الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فاحتمال أن الهيثمى كان حيث حكم عليه بما سبق نظر في الموضع الذى خرجه من غير طريق ابن المبارك والله أعلم.
وعلى أي لم يزل الحديث ضعيفًا وإن خرج من طريق من احتمل الأئمة قبول الرواية عنه عن ابن لهيعة إذ في الحديث علة أخرى هي تدليس ابن لهيعة فإنى لم أره صرح في شىء من المصادر المتقدمة والله أعلم.
تنبيه:
لم يصب الحافظ ابن حجر حيث ذكر الحديث في المطالب العالية 1/ 105 وقد قال: في مقدمتها "وشرطى ذكر كل حديث ورد عن صحابي لم يخرجه الأصول السبعة من حديث". اهـ. وقد علمت أنه خرجه من هؤلاء السبعة أحمد.
وأما رواية مجاهد ومقسم وعكرمة عنه:
فيأتى تخريجها في الصلاة برقم 236.
قوله: باب (112) ما جاء في البول يصيب الأرض
قال: وفى الباب عن عبد الله بن مسعود وابن عباس وواثلة بن الأسقع
309 -
أما حديث ابن مسعود:
فرواه البزار 5/ 161 وأبو يعلى 3/ 453 و 454 والطحاوى في شرح المعانى 1/ 14 والدارقطني في السنن 1/ 132 والعلل 5/ 80:
كلهم من طريق سمعان ويقال المعلى المالكى عن أبى وائل عن عبد الله قال: (جاء أعرابى إلى النبي صلى الله عليه وسلم شيخ كبير فقال: يا محمد متى الساعة؟ قال: "ما أعددت لها" فقال: لا والذى بعثك بالحق ما أعددت لها كبير صلاة ولا صيام إلا أنى أحب الله ورسوله، قال: "فأنت مع من أحببت" قال: فوثب الشيخ فبال في المسجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعوه فعسى أن يكون من أهل الجنة" وصب على بوله ماء). اهـ. والسياق للبزار.
قال الدارقطني في السنن: المعلى مجهول وقد حكى في العلل أن الرواة اختلفوا في اسمه على أقوال ولا حاجة إلى إبرازها بعد أن حكم عليه بالجهالة إلا خشية أن يظن أنهم جماعة وهو واحد وفى علل ابن أبى حاتم 1/ 24 ما نصه: (سمعت أبا زرعة يقول: حديث
سمعان في بول الأعرابى في المسجد عن أبى وائل عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "احفروا موضعه" قال: "هذا حديث ليس بقوى". اهـ. وفى التلخيص 1/ 37 ما نصه: وقال ابن أبى حاتم عن أبى زرعة: "هو حديث منكر" وكذا قال أحمد وقال أبو حاتم: "لا أصل له". اهـ.
310 -
وأما حديث ابن عباس:
فرواه أبو يعلى 1/ 85 والبزار كما في زوائده للهيثمى 1/ 207 والطبراني في الكبير 11/ 220 و 221:
كلهم من طريق إسماعيل بن أبى أويس قال: حدثنى أبى عن ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس (أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابى فبايعه في المسجد ثم انصرف فقام فبال فهَمَّ الناس به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقطعوا على الرجل بوله" ثم دعا به فقال: "ألست بمسلم" قال: بلى، قال: "فما حملك على أن بلت في المسجد" فقال: والذى بعثك بالحق ما ظننت إلا أنه صعد من الصعدات فبلت فيه، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذنوب من ماءٍ فصب على بوله).
قال الهيثمى في المجمع: ورجاله رجال الصحيح، وهذا إشعار منه بثبوت الحديث، وفى ذلك نظر فقد قال الحافظ في زوائد البزار متعقبًا على قول شيخه ما نصه قلت:"أبو أويس ضعيف إنما خرج له مسلم وحده متابعة". اهـ. وإسماعيل استقر أمره على عدم الاحتجاج به خارج الصحيح إذ البخاري انتخب رواياته كما لا يخفى وقد جرحه النسائي بما يوجب طرح ما روى كما ذكر أبو زرعة الرازى في كتاب الضعفاء له.
311 -
وأما حديث واثلة بن الأسقع:
فرواه ابن ماجه 1/ 132 كما في زوائده والطبراني في الكبير 22/ 77 و 78 والدارقطني في الأفراد 4/ 339:
من طريق عبيد الله بن أبى حميد أنا أبو المليح الهذلى عن واثلة بن الأسقع قال: (جاء أعرابى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اللهم ارحمنى ومحمدًا ولا تشرك في رحمتك إيانا أحدًا، فقال: "لقد حجرت واسعًا ويحك -أو- ويلك" قال فشج يبول، فقال: أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "دعوه"، ثم دعا بسجل من ماء فصب عليه) والسياق لابن ماجه.
وقد ضعف الحديث البوصيرى بابن أبى حميد ووقع في الزوائد والأفراد عبد الله صوابه ما تقدم وقد ضعفه غير واحد قال البخاري فيه: منكر الحديث والحديث عزاه أيضًا المباركفورى إلى أحمد وليس هو في مسنده وتبع في ذلك الحافظ في التلخيص ومما يؤكد كونه غير موجود في المسند بعد مراجعتى لمسند واثلة من المسند عدم ذكر الحافظ للحديث في أطراف المسند.
والحديث ذكره أبو زرعة في كتاب الضعفاء 2/ 378 رواية البرذعى عنه مما يوهم أن للحديث طريقًا أخرى عن أبى المليح إذ قال البرذعى لأبى زرعة قلت: "عمران بن نوح قال ليس بذاك عن عمران القطان عن قتادة عن أبى المليح عن واثلة أن أعرابيًّا بال في المسجد" قال أبو زرعة: "أراه عندى عبيد الله بن أبى حميد هذا حديث عبيد الله بن أبى حميد". اهـ. وقد تفرد به عبيد الله كما قال الدارقطني.
تم كتاب الطهارة ولله الحمد.