الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مَا يَجُوز لِلْمُسْتَحَاضَةِ
(1)
(ت د جة)، عَنْ حَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ رضي الله عنها قَالَتْ:(كُنْتُ أُسْتَحَاضُ حَيْضَةً كَثِيرَةً شَدِيدَةً ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَسْتَفْتِيهِ وَأُخْبِرُهُ ، فَوَجَدْتُهُ فِي بَيْتِ أُخْتِي زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رضي الله عنها ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي أُسْتَحَاضُ حَيْضَةً كَثِيرَةً شَدِيدَةً فَمَا تَرَى فِيهَا؟ ، قَدْ مَنَعَتْنِي الصَّلَاةَ وَالصَّوْمَ ، فَقَالَ: " أَنْعَتُ لَكِ الْكُرْسُفَ (2) فَإِنَّهُ يُذْهِبُ الدَّمَ " ، فَقُلْتُ: هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ ، قَالَ: " فَتَلَجَّمِي " ، فَقُلْتُ: هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ ، قَالَ: " فَاتَّخِذِي ثَوْبًا " ، فَقُلْتُ: هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ ، إِنِّي أَثُجُّ ثَجًّا (3) فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " سَآمُرُكِ بِأَمْرَيْنِ ، أَيَّهُمَا فَعَلْتِ أَجْزَأَ (4) عَنْكِ ، وَإِنْ قَوِيتِ عَلَيْهِمَا فَأَنْتِ أَعْلَمُ ، قَالَ لَهَا: إِنَّمَا هَذِهِ رَكْضَةٌ (5) مِنْ رَكَضَاتِ الشَّيْطَانِ ، فَتَحَيَّضِي (6) سِتَّةَ أَيَّامٍ أَوْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي عِلْمِ اللهِ ، ثُمَّ اغْتَسِلِي) (7)(غُسْلًا)(8)(حَتَّى إِذَا رَأَيْتِ أَنَّكِ قَدْ طَهُرْتِ وَاسْتَنْقَأتِ (9) فَصَلِّي ثَلَاثًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً أَوْ أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً وَأَيَّامَهَا وَصُومِي ، فَإِنَّ ذَلِكِ يُجْزِئُكِ ") (10)
(1) قال النووي (62 - 333): وأما الصلاة والصيام والاعتكاف وقراءة الْقُرْآنِ ، وَمَسُّ الْمُصْحَفِ ، وَحَمْلُهُ ، وَسُجُودُ التِّلَاوَةِ ، وَسُجُودُ الشُّكْرِ ، وَوُجُوبُ الْعِبَادَاتِ عَلَيْهَا ، فَهِيَ فِي كُلِّ ذَلِكَ كَالطَّاهِرَةِ ، وَهَذَا مُجْمَعٌ عَلَيْهِ.
(2)
الكرسف: القطن.
(3)
الثَّجّ: السَيَلان والصَّبُّ الكثير.
(4)
أجزأ: قضى وأغنى وكفى.
(5)
الرَّكْضَة: ضَرْب الْأَرْض بِالرِّجْلِ حَال الْعَدْو كَمَا تَرْكُض الدَّابَّة وَتُصَاب بِالرِّجْلِ، أَرَادَ بِهَا الْإِضْرَار وَالْأَذَى، يَعْنِي أَنَّ الشَّيْطَان قَدْ وَجَدَ بِهِ طَرِيقًا إِلَى التَّلْبِيس عَلَيْهَا فِي أَمْر دِينهَا وَطُهْرهَا وَصَلَاتهَا حَتَّى أَنْسَاهَا ذَلِكَ عَادَتهَا ، وَصَارَ فِي التَّقْدِير كَأَنَّهُ رَكْضَة نَالَتْهَا مِنْ رَكَضَاته. عون المعبود - (ج 1 / ص 332)
(6)
أَيْ: اعتبري نفسك حائضا، فلا تصلي ولا تصومي هذه المدة.
(7)
(د) 287 ، (ت) 128 ، (جة) 627 ، (حم) 27514
(8)
(جة) 627
(9)
أَيْ: بَالَغَتْ فِي التَّنْقِيَة.
(10)
(د) 287 ، (حم) 27514 ، (ت) 128 ، (جة) 627
(خ)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:(" اعْتَكَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَهُ بَعْضُ نِسَائِهِ وَهِيَ مُسْتَحَاضَةٌ تَرَى الدَّمَ وَالصُّفْرَةَ، فَرُبَّمَا وَضَعَتْ الطَّسْتَ تَحْتَهَا مِنْ الدَّمِ)(1)(وَهِيَ تُصَلِّي)(2)(قَالَ عِكْرِمَةُ: وَرَأَتْ عَائِشَةُ مَاءَ الْعُصْفُرِ فَقَالَتْ: كَأَنَّ هَذَا شَيْءٌ كَانَتْ فُلَانَةُ تَجِدُهُ ")(3)
(1)(خ) 303
(2)
(خ) 304 ، (د) 2476 ، (جة) 1780 ، (حم) 25042
(3)
(خ) 303
(ط)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُفْيَانَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ تَسْتَفْتِيهِ فَقَالَتْ: إِنِّي أَقْبَلْتُ أُرِيدُ أَنْ أَطُوفَ بِالْبَيْتِ ، حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِبَابِ الْمَسْجِدِ هَرَقْتُ الدِّمَاءَ ، فَرَجَعْتُ حَتَّى ذَهَبَ ذَلِكَ عَنِّي ، ثُمَّ أَقْبَلْتُ حَتَّى إِذَا كُنْتُ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ هَرَقْتُ الدِّمَاءَ فَرَجَعْتُ حَتَّى ذَهَبَ ذَلِكَ عَنِّي ، ثُمَّ أَقْبَلْتُ حَتَّى إِذَا كُنْتُ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ هَرَقْتُ الدِّمَاءَ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: إِنَّمَا ذَلِكِ رَكْضَةٌ مِنْ الشَّيْطَانِ ، فَاغْتَسِلِي ، ثُمَّ اسْتَثْفِرِي بِثَوْبٍ ، ثُمَّ طُوفِي. (1)
(1)(ط) 844 ، وإسناده صحيح.
(د)، وَعَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: كَانَتْ حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ رضي الله عنها مُسْتَحَاضَةً ، وَكَانَ زَوْجُهَا يُجَامِعُهَا. (1)
(1)(د) 310 ، (هق) 1459
قَال الْبُخَارِيُّ ج1ص73: بَابُ إِذَا رَأَتِ المُسْتَحَاضَةُ الطُّهْرَ ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: تَغْتَسِلُ وَتُصَلِّي وَلَوْ سَاعَةً (1) وَيَأتِيهَا زَوْجُهَا إِذَا صَلَّتْ، الصَّلَاةُ أَعْظَمُ (2).
(1) قَالَ الدَّاوُدِيُّ: مَعْنَاهُ: إِذَا رَأَتِ الطُّهْرَ سَاعَةً ، ثُمَّ عَاوَدَهَا دَمٌ ، فَإِنَّهَا تَغْتَسِلُ وَتُصَلِّي. فتح (1/ 429)
(2)
أَيْ: أَعْظَمُ مِنَ الْجِمَاعِ.
وَالظَّاهِرُ أَنَّ هَذَا بَحْثٌ مِنَ الْبُخَارِيِّ ، أَرَادَ بِهِ بَيَانَ الْمُلَازَمَةِ ، أَيْ: إِذَا جَازَتِ الصَّلَاةُ ، فَجَوَازُ الْوَطْءِ أَوْلَى ، لِأَنَّ أَمْرَ الصَّلَاةِ أَعْظَمُ مِنْ أَمْرِ الْجِمَاعِ ..
وَأَشَارَ الْبُخَارِيُّ بِمَا ذَكَرَ إِلَى الرَّدِّ عَلَى مَنْ مَنَعَ وَطْءَ الْمُسْتَحَاضَةِ ، وَقد نَقله ابن الْمُنْذِرِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ ، وَالْحَكَمِ ، وَالزُّهْرِيِّ ، وَغَيْرِهِمْ. فتح (1/ 429)
قال النووي (62 - 333): اعْلَمْ أَنَّ الْمُسْتَحَاضَةَ لَهَا حُكْمُ الطَّاهِرَاتِ فِي مُعْظَمِ الْأَحْكَامِ ، فَيَجُوزُ لِزَوْجِهَا وَطْؤُهَا فِي حَالِ جَرَيَانِ الدَّمِ عِنْدَنَا وعند جمهور العلماء ، حكاه ابن المنذر في الاشراق عن ابن عباس وابن الْمُسَيِّبِ ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، وَعَطَاءٍ ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، وَقَتَادَةَ ، وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ ، وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ ، وَالْأَوْزَاعِيِّ ، وَالثَّوْرِيِّ ، وَمَالِكٍ وَإِسْحَاقَ ، وأبي ثور ، قال ابن الْمُنْذِرِ: وَبِهِ أَقُولُ.
قَالَ: وَرُوِّينَا عَنْ عَائِشَةَ) بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله عليه وآله وسلم رضي الله عنهم سدد خطاكم رضي الله عنها رضي الله عنها صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم صلى الله عليه وسلم سدد خطاكم) أَنَّهَا قَالَتْ: لَا يَأتِيهَا زَوْجُهَا ، وَبِهِ قَالَ النَّخَعِيُّ وَالْحَكَمُ ، وَكَرِهَهُ ابْنُ سيرين.
وقال أحمد: لا يأتيها إلَّا أن يَطُولَ ذَلِكَ بِهَا.
وَفِي رِوَايَةٍ عَنْهُ) بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهما صلى الله عليه وسلم سدد خطاكم رضي الله عنها رضي الله عنها صلى الله عليه وسلم): أنه لا يَجوز وَطْؤُهَا إِلَّا أَنْ يَخَافَ زَوْجُهَا الْعَنَتَ. وَالْمُخْتَارُ مَا قَدَّمْنَاهُ عَنِ الْجُمْهُورِ ، وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ مَا رَوَى عِكْرِمَةُ عَنْ حَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ) بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله عليه وآله وسلم رضي الله عنهم سدد خطاكم رضي الله عنها رضي الله عنها صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم صلى الله عليه وسلم سدد خطاكم) " أَنَّهَا كَانَتْ مُسْتَحَاضَةً ، وَكَانَ زَوْجُهَا يُجَامِعُهَا " رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالْبَيْهَقِيُّ وَغَيْرُهُمَا بِهَذَا اللَّفْظِ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ: قال ابن عَبَّاسٍ: " الْمُسْتَحَاضَةُ يَأتِيهَا زَوْجُهَا إِذَا صَلَّتْ ، الصَّلَاةُ أَعْظَمُ ".
وَلِأَنَّ الْمُسْتَحَاضَةَ كَالطَّاهِرَةِ فِي الصَّلَاةِ وَالصَّوْمِ وَغَيْرِهِمَا ، فَكَذَا فِي الْجِمَاعِ ، وَلِأَنَّ التَّحْرِيمَ إِنَّمَا يَثْبُتُ بِالشَّرْعِ ، وَلَمْ يَرِدِ الشَّرْعُ بِتَحْرِيمِهِ ، وَاللهُ أعلم.