الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أدبية. أما اللهجات الكردية المتبقية، المجموعة المتغايرة العناصر والتى يتكلم بها فى المناطق جنوب وشرق السورانى، وأهمها الكرمانشاهى، فيمكن أن تشكل فى اتحادها المجموعة الجنوبية. وهنالك ما بين المجموعات الوسطى الكردية والمجموعات الجنوبية جزيرة من الكلام غير الكردى، مع خليط من اللهجات على شطآنها كونتها المساحة التى يحتلها الجوران. وهنالك لهجات كردية أخرى تتحدث بها مستعمرات الأكراد المعزولة والمبعثرة داخل إيران.
الفولكلور والأدب
(أ) الأدب الشعبى:
الأدب الشفاهى عند الأكراد أدب غزير، شأنهم فى ذلك شأن الشعوب قليلة الرقى الثقافى. ولقد جمع المستشرقون الأجانب كمًا كبيرًا من الوثائق وقاموا بنشرها عن هذا الفولكلور، ويتمثل غنى هذا الفولكلور، أولًا، فى الأمثال والأقوال الشعبية الألغاز أو الأحجيات ويحب الكردى أن يزين محادثته بجمل مسجوعة وموزونة كما يظهر وعيه الحقيقى وقوة ملاحظته. والأمثال أيضا تزودنا بملخص لاذع لحكمة عملية. ولقد نشر الآلاف من هذه الأمثال. وتتنوع الأغانى فى عددها وأشكالها: فهنالك أغانى الرقص (ديلوك) وأغانى الحب (لاوك)، أو الحرب (سر أو دلال)، كذلك أغانى الحداد (سن أو كويل) ولقد ازدادت القصص والحكايات (النوادر) وامتلأت بالخيال. وتستطيع قصص المعجزات والعجائب أن تجعل المرء ينسى مشاكل الحياة؛ وتمتلئ الحكايات والنوادر بالفكاهة؛ ولا تتردد الحكايات التقريعية عن انتقاد أخطاء الأفراد، والقبائل المتنافسة، ورجال الدين، بروح أساطير العصور الوسطى، وفوق كل ذلك، فإن الأكراد مغرمون بقصص الحيوان التى دائما ما تحتوى على فضيلة أخلاقية.
(ب) الأدب الراقى المدون
إلى جانب عدد الأميين الكبير يوجد بين الأكراد أيضًا صفوة مثقفة للغاية ولقد ذكر المؤرخ ابن الأثير الكردى
(ت 630 هـ/ 1233 م) هذه الحقيقة فى السابق فى كتابه الكامل وترددت مرات كثيرة فى الشرفنامه وأيضًا ذكرها بعض الشهود من أمثال حاجى خليفة (1658 م)، أو الرحالة أوليا شلبى فى كتاب رحلته (1682 م). ولسوء الحظ فإن هؤلاء الكتاب المثقفين قد كتبوا كتبهم بالعربية لغة العلم فى ذلك الوقت، ولغة القرآن، وإذا كانت هذه الكتابة تتصل بموضوعات التشريع والدين أو التاريخ، كما فعل ابن خلكان صاحب كتاب الوفيات الشهير، أو أبو الفدا المؤرخ الجغرافى، أو بالفارسية كما فعل شريف خان البدليسى فى كتابه تاريخ الأكراد أو شرفنامه (1055 هـ/ 1596 - 97 م)، كما فعل إدريس حاكم بتليس (ت 926 هـ/ 1520 م) الذى كتب أول تاريخ للإمبراطورية العثمانية (هاشت بيهشت)"الجنان الثمانية". ولقد كان الشاعر الكبير فضولى (ت 963 هـ/ 1556 م) شاعر اللغة التركية كرديًا. وهنالك حتى اليوم الكثير من الشعراء الأكراد الذين كتبوا شعرهم بالعربية مثل أمير الشعراء أحمد شوقى (1868، ت 1932 م)، والرصافى (1875، ت 1945 م)، وعالم الاجتماع قاسم أمين (1865، ت 1908 م)، والروائى عباس العقاد (1889، ت 1964 م)، ومحمود تيمور (1892، ت 1921 م) وأخوه محمد، جميعهم من أصل كردى. وهنالك عدد من المؤرخين الأكراد الذين كتبوا بالفارسية مثل: محمد مردوخ الكردستانى، ورشيد ياسيمى وإحسان نورى. أو الذين كتبوا بالتركية أمثال: محمد الدرسيملى وأحمد يمولكى. وإذا كان هؤلاء الكتاب القدامى الكبار قد كتبوا بالعربية والفارسية والتركية عن لغتهم الأم الكردية فإن الكتَّاب الشباب اليوم يكتبون باللغات الأوربية. الانجليزية والفرنسية والألمانية وحتى بالروسية، وخاصة فى أرمينيا، حيث أضافوا إلى هذه اللغات كتاباتهم بالأرمينية. حقيقة فإن الأكراد كانوا فى كل الأوقات يتكلمون لغات عدة، ولقد ظهرت موهبة الموهوبين منهم فى الشعر والتاريخ وفى العلوم الطبيعية والإنسانية والصحافة.
د. عطية القوصى [ث. بويس Th. Boith ف. مينورسكى V. Minoresky]