الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فى خدمة الشاه طهموراث الذى خلف الشاه هوشنج.
المصادر:
(1)
الفردوسى: الشاهنامة، الترجمة الفرنسية التى قام بها Le Livre des Rois): J. Mohl باريس سنة 1876 م)، ص 87 والصفحة التى بعدها.
(2)
H. Ethe: Neupersische Litteratur فى Grtundr. der Iran. Phil، جـ 2، ص 318
(3)
Gibb: A History OF Ottoman Poetry، جـ 3، ص 149، حاشية 6.
(4)
Fleischer: Cat Libr. Mamuscr. qui in Bibl، sematoria Civitatis Lips. asservaintur، ص 522 وما بعدها، 280.
(5)
Cat. Cod. Mamuscr. Bibl. Regiae (باريس سنة 1739 م)، Codices Turcici رقم 320، 321 ،343، 344.
(6)
Fluegel: Die arab.، pers. u. tuprk. Handschr . . . zu wien، جـ 2.
(7)
Psertsch: Die tuerk. Handschr . . zu Gotha 257
(8)
Do. verz. der tuerk. Handschr. zu Berlin، رقم 1039.
(9)
Rieu: Cat. of the Turkish Mamuscr، فى المتحف البريطانى، ص 220 أ.
(10)
قهرمان - نامه: الترجمة التركية التى قام بها محمد أمين (طبعة حجر، الآستانة سنة 1285 هـ).
حسن شكرى [منزل T. H. Menzel]
قهوة
كلمة عربية ليس لها أصل لغوى مؤكد وتعنى البن. وكانت الكلمة تطلق أساسا على الخمر wine، يقول ابن منظور: القهوة هى الخمر سميت بذلك لأنها تقهى شاربها عن الطعام أى تذهب بشهوته وقد جاء ذكرها فى الشعر القديم (انظر لندبرج Landbarg جـ 2 طبع 1057 هـ والاغانى جـ 6 ص 110، جـ 8 ص 79، جـ 20 ص 180). وتحول مفهوم هذه الكلمة فى نهاية القرن الثامن الهجرى (الرابع عشر الميلادى) فى اليمن حيث كانت تطلق على شراب
يصنع من ثمرة شجرة البن. لكن افتراض تحول معنى الكلمة على الأقل باعتبارها تعنى بنًا يوافق عليه الذين يعتبرون كلمة قهوة ذات أصل افريقى، وسعوا إلى ربطها بموطن زراعة شجرة القهوة (البن) كافا Kaffa رغم أنهم افترضوا اختلاطها بكلمة قهوة بمعنى خمر.
ومن ناحية أخرى يجب ملاحظة أن أصحاب هذه النظرة ليس لديهم ما يثبت أن البن قد تم استيراده من كافا Kaffa فى زمن يعود إلى عام 1400 م كما لم يقدموا دليلا يتمثل فى كلمة مماثلة فى اللغات الحبشية والمناطق المجاورة فالكلمة الدالة على القهوة والمشروب المعد فيها هى بن ولقد انتشر تناول القهوة فى اليمن بعيدا عن حلقات الصوفية Sufi كما انصرف معناها فى الدوائر الخاصة إلى الخمر خاصة اللغة الشعرية الصوفية وتحول معنى الكلمة من الخمر إلى هذا المشروب الجديد المصنوع من الماء والبن أمر غير مستبعد.
ولم تكن شجرة البن متوطنة أصيلة فى جنوب الجزيرة العربية وربما تكون قد جاءت من هضاب الحبشة حيث عثر عليها بوفرة بين الأعشاب البرية وخاصة فى كافا Kaffa ولكن ليس هناك ما يؤكد أن شجرة البن كانت موجودة فى اليمن فى الفترة الأولى من حكم الأحباش بعد. وسقوط مملكة حِمْيَرْ فى القرن السابق على الهجرة ولو كانت موجودة ما أغفلتها الآداب والآثار.
جاءت الاشارة المبكرة عن البن فى كتابات القرن العاشر الهجرى (السادس عشر الميلادى) طبقا لما يقوله أحمد بن عبد الغفار وفقا لرواية عبد القادر الجزيرى فى مقاله وعرفت القاهرة القهوه كمشروب شعبى -كما كان الحال فى اليمن- مع بداية القرن العاشر الهجرى (السادس عشر الميلادى). فقد كان الصوفيون يتناولونها فى حلقاتهم لانعاشهم ومساعدتهم على ممارسة المجاهدات الروحية الليلية. وقد أدخل هذا المشروب
لعدن القاضى محمد بن سعيد الذبحانى (توفى 875 هـ/ 1470 م) الذى كان قد عرفها أثناء اقامته الجبرية على الساحل الافريقى، وعند عودته كرس نفسه للصوفية ومن ثم فقد أصبحت القهوة مشروبا شائعا.
وهناك إشارة أخرى فى كتابات الجزيرى تفيد أن هذا المشروب قد وصل لليمن على يد بن عمر الشاذلى. وقد توفى أبو الحسن على بن عمر من أسرة دعسان Dacsain فى عام 821 هـ (1418 م) كما يقول الشارجى ولقد كان هو الآخر يعرف القهوة عندما كان بالحبشة لأنه بعد أن انضم إلى الطريقة الشاذلية Shadhilya عاش فترة ضمن بطانة الملك سعد الدين (بين عام 788 هـ/ 1386 م، 805 أو 807 هـ/ 1403 أو 1404 م) انظر الإلمام بأخبار مَنْ أرض الحبش من ملوك الإسلام للمقريزى/ رنك ليدن 1790 م ص 24، بوليتسكى Paulitschke هرر Harar ليبزج Leipzig عام 1888 م ص 504) والذى زوجه من أخته وبعد أن أسس زوايته Zawiya فى المخا al-Makha مباشرة استمرت الهدايا والهبات تصله من الأمراء الأحباش.
وهناك شخص آخر شجع على تناول القهوة وعمل على نشرها هو أبو بكر عبد اللَّه العيدروس والمقالة الحديثة التى كتبها علوى السقاف تحتوى تقريرا عن تاريخ النجم الغزى (خاصة كتابه الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة) وطبقا لما يقوله الصوفى الذى يدعى الشاذلى أنه فى إحدى المرات صعد على شجرة قهوة فى إحدى شطحاته وأخذ يأكل من ثمارها المتدلية وأحس وقتئذ بالانتعاش ثم أوصى مريديه بتناولها ولذلك ذاع صيتهم فى الأقطار المختلفة وتوجد أرجوزة Wrdjiza كتبها شرف الدين العمريطى تؤكد أن عام 817 هجرية/ 1414 ميلادية هو العام الذى انتشرت فيه القهوة فى مكة Mecca وطبقا لما فى "عمدة الصفوة" فإن شرب منقوع قشرة بذرة القهوة ظهر فى نهاية القرن التاسع الهجرى/ الخامس عشر الميلادى
وأخيرا فقد فرض هذا المشروب نفسه وأخذ الناس يشربون القهوة وازداد الاهتمام بهما كعنصر منشط فى حلقات الذكر dhikr والموالد mawlid وفتحت المقاهى حيث يجتمع الرجال والنساء على ايقاع الموسيقى أو حيث يلعبون الشطرنج أو الألعاب البسيطة المسلية على سبيل المراهنة.
عرفت القهوة فى القاهرة لأول مرة فى الفترة الأولى من القرن العاشر الهجرى/ السادس عشر الميلادى فى رواق صوفية اليمن فى حى الأزهر حيث كانوا يقيمون حلقات الذكر فى المسجد مع رفاقهم من مكة والمدينة بينما كانوا يتبادلون تناول القهوة وبعد أن انتشرت وأصبحت مشروبا شعبيا يباع هناك لفترة من الزمن أعلن أحمد ابن عبد الحق السنباطى الواعظ المشهور منع تناولها وحرم شربها فى عام 939 هجرية/ 1532 ميلادية وبعد عامين وفى أحد دروسه فى الجامع الأزهر حرص تلاميذه على محاربة هذا المشروب الذى كان الناس يتناولونه فى المقاهى وكان يعنف الذين كانوا يتناولونه. إن اختلاف وجهات النظر الحادة قد رفعت القاضى محمد بن الياس الحنفى إلى تبنى وجه نظر تلميذه المشهور. وبناء على الملاحظة الشخصية لتأثير القهوة فقد تأكد رأى هؤلاء الذين يعتبرون أن المشروب يمكن أن يكون مباحا، وبالرغم من أن القهوة كانت من وقت لآخر محرمة فى القاهرة ولفترات وجيزة فإن أعداد المتحمسين لها حتى بين رجال الدين قد تواصل بازدياد.
وُجد شجر البن فى أقصى شمال اليمن فى عسير Aser حيث يقال إنه يزدهر بكثرة على جبل شنرى وفى منطقة غامد وزهران (شمال وادى الدوقة Dawka أو الدكا doka على خريطة ستيلر Stieler) (شرف الدين عبد المحسن البركاتى/ الرحلة اليمنية/ القاهرة 1330 هجرية ص 16، ج. ل. بوركهارت/ رحلات فى الجزيرة العربية/ لندن 1829 ميلادية جـ 2 ص 377، وعن أماكن أخرى فى عسير
Asir انظر مختصر عن الجزيرة العربية ص 136، 137، إن معظم المناطق الجنوبية التى تزرع شجر القهوة هى بلاد الحجرية وادى الورزان، وادى بانا. وإلى الشرق نجد شجر القهوة ينمو فى منطقة يافع وفى الجوف وأيضا على جبال حرس، وادى الفارس Al-Farsh الذى يتبع منطقة بنى مطر، وجبل رامه والصحراء المحيطة بعودان Udaim وهذه المنطقة على الخصوص مشهورة بقهوتها الفاخرة (للاستزادة انظر كتاب جروهمان Yrohmann حيث توجد معلومات مفصلة ومتنوعة).
إن البن كان وظل محصولا اقتصاديا هاما لليمن وحسب ما يقول حاجى خليفة Haogdis ففى منتصف القرن السابع عشر كان يصدر سنويا ثمانون ألف بالة. وكانت صنعاء وبيت الفقيه مراكز لتجارة البن. أما مخا التى كانت مركز الرخاء التجارى فقد بدأت تتراجع وأخذت تفقد أهميتها فى القرن التاسع عشر. والقهوة تصدر فى هذه الأيام عن طريق الحديدة (للاستزادة انظر فون نيمان جـ 12 ص 397 Von Neimans: Zeitschr. d. Deutsch. Mogenl Yesellsch W.Schmidt and in the Hamdbook of Arabia). 403، هناك عادة فى اليمن تتمثل فى تفضيل شرب منقوع قشرة البذرة وقد وجدت المقاهى العديدة التى تقدم هذا المشروب (مقهية) والقشر مثله مثل القهوة يصنع من الحبوب ويعطى نكهة مميزة عند إضافة حب الهيل؛ أو الجنزبيل أو القرنفل. . الخ وفى الحياة العامة عند العرب فإنه لا تكتمل الاحتفالات بالعيد بدون القهوة، فالقهوة هى المشروب الأول الذى يقدم للزائر. إن الدعوة لتناول القهوة -فى مكة- تعادل الدعوة لتناول الطعام. والعرب يتناولون القهوة بدون سكر وفى جنوب الجزيرة العربية يتناولونها باللبن بين الحين والآخر وعند الاتراك راج استخدام القهوة محلاة بالسكر.
والقهوة اسم يطلق على المكان الذى تقدم فيه القهوة ويطلق أيضا على حجرة الاستقبال وعلى المقهى (Coffee house).