الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأنه لم يحط بجميع تعاليم الإسلام، فنقول له: كيف تلزم الناس بأن يتقيدوا بأقوال تحتمل الخطأ والصواب وبإسلام غير متكامل؟؟؟
وفي الحقيقة أن القول بإلزام الناس بمذهب واحد معين لا يعدو عن كونه نظرية من نسج الخيال ولا تمت إلى الحقيقة بصلة، يكذبها الواقع واقع الإسلام وواقع المسلمين في القرون الثلاثة المفضلة وتردها الأصول التي أصّلها أصحاب المذاهب أنفسهم. (1)
- وله أيضا كتاب 'الرسالة العظمى' لكنه لم يتمه.
وله ردود وتعقبات على كثير من الرسائل منها:
- 'تبسيط عقائد المسلمين' لحسن أيوب.
- 'نحو كلمة سواء وحوار كريم' لعبد الله نجيب.
- 'الإمام الشيرازي' لمحمد حسن هيتو. وغيرها.
موقفه من الجهمية:
له رسالة في التوحيد.
قال فيها رحمه الله: أقول: فأي محادة لله وللرسول صلى الله عليه وسلم أكبر عند الله من ملحد يسمع قول الله: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} (2){اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (3) ويقول: (لا أقول حي ولا لا حي) ويسمع
(1) أسئلة طال حولها الجدل (ص.136 - 137).
(2)
الفرقان الآية (58).
(3)
البقرة الآية (256).
قول الله: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} الآية (1) وقوله: {إِن اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (38)} (2) ويقول: (لا أقول عالم ولا لا عالم).
ولكن الحقيقة كل الحقيقة {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)} (3) وحسبهم قول الله: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20)} (4).
وهم القائلون: (سميع بلا سمع وبصير بلا بصر وحي بلا حياة ومريد بلا إرادة ومقتدر بلا قدرة
…
إلخ).
فرارا منهم من تعدد القديم زعموا. ونكتفي بالرد عليهم بما قاله الفاضل الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: (ومذهبهم الباطل لا يخفى بطلانه وتناقضه على أدنى عاقل؛ لأن من المعلوم أن الوصف الذي منه الاشتقاق إذا عدم فالاشتقاق منه مستحيل، فإذا عدم السواد عن جرم مثلا استحال أن نقول هو أسود إذ لا يمكن أن يكون أسود ولم يقم به سواد. وكذلك إذا لم يقم العلم والقدرة بذات استحال أن نقول: هي عالمة قادرة لاستحالة اتصافها بذلك ولم يقم بها علم ولا قدرة)[1/ 309 أضواء البيان].
(1) الأنعام الآية (73).
(2)
فاطر الآية (38).
(3)
الحج الآية (46).
(4)
المجادلة الآية (20).
وهنا أسأل أتباع هؤلاء سؤالا على النمط الذي وجه إلى بشر المريسي في فتنة خلق القرآن. فأقول: "قولكم لا نقول عالم ولا لا عالم وحي ولا لا حي وسميع بلا سمع وبصير بلا بصر وحي بلا حياة وقادر بلا قدرة
…
إلخ" هل هذا القول من الدين الذي أكمله الله وأتمه ورضيه لنا دينا أم لا؟
فإن قلتم: من الدين، نقول لكم: هل علمه النبي صلى الله عليه وسلم أم جهله؟ فإن قلتم: جهله، نقول لكم إنكم قد نسبتم إلى النبي صلى الله عليه وسلم الجهل في الدين.
شيء من الدين جهله النبي صلى الله عليه وسلم وعلمتموه أنتم، سبحانك هذا بهتان عظيم.
وإن قلتم علمه: نقول لكم: هل علّمه أحدا من أصحابه رضوان الله عليهم أم سكت عنه؟ فإن قلتم: علمه، نقول لكم: من روى هذا عنه صلى الله عليه وسلم؟ وفي أي الكتب روى؟ ودونكم خرط القتاد أن تثبتوا ذلك وأنى لكم التناوش.
وإن قلتم سكت عنه ولم يعلمه أحد من أصحابه، نقول لكم: شيء سكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعلمه أحدا من أصحابه وسكت عنه الخلفاء والصحابة وسكت عنه التابعون وتابعوهم بإحسان إلى يومنا هذا ولم يعلموه أحدا من العالمين ألا يسعكم السكوت عنه؟ لا وسّع الله على من لم يسعه ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم.
وهذا السؤال يصلح أن يسأل به عن كل قول قاله الزنادقة والباطنية الحاقدة وعلماء الكلام وكذلك أتباع المشبهة والمجسمة والمعطلة والمؤولة
والواقفية والمفوضة وغيرهم ولله الحمد والمنة. (1)
- وقال رحمه الله ردا على المؤولة، ومبينا فساد مذهبهم: أقول في مقالتهم هذه أن ظواهر هذه الصفات والمتبادر للذهب والسابق إلى الفهم من معاني الاستواء والنزول
…
هو مشابهة صفات المخلوقين
…
إلخ. إساءة الظن بالله جل وعلا واتهام لرسوله صلى الله عليه وسلم، وكيف يسوغ بمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يعتقد أن في كلام الله الذي أنزله في كتابه ووصف به نفسه ما ظاهره التشبيه والكفر، ويتهم النبي صلى الله عليه وسلم بعدم بيان ما ظاهره الكفر والتشبيه للأمة، مع أنه مأمور بتبليغ الرسالة للناس كافة وتبيين لهم ما نزل إليهم، وكيف يخطر ببال مسلم أن استواء الله على عرشه ونزوله إلى سماء الدنيا ومجيئه يوم القيامة ووجهه ويده ورضاه وغضبه
…
إلخ يشبه صفات المخلوقين وهو القائل جل وعلا: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)} (2).
ولكن أبى الزنادقة والباطنية الحاقدة وأفراخ الفلاسفة الملحدين وتلامذة المتكلمين واليهود المارقين، أبوا إلا الدس في هذا الدين الحنيف وزعزعة عقائد المسلمين، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون. (3)
أسامة بن توفيق القصاص (4)(1408 هـ)
الشاب الهمام العالم أسامة بن توفيق القصاص الداعية الفريد، وضع
(1) المقتصد من حياة الشيخ أبي يوسف (ص.50 - 52).
(2)
الشورى الآية (11).
(3)
المقتصد من حياة الشيخ أبي يوسف (ص.59).
(4)
من مقدمة كتابه 'إثبات علو الله على خلقه والرد على المخالفين' بقلم الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق.