الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا. انظر الطبقات لابن سعد 6/ 358 - 359، والمعارف لابن قتيبة، ووفيات الأعيان لابن خلكان ومعجم الأدباء لياقوت والميزان للذهبى.
المصادر:
وردت فى المتن.
د. حسن حبشى [ف. عطا اللَّه F. Attallah]
كليلة ودمنة
هو اسم يطلق على [كتاب هندى به نوادر وحيل الحيوان، ويظهر خيالات الحيوان بصنوف الأصباغ والألوان ليكون أُنْسًا لقلوب الملوك، ويكون حرصهم عليه أشد للنزهة فى تلك الصور]، واشتق الاسم من تحريف لاسمين -باللغة السنسكريتية- لشخصيتين رئيسيتين فى الكتاب -هما ابنا آوى- كَرَطَكَة ودَمَنكَةَ (أما فى الترجمة السريانية القديمة فهما كِليلَج ودَمْنَج) وقد ترجم الكتاب من السنسكريتية إلى البهلوية ومن هذه إلى العربية وحظى بشهرة واسعة فى آداب كل من الإسلام والمسيحية.
1 -
العمل الأصلى: الأصل الهندى ألّفه مجهول حوالى عام 300 بعد الميلاد فى كشمير، وهو يتكون من مقدمة وخمسة كتب، كل منها يحمل العنوان "تَنْتَرةَ" أى "حادثة ذات مغزى" وكان الهدف من الكتاب إسداء النصح للأمراء فى مجال الحكم من خلال حكايات تروى على ألسنة الحيوان، ، وقد كتب بلغة سنسكريتية راقية، وانحدرت من هذا الكتاب فيما بعد عدة كتب حملت أسماء أخرى منها:"تَنْتَراخَيَاييكة" -وهو أقدمها- و"أنْيكَتَنْترة" و"بَنْتَستنترة".
2 -
الترجمة البهلوية: تمت بناء على أمر صادر من الملك الساسانى خسرو أنو شروان وتم ترجمة أحد هذه الأعمال من السنسكريتية إلى البهلوية وذلك على يد الطبيب برزويه الذى أرسله الملك إلى الهند خصيصًا لهذا الغرض، وزاد عليه ملحقا يضم حكايات مستمدة عن مصادر هندية أخرى.
3 -
الترجمة السريانية القديمة: ثم ضاعت ترجمة برزويه إلى البهلوية غير أنه كان قد تم ترجمتها بالفعل إلى اللغة
السريانية حوالى عام 570 م. ولم ينقذ هذه الترجمة سوى مخطوط وحيد كان محفوظًا فى دير مارون ومنه إلى مكتبة بطريركية الموصل انتقل فيما بعد إلى حوذة المونسينود "جرافان" فى باريس.
4 -
الترجمة العربية: بعد مرور قرنين تقريبًا ترجم عبد اللَّه بن المقفع إلى العربية ترجمة بروزيه البهلوية، وكتب مقدمة له. وجاءت ترجمة ابن المقفع فى أسلوب رفيع يخاطب به ذوَّاقة الأدب.
ولكن نظرا للمضمون الذى ينطوى عليه الكتاب أصبح رائجا للغاية، ومن هنا غدا عرضة للتحريف فى النقل عنه، فحتى ابن قتيبة الذى استشهد بمقتطفات عديدة منه فى كتاب "عيون الأخبار" لم ينقل النص الذى كتبه ابن المقفع كلمة كلمة، كما أن المخطوطات العديدة لهذا الكتاب يرجع نَسْخُها إلى تاريخ متأخر.
5 -
النظم شعرًا بالعربية: لقد صيغت ترجمة ابن المقفع شعرًا بالعربية ثلاث مرات. أما النظم الأول فقد تم على يد معاصره "أبان اللاحقى" وقد فقدت هذه النسخة، ثم جاء "ابنَ الهبَّارية" فى حوالى عام 1100 ليضع صياغة شعرية -استنادا إلى نص ابن المقفع مع الاستعانة بالنسخة السابق ذكرها- وذلك فى عشرة أيام وجاءت صياغته فى لغة راقية جزلة وسماها "نتائج الفطنة فى نظم كليلة ودمنة"، ثم صيغت شعرًا للمرة الثالثة بعنوان "دُرُّ الحِكَم فى أمثال الهنود والعجم"، على يد عبد المؤمن بن الحسين الصَّغانى الذى أتمها فى 20 جمادى 640 هـ/ 15 نوفمبر 1242 م بعد 80 يومًا من العمل وهى توجد حاليا فى مخطوطة واحدة فحسب فى فينا.
6 -
الترجمة السريانية اللاحقة: تولى رجل من رجال الدين السريانى فى القرن العاشر أو الحادى عشر الميلادى ترجمة نص ابن المقفع إلى اللغة السريانية مرة أخرى، وكانت قد غدت فى ذلك الوقت لغة ميتة لا تتداول إلا فى داخل الكنيسة، وقد حاول جاهدًا أن يضفى على الكتاب صبغة مسيحية، ولذلك عمل على تضخيم أشعار الأصل
الهندى -التى كانت قد حرفت بالفعل فى الترجمة البهلوية تحريفًا شديدًا- بحيث أصبحت الأبيات الشعرية خطبًا أخلاقية مملة -، كما ارتكب سلسلة من الأخطاء فى الترجمة- ولكن نظرًا لأنه استخدم نصًا هو أقرب ما يكون للأصل دون باقى المخطوطات التى بين أيدينا، فإن هذه الترجمة تعد -رغم عيوبها- ذات قيمة كبيرة بالنسبة لدراسة نقد النصوص.
7 -
ترجمات فارسية نثرًا وشعرًا: طبقًا لما جاء فى الشاهنامة للفردوسى، فإن كتاب ابن المقفع قد ترجم إلى الفارسية فى عهد السامانى نصر بن أحمد (302 - 331 هـ/ 914 - 943 م) وذلك بأمر الوزير بلعمى، ولكن يبدو أن هذه الترجمة لم تتم أبدا. ثم تولى الشاعر رُذَكى (ت 304 هـ/ 916 م) -بناء على أمر من نفس الحاكم- ترجمة الكتاب إلى الفارسية شعرًا، ولم يصلنا منها سوى 16 بيتًا على شكل شواهد وردت فى "لغتى فرس" للأسَدِى. والمرجح أنه قد تمت ترجمة كتاب ابن المقفع إلى الفارسية نثرًا بعد عام 539 هـ/ 1141 م على يد نظام الدين أبى المعالى نصر اللَّه بن محمد عبد الحميد الذى أهدى هذا العمل إلى "بَهْرام" شاه غزنة. وطبعت هذه الترجمة على الحجر فى طهران فى عام 1282 هـ/ 1864 م.
وتم نظم الكتاب شعرًا على يد أحمد ابن محمود الطوسى القانِعى وهو معاصر لجلال الدين الرومى فى قونية. والمرجح أنها تعتمد على ترجمة نصر اللَّه وإن لم يشر إلى ذلك إطلاقا. إلا أن هذه الترجمة توارت فى الظل تماما بعد أن تولى واعظ البلاط حسين واعظ كاشِفى (ت 910 هـ/ 1504 م) مراجعة ترجمة نصر اللَّه وسماها "أنوادى سهيلى". ثم كلف الإمبراطور أكبر (1556 هـ/ 1578 م) وزيره أبا الفضل لإعداد نسخة جديدة من الكتاب وجاءت هذه تحت اسم "عيادى الدانش" فى عام 996 هـ/ 1578 م. ولم تنشر الترجمة.
8 -
ترجمات تركية: ترجم كتاب ابن المقفع مرتين إلى التركية الشرقية وذلك نقلا عن ترجمة نصر اللَّه فقد
ترجمت نسخة نصر اللَّه إلى التركية العثمانية القديمة على يد مسعود وبطلب من عمر بك أمير "ايدين"(توفى 748 هـ/ 1347 م). وقد صيغت هذه الترجمة النثرية شعرا على يد مؤلف مجهول أهدى عمله هذا إلى السلطان مراد الأول (761 هـ/ 1359 م - 792 هـ/ 1389 م) ولم يصلنا منها سوى نصفها تقريبًا. وتوجد ترجمة بالنثر العثمانى الحديث فى مخطوطة "بواليان" ولابد أنها أنجزت قبل عام 955 هـ/ 1548 م.
ثم تولى على بن صالح الملقب "بعلى" أو "على شلبى" ترجمة "أنوار سهيلى" إلى العثمانية فى نثر موزون وأهدى هذه الترجمة إلى السلطان سليمان الأول (1512 - 1520 م) بعنوان "همايون نامة" وقد طبعت عدة مرات فى بولاق واستانبول. ومن بين الطبعات الأوربية المختلفة لهمايون نامة تعد الترجمة التى وضعها "جالان" أشهرها، وقد نشرت بعد وفاته (باريس 1724) وطبعت عدة مرات. وترجمت إلى الألمانية والدانمركية والمجرية والسويسرية والمالاوية والجاوية (نثرا وشعرا). بل إن هذه الترجمة الجاوية -التى بلغت مستوى رفيعا من البلاغة جعلها تتفوق حتى على الأصل الفارسى- أغرت المفتى يحيى أفندى وعثمان زادة (ت 1139 هـ/ 1720 م حين كان قاضيا بالقاهرة). بإعداد مقتطفات منها.
وترجم كتاب ابن المقفع من العربية إلى التركية قَزَن على يد عبد العلَّام قيظ خان أوغلو، وطبع عام 1889 م.
9 -
الترجمة المنغولية: لم تصل إلينا الترجمة المنغولية التى أعدها فى قزوين هالك افتخار الدين محمد بن أبى نصر من ذرية محمد بكرى.
10 -
الترجمة الأثيوبية: كذلك ضاعت ترجمة أثيوبية كان من المؤكد أنها وضعت لنص عربى بقلم ابن المقفع وذاع فى مصر.
11 -
ترجمة عبرية وترجمات أوربية قديمة: فى بداية القرن الثانى عشر الميلادى تولى شخص يدعى
"دابى جوئيل" ترجمة نص ابن المقفع إلى اللغة العبرية، ثم نقل هذه الترجمة من العبرية إلى اللاتينية اليهودى جون كابوا من أجل الكاردينال أورسينوس بين عامى 1293 - 1278 م، وكل الترجمات إلى اللغات الأوربية الغربية التى جاءت فى وقت لاحق صدرت عن النص اللاتينى الذى وضعه جون كابوا، فيما عدا الترجمة إلى اللغة الإسبانية القديمة فقد صدرت عن النص الذى وضعه رابى جوئيل.
12 -
الترجمة اليونانية: عندما شارف القرن الحادى عشر على نهايته ترجم سيميون -وهو ابن ست- نص ابن المقفع إلى اليونانية المرسلة ونقلت هذه الترجمة بدورها إلى اللاتينية والألمانية فضلا عن اللغات السلاية.
13 -
الترجمة الفارسية: نقلت مرة أخرى إلى الفارسية تلك الترجمة الأخيرة التى ترجمت نص ابن المقفع إلى السنسكريتية، والمرجح أن يكون ذلك قد تم فى عهد "أكبر" على يد شخص يدعى تاج الدين وحملت عنوان "مفرح القلوب". وقد نقل هذا العمل إلى اللغة الهندوستانية على يد "رمير بَهَادور على حسين" المؤلف الهندوستانى المرموق (1217 هـ/ 1802 م).
14 -
الترجمة إلى الملاوية القديمة: تقوم هذه الترجمة على نص مختلط يجمع بين نص ابن المقفع والنص الهندوستانى لـ "بَنْتكِتنترا". وقد نقلت هذه الترجمة بعد ذلك إلى اللغة الجاوية والمدودية.
15 -
ضروب من المحاكاة لكليلة ودمنة: إذا نحينا جانبا حكايات ألف ليلة وليلة فسوف نجد أن هناك ثلاث محاولات -فى الآداب الإسلامية- لمحاكاة نص ابن المقفع. فقد حذا حذوه فى طريقة النظم كل من ابن الهبارية فى كتابه "الصارح الباغم"(طبع فى القاهرة عام 1294 م). ومحمد بن عبد اللَّه ابن ظَفَر الصقلى (ت 565 هـ/ 1169 م أو 568 هـ/ 1172 م) فى كتابه "سلوان المطاع" الذى كتبه أول الأمر