الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد دعا المأمون والمعتصم والواثق إلى بدعة القول بخلق القرآن، وعاقبوا العلماء من أجلها بالقتل والضرب والحبس وأنواع الإهانة، ولم يقل أحد بوجوب الخروج عليهم بسبب ذلك. ودام الأمر بضع عشرة سنة حتى ولي المتوكل الخلافة، فأبطل المحنة، وأمر بإظهار السنة.
واعلم أنه أجمع جميع المسلمين على أنه لا طاعة لإمام ولا غيره في معصية الله تعالى. وقد جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة الصريحة التي لا لبس فيها ولا مطعن. كحديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره، ما لم يؤمر بمعصية، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة» أخرجه الشيخان وأبو داود (1).
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في السرية الذين أمرهم أميرهم أن يدخلوا في النار: «لو دخلوها ما خرجوا منها أبدا، إنما الطاعة في المعروف» (2). وفي الكتاب العزيز: {وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} (3).اهـ (4)
•
موقفه من المرجئة:
- قال: ومعلوم أن الحق الذي لا شك فيه، الذي هو مذهب أهل
(1) أحمد (2/ 17) والبخاري (13/ 152/7144) ومسلم (3/ 1469/1839) وأبو داود (3/ 93 - 94/ 2626) والترمذي (4/ 182/1707) والنسائي (7/ 179 - 180/ 4217) وابن ماجه (2/ 956/2864).
(2)
أحمد (1/ 81) والبخاري (8/ 72 - 73/ 4340) ومسلم (3/ 1469/1840 (40)) وأبو داود (3/ 92 - 93/ 2625) والنسائي (7/ 179/4216).
(3)
الممتحنة الآية (12).
(4)
أضواء البيان (1/ 67 - 69).
السنة والجماعة: أن الإيمان شامل للقول والعمل مع الاعتقاد. وذلك ثابت في أحاديث صحيحة كثيرة. (1)
- وقال رحمه الله: قوله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13)} (2).
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة لنبيه صلى الله عليه وسلم أنه يقص عليه نبأ أصحاب الكهف بالحق. ثم أخبره مؤكدا له أنهم فتية آمنوا بربهم، وأن الله جل وعلا زادهم هدى.
ويفهم من هذه الآية الكريمة أن من آمن بربه وأطاعه زاده ربه هدى، لأن الطاعة سبب للمزيد من الهدى والإيمان.
وهذا المفهوم من هذه الآية الكريمة جاء مبينا في مواضع أخر، كقوله تعالى:{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ (17)} (3)، وقوله:{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} الآية (4)، وقوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} الآية (5)، وقوله: {فَأَمَّا
(1) أضواء البيان (7/ 201).
(2)
الكهف الآية (13).
(3)
محمد الآية (17).
(4)
العنكبوت الآية (69).
(5)
الأنفال الآية (29).