الأنبياء

- ‌ المصادر

- ‌القصيدة

- ‌قصي

- ‌المصادر:

- ‌قضاعة

- ‌قطب

- ‌1 - فى الفلك:

- ‌المصادر:

- ‌2 - فى التصوف: كلمة قطب فى التصوف الإسلامى تعنى إما "الإنسان الكامل" أو "القطب الحسى" أو "الحقيقة المحمدية"، ويشار إليها أحيانا بوصفها القطب المعنوى. ويشير بعض المؤلفين إلى قطب الوقت، أو صاحب الوقت أو صاحب الزمان على أنه "الغوْث" الذى يوجد بفضل "قطب الأقطاب" ويتجلى فيه -وأصول هذا المفهوم ترجع إلى الحلاج

- ‌المصادر:

- ‌قطب الدين شيرازى

- ‌المصادر:

- ‌قطرى بن الفجاءة

- ‌المصادر:

- ‌قطز

- ‌ المصادر

- ‌قفسة

- ‌قفسة تاريخيا:

- ‌جغرافيتها التاريخية:

- ‌قفط

- ‌المصادر:

- ‌قفطان

- ‌المصادر:

- ‌قلاوون

- ‌المصادر:

- ‌القلزم

- ‌المصادر:

- ‌قلعة أيوب

- ‌المصادر:

- ‌قلعة رباح

- ‌قلعة الشقيف

- ‌قلعة نجم

- ‌المصادر:

- ‌قنسرين

- ‌1 - البلدة:

- ‌2 - قنسرين الجند:

- ‌المصادر:

- ‌قهرمان نامه

- ‌المصادر:

- ‌قهوة

- ‌المصادر:

- ‌القواسم

- ‌المصادر:

- ‌قوله

- ‌قوس

- ‌1 - عموميات وأصوليات:

- ‌2 - البحوث:

- ‌3 - النماذج المختلفة للأقواس:

- ‌4 - مصطلحات مركبات القوس:

- ‌5 - السهم والكنانات:

- ‌6 - القفازات وخواتم الإبهام:

- ‌7 - أطوار ومبادئ التصويب:

- ‌8 - التدريب والاستخدام التكتيكى

- ‌قوصرة

- ‌القومية

- ‌المصادر:

- ‌قونية

- ‌المصادر:

- ‌القياس

- ‌قاعدة:

- ‌طبيعة القياس:

- ‌المصادر:

- ‌القياس فى النحو (اللغة):

- ‌المصادر:

- ‌القيافة

- ‌أهم المصادر:

- ‌القيامة

- ‌المصادر:

- ‌القيثارة

- ‌ المصادر

- ‌القيروان

- ‌1 - التأسيس

- ‌2 - التاريخ

- ‌3 - الجغرافيا التاريخية

- ‌قيس

- ‌قيس عيلان

- ‌القيسارية

- ‌قيصر

- ‌فى العصور الإسلامية الأولى:

- ‌قيصر التاريخ الإسلامى

- ‌قيصرية الأناضول

- ‌التجارة والصناعة والزراعة:

- ‌الثقافة:

- ‌قيصرية فلسطين

- ‌القين

- ‌المصادر:

- ‌القين (قبيلة)

- ‌قينقاع، بنو

- ‌المصادر:

- ‌ك

- ‌الكارمية

- ‌المصادر:

- ‌كافور

- ‌المصادر

- ‌كبريت

- ‌المصادر:

- ‌كثير عزة

- ‌ المصادر

- ‌الكرابيسى

- ‌المصادر:

- ‌كربغا

- ‌المصادر:

- ‌الكرج

- ‌الفتح الإسلامى:

- ‌العباسيون وجورجيا:

- ‌الساجيون والسلاريون وآل شداد:

- ‌السلاجقة وجورجيا:

- ‌إبادة الجيش السلجوقى فى تفليس سنة 515 هـ/ 1121 م

- ‌بنو جعفر وحكم جورجيا:

- ‌عصر الملوك الأقوياء فى جورجيا:

- ‌حكم تامار:

- ‌جلال الدين خوارزمشاه:

- ‌فترة ما بعد تيمور:

- ‌تقسيم جورجيا:

- ‌الآق فويونلو:

- ‌الصفويون وجورجيا:

- ‌السيادة العثمانية (986 - 1011 هـ/ 1578 - 1603 م):

- ‌الشاه عباس الأول والملوك المسلمون فى جورجيا:

- ‌غزو الأفغان لفارس:

- ‌الاستيلاء العثمانى الثانى على جورجيا (1135 - 1147 هـ/ 1723 - 1734 م):

- ‌نادرشاه وجورجيا:

- ‌باجريت كاخيتى:

- ‌القاجار:

- ‌جورجيا تحت الحكم الروسى:

- ‌المصادر:

- ‌الكرخ

- ‌المصادر:

- ‌كردستان (الأكراد)

- ‌تاريخ الفترة الإسلامية حتى عام 1920 م

- ‌كردستان بعد الفتح العربى:

- ‌الأكراد تحت حكم الخلفاء والبويهيين:

- ‌أسرة الأكراد المروانيين الحاكمة:

- ‌الفتح التركى:

- ‌أتابكيات الموصل:

- ‌الأيوبيون:

- ‌جلال الدين خوارزمشاه:

- ‌الإيلخانيات المغولية:

- ‌تيمور والبيوتات التركمانية:

- ‌شاهات الصفويين وسلاطين العثمانيين:

- ‌كردستان من سنة 1650 إلى 1730 م:

- ‌ الأفغان

- ‌نادر شاه:

- ‌البيت الزندى:

- ‌القاجار:

- ‌تركيا فى القرن التاسع عشر:

- ‌الحروب الروسية - التركية:

- ‌القوات الحميدية:

- ‌العلاقات الأرمينية - الكردية:

- ‌القرن العشرون:

- ‌الحرب العالمية الأولى 1914 - 1918 م:

- ‌من سنة 1920 م حتى الوقت الحاضر:

- ‌المجتمع الكردى

- ‌التنظيم القبلى

- ‌اللغة

- ‌الفولكلور والأدب

- ‌(أ) الأدب الشعبى:

- ‌(ب) الأدب الراقى المدون

- ‌الكرك

- ‌المصادر:

- ‌كرك نوح

- ‌المصادر:

- ‌كرمان

- ‌السكان:

- ‌الفتح العربى:

- ‌المصادر:

- ‌كرمان شاه

- ‌المصادر:

- ‌الكرمانى

- ‌المصادر:

- ‌الكسائى "الشاعر

- ‌ المصادر

- ‌كسرى

- ‌المصادر:

- ‌كعب الأحبار

- ‌كعب بن الأشرف

- ‌المصادر:

- ‌كعب بن زهير

- ‌كعب بن مالك

- ‌كلاب بن ربيعة

- ‌كلب بن وبرة

- ‌الكلبيون فى الإسلام: أما فى الإسلام فترجع علاقتهم بالأمويين إلى زمن الخليفة عثمان بن عفان وإلى زواج معاوية بن أبى سفيان من ميسون بنت أنيف، وكان معاوية يرمى من وراء هذا الزواج إلى دعم موقفه والاعتماد عليهم فى محاربته للإمام على بن أبى طالب، ومن هنا كان اليمنيون (لاسيما الكلبيون) أكثر القبائل نفوذًا فى الشام زمن معاوية وولده يزيد الذى تزوج هو الآخر امرأة من بنى كلب

- ‌الكلبيون فى الأندلس:

- ‌ الكلبي

- ‌المصادر:

- ‌المصادر:

- ‌كليلة ودمنة

- ‌المصادر:

الفصل: القيافة من حيث التدقيق فى الحقائق التافهة للغاية. وكقوة روحية

القيافة من حيث التدقيق فى الحقائق التافهة للغاية. وكقوة روحية تفوق الذكاء البشرى، فإن القيافة تحتفظ، منذ فترة ما قبل الإسلام، بخاصية مقدسة تؤكد بقاءها، كدليل شرعى، فى الأمور التشريعية المتصلة بإقرار أبوة طفل ولدته جارية (ابن القيم الجوزية، الطرق الحكمية، ص 195 - 213). ولقد كان شريح العاصى الشهير قيافا، ولقد كتب الشافعى رسالة فى علم القيافة (حاجى خليفة، مخطوطة رقم 452، السليمانية، بالتركية). ونتيجة للبداوة وحياة الترحال وبيئة الصحراء التى سادت تحت ظروف مختلفة كثيرة، فقدت قيافة الأثر فى الواقع بعضا من علة وجودها فى المدينة الإسلامية، حيث تغلبت عليها الفراسة التى تطورت بعد ذلك تطورا كبيرا.

‌أهم المصادر:

(1)

T.Fahd: La divination arabe Leiden 1966،p.370 - 8

(2)

Y.Mourad: La physiognomie arabe et le K. al. fiasa de Fakhr ad-Din ar-RBzi. Paris 1939

(3)

المسعودى: مروج الذهب، جـ 3، ص 33 - 38.

د. عطية القوصى [ت. فهد Fahd]

‌القيامة

هى حركة البعث، والنشور. ولقد استعمل الأصل قَ وَمَ بكثرة فى لغة القرآن الكريم. وتكررت كلمة القيامة فيه سبعين مرة، وبخاصة تعبير "يوم القيامة". وتأتى القيامة بعد الفناء المطلق لكل الكائنات والمخلوقات، ويتبعها "يوم الدين". حيث تكون الساعة، والساعة هى يوم القيامة "يوم الدين"، وهى من الاعتقادات الضرورية التى تحدد مضمون عقيدة المسلم. ومن المعروف أن كلمة "النشور" فى القرآن هى كلمة مرادفة للقيامة. وتعالج أعمال علم الكلام والفلسفة كل موضوع الإيمان بالبعث والحساب تحت عنوان عام وهو "الميعاد"، وهى كلمة تظهر لمرة واحدة فى القرآن الكريم (القصص: 85) بالمفهوم العام لكلمة "مكان العودة". ومن هذا المنطلق فإن فكرة البعث والنشور غالبًا ما يعبر عنها، فى

ص: 8430

المناقشات العلمية، بالميعاد. ومن الممكن أن نضيف بأنه سوف يكون من غير الملائم أن نتعامل مع يوم الحساب (الدينونة) كما هو وبشكلياته، أو مع الثواب والعقاب فى الآخرة تحت لفظ القيامة. فى هذه الحالة، تحتاج هذه المقالة أن تزود بمواد خاصة عن الحساب، والميعاد، والساعة ويوم الدين. وسوف نحصر أنفسنا هنا بالنظر فى:

1 -

تعاقب أحداث البعث والحساب التى تتبع وتصاحب البعث.

2 -

البراهين القرآنية التى تثبت احتمال وقوعها.

3 -

خلفية وجهات النظر فى المسائل الفلسفية والدينية التى نجمت عنها.

1 -

تعاقب أحداث البعث والحساب:

(أ) دلائل النبوة: البعث سوف يسبقه نهاية العالم، "بالفناء". والسُور المكية ملحة على ذلك. وهنالك "علامات" وسوف تنبئ عن النهاية؛ فسوف تزلزل الأرض زلزالها وسوف تخرج أثقالها {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا} (الزلزلة: 1 - 2)؛ وسوف تنشق السماء، وسوف تنتثر الكواكب، وسوف تمور البحار، وسوف تتقلب القبور (الانفطار: 1 - 4؛ التكوير، 1 - 14؛ وخاصة سورة الواقعة: 1 - 6؛ وغيرها)، وسوف تطير وتنتثر الجبال وتصبح {كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} (القارعة: هـ). ويقدم لنا صحيح مسلم (جـ 8، ص 179) قائمة مرتبة لهذه "العلامات". ويورد النسفى، خمسة علامات منها، ويعدد تفسير التفتازانى عشر علامات "عظمى".

(ب) الفناء: فى ذلك اليوم {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ} (النازعات: 6 - 7). هذه "الراجفة" سوف تكون "صوت الناقور"{فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ} (المدثر: 8 - 9)، الذى وفقا لرواية الحديث سوف يدق بواسطة الملاك إسرافيل. ثم لا يتبقى بعد دقه أى مخلوق حى - {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ. . .} (العنكبوت: 57) {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} وسوف يكون ذلك الفناء النهائى، حيث يظل ولا يبقى إلا اللَّه الواحد القهار، لأن كل شئ هالك

ص: 8431

إلا وجهه {هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (القصص: 88). ومع مرور الزمن، خفت صورة هذا الفناء الكامل.

فمن تفسير لآخر، ازداد عدد الخلائق التى سوف تفلت من الفناء وتنجو منه: وليس ذلك لأنها زودت بخلود طبيعى، ولكن "بحكم البقاء"، الذى سوف يمنحه اللَّه لهم (هنالك قائمة بهؤلاء الأشخاص والكائنات موجودة فى كتاب:

L.Gardet: Les Brands problemes de Ia musubnane - Dieu et la destinee theologie de l'ho،nme، paris 1967، p. 264 - 6

(جـ) البعث: عندما تقع الصيحة الثانية، سوف يُبعث الخلق من الفناء الأكبر وتعود الأرواح إلى أجسادهم ويبعثون من جديد فى يوم النشور {يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ} (ق: 42). وهنالك تشديد دائم يقع على بغتة هذه "العودة" للحياة. فالبعث هو القيام، والعبور السريع، دون تحديد لزمن، من العدم إلى الحياة.

(د) الحشر: اللَّه تعالى هو الذى سوف يحشر الخلق، {يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ} (ق: 44)، {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ. .} (الحشر: 2). {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ. .} (يونس: 45). {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا} (مريم: 85). {. . . وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا} (طه: 102){وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ. .} (الفرقان: 17). وسوف يُحشر الناس والجن والشياطين {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا} (مريم: 68). وسوف يحشر الملائكة (سبأ: 40) وسوف يكون ذلك يوم الجمع للعالم. كذلك يؤخذ فى الاعتبار، أن هنالك من سوف ينجو من الفناء برحمة من اللَّه؛ حتى، وفقا لما يقول النووى، بهيمة الأنعام والحيوانات المتوحشة وسوف يكون ذلك اليوم هو يوم الموقف وانتظار الحساب. وتذكر بعض الأحاديث أن أول من "سيبعث" ويصل للمحشر سوف يكون نبى الإسلام. ووفقا لمعظم الاعتقادات

ص: 8432

السائدة، فإن الأنبياء، والملائكة، والأبرار سوف يجنبون أهوال الموقف. لكن البشر عموما "سوف يعرقون ويعذبون" وسوف يغرقون فى عرقهم، الذى "سيلجمهم"، مثل ألجمة الخيل (انظر، الغزالى: إحياء علوم الدين، القاهرة 1352 هـ/ 1933 م، جـ 4، ص 436 - 7).

ويجب أن نشير أن معتقدات الشيعة تشير إلى أول "المبعوثين" بعد فناء العالم والبعث والحشر، وتدعى أنهم سوف يكونون أولئك الأبرار الذين اتبعوا "مهدى" آخر الزمان. وهى عندهم "الرجعة"، ولقد أصر الرافضة على ذلك فى القرون الأولى للإسلام. واستمر هذا الاعتقاد قائما ليصبح واحدا من نظريات الإمامة، وارتبط "بعودة" الامام الثانى عشر محمد المهدى "الإمام الغائب"، الذى بعودته ستقوم القيامة.

ولقد عارض المعتزلة فى ذلك رأى الرافضة وكذلك الأشاعرة.

وهنالك براهين قرآنية تؤكد البعث، من الممكن أن نجمعها فى ثلاثة موضوعات:

أ) المقارنة الثابتة للخلق بالبعث، الذى يبدو فى حد ذاته "خلق جديد" {وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا} الإسراء: 49؛ {وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ. . .} ، الكهف: 48؛ {. . . كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} الأنبياء: 104، وغير ذلك. أو يبدو كخلق ثان، فى قوله تعالى:{وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى} النجم: 47. وهو القدرة الخالقة للَّه إجابة لأولئك المشككين فى قدرته تعالى على البعث: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ} الحج: 5. وأن الخلق الثانى أهون عند اللَّه {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} العنكبوت: 19، {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ. .} الروم:27. وهو الذى خلق الإنسان فأحسن خلقه (القيامة: 38). {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} القيامة: 40.

ب) "العلامة" الثانية للبعث هى تشابهه بإنتاج الخضروات والفاكهة،

ص: 8433

وإحياء التربة بالماء {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} فصلت: 39. {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ} فاطر: 9. {إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ. .} الأنعام: 95.

{يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} الروم: 19. {. . . كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} الأعراف: 57. ولقد شُبه القيام بعد الموت بنشور النهار الذى يعقب الليل: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا} الفرقان: 47.

جـ) وأخيرا مقارنته، بأمثلة معجزات إحياء الموتى بإذن اللَّه:{كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} البقرة: 73. {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ. .} البقرة: 259.

وهنالك بعض المسائل التى طرحت بصدد البعث فى علم "العقائد" أثارها بعض الفلاسفة، ليس فى كتاب تهافت الغزالى فحسب، ولكن فى كتاب "المعاد" فى علم الكلام. من هذه المسائل:

(أ) مسألة عذاب القبر. وأول هذه الأسئلة فى هذا الخصوص هى: هل هنالك بعث للنفس أو الروح فى القبر؟ وهل سيكون البعث بالجسد فقط، أو بالجسد والروح أو بالروح فحسب، والقرآن لا يتحدث بصراحة عن إحياء الروح أو النفس بعد الموت فى القبر. فالإنسان يموت، وبعد ذلك يعود للحياة يوم القيامة. وهنالك ثلاثة نصوص فى القرآن {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ. . .} غافر: 46، {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} آل عمران: 119، قد قدمها المتكلمون كشاهد على عذاب القبر، كذلك على النعيم الذى سينعم به الأبرار فى القبر. وإضافة لهذه الآيات فهنالك أحاديث

ص: 8434

كثيرة صحيحة تؤكد ذلك. وعذاب القبر ذكر فى غالبية كتب الفقه المعتمدة، لكن الأشاعرة يتهمون المعتزلة بإنكاره. لكن عبد الجبار، على العكس يؤكده فى كتابه "شرح الأصول الخمسة". ويرى المؤمنون بعذاب القبر، أنه بعد هذا العذاب يموت الإنسان للمرة الثانية حتى يوم البعث. كذلك يؤمن هؤلاء بأن الأنبياء والشهداء الذين ماتوا مجاهدين فى سبيل اللَّه وقاتلوا وقتلوا معفون من عذاب القبر.

(ب) رأى الفلاسفة فى عذاب القبر:

لا يقبل الفلاسفة عموما مسألة عذاب القبر إلا قبولا مجازيا. فهم يرون، وفى مقدمتهم ابن سينا، أن عذاب الروح مخالف لعذاب الجسد وهو يكون بحرمان لحاقها بعالم الملائكة الأعلى حيث توجد السعادة الكاملة والرونق الكامل البهاء. والفيلسوف أبو يوسف يعقوب الكندى هو الوحيد من الفلاسفة الذى أقر ببعث الجسد فى القبر وإمكانية تعذيبه، وأقر بذلك كل الشواهد القرآنية فى هذا الخصوص. ولقد أقر الغزالى فى كتابه "تهافت الفلاسفة" أمر بعث الجسد فى القبر ولام على الفلاسفة إنكار ذلك فى كتابه وإنكار تعاليم القرآن الكريم بصدد البعث.

(جـ) الردود والهجوم على تفسير المتكلمين:

لقد كان "علم الكلام" مؤخرًا يهتم بالحكم على الفلاسفة أكثر بواسطة موقفهم من الأحكام الخفية لابن سينا عن مدى احترامهم للتشريع الدينى. وعندما يورد الجرجانى قائمة بالاتجاهات المختلفة التى طُبقت أو كان من الممكن تطبيقها، فهو يبدو أنه يماثل الفلاسفة الذين يتقبلون فقط "الرجوع"، فى المعنى الموجود فى اعتقاد أرسطو الكاذب. بينما يرى المحققون "مثل الحليمى أو الغزالى، صاحب المعاد"، أن البعث يكون بالجسد والروح. ففى هذا المجال دار علم الكلام ليثبت حقيقة العودة والحشر ودراسة ظروفهما. ولا نستطيع أن نتتبع بالتفصيل كل سلسلة نقاشهم فى هذا الموضوع ولكن لنا بعض التعليقات بخصوصها وهى:

1 -

من باب الفضول فحسب، يعلن فخر الدين الرازى (المحصل، ص 170)

ص: 8435