الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
73 -
وأما حديث أنس:
فروى عنه بألفاظ مثل مرويات الصحابة المتقدمين وروى عنه بألفاظ مجردة عن النفى ففي التلخيص 1/ 75 وأما حديث أنس رواه عبد الملك بن حبيب الأندلسي عن أسد بن موسى عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس يلفظ: "لا إيمان لمن لم يؤمن بي ولا صلاة إلا بوضوء ولا وضوء لمن لم يسم الله" وعبد الملك شديد الضعف. اهـ.
وأما من رواه بدون النفى:
فعند النسائي 1/ 53 وابن السنى في اليوم والليلة ص 19 والدارقطني 1/ 71 والبيهقي 1/ 43 وغيرهم:
من طريق عبد الرزاق عن معمر عن ثابت وقتادة عنه ولفظه: قال: طلب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وضوءًا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل مع أحد منكم ماءً"، فوضع يده في الماء ويقول:"توضئوا بسم الله" فرأيت الماء يخرج من بين أصابعه حتى توضئوا من عند آخرهم قال: ثابت: قلت لأنس: كم تراهم؟ قال: نحوًا من سبعين". والسياق للنسائي، قال البيهقي: هذا أصح ما في التسمية. اهـ.
وذلك كذلك ومعمر وإن تكلم في روايته عن شيخيه السابقين إلا أنه قد توبع في أصل الحديث من رواية مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة عن أنس في الصحيحين وغيرهما.
قوله: باب (21) ما جاء في المضمضة والاستنشاق
قال: وفى الباب عن عثمان ولقيط بن صبرة وابن عباس والمقدام بن معدى كرب ووائل بن حجر وأبى هريرة
74 -
أما حديث عثمان:
فرواه عنه حمران وأبو وائل وابن أبى مليكة ويسر بن سعيد وأبو أنس وعطاء وابن دارة وابن جعفر والبيلمانى وأبى علقمة المصرى.
* أما رواية حمران عنه:
فتقدمت في باب برقم (2).
* وأما رواية أبي وائل عنه:
فعند المصنف في الجامع 1/ 16 وفى علله الكبير ص 33 والطوسى في مستخرجه 1/ 199 و 200 وابن ماجه 1/ 148 والدارمي 1/ 14 وعبد الرزاق 1/ 41 وأبو داود 1/ 81 وابن المنذر في الأوسط 1/ 385 وابن الجارود ص 72 وابن خزيمة 1/ 78 وابن حبان 2/ 206 وأحمد 1/ 66 و 72 وعبد بن حميد ص 50 والبزار 2/ 49 و 50 وابن أبى خيثمة في
التاريخ 3/ 186 والدارقطني 1/ 86 والحاكم 1/ 149 والبيهقي 1/ 54
من طريق إسرائيل عن عامر بن شقيق عن أبى وائل عنه ولفظه: قال: "رأيت عثمان توضأ وغسل كفيه ثلاثًا وغسل وجهه ثلاثًا ومضمض ثلاثًا واستنشق وغسل ذراعيه ثلاثًا ثلاثًا ومسح برأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما وخلل أصابع قدميه وخلل لحيته ثلاثًا ثم غسل وجهه قبل يديه ثم قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم: فعل كالذى رأيتمونى فعلت".
والسياق للبزار وقال: "لا نعلمه يروى عن عثمان إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد". اهـ. والخلاف في عامر بن شقيق فقال ابن معين: ضعيف وقال أبو حاتم: ليس بقوى وليس من أبى وائل بسبيل وقال ابن حزم في حديثه هذا يعنى التخليل "لا يصح لأن عامر بن شقيق ليس مشهورًا بقوة النقل". اهـ.
وفى علل الترمذي ص 33 "قال محمد: أصح شىء عندى حديث عثمان قلت: أنهم يتكلمون في هذا الحديث. قال: هو حسن". اهـ. وقال النسائي: "ليس به بأس" وممن تكلم فيه ابن حزم وضعفه من أجل إسرائيل وعامر بن شقيق ورد عليه ابن القيم في أعلام السنن 1/ 108 وفى هذا ما يدل على نفى الصحة عند من يستعمل العبارة الأولى متى ما كانت عامة أحاديث ذلك الموضوع فيها كلام. كحديث: "الأذنان من الرأس" وغيره ويدل حكم البخاري على الحديث بالتحسين على عدم صحة من يقول: إن الحسن الاصطلاحى أول من قال به: الترمذي.
وحديث عثمان كما قال البخاري لا سيما وقد قال فيه النسائي: ليس به بأس.
وقد وقع في سياق المتن اختلاف في بعض الألفاظ تكلم فيها بعض أهل العلم كما ذكر ذلك الدارقطني في السنن ولابن القطان كلام وجيه في البيان 2/ 1194 و 195 فارجع إليه.
* وأما رواية ابن أبي مليكة عنه:
ففي أبى داود 1/ 80:
من طريق سعيد بن زياد المؤذن عن عثمان بن عبد الرحمن التيمى قال: سئل ابن أبى مليكة عن الوضوء قال: رأيت عثمان بن عفان سئل عن الوضوء فتمضمض ثلاثًا واستنشق ثلاثًا وغسل وجهه ثلاثًا ثم غسل يده اليمنى ثلاثًا وغسل بده اليسرى ثلاثًا ثم أدخل يده فأخذ ماءً فمسح برأسه وأذنيه فغسل بطونهما وظهورهما مرة واحدة ثم غسل رجليه ثم قال: أين السائلون عن الوضوء هكذا رأيت رسول الله يتوضأ.
وسعيد المؤذن قال: فيه في التقريب: لين فالحديث ضعيف إذ لا أعلم له متابعًا عن شيخه.
* وأما رواية بسر عنه:
ففي أحمد برقم 487 والدارقطني 1/ 85:
من طريق ابن الأشجعي عن أبيه عن سفيان عن سالم أبى النضر عن بسر بن سعيد قال: أتى عثمان المقاعد فدعا بوضوء فمضمض واستنشق ثم غسل وجهه ثلاثًا ويديه ثلاثًا ثلاثًا ورجليه ثلاثًا ثلاثًا ثم مسح برأسه ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم: هكذا يتوضأ يا هؤلاء أكذلك قالوا: نعم لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده "والسياق للدارقطني وعقب ذلك بقوله" صحيح إلا التأخير في مسح الرأس فإنه غير محفوظ تفرد به ابن الأشجعي عن أبيه عن سفيان بهذا الإسناد وهذا اللفظ رواه العدنيان عبد الله بن الوليد ويزيد بن أبى حكيم والفريابى وأبو أحمد وأبو حذيفة عن الثورى بهذا الإسناد وقالوا: كلهم: إن عثمان توضأ ثلاثًا ثلاثًا وقال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يتوضأ ولم يزيدوا على هذا وخالفهم وكيع رواه عن الثورى عن أبى النضر عن أبى أنس عن عثمان أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثًا ثلاثًا كذا قال: وكيع وأبو أحمد عن الثورى عن أبى النضر عن أبى أنس وهو مالك بن أبي عامر والمشهور عن الثورى عن أبى النضر عن بسر بن سعيد عن عثمان. اهـ. ثم ساق رواية أبى أنس عن عثمان. وما ذهب إليه الدارقطني من تصحيحه لرواية بسر بن سعيد عن عثمان. قد خالفه فيها أبو حاتم.
ففي العلل 1/ 56 أنه قال: لابنه بعد أن ذكر له ولده رواية أبى أنس وبسر ما نصه:
"وأبو أنس عن عثمان متصل وبسر بن سعيد عن عثمان مرسل". اهـ.
* وأما رواية أبى أنس عنه:
فقد تقدم من خرجها وهى عند مسلم 1/ 107 إلا أنها خالية عن ذكر المضمضة والاستنشاق وكذا خرجها ابن أبى شبية في المصنف 1/ 19:
تنبيه:
وقع في مصنف ابن أبى شيبة "ابن أنس عن عثمان" صوابه ما تقدم.
* وأما رواية عطاء عنه:
ففي ابن ماجه 1/ 150 وعبد الرزاق 1/ 40 و 41 وابن أبى شيبة 1/ 19 وأحمد في المسند برقم 472 و 527:
من طريق حجاج بن أرطاة وابن جريج قال: حجاج عن عطاء وقال ابن جريج: أخبرنى عطاء أنه بلغه عن عثمان بن عفان أنه مضمض ثلاثًا واستنثر ثلاثًا ثم أفرغ على وجهه ثلاثًا وعلى يديه ثلاثًا ثم غسل رجليه ثلاثًا ثلاثًا ثم قال: هكذا توضأ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ولم أستيقنها عن عثمان لم أزد عليه ولم أنقص "والسياق لعبد الرزاق إذ خرجه من طريق ابن جريج والانقطاع فيه صريح وفى رواية حجاج عنه تدليس وكان فيه مشهورًا أكثر من ابن جريج وابن جريج وأن كان أيضًا به قد رسم إلا أنه قد أبان علته.
* وأما رواية ابن دارة عنه:
ففي أحمد برقم 436 والبزار 2/ 66 والبخاري في التاريخ 3/ 393 والطحاوى 1/ 36 والدارقطني السنن 1/ 92 والبيهقي 1/ 62:
من طريق صفوان بن عشى عن محمد بن عبد الله عن ابن أبى مريم قال: دخلت على ابن دارة مولى عثمان قال: فسمعنى أمضمض قال: فقال: يا محمد قال: قلت: لبيك قال: ألا أخبرك عن وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: رأيت عثمان وهو بالمقاعد دعا بوضوء فمضمض ثلاثًا واستنشق ثلاثًا وذكر بقية الحديث، وفى التعليق المغنى على الدارقطني أيضًا عن الحافظ ابن حجر "أن ابن دارة مجهول الحال". اهـ.
وقد اختلف في تعيين ابن دارة ففي تاريخ البخاري وتبعه الطحاوى أنه زيد بن دارة،
من الطريق السابقة الذكر وذلك كذلك في علل الدارقطني 3/ 27 وذكر أنه روى عنه محمد بن كعب وسماه عبد الله إلا أنه خالف في اسم أبيه حيث قال: "وارة" وذكر المحقق أنه وقع في نسخة أخرى من العلل "داوة" وصوب الأول والمشهور أنه "دارة" كما سبق وهو المذكور في كتب التراجم وانظر تاريخ البخاري فلست أدرى ما وجه تصويبه لإبدال الدال راءً إذ الدال قريبة التصحيف أو التحريف بالراء وفى رواية محمد عنه مع ما تقدم ما يرفع ما قاله البزار إذ قال: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن ابن دارة إلا محمد بن عبد الله بن أبى مريم". اهـ. وذكر الحافظ في التعجيل ص 533 في ترجمته أن الدارقطني قال: في حديثه: "إسناده صالح" ولم أر ذلك في السنن ولا في العلل له وهما مظنة ذلك.
* وأما رواية ابن جعفر واسمه عبد الله عنه:
ففي البزار 2/ 11 والطحاوى في شرح المعانى 1/ 35 والدارقطني 1/ 91 والبيهقي 1/ 63:
من طريق سليمان بن بلال عن إسحاق بن يحيى عن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب عن أبيه عبد الله بن جعفر عن عثمان بن عفان أنه توضأ فغسل يديه ثلاثًا كل واحدة منهما واستنثر ثلاثًا ومضمض ثلاثًا وغسل وجهه ثلاثًا "الحديث والسياق للدارقطني" وقال: "إسحاق بن يحيى ضعيف". اهـ. وفى هذا إشارة إلى عدم التوسع الذى صار إليه المتأخرون من ارتقاء الخبر بالشواهد ونحو ذلك إذا كان في الباب ما يغنى عن ذلك ولو حديثًا واحدًا فإن لم يكن أخذ بالضعيف كما هي طريقة الإمام أحمد فإنه يأخذ بالضعيف إذا لم يكن في الباب إلا هو وتبعه على ذلك تلميذه أبو داود.
تنبيه: وقع عند الطحاوى "عن معاوية بن عبيد الله" صوابه ما تقد م كما وقع فيه أيضًا خطأ أكبر وهو أنه جعل الحديث من مسند معاوية عن عثمان والصواب ما أثبته.
* وأما رواية البيلمانى عنه:
ففي الدارقطني 1/ 92:
من طريق صالح بن عبد الجبار ثنا ابن البيلمانى عن أبيه عن عثمان بن عفان أنه توضأ بالمقاعد -والمقاعد بالمدينة حيث يصلى على الجنائز عند المسجد- فغسل كفيه ثلاثًا واستنثر ثلاثًا ومضمض ثلاثًا وغسل وجهه ثلاثًا ويديه إلى المرفقين ثلاثًا "وذكر بقية
الوضوء وصالح ذكر ابن القطان في البيان 3/ 93 أنه لا يعرفه إلا في استهلال الصبي وفى حديث "وأنكحوا الأيامى منكم" لذا قال: في أبيه إنه مجهول الحال". اهـ. ملخصًا وفى هذا الحكم نظر يرد ذلك ما وقع هنا فإنه قد روى هنا سوى ما قاله ابن القطان إلا أن هذا التعقب عليه هين إذ قد حصر العلم على نفسه.
وعلى أي الحديث ضعيف من أجل ابن البيلمانى وأبيه فإنهما ضعيفان بل قال البخاري في والد ابن البيلمانى منكر الحديث وهذه أبلغ عبارة عنده في الجرح.
* وأما رواية أي علقمة عنه:
ففي سنن أبى داود 1/ 81 والدارقطني 1/ 85 والبزار 3/ 89 والبيهقي 1/ 47:
من طريق عبيد الله بن أبى زياد القداح عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبى علقمة: "أن عثمان دعا بماء فتوضأ فأفرغ بيده اليمنى على اليسرى ثم غسلهما إلى الكوعين قال: ثم مضمض واستنشق ثلاثًا" وذكر بقية الوضوء والقداح الأكثر على ضعفه لذا لينه الحافظ في التقريب.
75 -
وأما حديث لقيط بن عامر:
فرواه أبو داود 1/ 97 والترمذي 3/ 146 والنسائي 1/ 57 وابن ماجه 1/ 142 والبخاري في التاريخ 1/ 371 وابن أبى شيبة في المصنف 1/ 40 وابن المنذر في الأوسط 1/ 406 و 407 وابن خزيمة 1/ 78 وابن حبان 2/ 208 وأحمد 4/ 33 والطحاوى في المشكل 14/ 31 وغيرهم:
من طريق إسماعيل بن كثير عن عاصم بن لقيط بن صبرة عن أبيه قال: "كنت وافد بنى المنتفق". واقتص الحديث وهو مطول عند أبى داود وفيه: "فقلت: يا رسول الله أخبرنى عن الوضوء قال: "أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا" ولم أر في التهذيب من يروى عن عاصم إلا من هنا علمًا بأن هذا القول قد ذكره الحافظ في التلخيص 1/ 81 عن بعضهم ودفعه بقوله: "ويقال لم يرو عنه غير إسماعيل وليس بشىء لأنه روى عنه غيره وصححه الترمذي والبغوى وابن القطان". اهـ.
إلا أنه لم يبين ذكر من روى عن عاصم هنا إذ الإبهام غير حجة وحجة الحاصر قائمة حتى تدفع بذكر من روى عنه سيما ولو كان عند الحافظ راوٍ آخر لما أغفله في تهذيبه، وإن
كان الحصر في هذا الموطن وعر إلا على ذوى الاطلاع الرفيع.
وعلى أىٍّ لا يضر الحديث فإن عاصمًا قد وثقه النسائي والمعتبر أن الراوى إذا وثقه من مثل هذا الإمام ولم يعارض، أنه ثقة وإن لم يرو عنه إلا واحد كما اختار ذلك الحافظ ابن حجر في النخبة.
76 -
وأما حديث ابن عباس:
فرواه عنه عطاء وأبو غطفان.
* أما رواية عطاء عنه:
ففي البخاري 1/ 240 وأبى داود 1/ 95 والتومذى 1/ 60 والنسائي 1/ 54 وابن ماجه 1/ 143 وابن المنذر في الأوسط 1/ 376 وابن أبى شيبة في المصنف 1/ 38 وغيرهم:
من طريق سليمان بن بلال وغيره عن زيد بن أسلم به ولفظه: أنه "توضأ فغسل وجهه ثلاثًا أخذ غرفة من ماء فمضمض بها واستنشق ثم أخذ غرفة من ماء فجعل بها هكذا أضافها إلى يده الأخرى فغسل بهما وجهه ثم أخذ غرفة من ماء فغسل بها يده اليمنى ثم أخذ غرفة من ماء فغسل بها يده اليسرى ثم مسح برأسه ثم أخذ غرفة من ماء فرش على رجله اليمنى حتى غسلها ثم أخذ غرفة أخرى فغسل بها رجله يعنى اليسرى ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ" والسياق للبخاري وهو أطول سياق.
وقد اختلف في لفظه: على عطاء فرواه عنه زيد كما تقدم، وخالفه إسماعيل بن مسلم إذ ساقه عن عطاء بلفظ آخر وهو "المضمضة والاستنشاق سنة" أخرجه الدارقطني في السنن 1/ 85 وقال: إسماعيل بن مسلم ضعيف.
* وأما رواية أبى غطفان عنه:
فرواها أبو داود 1/ 86 وابن ماجه 1/ 43 وابن أبى شيبة في المصنف 1/ 40 وأحمد 1/ 228 والطيالسى كما في المنحة 1/ 52 والطبراني في الكبير 10/ 391 والبخاري في التاريخ 7/ 201 والحاكم 1/ 148 والبيهقي 1/ 49.
كلهم من طريق ابن أبى ذئب عن قارض بن شيبة عن أبى غطفان عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "استنشقوا مرتين والأذنان من الرأس" والسياق للطبراني وهذه الزيادة
الأخيرة ليست واقعة عند من خرج الحديث من أصحاب الأمهات لذا استدركه الألبانى على الهيثمى وهو استدراك متجه لأن ذلك على شرطه لاشتمال الحديث على الزيادة المذكورة ولم يصب من اعتذر للهيثمى كمحقق المعجم الكبير إلا أن الألبانى لم يصب في تصحيحه إياه إذ غاية ما يقال فيها إنها من باب الحسن إذ لم يوثق قارضًا معشر والموجود فيه قول النسائي أنه لا بأس به ومن يكن هكذا فلا يستحق ما تقدم إلا أن القوم مولعون بالشواهد ومع ما تقدم فقد وقع فيه اختلاف في اسمه فقال: وكيع وإسحاق ما تقدم وقال الطيالسى قارض ولم ينسبه وقال خالد بن مخلد قارض بن عبد الرحمن وقيل عبد الرحمن بن شيبة والإعتماد على أنه قارض بن شيبة وهو اعتماد البخاري في التاريخ، وهذا الاختلاف مؤثر لأنه لم يكن ممن يعتمد عليه في مثل هذا الموطن.
77 -
وأما حديث المقدام بن معدى كرب:
فرواه أبو داود 1/ 88 وابن ماجه 1/ 151 وأحمد 4/ 132 والطحاوى في شرح المعانى 1/ 32 وأبو عبيد في الطهور ص 357 وابن الجارود رقم 74 وابن على في الكامل 6/ 156 والبيهقي 1/ 59:
من طريق الوليد بن مسلم وأبى المغيرة عن حريز بن عثمان قال: حدثنى عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمى سمعت المقدام بن معدى كرب الكندى قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم: بوضوء فتوضأ فغسل كفيه ثلاثًا ثم تمضمض واستنشق ثلاثًا وغسل وجهه ثلاثًا وغسل ذراعيه ثلاثًا ثلاثًا ثم مسح رأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما. والسياق لأبى داود.
والخلاف في شيخ حريز فقد قال: أبو داود: مشايخ حريز كلهم ثقات ويلزم على هذا أن يكون ما هنا كذلك إلا أن هذا القول العام يعارض يقول على بن المديني أنه مجهول والأصل أن الأخص مقدم على الأعم إلا أنه قد وثق شيخ حريز العجلي وقد حكم الحافظ على الحديث بالحسن كما في التلخيص 1/ 69 فالله أعلم، أذلك لما تقدم من القول في شيخ حريز أم لأمر آخر وهو وجدان الشواهد؟ الظاهر الثانى.
تنبيه:
وقع في شرح المعانى "جرير بن عثمان" صوابه ما تقدم.
78 -
وأما حديث وائل بن حجر:
فرواه البزار 1/ 140 كما في زوائده والطبراني في الكبير 22/ 49 و 50:
من طريق محمد بن حجر عن سعيد بن عبد الجبار عن أبيه عن أمه أم يحيى عن وائل بن حجر قال: "حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم: وقد أتى بإناء فيه ماء فأكفأ على يمينه ثلاثًا ثم غمس يمينه في الإناء فأفاض بها على اليسرى ثلاثًا ثم غمس المنى في الإناء فحفن حفنة من ماء فمضمض بها واستنشق واستنثر ثلاثًا ثم أدخل كفيه في الإناء فجعل بهما ماء فغسل وجهه ثلاثًا وخلل لحيته ومسح باطن أذنيه ثم أدخل خنصره في داخل أذنيه ليبلغ الماء ثم مسح رقبته وباطن لحيته من فضل ماء الوجه وغسل ذراعه اليمنى ثلاثًا حتى ما وراء المرفق" الحديث وهو مطول نحو صفحتين فيه أحكام الصلاة والحديث ضعيف وقد حكم على إسناده البزار بالتفرد قال: بعد إخراجه: "لا نعلمه بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد عن وائل". اهـ. ومحمد بن حجر قال البخاري فيه: "فيه نظر". اهـ. وقد قال الحافظ ابن حجر في بعض كتبه: إن البخاري يريد بهذه العبارة من وصف فيمن هو متروك الحديث وقال في موضع آخر: إنه يريد بها من هو ضعيف الحديث وأحد القولين في التلخيص والآخر في القول المسدد والفرق بين معنى العبارتين واضح كما لا يخفى وقال فيه أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوى وسعيد بن عبد الجبار قال: فيه النسائي: ليس بالقوى، وقال ابن على في الكامل 3/ 387:"وليس لسعيد بن عبد الجبار كثير حديث إنما له عن أبيه عن جده أحاديث يسيرة نحو الخمسة أو الستة". اهـ. وعبد الجبار لا سماع له من أبيه إلا أنه وقع هنا عمن تقدم ويحتاج إلى معرفة أمه وهل تروى عن أبيه.
والحديث ضعفه الهيثمى في الزوائد ذاكرًا بعض القدح المتقدم.
79 -
وأما حديث أبى هريرة:
فرواه عنه أبو إدريس الخولانى وهمام بن منبه والأعرج وعيسى بن طلحة وابن سيرين والأعرج.
* أما رواية أبى إدريس عنه:
ففي البخاري 1/ 262 ومسلم 1/ 212 وغيرهما:
ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من توضا فليستنثر ومن استجمر فليوتر".
وقد وقع في إسناده اختلاف على الزهرى (راويه) عن أبى إدريس فعامة أصحابه ساقوه عنه كما تقدم ومنهم مالك، وخالفهم من أصحاب مالك كامل بن طلحة فرواه عن مالك وجعله من مسند أبى ثعلبة وقد حكم على كامل بالوهم الدارقطني كما في العلل له 8/ 297
* وأما رواية همام عنه:
ففي مسلم 1/ 212 من الصحيفة الصادقة:
ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا توضأ أحدكم فليستنشق بمنخريه من الماء ثم لينتثر".
* وأما رواية الأعرج عنه:
ففي البخاري 1/ 263 ومسلم 1/ 212 وغيرهما:
من طريق أبى الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ماء ثم لينتثر ومن استجمر فليوتر وإذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يده قبل أن يدخلها في وضوئه فإن أحدكم لا يدرى أين باتت يده".
* وأما رواية عيسى بن طلحة عنه:
ففي البخاري 6/ 339 ومسلم 1/ 213 وغيرهما:
من طريق ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم به ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا استيقظ أحدكم من منامه فليستنثر ثلاث مرات فإن الشيطان يبيت على خياشيمه".
* وأما رواية ابن سيرين عنه:
ففي الكامل لابن على 1/ 47 والدارقطني في السنن 1/ 115 والعلل 8/ 104 وابن حبان في الضعفاء 3/ 97:
من طريق بركة بن محمد نا يوسف بن أسباط عن سفيان الثورى عن خالد الحذاء عنه به ولفظه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل المضمضة والاستنشاق للجنب ثلاثًا فريضة).
قال الدارقطني: "هذا باطل ولم يحدث به إلا بركة، وبركة هذا يضع الحديث". اهـ.
ثم صوب إرساله وذكر ابن على في الكامل قول عبدان فيه وهو قوله: "أنا رأيت بركة هذا بحلب وتركته على عمد ولم أكتب عنه لأنه كان يكذب". اهـ. وقال ابن على أيضًا: