الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يجوز للمتوضيء أن يستعمل المنديل لتنشيف الماء عقب الفراغ من الوضوء، كما يجوز له ترك التنشيف، رُوي ذلك عن الحسن بن علي وأنس وعثمان ومالك والثوري وغيرهم. والدليل على جواز التنشيف ما رواه قيس بن سعد قال «زارنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزلنا
…
فأمر له سعد بغُسل فوُضع، فاغتسل، ثم ناوله، أو قال ناولوه، ملحفةً مصبوغة بزعفران ووَرْسٍ فاشتمل بها
…
» رواه أحمد وأبو داود والنَّسائي. وما رواه سلمان الفارسي «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ، فقلب جُبَّة صوف كانت عليه فمسح بها وجهه» رواه ابن ماجة بإسناد صحيح. وعن عائشة رضي الله عنها «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له خرقة ينشِّف بها بعد الوضوء» رواه الحاكم.
والدليل على جواز ترك التنشيف أن ميمونة رضي الله عنها وصفت غسل النبي صلى الله عليه وسلم وقالت «
…
ثم أُتي بمنديل فلم ينفض بها» رواه البخاري. وفي لفظ ثانٍ له «
…
فناولته خرقة فقال بيده هكذا ولم يُرِدْها» . وفي لفظ ثالث له «
…
فناولته ثوباً فلم يأخذه فانطلق وهو ينفض يديه» . ورواه مسلم بلفظ «
…
ثم أتيته بالمنديل فردَّه» ورواه أيضاً عن ميمونة رضي الله عنها «أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتي بمنديل فلم يمسَّه، وجعل يقول بالماء هكذا يعني نفضه» .
ما يُستحبُّ له الوضوء
1-
النوم: إذا أراد المسلم أن ينام استُحب له أن يتوضأ فينام على وضوء، لما روى البراء بن عازب قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم «إذا أتيتَ مضجعَك فتوضأ وضوءك للصلاة
…
» رواه البخاري ومسلم وأبو داود. ويتأكد استحباب الوضوء قبل النوم للجنب. وإنما قلنا بالاستحباب ولم نقل بالوجوب لما روى ابن عمر عن عمر رضي الله عنهما «أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أينام أحدنا وهو جنب؟ فقال: نعم ويتوضأ إن شاء» رواه ابن حِبَّان وابن خُزَيمة. ودلالة الحديث واضحة.
2-
ذِكرُ الله عز وجل: لما روى المهاجر بن قنفذ «أنه سلَّم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ فلم يردَّ عليه حتى توضأ، فرد عليه وقال: إنه لم يمنعني أن أردَّ عليك إلا أني كرهتُ أن أذكر الله إلا على طهارة» رواه الإمام أحمد. ولما روى أبو جهيم بن الحارث قال «أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من نحو بئر جَمَلٍ، فلقيه رجل فسلَّم عليه فلم يردَّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى أقبل على الجدار فمسح بوجهه ويديه ثم رد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم» رواه أحمد. وبئر جَمَل: هو موضع قرب المدينة.
والدليل على أن ذلك مندوب وليس فرضاً هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله أحياناً دون وضوء ويقرأ القرآن - وهو من الذِّكر - دون وضوء، فقد قالت عائشة رضي الله عنها «كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه» رواه مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة. وقال علي رضي الله عنه «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن على كل حالٍ، ليس الجنابة» رواه النَّسائي. ورواه الترمذي، وقال (حديثٌ حسنٌ صحيح) .
3-
معاودة الجماع: أي إذا أراد من جامع أهله مرة أن يعاود الجماع قبل أن يغتسل، استُحبَّ له الوضوء، لما رُوي عن أبي سعيد أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا أتى أحدُكم أهلَه ثم أراد أن يعود فلْيتوضأ» رواه مسلم وأحمد وأبو داود. ورواه الحاكم والبيهقي بزيادة «فإنه أنشطُ للعَوْد» وهذه اللفظة تفرَّد بها شُعبة والتفردُ من الثقات مقبول. فقول الرسول عليه الصلاة والسلام «فإنه أنشط للعَوْد» يصرف الأمر إلى الندب.