الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تَأخِير الْمَغْرِب لَيْلَةَ مُزْدَلِفَة لِلحَاجّ
(خ م س حم)، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما قَالَ:" رَدِفْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ عَرَفَاتٍ، فَلَمَّا بَلَغَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الشِّعْبَ (1) الْأَيْسَرَ الَّذِي دُونَ الْمُزْدَلِفَةِ، نَزَلَ فَبَالَ ثُمَّ جَاءَ، فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ الْوَضُوءَ، فَتَوَضَّأَ وُضُوءًا خَفِيفًا وَلَمْ يُسْبِغ (2) "، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتُصَلِّي؟، فَقَالَ:" الْمُصَلَّى أَمَامَكَ، فَرَكِبَ، فَلَمَّا جَاءَ الْمُزْدَلِفَةَ نَزَلَ فَتَوَضَّأَ فَأَسْبَغَ (3) الْوُضُوءَ، ثُمَّ أُقِيمَتْ الصَّلَاةُ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ ، ثُمَّ أَنَاخَ النَّاسُ فِي مَنَازِلِهِمْ وَلَمْ يَحِلُّوا حَتَّى أَقَامَ الْعِشَاءَ فَصَلَّى، وَلَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُمَا شَيْئًا "، ثُمَّ حَلَّ النَّاسُ فَنَزَلُوا.
(1)(الشِّعْبِ): هُوَ الطَّرِيق فِي الْجَبَل.
(2)
قَوْله: (وَلَمْ يُسْبِغ الْوُضُوء) أَيْ: خَفَّفَهُ ، وَفِيهِ دَلِيل عَلَى مَشْرُوعِيَّة الْوُضُوء لِلدَّوَامِ عَلَى الطَّهَارَة ، لِأَنَّهُ صلى الله عليه وسلم لَمْ يُصَلِّ بِذَلِكَ الْوُضُوء شَيْئًا، وَأَمَّا مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْمُرَاد بِالْوُضُوءِ هُنَا الِاسْتِنْجَاء فَبَاطِل؛ لِقَوْلِهِ:" فَجَعَلْت أَصُبّ عَلَيْهِ وَهُوَ يَتَوَضَّأ " وَلِقَوْلِهِ: " وَلَمْ يُسْبِغ الْوُضُوء ".فتح الباري (ح139)
(3)
الْإِسْبَاغ فِي اللُّغَة الْإِتْمَام، وَمِنْهُ دِرْع سَابِغ. فتح الباري (ح139)
(فَائِدَة): الْمَاء الَّذِي تَوَضَّأَ بِهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَتئِذٍ كَانَ مِنْ مَاء زَمْزَم، أَخْرَجَهُ عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل فِي زِيَادَات مُسْنَد أَبِيهِ بِإِسْنَادٍ حَسَن مِنْ حَدِيث عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب، فَيُسْتَفَاد مِنْهُ الرَّدّ عَلَى مَنْ مَنَعَ اِسْتِعْمَال مَاء زَمْزَم لِغَيْرِ الشُّرْب. فتح الباري (ح139)
(خ)، وَعَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَجْمَعُ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِجَمْعٍ ، غَيْرَ أَنَّهُ يَمُرُّ بِالشِّعْبِ الَّذِي أَخَذَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَيَدْخُلُ فَيَنْتَفِضُ وَيَتَوَضَّأُ ، وَلَا يُصَلِّي حَتَّى يُصَلِّيَ بِجَمْعٍ (1). (2)
(1) واستثنى فقهاؤنا رحمهم الله في الكتب المطوَّلة: إن لم يُوافها وقت الغروب، أي: إن لم يَصلْ إليها وقت الغروب، فإن وافاها في ذلك الوقت صلَاّها في وقتها وبادر بها.
فإن قال قائل: لو تأخَّرتُ في الطريق، وخفتُ أن يخرج وقتُ العشاء، فماذا أصنع؟
فالجواب: إذا خاف خروج الوقت وجب عليه أن ينزل فيصلِّي، فإن لم يمكنه النُّزول صَلَّى، ولو على ظهر راحلته. الشرح الممتع على زاد المستقنع - (2/ 112)
(2)
(خ) 1585
(خ م س د حم)، وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ:(حَجَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه)(1)(فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ رضي الله عنه)(2)(فَأَمَرَنِي عَلْقَمَةُ أَنْ أَلْزَمَهُ ، فَلَزِمْتُهُ فَكُنْتُ مَعَهُ)(3)(فَوَقَفْنَا بِعَرَفَةَ ، قَالَ: فَلَمَّا غَابَتْ الشَّمْسُ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: لَوْ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَفَاضَ الْآنَ كَانَ قَدْ أَصَابَ ، قَالَ: فَلَا أَدْرِي كَلِمَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ كَانَتْ أَسْرَعَ أَوْ إِفَاضَةُ عُثْمَانَ ، قَالَ: فَأَوْضَعَ النَّاسُ ، وَلَمْ يَزِدْ ابْنُ مَسْعُودٍ عَلَى الْعَنَقِ حَتَّى أَتَيْنَا)(4)(الْمُزْدَلِفَةَ حِينَ الْأَذَانِ بِالْعَتَمَةِ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ ، فَأَمَرَ رَجُلًا فَأَذَّنَ وَأَقَامَ)(5)(فَصَلَّى بِنَا ابْنُ مَسْعُودٍ الْمَغْرِبَ)(6)(وَصَلَّى بَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ دَعَا بِعَشَائِهِ فَتَعَشَّى ، ثُمَّ أَمَرَ فَأَذَّنَ وَأَقَامَ ، ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ رَكْعَتَيْنِ)(7) وفي رواية: (صَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بِأَذَانٍ وَإِقَامَةٍ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا الْعَشَاءَ ، ثُمَّ نَامَ)(8)(حَتَّى إِذَا طَلَعَ أَوَّلُ الْفَجْرِ قَامَ فَصَلَّى الْغَدَاةَ)(9)(فَقَائِلٌ يَقُولُ: طَلَعَ الْفَجْرُ ، وَقَائِلٌ يَقُولُ: لَمْ يَطْلُعْ الْفَجْرُ)(10)(فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، إِنَّ هَذِهِ لَسَاعَةٌ مَا رَأَيْتُكَ صَلَّيْتَ فِيهَا)(11)(- وَكَانَ رضي الله عنه يُسْفِرُ بِالصَلَاةِ -)(12)(فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ حُوِّلَتَا عَنْ وَقْتِهِمَا فِي هَذَا الْمَكَانِ ، الْمَغْرِبَ)(13)(وَالْفَجْرَ)(14)(أَمَّا الْمَغْرِبُ ، فَإِنَّ النَّاسَ لَا يَأتُونَ)(15)(جَمْعًا حَتَّى يُعْتِمُوا)(16)(وَأَمَّا الْفَجْرُ)(17)(فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْفَجْرَ قَبْلَ مِيقَاتِهَا)(18)(حِينَ يَبْزُغُ الْفَجْرُ ")(19)
(1)(حم) 4399 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(2)
(حم) 3893 ، قال الشيخ شعيب الأرناؤوط: حديث صحيح.
(3)
(حم) 4399
(4)
(حم) 3893
(5)
(خ) 1591
(6)
(حم) 3893
(7)
(خ) 1591 ، (حم) 3893
(8)
(حم) 4293 ، (خ) 1599 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.
(9)
(حم) 3893 ، (خ) 1599
(10)
(خ) 1599 ، (حم) 3969
(11)
(حم) 4399
(12)
(حم) 3893
(13)
(خ) 1599 ، (حم) 3969 ، (س) 3027
(14)
(خ) 1591
(15)
(حم) 4293
(16)
(خ) 1599 ، (حم) 4293
(17)
(حم) 4293 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.
(18)
(خ) 1598 ، (م) 292 - (1289) ، (س) 608 ، (د) 1934
(19)
(خ) 1591 ، (م) 292 - (1289) ، (حم) 4399