الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القفطان الطويلة جدًا بقطعة رباعية الزوايا ترفع فوق المعصمين حتى لا تخفى الأساور الفضية أو نحوها. وحواف الأكمام موشاة بمطرزات ومخرمات الذهب المتشعبة.
المصادر:
(1)
نظام الدين محمود قارى: ديوانئ اللبس (الآستانة سنة 1303 هـ)، ص 199.
(2)
R. Dozy: Dict. des noms des vetements، ص 162، والصفحات التى بعدها.
(3)
Bardier de Meynard suppl. Aux dict. tures، جـ 2، ص 525 والصفحة التى بعدها.
(4)
d'Ohsson: Tableu de L'empire othoman، جـ 3، ص 260، جـ 7، ص 199.
(5)
Lane: Manners and customs of the Modern Egyptians، الطبعة الخامسة، ص 30 والصفحة التى بعدها.
(6)
Lammens: Rem Sur les mots Framc. derives de L' arabe، ص 66.
حسن شكرى [إيوار CL. Huart]
قلاوون
الملك المنصور سيف الدين قلاوون الألفى الصالحى النجمى العلائى، خامس سلاطين المماليك وحاكم مصر وسوريا من عام (678 هـ/ 1279 م) إلى (689 هـ/ 1290 م). وهو أحد أبرز سلاطين المماليك البحرية. اتبع قلاوون سياسات السلطان بيبرس وبصفة خاصة حملاته ضد المغول والصليبيين.
ولد قلاوون فى الترك القبقاق Kipcak Tuiks على السواحل الشمالية للبحر الأسود ولا نعلم شيئًا عن تاريخ مولده، كما أن المصادر لم تذكر شيئًا عن طفولته أو نشأته. . وقد أتى به أحد تجار الرقيق إلى مصر وباعه إلى الأمير علاء الدين آق سنقر العادلى الساقى أحد مماليك السلطان الأيوبى العادل بألف دينار ومن ثم كُنى "بالألفى".
وبعد وفاة علاء الدين آق سنقر عام 647 هـ/ 1249 م، انتقلت ملكية قلاوون مع مماليك آخرين إلى السلطان الأيوبى الصالح نجم الدين أيوب حكم من (637 هـ/ 1240 م - 647 هـ/ 1249 م) الذى أرسله مع مجموعة من المماليك الجدد للتدريب على الفروسية فى المعسكر الذى أنشأه فى جزيرة الروضة على النيل. وبعد أن أتم قلاوون تدريبه وأثبت كفاءته العسكرية، عُتق ومُنح لقب أمير وبعد وفاة الملك الصالح نجم الدين أيوب عام 647 هـ/ 1249 م، تولى ابن السلطان توران شاه خلفًا له فى العام التالى. وأعقبت موت توران شاه -بعد توليه بقليل- فترة من الاضطرابات والفوضى أدت فى نهاية الأمر إلى تأسيس سلطنة المماليك.
وخلال فترة حكم عز الدين أيبك أول سلاطين المماليك، ارتفع شأن قلاوون وحصل على مرتبة أعلى ليصبح أحد القيادات الرئيسية. وفى عام 652 هـ/ 1254 م فر قلاوون إلى سوريا مع مجموعة من قيادات المماليك أمثال بيبرس وسنقر وببسرة هربًا من سخط وانتقام أيبك بعد أن حاولوا خلعه. وظل على مدى ثلاث سنوات فى خدمة الملك الناصر صلاح الدين يوسف الثانى حكم من (648 هـ/ 1250 م - 658 هـ/ 1260 م) وفى عام 655 هـ/ 1257 م اصطدم قلاوون وزملاؤه المماليك مع الناصر يوسف وأجبروا على تركه، وعليه دخلوا فى خدمة الملك المغيث فخر الدين عمر صاحب الكرك. وعندئذ أرسل الأمير قطز ممثل السلطان المملوكى نور الدين على بن أيبك جيشًا لملاقاة المماليك الهاربين وهم فى طريقهم إلى الكرك وهزمهم، وأرسل قلاوون إلى السجن فى مصر، ولكن ما لبث أن اختفى وفر إلى الكرك فى نفس العام 655 هـ/ 1257 م.
ظل قلاوون فى الكرك نحو عامين وحتى عام 657 هـ/ 1259 م ثم عاد إلى مصر بمصاحبة مجموعة من المماليك المنفيين حيث رحب بهم السلطان قطز وهو خلال تلك الفترة كان يعد العدة لمواجهة الغزو المغولى
حيث هزمهم فى نابلس عام 658 هـ/ 1260 م. ساند قلاوون بيبرس الأول فى قتل السلطان قطز والاستيلاء على العرش فى نفس العام. واكتسب قلاوون ثقة بيبرس فأسند إليه منصب "أمير الألف".
وصاحب قلاوون السلطان بيبرس فى حملة ضد المغول عام 671 هـ/ 1272 م، وقد نال شرف أول أمير يعبر الفرات، وبالتالى اكتسب ميزة على أعدائه.
وتقرب قلاوون من السلطان بيبرس خلال فترة حكمه بتزويج ابنته من ابن بيبرس الملك السعيد بركة خان، حيث أقام بيبرس حفلًا مهيبًا بهذه المناسبة.
وفى 676 هـ/ 1277 م توفى بيبرس وخلفه ابنه فى الحكم، فأصبح قلاوون بوصفه حما السلطان أهم وأبرز الأمراء. وفى نفس العام أرسل السلطان بركة خان قلاوون فى حملة ضد الأرمن. وخلال المدة القصيرة التى حكم فيها بركة خان والتى لم تتعد سنتين ثار ضده كبار الأمراء الذين خدموا أباه لامتعاضهم من تجاهله إياهم وحاصروه فى قلعة القاهرة وأجبروه على التخلى عن الحكم وبايعوا قلاوون بالحكم ولكنه رفض لتوقعه وجود معارضة. وبناء على ذلك، اختير الملك العادل سلامش بيبرس وكان عمره سبع سنوات سلطانًا عام 678 هـ/ 1279 م، وعينوا قلاوون "أتابك" ظل السلطان سلامش فى الحكم ثلاثة أشهر فقط كان خلالها قلاوون "الأتابك" هو الحاكم الفعلى. وقد دعى لقلاوون فى صلاة الجمعة وضرب اسمه على العملات جنبًا إلى جنب مع السلطان سلامش وفى نهاية الأمر تم خلع سلامش فى 678 هـ/ 1279 م ونصب قلاوون سلطانًا ولقب بالملك المنصور.
وكان أول قرار اتخذه قلاوون عقب توليه الحكم، القبض على مجموعة من الأمراء الظاهريين -اتباع السلطان بيبرس- وقد حثته دوافع سياسية على إلغاء ضرائب معينة مثل ضريبة الحرب التى كانت تجمع كلما كان يعد السلطان حملة. وخلال العام الأول من حكمه واجه قلاوون معارضة من العديد من أمراء بيبرس الذين كانت لهم مطامعهم لاعتلاء عرش السلطنة. وكان أحدهم الأمير سنقر الأشقر الذى نصب
نفسه سلطانًا فى سوريا باسم الملك الكامل، وحظى سنقر بمساندة مماليك بيبرس وقبائل البدو فى سوريا والأمير الأيوبى فى حماه. أرسل قلاوون جيشًا قويًا بقيادة الأمير بدر الدين بكتاش الفخرى، والتقى الجمعان عند الجسورة قرب دمشق 679 هـ/ 1280 م، ولجأ سنقر إلى القبائل العربية بعد هزيمته وطلب مساعدة المغول. وفى العام التالى وقع الصلح بين سنقر وقلاوون بعد علمهما بمجئ المغول.
نجح قلاوون مثل بيبرس فى الدفاع عن سوريا من هجمات المغول الذين استغلوا الاضطرابات التى وقعت فى سوريا نتيجة تمرد سنقر، وتمكنوا مع حلفائهم من الجورجيين Georgiah والفرنجة والأرمن من عبور الفرات ومن غزو سوريا بقيادة "منجوتيمور" وهو أخ للخان "أباقة". وصل قلاوون بجيشه إلى سوريا مدعمًا بقوات إضافية من أجزاء متفرقة من سوريا. والتقى الجيشان فى حمص عام 680 هـ/ 1281 م وانهزم المغول هزيمة منكرة وأجبروا على الانسحاب من سوريا، ولقى كل من "منجوتيمور" وأخوه "أباقة" حتفهما فى العام نفسه وحاول "أحمد تكودار" خليفة "أباقة" -وكان قد أسلم- أن يحسن علاقته مع قلاوون بتبادل المراسلات والسفارات بينهما، ولكن ما لبث أن قتل فى عام 683 هـ/ 1284 م وخلفه أخوه "أرغون" الذى كان مشركًا ومعاديًا للمسلمين وأخفق فى محاولته إقناع البابا وملك فرنسا بمساندته بقيام حملة صليبية ضد المماليك، وبالنسبة للصليبيين اتبع قلاوون خطوات بيبرس الأول فى الجهاد ضدهم فى سوريا وعقد معهم هدنة أثناء صراعه مع سنقر ومع ذلك وقعت بعض العمليات العدائية من الطرفين بين حين وآخر. وبعد انتهاء الصراع مع سنقر، نقض قلاوون هذه الهدنة وقاد سلسلة من الغارات على مواقع الصليبيين. وفى عام 684 هـ/ 1285 م هاجم حصنًا للفرسان الاسبتاريين فى "مرقب" وبعد حصار دام ثمانية وثلاثين يومًا نجح فى الاستيلاء عليها. وجدير بالذكر أن المؤرخ أبو الفدا توفى 732 هـ/ 1331 م حضر هذا الحصار وكان فى صحبة أبيه وعمره آنذاك اثنتى عشر عامًا. انسحب الفرسان الاسبتارية إلى
طرابلس. وأراد بوهيمند السابع ملك طرابلس أن يسترضى قلاوون فسلمه حصن مراقيا الساحلى. وفى العام نفسه فضلت مارجريت ملكة صور السلام مع قلاوون لمدة عشر سنوات مقابل تنازلات مجزية. وكان أكبر مكسب حصل عليه قلاوون هو بلدة وحصن طرابلس بعد أن استغل الصراع حول العرش فى أعقاب وفاة بوهيمند وحاصرها فى 688 هـ/ 1289 م رغم وصول امدادات من قبرس. استخدم قلاوون المنجنيق فى دك أسوارها وكذلك قلعتها وسرعان ما استولى عليها. وقد شارك أبو الفدا مع أبيه وابن عمه فى هذه المعركة.
ويخبرنا أبو الفدا بأن بعد الاستيلاء على طرابلس، عبر البحر إلى جزيرة خارج الميناء حيث ضاق صدره من الروائح الكريهة النافذة من الجثث البالية. وفى العام التالى 689 هـ/ 1290 م، نقض سكان عكا الهدنة وقتل بعض التجار المسلمين، فاستنفر قلاوون المسلمين للجهاد، ولكن ما أن أوشك على الهجوم حتى وافته المنية وهو فى خيمته خارج القاهرة. وقد أوكلت هذه المهمة إلى خليفته وابنه الملك الأشرف الخليل الذى استولى على المدينة عام 690 هـ/ 1291 م.
وبالإضافة إلى ما سبق، قام قلاوون بالهجوم على النصارى الأرمن، فأغار على أرمينيا الصغرى فى 682 هـ/ 1283 م وبعد عامين أجبر الأرمن على عقد هدنة لمدة عشر سنوات كما وافقوا على دفع الجزية السنوية بمقدار كبير من الفضة الأرمينية وإطلاق سراح الأسرى المسلمين.
وشن قلاوون حربًا على النوبة (686 هـ/ 1288 م و 688 هـ/ 1289 م) بغية توسيع نطاق الحكم المملوكى فى الجنوب، وأرسل حملتين بقيادة نخبة من الأمراء الأكفاء لتأديب "شمامون" صاحب النوبة الذى كان يتبع أسلوب الكر والفر مع الجيش المملوكى. وفى نهاية الأمر، أرسل "شمامون" وفدًا محملًا بالهدايا إلى مصر والتمس العفو. وقبل قلاوون هذه العطايا وأكرم الوفد وظلت النوبة تابعة للسلطان المملوكى.
حافظ قلاوون على العلاقات الخارجية والتجارية التى دعمها بيبرس الأول مع القوى الأجنبية وزاد من
قوتها كما أبقى على العلاقات الطيبة مع مغول الأورد الذهبى Golden Hotde وامبراطور بيزنطة اندرونكوسى بلالجوسى الثانى وألفونسو ملك قشتالة وجيمس الصقلى ورودلف الأول ملك هبسيرج، علاوة على عقده اتفاقية تجارية مع جمهورية جنوة. كما أصدر قلاوون وثيقة أمان للتجار الأجانب القادمين من الصين والهند واليمن وأمصار أخرى بغرض جذب التجار إلى مصر لتشجيع التجارة المصرية ويمكن الرجوع إلى نص هذه الوثيقة فى "صبح الأعشى" للقلقشندى. ولتشجيع التجارة الداخلية، ألغى قلاوون زكاة فرعية تسمى زكاة الدولية كانت تحصل من أصحاب الحوانيت المسلمين على تجارتهم.
خلف قلاوون وراءه أهم آثار العصر المملوكى فقام بترميم قلاع حلب Aleppo وبعلبك ودمشق وفى القاهرة أقام البيرمارستان المنصورى ربما يعد هذا أكثر مبانى العصر المملوكى روعة وهو يتكون من عدة أجنحة لأمراض متنوعة وغرفة للدرس ومعامل ومستوصف وحمامات ومطابخ وغرف تخزين. وقد فتحت هذه المستشفى للرجال والنساء والأغنياء والفقراء والنزلاء والزوار من جميع البلدان والأقاليم دون تمييز فى الحسب أو المنصب. وكان يمنح للمريض مال وملبس عند مغادرته المستشفى. وكانت المستشفى متصلة بمسجد مدرسىّ وضريح مزين بزخارف مشجرة من الأرابيسك غاية فى الروعة، ورخام موزايك صاف.
أما المسجد المدرسى فقد صمم لتعليم ستينا من اليتامى، وكان مزودًا بمكتبة تحتوى على مجموعة ممتازة من الكتب الطبية وكتب التوحيد والشريعة. ويقدم "النويرى" الذى كان ناظر لمستشفى قلاوون وأوقافها فى كتابه "نهاية الأرب" معلومات قيمة حول الممتلكات والحوانيت والحمامات العامة والحقول التى شكلت الوقف الذى عينه قلاوون لصيانة المقبرة والمدرسة والمستشفى، ومات قلاوون يوم السبت 7 ذو القعدة 689 هـ/ 11 نوفمبر 1290 م. وقد أثبت طوال حياته أنه كان شجاعًا مقدامًا وصبورًا وكريمًا وعادلًا ومعتدلًا. وقيل إنه لم يكن يجيد العربية وكان يتكلمها بصعوبة. وكان قلاوون هو السلطان المملوكى الوحيد الذى نجح فى تأسيس أسرة استطاعت أن تبقى