الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واضمحلالها. (1)
موقفه من الجهمية:
قال محمد تقي الدين: لقد من الله علي وأعانني على ختم هذا القسم، وأسأله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، وبمحبتنا واتباعنا لحبيبه وخليله محمد رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، أن يعينني على القسم الثالث، ويجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، ولما كنت أنقل كلام الأئمة كنت أمر بأشعار في الرد على المقلدين وذم طريقتهم ومدح اتباع الكتاب والسنة، فرأيت أن أؤخرها وأجعلها خاتمة لهذا القسم يستمتع بها من حبب الله له الاتباع وكره إليه التقليد، وهذه هي وأول ما أبدأ به القصيدة المقصورة نظمتها في مصر سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف للهجرة (2):
تركت الطريق طريق الجفا
…
وأقبلت أتبع المصطفى
وسنته وكتاب الإله
…
وأصحابه أنجم الاهتدا
وأتباعهم أينما وجدوا
…
سواء نأى عصرهم أم دنا
سواء ذووالشرق أم غربنا
…
وأهل الخيام وأهل القرى
وليس يجوز بمذهبنا اتـ
…
ـباع لغير فدع من هذى
ولسنا نؤول لفظ الحديـ
…
ـث والذكر إلا بما قد أتى
فما هلك الناس إلا بما
…
تؤوله زمرة الاعتدا
فنحن على مذهب السابقيـ
…
ـن من رضي الله عنهم علا
(1) الهدية الهادية (ص.81 - 87).
(2)
سبيل الرشاد (4/ 212 - 214).
ومن حاد عن نهجهم قد هوى
…
سواء درى ذاك أم ما درى
فخير الهدى هدى خير الورى
…
وشر الأمور اتباع الهوى
فلا تتصوف ولا تتكلف
…
ولا تلج إلا لرب العلا
ولا تدع من دونه أحدا
…
فليس ولي سواه يرى
أغير الإله أرى لي وليا
…
إذا قد ضللت طريق الهدى
أأتخذ الأولياء وربي
…
بمحكم ذكره عنهم نهى
ولو مرسلين ولو صالحين
…
ولو طائرين بأوج السما
ولا يعبد الله إلا بما
…
أتى في شريعته وارتضى
ومن زعم العلم غير الكتاب
…
وغير الحديث الصحيح افترى
ولا فضل في ديننا لأرسطو
…
ولا لابن رشد ومن قد قفا
فتوحيد ربي بمنزله
…
غني عن المنطق المرتأى
فإن أرسطو وأتباعه
…
عدو لدين إله الورى
وإن هم رأوا حكما أحكموها
…
أخذنا بها في أمور الدنى
ومهما وجدنا الحديث الصحيح
…
عبدنا به من له المنتهى
وليس له من وسيلة إلا
…
علوم اصطلاح وعلم اللغى
فعلم الكلام وبعض الأصول
…
ظلام يجران كل العنا
ولا نستغيث بغير الإله
…
ومن يستغث بالعباد غوى
ونعتقد الله سبحانه
…
على عرشه ذي التعالي استوى
ولسنا نؤول ذاك بقهر
…
ولا غيره مثل من قد مضى
وأن البخاري في كتبه
…
قد أحسن للناس دون امترا
عليها اعتكف ثم منها اقتطف
…
تجد كل ما رمته من منى
ومسلم لا تنس تأليفه
…
فنعم الكتاب الوثيق العرى
وإن خضت في غير دينك فاسلك
…
بعلم غزير وإلا فلا
ولا تعتبر كل كتب عليها
…
فقد مزجوها بما يرتمى
فجد وخذ زبد ما سطروا
…
ودع ما تراه معيبا سدى
وما قد يسمونه باطنا
…
فباللام يقرأه من درى
فإن الشريعة قد أكملت
…
وقد بينت مثل شمس الضحى
فما مات خير الورى أحمد
…
إلى أن جلاها بغير خفا
وما أحد من أهيل النفاق
…
نجا فاصبر إن نلت منهم أذى
ولا تبن في تربة قبة
…
ومهما تراها فهدم البنا
فقد عبدوها وما فطنوا
…
ووافقهم علماء الشقا
وقد ألفوا في عبادتها
…
بدون احتشام بدون حيا
لتدع الإله بما قد روى الثقات
…
الهداة عن المجتبى
وإن البخاري روى في الصحيح
…
دعاء وذكرا به الاكتفا
وحاذر من الشرك فهو بذا الز
…
مان بكل النواحي فشا
ولا قطب نعلمه غير نجم
…
يرى في السماء وقطب الرحى
ونحوهما لا الذي ذكروا
…
يكون مقيما بغار حرا
يمد الأنام ويجري الشؤو
…
ن في الكون تالك أدهى الفرا
فهل من كتاب وهل سنة
…
أتت من صحيح الحديث بذا
فخذ بالنصوص ولا تبتدع
…
وفي عدم النص قس ما جلا