الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سُؤْرُ الْحَائِض
(ت)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ مُؤاكَلَةِ الْحَائِضِ فَقَالَ: " وَاكِلْهَا "(1)
(1)(ت) 133 ، (د) 212 ، (جة) 651 ، (حم) 19030
(س)، وَعَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها: هَلْ تَأكُلُ الْمَرْأَةُ مَعَ زَوْجِهَا وَهِيَ طَامِثٌ (1)؟ ، فَقَالَتْ: نَعَمْ ، " كَانَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُونِي فَآكُلُ مَعَهُ وَأَنَا حَائِضٌ، كَانَ يَأخُذُ الْعَرْقَ (2) فَيُقْسِمُ عَلَيَّ فِيهِ "، فَأَعْتَرِقُ (3) مِنْهُ ثُمَّ أَضَعُهُ، " فَيَأخُذُهُ فَيَعْتَرِقُ مِنْهُ، وَيَضَعُ فَمَهُ حَيْثُ وَضَعْتُ فَمِي مِنْ الْعَرْقِ، وَيَدْعُو بِالشَّرَابِ فَيُقْسِمُ عَلَيَّ فِيهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَشْرَبَ مِنْهُ "، فَآخُذُهُ فَأَشْرَبُ مِنْهُ ثُمَّ أَضَعُهُ، فَيَأخُذُهُ فَيَشْرَبُ مِنْهُ، وَيَضَعُ فَمَهُ حَيْثُ وَضَعْتُ فَمِي مِنْ الْقَدَحِ " (4)
الشَّرْح:
(وَهِيَ طَامِثٌ) أَيْ: حائض.
فَقَالَتْ: نَعَمْ ، " كَانَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُونِي فَآكُلُ مَعَهُ وَأَنَا حَائِضٌ، كَانَ يَأخُذُ
(الْعَرْقَ) العَرْق: الْعَظْم إِذَا أُخِذَ عَنْهُ مُعْظَم اللَّحْم ، وبقي عليه بقية من اللحم ، وَجَمْعُه عُرَاق. ذخيرة279
(فَيُقْسِمُ عَلَيَّ فِيهِ) أَيْ: يحلف عليَّ في شأن العَرْق ، تعني أنه يُلزمها بالتناول منه أولا. ذخيرة279
(فَأَعْتَرِقُ مِنْهُ) التَّعَرُّق: نزع اللحم عن العظم بالأسنان. النووي (14 - (300)
(ثُمَّ أَضَعُهُ، " فَيَأخُذُهُ ") أَيْ ذَلِكَ الْعَظْمَ الَّذِي أَخَذْتُ مِنْهُ اللَّحْمَ. عون259
(وَيَضَعُ فَمَهُ حَيْثُ وَضَعْتُ فَمِي مِنْ الْعَرْقِ) وكان ص يفعل ذلك مع عائشة ر إشارة إلى أن الحائض طاهرة لا تجتنب في المؤاكلة ، والمجالسة وغيرهما .. وإظهارا لمودته إياها ، وإدخالا للسرور عليها. ذخيرة70
(وَيَدْعُو بِالشَّرَابِ) أَيْ: يطلبه. ذخيرة279
(فَيُقْسِمُ عَلَيَّ فِيهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَشْرَبَ مِنْهُ "، فَآخُذُهُ فَأَشْرَبُ مِنْهُ ثُمَّ أَضَعُهُ، فَيَأخُذُهُ فَيَشْرَبُ مِنْهُ، وَيَضَعُ فَمَهُ حَيْثُ وَضَعْتُ فَمِي مِنْ الْقَدَحِ ") وهو: إناء يُشرب به الماء ، أو النبيذ أو نحوهما. ذخيرة279
وَهَذَا الْحَدِيثُ نَصٌّ صَرِيحٌ فِي الْمُؤَاكَلَةِ وَالْمُشَارَبَةِ مَعَ الْحَائِضِ وَأَنَّ سُؤْرَهَا وَفَضْلَهَا طَاهِرَانِ ، وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ خِلَافًا لِلْبَعْضِ كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ التِّرْمِذِيُّ وَهُوَ مَذْهَبٌ ضَعِيفٌ. عون259
قَالَ ابْنُ سَيِّدِ النَّاسِ فِي شَرْحِهِ: وَهَذَا مِمَّا أَجْمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ، وَهَكَذَا نَقَلَ الإِجْمَاعَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ.
وَأَمَّا قَوْله تَعَالَى - {فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ} - فَالْمُرَادُ اعْتَزِلُوا وَطْأَهُنَّ. نيل387
وفي الحديث تواضع النبي صلى الله عليه وسلم وحسن عشرته ، وأنه ينبغي للزوج أن يلاطف زوجته ، ويعمل معها ما يُدخلُ السرور عليها. ذخيرة70
وفيه فضيلة ومنقبة عظيمة لعائشة ومقدار حب النبي صلى الله عليه وسلم لها ، وفيه جواز إقسام الرجل على زوجته لمثل هذا الأمر. ذخيرة279
(1) أَيْ: حائض.
(2)
العَرْق: الْعَظْم إِذَا أُخِذَ عَنْهُ مُعْظَم اللَّحْم ، وَجَمْعه عِرَاق. شرح سنن النسائي - (ج 1 / ص 61)
(3)
التَّعَرُّق: نزع اللحم عن العظم بالأسنان.
(4)
(س) 377 ، (م) 14 - (300) ، (د) 259 ، (جة) 643