الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يدي مريده كالميت بين يدي الغاسل، وهذا ما كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم! .. (1)
موقفه من الجهمية:
له كتاب 'الصحيح المسند من دلائل النبوة'. قال في مقدمته: هذا: وبما أن دلائل النبوة أكبر برهان على صدق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مع ما أكرمه به من مكارم الأخلاق فقد ضاقت صدور أقوام بالآيات البينات والدلائل الواضحات كما حكى الله عنهم بقوله: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (3)} (2) هذا كان شأن كفار قريش. أما المسلمون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فإنهم يعتبرون التشريع كله دلالة على صدق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لما فيه من الأسرار العجيبة، والحكم البليغة. وهكذا التابعون لهم بإحسان؛ حتى نبغ أقوام من ذوي الاعتزال فاعتزلوا الكتاب والسنة إلا ما يوافق أهواءهم وهم يزعمون أنهم يعتمدون على عقولهم، وهم في الحقيقة يعتمدون على أهوائهم لأن العقل الصحيح لا يخالف النقل الصحيح. فضاقت صدورهم ببعض المعجزات النبوية، فهذه يؤولونها وتلك يضعفونها، فأراد الله أن يحق الحق ويبطل الباطل، وكاد مذهب الاعتزال أن ينقرض.
وفي هذه الأزمنة المتأخرة نبغ أقوام من ذوي الأهواء فأرادوا أن يأخذوا بالثأر للمعتزلة فتاهوا كما تاه أسلافهم من أولئك التائهين الحيارى ومن
(1) المصارعة (375 - 379).
(2)
القمر الآيات (1 - 3).
أولئك الثائرين للاعتزال به ومنهم من هو ثائر للإلحاد.
1 -
جمال الدين الأفغاني الرافضي الإيراني.
2 -
محمد عبده المصري.
3 -
محمد رشيد رضا، وليس كسابقيه في الضلال.
4 -
محمود شلتوت (راجع 'إعلام الأنام بمخالفة شيخ الأزهر شلتوت للإسلام').
5 -
طه حسين.
6 -
أحمد أمين صاحب فجر الإسلام وضحاه وظهره.
7 -
أبو رية.
8 -
محمد الغزالي. في كثير من كتاباته استخفاف بأهل السنة، وتهوين العمل بالسنة. من ذلكم:
كتاب 'دستور الوحدة الثقافية بين المسلمين' وكذا كتاب 'هموم داعية'. ومحمد الغزالي مميع وإن لم يكن في الضلال كسابقيه.
هؤلاء في آخرين (والذي أنصح به طلبة العلم هو الإعراض عن هذه الكتب الزائغة. وقد أغنى الله طلبة العلم عن هذه بكتب أهل السنة جزاهم الله عن الإسلام خيرا) قاموا بحملة على السنة وانتصروا للاعتزال، ومنهم من انتصر للرفض وأصبح العلم في مصر ألعوبة بين رادّ ومردود عليه، وصدق الله إذ يقول:{* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} (1)، ويقول:
(1) التوبة الآية (34).
وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم إذ يقول: «أخوف ما أخاف على أمتي منافق عليم اللسان» رواه أحمد في مسنده من حديث عمر (2). ويقول: «أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلين» رواه أبو داود في سننه (3).
غالب هؤلاء متاجرون إما من أعداء السنة من الرافضة ولكن يأبى الله إلا أن ينصر سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ويظهر دينه ولو كره الملحدون، فقد استيقظ شباب في جميع الأقطار الإسلامية، ديدنهم: قال الله، قال رسول الله، فباء أعداء السنة بالخزي.
(1) الأعراف الآيتان (175و176).
(2)
أخرجه من حديث عمر رضي الله عنه: أحمد (1/ 22،44) وعبد بن حميد كما في المنتخب حديث رقم11 (ص.32) والبزار كما في كشف الأستار (1/ 97/168) وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 187) وقال: "رواه البزار وأحمد وأبو يعلى ورجاله موثقون" والحديث صحح إسناده أحمد شاكر رحمه الله في تحقيقه للمسند (1/ 217/143). وللحديث شاهد من حديث عمران بن حصين أخرجه: البزار كما في كشف الأستار (1/ 97 - 98/ 170) والطبراني في الكبير (18/ 237/593) وابن حبان (1/ 281/80). قال البزار: "لا نحفظه إلا عن عمر وإسناد عمر صالح فأخرجناه عنه وأعدناه عن عمران لحسن إسناد عمران". وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 187) وقال: "رواه الطبراني في الكبير والبزار ورجاله رجال الصحيح".
(3)
أخرجه من حديث ثوبان: أحمد (5/ 278،284) ومسلم (4/ 2215 - 2216/ 2889) دون ذكر محل الشاهد، وأبو داود (4/ 450 - 452/ 4252) والترمذي (4/ 437/2229) وقال:"هذا حديث حسن صحيح". وابن ماجه (2/ 1304/3952).
بالأمس كان يلقب جمال الدين ومحمد عبده بالإمامين المجددين، واليوم عرفا بالماسونيين {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8)} (1).
هؤلاء الضالون التائهون منهم من تصدى للطعن في قصص القرآن، ومنهم من تصدى للطعن في معجزات الأنبياء عليهم السلام. ومنهم من تصدى للطعن في الصحابة الذين هم نقلة الدين إلينا، ومنهم من تصدى للطعن في بعض الأحكام وسنوا سنناً سيئة ترى كتبهم تشجع من قبل الرافضة ومن قبل الملحدين.
وإني أحمد الله فقد رأيت من الإجابة على كتبهم بل على أباطيلهم وترهاتهم ما تقر به أعين أهل السنة، فجزى الله إخواننا الذين تصدوا لهذا خيراً.
هؤلاء المتهالكون الحيارى من ذوي الاعتزال الأقدمون والمتأخرون قوبلوا بأناس من القصاصين يحدثون الناس بالغث والسمين والحق والباطل، ومنهم من يدفعه التعصب الأعمى إلى وضع أحاديث باطلة. وقد قرأت في رسالة لعلي العجري بعنوان 'نصيحة أولاد السبطين ومن تبعهم من المؤمنين في التمسك بمذهب الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين' فإذا فيه أحاديث في فضل زيد بن علي والهادي أحاديث مكذوبة وليس هو الذي افتراها، ولكنه جاهل بعلم الحديث متعصب لأجداده رحمهم الله، وأمثال هذا كثير: كبعض
(1) آل عمران الآية (8).