المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌قوله: باب 71 ما جاء في المسح على الخفين للمسافر والمقيم - نزهة الألباب في قول الترمذي «وفي الباب» - جـ ١

[الوائلي، حسن بن محمد]

فهرس الكتاب

- ‌تقديم

- ‌المقدمة

- ‌كتاب الطهارة

- ‌قوله باب (1) ما جاء لا تقبل صلاة بغير طهور

- ‌قوله باب (2) ما جاء في فضل الطهور

- ‌قوله باب (3) ما جاء أن مفتاح الصلاة الطهور

- ‌قوله باب (4) ما يقول إذا دخل الخلاء

- ‌قوله باب (6) في النهى عن استقبال القبلة بغائط أو بول

- ‌قوله: باب 7 ما جاء في الرخصة في ذلك

- ‌قوله باب (8) ما جاء في النهى عن البول قائمًا

- ‌قوله باب (11) ما جاء في كراهية الاستنجاء باليمين

- ‌قوله باب (12) الاستنجاء بالحجارة

- ‌قوله باب (14) ما جاء في كراهية ما يستنجى به

- ‌قوله باب (15) ما جاء في الاستنجاء بالماء

- ‌قوله باب (16) ما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد الحاجة أبعد في المذهب

- ‌قوله: باب (17) ما جاء في كراهية البول في المغتسل

- ‌قوله: باب (18) ما جاء في السواك

- ‌قوله: باب (19) ما جاء إذا استيقظ أحدكم من منامه

- ‌قوله: باب (20) ما جاء التسمية عند الوضوء

- ‌قوله: باب (21) ما جاء في المضمضة والاستنشاق

- ‌قوله: باب (22) المضمضة والاستنشاق من كف واحد

- ‌قوله: باب (23) ما جاء في تخليل اللحية

- ‌قوله (باب 24) ما جاء في مسح الرأس أنه يبدأ بمقدم الرأس إلى مؤخره

- ‌قوله (باب 26) ما جاء أن مسح الرأس مرة

- ‌قوله: باب (29) ما جاء في الأذنين من الرأس

- ‌قوله: باب (30) ما جاء في تخليل الأصابع

- ‌قوله: باب (31) ما جاء ويل للأعقاب من النار

- ‌قوله: باب (32) ما جاء في الوضوء مرة مرة

- ‌قوله: باب (33) ما جاء في الوضوء مرتين مرتين

- ‌قوله: باب (34) ما جاء في الوضوء ثلاثًا ثلاثًا

- ‌قوله: باب (37) ما جاء في وضوء النبي صلى الله عليه وسلم كيف كان

- ‌قوله: باب (38) ما جاء في النضح بعد الوضوء

- ‌قوله: باب (39) ما جاء في إسباغ الوضوء

- ‌قوله: باب (40) ما جاء في المنديل بعد الوضوء

- ‌قوله: باب (41) فيما يقال بعد الوضوء

- ‌قوله: باب (42) ما جاء في الوضوء بالمد

- ‌قوله: باب (43) ما جاء في كراهية الإسراف في الوضوء بالماء

- ‌قوله: باب (45) ما جاء أنه يصلى الصلوات بوضوء واحد

- ‌قوله: باب (46) ما جاء في وضوء الرجل والمرأة من إناء واحد

- ‌قوله: باب (47) ما جاء في كراهية فضل طهور المرأة

- ‌قوله: باب (49) ما جاء أن الماء لا ينجسه شىء

- ‌قوله: باب (51) ما جاء في كراهية البول في الماء الراكد

- ‌قوله: باب (52) ما جاء في ماء البحر أنه طهور

- ‌قوله: باب (53) ما جاء في التشديد في البول

- ‌قوله: باب (54) ما جاء في نضح بول الغلام قبل أن يطعم

- ‌قوله: باب (56) ما جاء في الوضوء من الريح

- ‌قوله: باب (57) ما جاء في الوضوء من النوم

- ‌قوله: باب (58) ما جاء في الوضوء مما غيرت النار

- ‌قوله: باب (59) ما جاء في ترك الوضوء مما غيرت النار

- ‌قوله: باب (60) ما جاء في الوضوء من لحوم الإبل

- ‌قوله: باب (61) الوضوء من مس الذكر

- ‌قوله: باب (62) ما جاء في ترك الوضوء من مس الذكر

- ‌قوله: باب (66) ما جاء في المضمضة من اللبن

- ‌قوله: باب (67) في كراهة رد السلام غير متوضئ

- ‌قوله: باب "68" ما جاء في سؤر الكلب

- ‌قوله: باب (69) ما جاء في سؤر الهرة

- ‌قوله: باب (70) في المسح على الخفين

- ‌قوله: باب 71 ما جاء في المسح على الخفين للمسافر والمقيم

- ‌قوله: باب (74) في المسح على الجوربين والنعلين

- ‌قوله: باب (75) ما جاء في المسح على العمامة

- ‌قوله: باب (76) ما جاء في الغسل من الجنابة

- ‌قوله: باب (78) ما جاء أن تحت كل شعرة جنابة

- ‌قوله: باب (80) ما جاء إذا التقى الختانان وجب الغسل

- ‌قوله: باب (81) ما جاء أن الماء من الماء

- ‌قوله: باب (83) ما جاء في المنى والمذي

- ‌قوله: باب (86) المنى يصيب الثوب

- ‌قوله: باب 88 ما جاء في الوضوء إذا أراد أن ينام

- ‌قوله: باب (89) ما جاء في مصافحة الجنب

- ‌قوله: باب (90) ما جاء في المرأة في المنام مثل ما يرى الرجل

- ‌قوله: باب (92) ما جاء في التيمم للجنب إذا لم يجد الماء

- ‌قوله: باب (93) ما جاء في المستحاضة

- ‌قوله: باب (98) ما جاء في الجنب والحائض أنهما لا يقرآن القرآن

- ‌قوله: باب (99) ما جاء في مباشرة الحائض

- ‌قوله: باب (100) ما جاء في مواكلة الحائض وسؤرها

- ‌قوله: باب (101) ما جاء في الحائض تتناول الشىء من المسجد

- ‌قوله: باب (104) ما جاء في غسل دم الحيضى من الثوب

- ‌قوله: باب (105) ما جاء في كم تمكث النفساء

- ‌قوله: باب (106) ما جاء في الرجل يطوف على نسائه بغسل واحد

- ‌قوله: باب (107) ما جاء في الجنب إذا أراد أن يعود

- ‌قوله: باب (108) ما جاء إذا أقيمت الصلاة ووجد أحدكم الخلاء فليبدأ بالخلاء

- ‌قوله: باب (109) ما جاء في الوضوء من الموطأ

- ‌قوله: باب (110) ما جاء في التيمم

- ‌قوله: باب (112) ما جاء في البول يصيب الأرض

الفصل: ‌قوله: باب 71 ما جاء في المسح على الخفين للمسافر والمقيم

تنبيهات:

الأول: قال الحاكم: "هذا إسناد مصرى لم ينسب واحد منهم إلى جرح". اهـ. وما قاله ظاهر الضعف لما تقدم مع أن النووى حكى اتفاق الحفاظ على ضعفه.

الثانى: قال الطبراني في الأوسط: "رواه جماعة عن يحيى بن أيوب فلم يذكروا" عبادة بن نسى "ولم يذكره إلا سعيد بن عفير". اهـ. وما زعمه من تفرد سعيد غير صواب بل قد تابعه عليه عبد الله بن وهب كما تقدم تابعهما أيضًا ابن أبى مريم فهؤلاء ثلاثة اتفقوا على ذكره.

الثالث: وقع في ابن أبى شيبة غلط في اسم الصحابي إذ فيه "أبى عمارة" فقد يوهم أن هذا قول آخر في اسمه وليس الأمر كذلك بل ذلك فيه اسقاط صوابه "أبى ابن عمارة".

‌قوله: باب 71 ما جاء في المسح على الخفين للمسافر والمقيم

قال: وفى الباب عن على وأبى بكرة وأبى هريرة وصفوان بن عسال وعوف بن مالك وابن عمر وجرير

243 -

أما حديث على:

فرواه مسلم 1/ 232 وأبو عوانة 1/ 261 والنسائي 1/ 72 وابن ماجه 1/ 183 وأحمد 1/ 96 و 100 و 110 و 113 و 117 و 118 و 120 و 133 و 134 و 146 و 149 والطيالسى كما في المنحة 1/ 55 والحميدي 1/ 25 وأبو يعلى 1/ 170 و 283 والدارمي 1/ 147 وابن المنذر في الأوسط 1/ 426 وابن أبى شيبة 1/ 204 و 205 وعبد الرزاق 1/ 202 وابن خزيمة 1/ 98 وابن حبان 1/ 309 والطحاوى 1/ 81 والدارقطني في العلل 3/ 230 والطبراني في الأوسط 2/ 150 و 5/ 237 والبيهقي في الكبرى 1/ 275 وابن عبد البر في التمهيد 11/ 154:

من طريق الحكم بن عتيبة عن القاسم بن مخيمرة وشريح بن هانئ عن عائشة أنها سئلت عن المسح على الخفين فقالت للسائل: عليك بابن أبى طالب فسله فإنه كان يسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه فقال: (جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر ويومًا

ص: 334

وليلة للمقيم) واختلف فيه عن الحكم فرواه عنه كما تقدم عمرو بن قيس وزيد بن أبى أنيسة وعبد الملك بن حميد وأبو خالد الدالانى والقاسم بن الوليد الهمدانى وإدريس بن يزيد الأودى والحجاج بن أرطاة ومحمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى ومحمد بن عبيد الله العرزمى.

خالفهم أبو حنيفة ومالك بن مغول والأجلح فرووه عن الحكم وأوقفوه كما رواه شعبة والأعمش على الوجهين السابقين كما رواه أيضًا ليث بن أبى سليم عن الحكم وتقدم في الباب السابق رواية ليث وما قاله الدارقطني فيها خالفهم زبيد الأيامى كما عند الطحاوى فأسقط القاسم بن مخيمرة.

تابع الحكم أبو إسحاق السبيعى أيضًا إلا أنه اختلف فيه على أبى إسحاق فرواه عنه مرفوعًا الثورى وحماد بن شعيب ومحمد بن مصعب وإسرائيل ومالك بن مغول وأبو عوانة وتابعهم زهير إلا أنه اختلف في رفعه ووقفه عنه تابع زهيرًا على رواية الوقف أبو الأحوص ويونس بن أبى إسحاق والحسن بن صالح ويزيد بن أبى زياد.

وتابع الحكم أيضًا يزيد بن أبى زياد إلا أنه اختلف فيه عليه فرواه عنه ابن عيينة ويونس بن أرقم مرفوعًا خالفهم معمر كما عند عبد الرزاق فرواه عن يزيد ووقفه.

كما تابع الحكم أيضًا عبدة بن أبى لبابة كما عند أحمد إلا أنه وقفه، والمرفوع صحيح كما اختاره مسلم قال الدارقطني:"ورفعه صحيح لاتفاق أصحاب الحكم الحفاظ الذين قدمنا ذكرهم عن الحكم على رفعه". اهـ.

244 -

وأما حديث أبى بكرة:

فرواه ابن ماجه 1/ 184 وابن أبى شيبة في المصنف 1/ 206 والشافعى في الأم 1/ 34 وابن خزيمة في صحيحه 1/ 96 وابن حبان 1/ 309 وابن الجارود ص 39 والطحاوى 1/ 82 والدارقطني في السنن 1/ 194 و 204 والعلل 7/ 154 وابن عدى في الكامل 6/ 461 والبيهقي في المعرفة 1/ 341 والكبرى 1/ 281 والعقيلى 4/ 208:

من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد قال: ثنا المهاجر أبو مخلد عن عبد الرحمن بن أبى بكرة عن أبيه (عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رخص للمسافر إذا توضأ ولبس خفيه ثم أحدث وضوءًا أن يمسح ثلاثة أيام ولياليهن وللمقيم يومًا وليلة) تابع عبد الوهاب على هذا السياق الإسنادى وهيب بن خالد وقد وقع فيه اختلاف على عبد الوهاب فساقه عنه محمد بن

ص: 335

إدريس الشافعى وبندار وابن المثنى وأبو الأشعث أحمد بن المقدام والعباس بن يزيد ويحيى بن معين وإبراهيم بن أبى الوزير وبشر بن معاذ ومحمد بن أبان وعثمان ولده ابن عبد الوهاب ومسدد ومحمد بن أبى بكر وعمرو بن على كما تقدم خالفهم زيد بن الحباب كما ذكر ذلك عنه الدارقطني فقال: عنه عن خالد الحذاء عن ابن أبى بكرة عن أبيه والموجود في مصنف ابن أبى شيبة من طريق زيد موافقته للرواة السابقين عن عبد الوهاب وقد ذكر هذا لأبى الحسن الدارقطني وإن ابن أبى شيبة رواه عنه كذلك فقال الدارقطني: "حدثونا به عن ابن عفان عن زيد بن الحباب عن عبد الوهاب عن خالد الحذاء لم يزد على هذا قيل له فلعله قيل عنه القولان قال: نعم". اهـ. خالف جميع من تقدم يحيى بن أيوب العابد فقال: عن عبد الوهاب عن مهاجر عن أبى العالية عن أبى بكرة وقد حمل الدارقطني الغلط في هذا إما ابن أيوب أو شيخه عبد الوهاب والظاهر أن ذلك كائن من ابن أيوب إذ يبعد أن لو كان من عبد الوهاب أن لا يكتبه أحد ممن تقدم ذكرهم مع كثرة ملازمتهم له إذا تعين ما سبق فإن أصح طريق ما رواه أكثر أصحاب عبد الوهاب وعلى ذلك يكون مدار الحديث عليه وقد تكلم أهل العلم فيه فقال: وهيب بن خالد لا يحفظ وقال: أبو حاتم لين الحديث وليس بالمتين يكتب حديثه، وقال ابن معين: صالح، وقال الساجى: صدوق معروف وليس من قال فيه مجهول بشىء واختلف في ثبوت الحديث فنقل الحافظ في التلخيص أن الشافعى والخطابى صححاه ولم أر ذلك في الأم ونقل الترمذي في العلل الكبير عن البخاري ما نصه: (حديث أبى بكرة حسن). اهـ. العلل ص 55 ومهاجر قال فيه الحافظ في التقريب مقبول وهذا يحتاج إلى متابع هنا وتقدم أن لا متابع لمهاجر في الأصح والظاهر من صنيع البخاري أن مهاجرًا أعلى رتبة مما وسمه ابن حجر والله أعلم.

تنبيه:

وقع في العقيلى وما أكثر ما يقع فيه من هذا ما نصه: "حدثنا المهاجر أبو مخلد مولى أبى بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم" صوابه ما تقدم.

245 -

وأما حديث أبى هريرة:

فرواه عنه أبو زرعة بن عمرو بن جرير وأبو سلمة بن عبد الرحمن وعطاء ومكحول وصالح مولى التوأمة وأبو حازم ومولاه وابن سيرين.

ص: 336

* أما رواية أبى زرعة عنه:

ففي مصنف ابن أبى شيبة 1/ 206 و 211 والدارقطني في العلل 8/ 275:

من طريق جرير بن أيوب عنه به ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أدخل أحدكم رجليه في خفيه وهما طاهرتان فليمسح عليهما ثلاثًا للمسافر ويومًا للمقيم" وجرير حكى الدارقطني عن أبى نعيم تكذيبه، وقال الدارقطني عقبه:"باطل"، وقال البخاري:"منكر الحديث".

تنبيه:

وقع في ابن أبى شيبة "جرير عن أيوب" صوابه جرير بن أيوب.

* وأما رواية أبى سلمة بن عبد الرحمن عنه:

فعند المصنف في العلل الكبير ص 52 وابن ماجه 1/ 184 والدارقطني في العلل 8/ 275 والبزار كما ذكره مخرج العلل والطبراني في الأوسط 2/ 129 والعقيلى 1/ 109:

من طريق عمر بن عبد الله بن أبى خثعم عن يحيى بن أبى كثير عنه به ولفظه عن "النبي صلى الله عليه وسلم في المسح على الخفين للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن وللمقيم يوم وليلة" وعمر متروك تابعه أيوب بن عتبة وهو يقاربه وقد حكم على الحديث بالضعف أيضًا البخاري قال الترمذي في العلل: "سألت محمدًا عن هذا الحديث فقال: عمر بن أبى خثم منكر الحديث ذاهب وضعف حديث أبى هريرة في المسح". اهـ.

تابعهما عبد الحميد بن جعفر كما عند الطبراني في الأوسط وعبد الحميد ثقة إلا أن السند إليه لا يصح إذ رواه عن عبد الحميد معلى بن عبد الرحمن الواسطى قال: فيه الدارقطني: كان كذابًا وحكى الطبراني في الأوسط أن المنفرد به عن عبد الحميد معلى فلا يصح السند إلى يحيى من جميع طرقه.

وقد اختلف في إسناده على يحيى فقال: عنه من تقدم كما سبق خالف في ذلك الأوزاعى وعلى بن المبارك وأبان العطار إذ قالوا: عنه عن جعفر بن عمرو الضمرى عن أبيه رفعه ولم يذكر التوقيت.

ص: 337

وأما رواية عطاء عنه:

ففي الكامل لابن عدى 3/ 389 وذكرها الدارقطني في العلل 8/ 275:

من طريق سعيد بن أبى راشد عنه به أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في المسح على الخفين: "للمسافر ثلاثة أيام وللمقيم يوم وليلة" وسعيد قال فيه الدارقطني: "كان ضعيفًا. اهـ. وقال ابن عدى فيه: "لا أعلم يروى عنه غير مروان الفزارى وإذا روى عنه رجل واحد كان شبه المجهول". اهـ.

وأما رواية مكحول عنه:

ففي مسند إسحاق 1/ 350:

من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "امسحوا على الخفين والخمار فإنه حق" قال: مخرج المسند: "صحيح رجاله ثقات" ومكحول لا يخفى أمره على صغار طلبة العلم أن لا سماع له من أبى هريرة فليته اكتفى بالعبارة الثانية ولكن الرياسة قبل أوانها توقع المرء فيما ترى.

* وأما رواية صالح عنه:

فذكرها الدارقطني في العلل 8/ 276:

والطريق إليه لا تصح إذ هي من طريق ابن أبى يحيى وهو متروك ومسلم بن خالد وهو ضعيف.

* وأما رواية أبي حازم عنه:

فعند ابن حبان 2/ 312 و 313:

من طريق فضيل بن سليمان قال: حدثنا موسى بن عقبة عنه به ولفظه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل فقيل: يا رسول الله أرأيت الرجل يحدث فيتوضأ ويمسح على خفيه أيصلى؟ قال: "لا بأس بذلك".

وفضيل ضعفه أبو حاتم وابن معين وغيرهما وعند ابن عدى روايته عن موسى بن عقبة من قبيل الوهم وقال: "أن له بهذا الإسناد سبعين حديثًا".

ص: 338

* وأما رواية مولاه عنه:

ففي مسند أحمد 2/ 358 وابن أبى شيبة 1/ 211:

من طريق أبان بن عبد الله البجلى عنه به قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وضئني" فأتيته بوضوء فاستنجى ثم أدخل يده في التراب فمسحها ثم غسلها ثم توضأ ومسح على خفيه فقلت: يا رسول الله! رجلاك لم تغسلهما قال: "إنى أدخلتهما وهما طاهرتان".

ولا أعلم من مولاه هنا.

* وأما رواية ابن سيرين عنه:

ففي الأوسط للطبراني 2/ 298:

من طريق عبد الحكم بن ميسرة عن قيس بن الربيع عن هشام بن حسان عنه به قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم: توضأ ومسح على عمامته ومسح على خفيه) قال الطبراني: (لم يرو هذا الحديث عن هشام بن حسان إلا قيس تفرد به عبد الحكم بن ميسرة). اهـ.

وعبد الحكم بن ميسرة تقدم أمره قريبًا وشيخه خلط بآخرة.

246 -

وأما حديث صفوان:

فرواه عنه زر بن حبيش وأبو الغريف وحذيفة بن أبى حذيفة.

* أما رواية زر عنه:

فعند الترمذي 1/ 159 و 5/ 545 والنسائي 1/ 71 وابن ماجه 1/ 161 وأحمد 4/ 239 و 240 و 241 والطيالسى كما في المنحة 1/ 55 وابن أبى شيبة في مسنده 2/ 367 والطوسى في مستخرجه 1/ 295 وعبد الرزاق 1/ 204 و 205 وابن أبى شيبة 1/ 205 في مصنفيهما وابن خزيمة 1/ 97 وابن حبان 2/ 307 في صحيحيهما والطحاوى في شرح المعانى 1/ 82 والطبراني في الكبير 8/ 66 فما بعده والشافعى في الأم 1/ 41 والبخاري في التاريخ 3/ 170 و 4/ 305 وابن الأعرابى في معجمه 2/ 694 و 713 و 719 و 777 وابن المنذر في الأوسط 1/ 132 و 142 والخطابى في المعالم 1/ 118 و 119 والبيهقي 1/ 114 والطبراني في الأوسط أيضًا 1/ 11 و 2/ 28:

من طريق عاصم بن أبى النجود عن زر بن حبيش قال: أتيت صفوان بن عسال

ص: 339

المرادى أساله المسح على الخفين، فقال: ما جاء بك يا زر؟ فقلت: أبتغى العلم، فقال: إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضّا بما يطلب، فقلت: إنه حك في صدرى المسح على الخفين بعد الغائط والبول، وكنت امرأً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فجئت أسألك هل سمعته يذكر في ذلك شيئًا، قال: نعم، كان يأمرنا إذا كنا سفرًا أو مسافرين أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة ولكن من غائط وبول ونوم فقلت: هل سمعته يذكر في الهوى شيئًا؟ قال: نعم، كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فبينا نحن عنده إذ ناداه أعرابى بصوت له جهورى يا محمد، فأجابه رسول لله صلى الله عليه وسلم نحوًا من صوته هاؤم وقلنا له: ويحك اغضض من صوتك، فإنك عند النبي صلى الله عليه وسلم وقد نهيت عن هذا، فقال: والله لا أغضض، قال الأعرابى: المرء يحب القوم ولما يلحق بهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"المرء مع من أحب يوم القيامة"، فما زال يحدثنا حتى ذكر بابًا من قبل المغرب مسيرة سبعين عامًا عرضه أو يسير الراكب في عرضه أربعين أو سبعين عامًا. قال سفيان: قبل الشام خلقه الله يوم خلق السماوات والأرض مفتوحًا يعنى للتوبة لا يغلق حتى تطلع الشمس منه "والسياق للترمذي وعاصم في زر تكلم فيه ذكر ابن رجب في شرح العلل أن في حفظه شيئًا وذكر أن حديثه

عن زر وأبى وائل مضطرب وذكر قول حماد بن سلمة كان عاصم يحدثنا بالحديث الغداة عن زر والعشى عن أبى وائل".

وقال العجلى: "عاصم ثقة في الحديث لكن يختلفون عليه في حديث عاصم وأبى وائل". اهـ. ولم ينفرد به عاصم عن زر، وإن كان هو المشهور به عن زر فقد رواه عن عاصم عن زر أكثر من أربعين راويًا ذكرتهم في شرح الترمذي وقد تابع عاصمًا هنا زبيد

اليامى وعيسى بن عبد الرحمن بن أبى ليلى وطلحة بن مصرف وحبيب بن أبى ثابت وغيرهم ورواية هؤلاء عند البخاري في التاريخ وابن الأعرابى والطبراني وإن كان بعضهم لا تصح الطريق إليه كحبيب.

وزعم مخرج علل الترمذي الكبير ص 55 أن مداره على عاصم وليس ما قاله كما قاله بل كما تقدم والحديث حكم عليه بالصحة البخاري كما قال الترمذي في المصدر السابق ما نصه: "وسألت محمدًا فقلت: أي الحديث عندك أصح في التوقيت في المسح على الخفين؟ " قال: (حديث صفوان بن عسال). اهـ. وتقدم أن حديث على في التوقى عند مسلم إلا أنه تقدم أنه وقع فيه اختلاف في إسناده وأن كان الراجح ما رجحه مسلم لكن الذى جعل البخاري يقدم

ص: 340

حديث صفوان عليه أنه لم يقع في إسناده من الخلاف ما وقع في حديث على.

* وأما رواية أبي الغريف عنه:

ففي مسند أحمد 4/ 340 والطحاوى في شرح المعاني 1/ 82 والطبراني في الكبير 8/ 84 وابن أبى عاصم في الصحابة 4/ 416:

من طريق عبد الواحد بن زياد وزهير كلاهما عن أبى روق عطية بن الحارث عن أبى الغريف عبيد الله بن خليفة عنه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فقال: "اغزوا باسم الله في سبيل الله لا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدًا، للمسافر ثلاث مسح على الخفين وللمقيم يوم وليلة، وحكم البوصيرى على هذا الإسناد بالتحسين في زوائد ابن ماجه ذكر ذلك مخرج الكبير للطبراني.

* وأما رواية حذيفة بن أبي حذيفة عنه:

ففي تاريخ البخاري 3/ 96 والطبراني في الأوسط 3/ 125:

من طريق زيد بن الحباب عن الوليد بن عقبة القيسى به ولفظه: (صببت على النبي صلى الله عليه وسلم الماء في السفر والحضر فمسح على الخفين) وأعله البخاري بقوله: (ولم يذكر سماعًا من صفوان). اهـ. وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن حذيفة بن أبى حذيفة إلا الوليد تفرد زيد". اهـ.

247 -

وأما حديث عوف بن مالك:

فرواه أحمد 6/ 27 والبزار 7/ 189 والترمذي في العلل الكبير ص 55 والبخاري في التاريخ 1/ 390 وابن أبى شيبة في المصنف 1/ 203 وابن عدى في الكامل 3/ 84 والطبراني في الكبير 18/ 40 والأوسط 2/ 33 والدارقطني 1/ 197 والبيهقي 1/ 275 والطحاوى في شرح المعاني 1/ 82:

كلهم من طريق هشيم قال: أخبرنا داود بن عمرو عن بسر بن عبيد الله عن أبى إدريس عن عوف بن مالك قال: (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك بالمسح على الخفين ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر ويوم وليلة للمقيم) قال الطبراني: (لا يروى هذا الحديث عن عوف بن مالك إلا بهذا الإسناد تفرد به هشيم). اهـ.

ص: 341

واختلف فيه على أبى إدريس فساقه من تقدم عنه كما سبق خالف بسرًا يونس بن ميسرة فقال: عن أبى إدريس عن المغيرة وتقدم هذا في حديث المغيرة من الباب السابق ولسبب هذا الاختلاف اختلفوا في الحديث فذهب أبو حاتم في العلل 1/ 39 إلى ضعف الروايتين أما رواية عوف فضعفها بداود بن عمرو وأما رواية المغيرة فضعفها بإسحاق بن ميسرة راويه عن يونس بن ميسرة وأما البخاري فجزم بتحسين حديث عوف كما نقله عنه الترمذي في علله الكبير وتردد في التحسين في تاريخه حيث قال: بعد ذكره للحديث من مسندى المغيرة وعوف ما نصه: "قال أبو عبد الله إن كان هذا محفوظًا فإنه حسن" قال: ذلك عقب سياقه لطريق هشيم مع أنه ذكر خلافًا ثالثًا على أبى إدريس إذ منهم من جعله عنه من مسند بلال وتقدم الخلاف فيه على أبى إدريس في حديث بلال من الباب السابق إذا تعين ما سبق فما قاله صاحب إرواء الغليل 1/ 138 "صحيح" ثم أبان أن هشيمًا قد صرح بالتحديث فلا يخاف عليه التدليس ثم قال: "ومن فوقه كلهم ثقات من رجال مسلم فالإسناد صحيح". اهـ.

غير صحيح منه أما هشيم فالأمر فيه كما قال: لكن زعمه أن من فوقه من رجال مسلم كلهم غير صحيح فإن داود بن عمرو من رجال أبى داود فحسب حتى ولو كانوا كما قال: فأين الأمن من المخالفة المؤدية إلى وجدان الشذوذ والإعلال فإن قيل سلمت هنا قلنا: لا فقد تقدم ما وقع فيه من الخلاف على أبى إدريس إذ روى عنه على أكثر من أربعة أوجه بعضها هنا وبعضها تقدم في الباب السابق ولهذا الخلاف تقدم ما قاله أبو حاتم فيه وتقدم تردد البخاري أيضًا وعلى التسليم من صحته فرضًا فالحديث كما قاله البخاري لا يرتقى إلى ما قلت من الصحة.

248 -

وأما حديث ابن عمر:

فرواه عنه غيلان مولى عثمان ونافع.

* أما رواية غيلان عنه:

ففي الكامل لابن عدى 3/ 142:

من طريق روح بن عطاء بن أبى ميمونة عن غيلان مولى عثمان بن عفان عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسح على الخفين: "يوم وليلة للمقيم وثلاثة أيام ولياليهن للمسافر".

ص: 342

وروح قال فيه أحمد: منكر الحديث وضعفه أيضًا أبو داود.

* وأما رواية نافع عنه:

ففي الثقات لابن حبان 7/ 227:

من طريق أيوب بن النجار عن سليمان بن أبى سليمان عن عمرو بن سعد عن نافع عن ابن عمر: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمر بالمسح في الدار يومًا وليلة وفى السفر بثلاثة أيام ولياليهن" وأيوب وثقه ابن معين وأبو حاتم وشيخه أرفع منه وعمرو وثقه أبو زرعة الدمشقى وابن حبان فالسند ظاهره الصحة إلا أنى قرأت في شرح العلل لابن رجب أن مما استدل به على ضعف حديث ابن عمر ما تقدم من إنكاره على سعد ورد عمر عليه كما تقدم ذكر ذلك.

249 -

وأما حديث جرير بن عبد الله البجلى:

ففي الطبراني الكبير 2/ 336 و 342 والأوسط 7/ 265:

من طريق عبد الحميد بن جعفر عن أيوب بن جرير عن أبيه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المسح على الخفين فقال: "ثلاث للمسافر ويوم وليلة للمقيم" قال الطبراني: (لم يرو الحديث عن أيوب بن جرير إلا عبد الحميد). اهـ. وأيوب لم أر فيه جرحًا أو تعديلًا وقد تابعه همام بن الحارث وهو ثقة فالسند على أقل أحواله أنه حسن من أجل عبد الحميد وإن كان القطان تمنع من التحديث عنه بآخرة فلا ينزل عن رتبة الحسن.

تنبيه:

وقع في الكبير في الموضعين عن أيوب بن جرير بن عبد الله عن أبيه عن جده والظاهر أن ذكر جده غلط إذ ما وقع في الأوسط من كونه عن أبيه فقط هو الصواب.

تنبيه آخر:

قال الهيثمى في المجمع 1/ 259 ما نصه "رواه الطبراني في الأوسط والكبير وأيوب بن جرير لم أجد من ترجمه غير ابن أبى حاتم ولم يجرح ولم يعدل". اهـ. والصواب أنه أيوب بن جرير كما تقدم.

ص: 343