الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تسقط نحو الأرض، كما أنها تؤثر على الإشعاع الشمسي والأرضي وتحدد مقدار ما ينفذ بواسطتها من حرارة الشمس إلى الأرض أو من حرارة الأرض إلى الطبقات العليا من الجو، فهي في أثناء النهار تحجب جانبًا من حرارة الشمس عما يقع تحت ظلها من سطح الأرض، أما في أثناء الليل فإنها تكون بمثابة غطاء يحول دون وصول الإشعاع الأرضي إلى طبقات الجو العليا، فتحتفظ الأرض وطبقات الهواء المحصورة بينها وبين قاعدة السحب بمعظم حرارتها.
وللسحب كذلك تأثير مهم على حياة النبات والحيوان والإنسان؛ لأنها تحجب ضوء الشمس الذي يعتبر ضرورة من أهم ضرورات الحياة، ففي بعض جهات شمال وغرب أوروبا مثلًا تنتشر بعض الأمراض التي يصاب بها الإنسان نتيجة لنقص أشعة الشمس، ومنها مرض الكساح عند الأطفال "لين العظام" ويرجع ذلك بصفة خاصة إلى كثرة احتجاب الشمس بواسطة السحب في معظم أيام السنة، خصوصًا في نصف السنة الشتوي، ويستعان على تعويض هذا النقص بتعاطي بعض الأدوية التي تحتوي على فيتامين "D" الذي تساعد أشعة الشمس على تكوينه في الجسم1 وبالنسبة لحياة النباتات نلاحظ أن كثرة ضوء الشمس في بعض المناطق تساعد على سرعة نمو ونضج بعض المحاصيل، فمما لا شك فيه أن وفرة ضوء الشمس في أثناء فصل الصيف في العروض العليا هي العامل الرئيسي الذي يساعد كلًّا من كندا وروسيا على زراعة بعض محاصيل المناطق المعتدلة في أراضيهما الواقعة إلى الشمال من الدائرة القطبية، على الرغم من قصر فصل النمو هناك، وسنعود مرة أخرى لتوضيح هذه الحقيقة عند الكلام على القيمة الفعلية لدرجة الحرارة في باب الجغرافيا النباتية.
1 يعتبر زيت السمك من أشهر هذه الأدوية لأنه يحتوي على نسبة عالية من فيتامين د "D"
توزيع السحب في العالم:
من الممكن توزيع السحب في العالم بواسطة خرائط تبين عليها المعدلات الشهرية والسنوية كما هي الحال في توزيع الظاهرات المناخية الأخرى، ويكون
ذلك برسم خطوط تصل بين الأماكن ذات الكمية المتساوية من السحب ومن خرائط التوزيعات المختلفة يمكننا أن نسجل بعض الملاحظات العامة على توزيع السحب فوق سطح الكرة الأرضية منها:
1-
أن المناطق الصحراوية في القارات المختلفة، مثل الصحراء الكبرى وصحاري بلاد العرب وأستراليا وغيرها هي أقل جهات العالم نصيبًا من السحب.
2-
أن أكثر الجهات سحبًا في نصف الكرة الشمالي هي شمال أوروبا وشمال المحيطين الهادي والأطلسي.
3-
تقل السحب نوعًا ما في المناطق القطبية، والسحب التي يمكن أن تظهر هنا كلها من النوع الخفيف نظرًا لقلة بخار الماء في الجو، ويعتبر هذا من العوامل التي ساعدت على وفرة ضوء الشمس في أثناء فصل الصيف في هذه المناطق.
4-
في الأقاليم الموسمية تكثر السحب في موسم الأمطار ولكنها تكاد تنعدم تمامًا في موسم الجفاف الذي يقع في نصف السنة الشتوي.
5-
في وسط أوروبا تكثر السحب في فصل الصيف، وتقل في الشتاء بينما يحدث العكس في حوض البحر المتوسط.
6-
تكثر السحب في الأقاليم الاستوائية، ويكون ذلك غالبًا فيما بعد الظهر من كل يوم نتيجة لنشاط التيارات الصاعدة.
7-
أن السحب تزداد على البحار والمحيطات عنها فوق اليابس.
ويمكننا أن نلاحظ بناء على التوزيع السابق، أن موسم ازدياد السحب في الأقطار المختلفة هو نفس موسم زيادة الأمطار، وهذا أمر طبيعي لأن الظاهرتين مرتبطتان تمام الارتباط.