المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌قوله: باب (31) ما جاء ويل للأعقاب من النار - نزهة الألباب في قول الترمذي «وفي الباب» - جـ ١

[الوائلي، حسن بن محمد]

فهرس الكتاب

- ‌تقديم

- ‌المقدمة

- ‌كتاب الطهارة

- ‌قوله باب (1) ما جاء لا تقبل صلاة بغير طهور

- ‌قوله باب (2) ما جاء في فضل الطهور

- ‌قوله باب (3) ما جاء أن مفتاح الصلاة الطهور

- ‌قوله باب (4) ما يقول إذا دخل الخلاء

- ‌قوله باب (6) في النهى عن استقبال القبلة بغائط أو بول

- ‌قوله: باب 7 ما جاء في الرخصة في ذلك

- ‌قوله باب (8) ما جاء في النهى عن البول قائمًا

- ‌قوله باب (11) ما جاء في كراهية الاستنجاء باليمين

- ‌قوله باب (12) الاستنجاء بالحجارة

- ‌قوله باب (14) ما جاء في كراهية ما يستنجى به

- ‌قوله باب (15) ما جاء في الاستنجاء بالماء

- ‌قوله باب (16) ما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد الحاجة أبعد في المذهب

- ‌قوله: باب (17) ما جاء في كراهية البول في المغتسل

- ‌قوله: باب (18) ما جاء في السواك

- ‌قوله: باب (19) ما جاء إذا استيقظ أحدكم من منامه

- ‌قوله: باب (20) ما جاء التسمية عند الوضوء

- ‌قوله: باب (21) ما جاء في المضمضة والاستنشاق

- ‌قوله: باب (22) المضمضة والاستنشاق من كف واحد

- ‌قوله: باب (23) ما جاء في تخليل اللحية

- ‌قوله (باب 24) ما جاء في مسح الرأس أنه يبدأ بمقدم الرأس إلى مؤخره

- ‌قوله (باب 26) ما جاء أن مسح الرأس مرة

- ‌قوله: باب (29) ما جاء في الأذنين من الرأس

- ‌قوله: باب (30) ما جاء في تخليل الأصابع

- ‌قوله: باب (31) ما جاء ويل للأعقاب من النار

- ‌قوله: باب (32) ما جاء في الوضوء مرة مرة

- ‌قوله: باب (33) ما جاء في الوضوء مرتين مرتين

- ‌قوله: باب (34) ما جاء في الوضوء ثلاثًا ثلاثًا

- ‌قوله: باب (37) ما جاء في وضوء النبي صلى الله عليه وسلم كيف كان

- ‌قوله: باب (38) ما جاء في النضح بعد الوضوء

- ‌قوله: باب (39) ما جاء في إسباغ الوضوء

- ‌قوله: باب (40) ما جاء في المنديل بعد الوضوء

- ‌قوله: باب (41) فيما يقال بعد الوضوء

- ‌قوله: باب (42) ما جاء في الوضوء بالمد

- ‌قوله: باب (43) ما جاء في كراهية الإسراف في الوضوء بالماء

- ‌قوله: باب (45) ما جاء أنه يصلى الصلوات بوضوء واحد

- ‌قوله: باب (46) ما جاء في وضوء الرجل والمرأة من إناء واحد

- ‌قوله: باب (47) ما جاء في كراهية فضل طهور المرأة

- ‌قوله: باب (49) ما جاء أن الماء لا ينجسه شىء

- ‌قوله: باب (51) ما جاء في كراهية البول في الماء الراكد

- ‌قوله: باب (52) ما جاء في ماء البحر أنه طهور

- ‌قوله: باب (53) ما جاء في التشديد في البول

- ‌قوله: باب (54) ما جاء في نضح بول الغلام قبل أن يطعم

- ‌قوله: باب (56) ما جاء في الوضوء من الريح

- ‌قوله: باب (57) ما جاء في الوضوء من النوم

- ‌قوله: باب (58) ما جاء في الوضوء مما غيرت النار

- ‌قوله: باب (59) ما جاء في ترك الوضوء مما غيرت النار

- ‌قوله: باب (60) ما جاء في الوضوء من لحوم الإبل

- ‌قوله: باب (61) الوضوء من مس الذكر

- ‌قوله: باب (62) ما جاء في ترك الوضوء من مس الذكر

- ‌قوله: باب (66) ما جاء في المضمضة من اللبن

- ‌قوله: باب (67) في كراهة رد السلام غير متوضئ

- ‌قوله: باب "68" ما جاء في سؤر الكلب

- ‌قوله: باب (69) ما جاء في سؤر الهرة

- ‌قوله: باب (70) في المسح على الخفين

- ‌قوله: باب 71 ما جاء في المسح على الخفين للمسافر والمقيم

- ‌قوله: باب (74) في المسح على الجوربين والنعلين

- ‌قوله: باب (75) ما جاء في المسح على العمامة

- ‌قوله: باب (76) ما جاء في الغسل من الجنابة

- ‌قوله: باب (78) ما جاء أن تحت كل شعرة جنابة

- ‌قوله: باب (80) ما جاء إذا التقى الختانان وجب الغسل

- ‌قوله: باب (81) ما جاء أن الماء من الماء

- ‌قوله: باب (83) ما جاء في المنى والمذي

- ‌قوله: باب (86) المنى يصيب الثوب

- ‌قوله: باب 88 ما جاء في الوضوء إذا أراد أن ينام

- ‌قوله: باب (89) ما جاء في مصافحة الجنب

- ‌قوله: باب (90) ما جاء في المرأة في المنام مثل ما يرى الرجل

- ‌قوله: باب (92) ما جاء في التيمم للجنب إذا لم يجد الماء

- ‌قوله: باب (93) ما جاء في المستحاضة

- ‌قوله: باب (98) ما جاء في الجنب والحائض أنهما لا يقرآن القرآن

- ‌قوله: باب (99) ما جاء في مباشرة الحائض

- ‌قوله: باب (100) ما جاء في مواكلة الحائض وسؤرها

- ‌قوله: باب (101) ما جاء في الحائض تتناول الشىء من المسجد

- ‌قوله: باب (104) ما جاء في غسل دم الحيضى من الثوب

- ‌قوله: باب (105) ما جاء في كم تمكث النفساء

- ‌قوله: باب (106) ما جاء في الرجل يطوف على نسائه بغسل واحد

- ‌قوله: باب (107) ما جاء في الجنب إذا أراد أن يعود

- ‌قوله: باب (108) ما جاء إذا أقيمت الصلاة ووجد أحدكم الخلاء فليبدأ بالخلاء

- ‌قوله: باب (109) ما جاء في الوضوء من الموطأ

- ‌قوله: باب (110) ما جاء في التيمم

- ‌قوله: باب (112) ما جاء في البول يصيب الأرض

الفصل: ‌قوله: باب (31) ما جاء ويل للأعقاب من النار

تنبيهان:

الأول: ساق الخليلى الحديث من طريق ابن أبى حاتم في المصدر السابق إلا أنه وقع فيه بعد روايته من طريق الليث وابن لهيعة وعمرو بن الحارث عن أبى عشانة عن عقبة بن عامر ثم ذكر الحديث وهذا غلط محض يدل على ذلك ما تقدم ذكره من الطريق التى تقدم ذكرها ومنها استمد الخليلى.

الثانى: وقع خلط لمحقق الإرشاد حيث عزا حديث الباب إلى بعض أهل العلم والحديث إنما هو لابن عباس وهو جعل التخريج لحديث لقيط بن عامر فخلط هذا بهذا.

95 -

وأما حديث أبي أيوب:

فتقدم في باب برقم 23 وأنه ضعيف لعلل أربع سبقت.

‌قوله: باب (31) ما جاء ويل للأعقاب من النار

قال: وفى الباب عن عبد الله بن عمرو وعائشة وجابر وعبد الله بن الحارث الزبيدى ومعيقيب وخالد بن الوليد وشرحبيل بن حسنة وعمرو بن العاص ويزيد بن أبى سفيان

96 -

أما حديث عبد الله بن عمرو:

فرواه عنه يوسف بن ماهك وأبو يحيى الأعرج.

* أما رواية يوسف عنه:

ففي البخاري 1/ 143 ومسلم 1/ 214 وأحمد في المسند 2/ 205 و 211 و 226 وأبى عوانة في صحيحه 1/ 231 والطحاوى في شرح المعانى 1/ 39 وأحكام القرآن 1/ 83 وابن جرير في التفسير 6/ 86:

من طريق أبى عوانة عن أبى بشر به ولفظه: "تخلف عنّا النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافرناها فأدركنا وقد أرهقتنا الصلاة ونحن نتوضأ فجعلنا نمسح على أرجلنا فنادى بأعلى صوته: "ويل للأعقاب من النار" مرتين أو ثلاثًا"، والسياق للبخاري وقد تابع أبا عوانة شعبة عند أحمد إلا أنه وقع عنده عن أبى بشر عن رجل بمكة عن عبد الله بن عمرو فبان من رواية الباب أن المبهم في رواية شعبة يوسف بن ماهك.

ص: 136

* وأما رواية أبى يحيى الأعرج عنه:

ففي مسلم 1/ 214 وأبى عوانة في مستخرجه 1/ 229 والنسائي 1/ 66 وابن ماجه 1/ 154 وأحمد 2/ 164 و 193 و 201 وأبى داود 1/ 73 وابن جرير في التفسير 6/ 85 و 86 وابن خزيمة 1/ 83 وابن حبان 2/ 196 وأبى عبيد في الطهور ص 374 والطحاوى في شرح المعانى 1/ 39 وأحكام القرآن 1/ 83 وابن أبى شيبة في المصنف 1/ 39 والبيهقي 1/ 69:

من طريق عمر بن عبد الرحمن الأبار عن منصور بن القاسم عن هلال بن يساف عن أبى يحيى مولى عبد الله بن عمرو عن عبد الله بن عمرو قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قومًا يتوضئون فرأى أعقابهم بيضاء تلوح قال: "ويل للأعقاب من النار" والسياق لأبى عبيد إذ خرجه من طريق شيخه الأبار وقد رواه شعبة وسفيان فقالا: عن منصور سمعت هلال بن يساف فذكره والأصل أن منصورًا هذا غير ذاك إذ هذا هو ابن المعتمر قطعًا ولا يقال إنهما واحد أبهم الثورى وشعبة وبين الأبار إذ لو كان ذلك كذلك لكان لابن القاسم على الأقل ترجمة في التهذيب علمًا بأن رواية من أبهم في الصحيح ولكن لما كان ذلك كذلك بأن أن رواية الأبار تخالف رواية الثورى وشعبة فهما اثنان ولكن هل الحديث جاء من طريقهما.

الذى يظهر أن الحمل على الأبار في سياقه الإسناد السابق أو من بعده علمًا بأن المذكور من مشايخه هو ابن المعتمر لا ما ذكر هنا حسب ما وقفت عليه في التهذيب.

تنبيه: وقع عند الطحاوى في أحكامه "عبد الله بن عمر" صوابه "ابن عمرو".

97 -

وأما حديث عائشة:

فرواه عنها سالم مولى شداد وأبو سلمة وعروة وأبو هريرة.

* أما رواية سالم عنها:

ففي مسلم 1/ 213 وأبى عوانة في مستخرجه 1/ 230 والطيالسى كما في المنحة 1/ 53 وأحمد في المسند 6/ 81 و 84 و 99 و 112 و 258 وإسحاق في مسنده 2/ 535 والمصنف في علله الكبير ص 35 وأبى عبيد في كتاب الطهور ص 377 والطحاوى في شرح المعانى 1/ 38 وأحكام القرآن 1/ 82 وابن جرير في التفسير 6/ 84 و 85 والبخاري في التاريخ 4/ 111 وابن على في الكامل 2/ 417 والطبراني في الأوسط 5/ 277 و 278 والبيهقي 1/ 230:

ص: 137

من طريق يحيى بن أبى كثير ومحمد بن عبد الرحمن وعمران بن بشير وبكير والد مخرمة أربعتهم عن سالم قال: دخلت على عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم يوم توفى سعد بن أبى وقاص فدخل عبد الرحمن بن أبى بكر فتوضأ عندها فقالت: يا عبد الرحمن أسبغ الوضوء فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ويل للأعقاب من النار" وهذا السياق لمسلم طريق بكير ولم يقع اختلاف في السياق الإسنادى على أحد من الأربعة إلا يحيى فإنه قد وقع عليه اختلاف. فساقه عنه كما تقدم جمهور أصحابه وثقاتهم منهم شيبان بن عبد الرحمن وحسين المعلم وحرب بن ضداد وعلى بن المبارك والأوزاعى وعقيل بن خالد خالفهم عكرمة حيث قال: عنه عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن سالم به فزاد في السند أبا سلمة وهو المنفرد بذلك لذا يقول الطبراني حين خرجه من طريقه: "لم يدخل في إسناد هذا الحديث بين يحيى بن أبى كثير وبين سالم مولى المهرى وهو مولى النصريين أبا سلمة بن عبد الرحمن إلا عكرمة بن عمار، ولا عن عكرمة إلا عمر بن يونس تفرد به أبو عبيد". اهـ.

وقد أصاب الطبراني في تفرد عكرمة بهذه الزيادة وكذا ما حكم به من التفرد في الآخذ عنه وهو عمر بن يونس ولم يصب في حكمه على تفرد أبى عبيد القاسم بن سلام الآخذ عن عمر إذ توبع فقد تابعه عدة عن عمر منهم محمد بن حاتم وأبو معن الرقاشى عند مسلم ومحمد بن المثنى كما عند ابن جرير في التفسير والبيهقي وأبو بكرة بكار بن قتيبة عند الطحاوى ومما يقوى توجه الخطأ في الزيادة المذكورة إلى عكرمة أمران أو ثلاثة: اضطرابه في حديثه عن يحيى، ومخالفة من هو أوثق منه كما تقدم. ما حكاه ابن أبى حاتم في العلل 1/ 68 عن أبى زرعة بالوهم في هذه الزيادة وتصحيحه لرواية من لم يزدها وسبقه إلى هذا أيضًا البخاري في التاريخ حيث ساق رواية عكرمة وعقب ذلك بقوله:"ولا يصح". اهـ. إلا أنه وقع فيه أبو سالم مولى المهرى والظاهر أن كلمة (أبو) زيدت في الكتاب وممن حكم على عكرمة أيضًا بالوهم الخطيب في الموضح 1/ 293 حيث قال: بعد سياقه لرواية عكرمة عن يحيى بإدخال أبى سلمة بينه وبين سالم ما نصه "كذا رواه عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبى غير وهو وهم والصواب عن يحيى عن سالم نفسه لا وجه لإدخال أبى سلمة في الإسناد". اهـ.

وثم اختلاف إسنادى آخر في رواية يحيى غير هذا ذكره ابن أبى حاتم في العلل 1/ 58

ص: 138

من طريق شيبان عنه عن سالم مولى دوس سمع أبا هريرة أنه سمع عائشة فذكر الحديث فزاد في الإسناد أبا هريرة بين سالم وعائشة إلا أن هذه الزيادة جاءت من رواية شيبان عن يحيى فاختلف الرواة عن شيبان في هذه الرواية فرواه أبو نعيم الفضل عنه ذاكرًا لها وخالفه في إسقاطها الحسن بن موسى الأشيب وأبو النضر هاشم بن القاصم وقد اختلف في تغليط من زادها فحينًا وهم أبا نعيم كما في 1/ 58 العلل وحينًا يوهم شيبان نفسه كما في 1/ 68 من العلل والظاهر أن الغلط يحمله أبو نعيم وثم مخالفة ثالثة على يحيى وهى من رواية أيوب بن عتبة حيث قال: عن يحيى عن أبى سلمة عن معيقيب، ويأتى الكلام عليها في حديث معيقيب.

* وأما رواية أبي سلمة عنه:

فرواها المصنف في علله الكبير ص 25 وابن ماجه 1/ 154 وأحمد 6/ 40 و 191 و 192 والحميدي 1/ 87 وأبو يعلى 4/ 267 وابن أبى شيبة 1/ 39 وابن المنذر في الأوسط 1/ 406 وابن جرير في التفسير 6/ 85 والطحاوى في شرح المعانى 1/ 38 وأحكام القرآن 1/ 83:

من طريق يحيى بن سعيد القطان وغيره عن ابن عجلان عن سعيد بن أبى سعيد عن أبى سلمة قال: رأت عائشة عبد الرحمن وهو يتوضأ فقالت: أسبغ الوضوء فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ويل للعراقيب من النار" وقد اختلف فيه على ابن عجلان فرواه القطان كما تقدم. خالفه ابن عيينة إذ رواه عن ابن عجلان بإسقاط أبى سلمة كما وقع ذلك عند عبد الرزاق في المصنف 1/ 23.

ولا شك أن رواية ابن عيينة مرجوحة كيف وقد وافق القطان على السياق السابق عدة من قرنائه إلا أن ابن عيينة لم ينفرد بذلك فقد رواه الطبراني في مسند الشاميين 2/ 275 من طريق إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله بإسقاطه أيضًا وهذه متابعة قاصرة لابن عيينة إلا أنها لا تصح لضعف عبد العزيز وقد حكى الترمذي عن البخاري تحسينه للحديث إذ قال الترمذي: (سألت محمدًا عن هذا الحديث فقال: حديث أبى سلمة عن عائشة حديث حسن). اهـ.

وتحسينه للحديث الظاهر من أجل ابن عجلان فحسب وإلا فبقية الرواة على شرط

ص: 139

الصحيح، وابن عجلان ضعف في المقبرى كما هو المشهور لكن شريطة أن يكون الحديث من مسند أبى هريرة لا من مسند غيره كما وقع هنا.

* وأما رواية عروة عنها:

ففي الأوسط للطبراني 4/ 263:

من طريق عبد المؤمن حدثنا عبد السلام عن هشام بن عروة عن أبيه به قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ويل للعراقيب من النار" قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن هشام بن عروة إلا عبد السلام تفرد به عبد المؤمن.

* وأما رواية أبى هريرة عنها. . .

فتقدم بيانها ومن خرجها.

تنبيه:

وقع في رواية عكرمة عن ابن أبى كثير نسبة سالم فقال: مولى المهرى ووقع تصحيف في هذه النسبة في تفسير ابن جرير إذ فيه مولى المهدى علمًا بأن الخطيب غلط عكرمة في هذه النسبة وانظر ما قاله في الموضح لأوهام الجمع والتفريق كما تقدم تعيينه.

98 -

وأما حديث جابر:

فرواه عنه سعيد بن أبى كرب وأبو سفيان وعبد الله بن مرثد.

* أما رواية سعيد عنه:

ففي ابن ماجه 1/ 155 وأحمد 3/ 369 و 393 والطيالسى كما في المنحة 1/ 53 وأبى يعلى 4/ 52 و 110 وابن أبى شيبة في المصنف 1/ 39 وابن جرير في التفسير 6/ 85 وأبى عبيد في الطهور ص 383 وابن المنذر في الأوسط 1/ 406 والبخاري في التاريخ 5/ 210 والطبراني في الأوسط 3/ 170 و 6/ 12 والطحاوى في شرح المعانى 1/ 38 وأحكام القرآن 1/ 83 وأبو محمد الفاكهى في الفوائد ص 358 و 359:

من طريق الثورى وشعبة وإسرائيل وغيرهم عن أبى إسحاق عن سعيد به ولفظه: قال صلى الله عليه وسلم: "ويل للاعقاب من النار" وسعيد وثقه أبو زرعة كما في التقريب وما قاله مخرج ابن ماجه من كون أبى إسحاق مدلسًا واختلط بآخرة غير مدفوع ولكن ليس ما هنا كذلك فقد

ص: 140

صرح بالسماع كما عند أحمد وابن جرير وهو من رواية شعبة عنه وشعبة لا يروى عنه إلا صحيح حديثه وتقدم الكلام على روايته في أول الطهارة ثم هو أيضًا من رواية إسرائيل والثورى ولا يرويان عنه إلا ما كان من روايته قبل الاختلاط وزد على ذلك بأن أبا إسحاق قد تابعه سليمان بن كيسان كما عند أبى عبيد لكن الطريق إليه فيها ابن لهيعة.

واختلف فيه على أبى إسحاق فقال: عنه من سبق بما تقدم خالفهم يونس بن أبى إسحاق إذ قال: عنه عن عبد الله بن خليفة عن جابر إلا أن السند إليه لا يصح إذ شيخ الفاكهى ضعيف.

وعلى أىَّ السند صحيح والحديث كذلك وله متابعة قاصرة آتية.

* وأما رواية أبى سفيان عنه:

ففي مسند أحمد 3/ 316 وأبى يعلى 4/ 475 وابن أبى شيبة في المصنف 1/ 39 وابن جرير في التفسير 6/ 85:

من طريق أبى معاوية وغيره عن الأعمش به رأى النبي صلى الله عليه وسلم قوما توضئوا ولم يمس الماء أعقابهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ويل للأعقاب من النار" والسند على شرط مسلم وقد تكلم شعبة وغيره في سماع أبى سفيان من جابر وقالوا: إنما سمع منه أربعة ورد ذلك البخاري ويزيده صحة وقوة السند السابق.

* وأما رواية عبد الله بن مرثد عنه:

ففي التاريخ الكبير للبخاري 5/ 210:

من طريق يزيد بن عطاء عن أبى إسحاق عن سعيد بن أبى كرب وعبد الله بن مرثد عنه فذكر بمثل الحديث السابق ولا أعلم من تابع يزيد بن عطاء عن أبى إسحاق في زيادته لعبد الله بن مرثد إنما عامة من يرويه عن أبى إسحاق كما تقدم يقولون عن سعيد إلا أن شعبة كان يرويه عن أبى إسحاق على الشك كما في ابن جرير وتاريخ البخاري 3/ 510.

وعلى أي "يزيد" الظاهر أنه سيد أبى عوانة ضعيفٌ فإن كان هو السكسسكى فكذلك.

99 -

وأما حديث عبد الله بن الحارث بن جزء:

فرواه الحارث بن أبى أسامة كما في زوائد مسنده ص 41 وأحمد 4/ 191 وابن خزيمة

ص: 141

1/ 84 والفسوى في التاريخ 2/ 496 وابن عبد الحكم في فتوح مصر ص 299 وأبو عبيد في الطهور 375 و 483 والطحاوى في أحكام القرآن 1/ 84 والدارقطني في السنن 1/ 95 والبيهقي في الكبرى 1/ 70 والحاكم 1/ 162:

من طريق حيوة بن شريح عن عقبة بن مسلم التجيبى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ويل للأعقاب من النار"، زاد أحمد:"وبطون الأقدام" واللفظ السابق لأبى عبيد والحديث صحيح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولما خرجه الإمام أحمد في الموضع المتقدم من طريق هارون عن ابن وهب قال عبد الله بن الإمام أحمد: إن هارون لم يرفعه يعنى أنه وقفه وهذا لا يؤثر إذ قد جاء من طرق أخر مرفوعًا والله الموفق.

100 -

وأما حديث معيقيب:

فرواه الإمام أحمد 3/ 426 وابن جرير في التفسير 6/ 85 وابن على في الكامل 5/ 151 والطبراني في الكبير 20/ 350:

من طريق خلف بن الوليد ثنى أيوب بن عتبة عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن معيقيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ويل للعراق يب من النار" وقد انفرد أيوب بجعل الحديث من مسند معيقيب وخالف جمهور أصحاب يحيى كما تقدم ذكرهم في حديث عائشة حيث جعلوه من مسندها ومع انفراده فهو ضعيف.

فعلى أي الحديث منكر إذ حصل تفرد مع ضعف وذكر المصنف في علله الكبير ص 35 عن البخاري ما نصه: "وحديث أبى سلمة عن معيقيب ليس بشىء كان أيوب لا يعرف صحيح حديثه من سقيمه فلا أحدث عنه وضعف أيوب بن عتبة جدًّا". اهـ. وأما ما ذكره ابن على في المصدر السابق من كون الأوزاعى تابع أيوب بن عتبة فذلك لا يصح إلى الأوزاعى إذ هو من طريق عمرو بن مالك النكرى وهو منكر الحديث. وممن حكم على أن الحديث من مسند معيقيب غلط أبو حاتم. وانظر العلل 1/ 73.

101 و 102 و 103 و 104 - وأما حديث خالد بن الوليد وشرحبيل بن حسنة وعمرو بن العاص ويزيد بن أبى سفيان:

ففي ابن ماجه 1/ 332 وابن خزيمة 1/ 332 والآجرى في الأربعين له ص 76 وأبى الشيخ في الأمثال ص 205 وأبى يعلى في المسند 6/ 360 وأبى أحمد الحاكم في

ص: 142

الكنى 4/ 237 والطبراني في الكبير 4/ 115 و 116 ومسند الشاميين 2/ 426 والبيهقي في الكبرى 2/ 89:

من طريق صفوان بن صالح حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا شيبة بن الأحنف الأوزاعى حدثنا أبو سلام الأسود نا أبو صالح الأشعرى عن أبى عبد الله الأشعرى قال: "صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه ثم جلس في طائفة منهم فدخل رجل فقام يصلى فجعل يركع وينقر في سجوده فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أترون هذا؟ من مات على هذا مات على غير سنة محمد ينقر صلاته كما ينقر الغراب الدم إنما مثل الذى يركع وينقر في سجوده كالجائع لا يأكل إلا التمرة والتمرتين فماذا تفنيان عنه فأسبغوا الوضوء ويل للأعقاب من النار أتموا الركوع والسجود" قال أبو صالح: فقلت لأبى عبد الله الأشعرى: من حدثك بهذا الحديث؟ فقال: أمراء الأجناد، عمرو بن العاص وخالد بن الوليد ويزيد بن أبى سفيان وشرحبيل بن حسنة كل هؤلاء سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم والسياق لابن خزيمة وقد صرح الوليد في عامة إسناده كما تقدم وقد تابع الوليد إسماعيل بن عياش كما وقع ذلك عند أبى أحمد الحاكم فرواه عن بلديه الأوزاعى وهو شيبة بن الأحنف فأمن مما يخشى من الوليد إلا أن أهل العلم اختلفوا في قبول الحديث ورده فممن ذهب إلى تصحيحه ابن خزيمة وتبعه بعض من تأخر وذهب البخاري كانقله عنه في العلل الكبير للمصنف إلى تحسينه وانظر ص 35 وتبعه بعض من تأخر أيضًا كالمنذرى وذهب إلى ضعفه أبو زرعة الرازى حيث أدخله ابن أبى حاتم في كتاب العلل 1/ 58 ونقل عنه قوله: "أبو صالح لا يعرف اسمه ولا أبو عبد الله يعرف اسمه". اهـ.

وممكن على ما ذهب إليه البخاري أن جهالة اسميهما لا تؤثر في عدالتهما كما يعلم ممن هو أشهر منهما لكن بقى معنا أن الحديث يدور على شيبة بن الأحنف ويقول الحافظ فيه: مقبول فالله أعلم.

تنبيه:

وقع في العلل لابن أبى حاتم تحريف في شيخ شيبة حيث فيه: حدثنا أبو حسلام، والصواب حذف "الحاء" كما تقدم ذكره.

ص: 143