الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
درجات مئوية فقط، كما يتضح من أرقام محطات جوبا وواو والمالاكال وغيرها من محطات جنوبي السودان، أما في البلاد الساحلية فإن المدى الفصلي يرتفع عن ذلك كثيرًا ولكنه يظل أقل بكثير منه في المناطق القارية، فهو يتراوح في معظم البلاد الساحلية بين 10 و15 درجة، أما في المناطق البعيدة عن المؤثرات البحرية فقد يرتفع إلى 25ْ، ويكون هذا المدى مرتفعًا بصفة خاصة في سوريا والأردن وشمالي العراق، ويرجع ذلك إلى اشتداد برودة الشتاء في هذه المناطق أكثر من رجوعه إلى اشتداد حرارة الصيف، والسبب في ذلك هو أن هذه المناطق تكون في هذا الفصل خاضعة لنفوذ الضغط الآسيوي والكتل القطبية القارية التي تنشأ في نطاقه والتي يصل هواؤها في كثير من الأحيان إلى هذه المناطق فيؤدي إلى هبوط الحرارة إلى درجة التجمد، ففي شمالي العراق، ووسطه مثلًا نجد أن المدى الحراري الفصلي يبلغ 26 درجة في الموصل و24 درجة في بغداد، كما يبلغ في حلب بشمال سوريا 23 درجة.
وعلى الرغم من أن المدى الحراري الفصلي يكون على السواحل منخفضًا بالنسبة للداخل فإن الظروف المحلية لبعض المناطق الساحلية تؤدي إلى ارتفاع هذا المدى، وينطبق هذا بصفة خاصة على السواحل الصحراوية أو شبه الصحراوية التي تسودها المؤثرات الصحراوية في فصل من الفصول بينما تسودها المؤثرات البحرية في فصل آخر، وكذلك السواحل التي تخضع في الشتاء لنفوذ الضغط المرتفع الآسيوي الذي يؤدي إلى كثرة وصول الهواء القطبي القاري بينما تخضع في الصيف للنفوذ الصحراوي بهوائه القاري الحار.
ومثال ذلك سواحل شبه الجزيرة العربية المشرفة على الخليج العربي، وخصوصًا في أجزائها الشمالية مثل سواحل الكويت، حيث نجد أن المدى الحراري الفصلي يرتفع هنا إلى حوالي 23.5 درجة مئوية، أي أنه لا يختلف في هذه الناحية عنه في قلب الصحراء.
خامسًا:
الموجات الباردة والموجات الحارة غير العادية:
تتعرض البلاد الغربية الواقعة حول البحر المتوسط أو المتأثرة بمناخه
وخصوصًا في غربي آسيا من البرد القارص غير العادية في بعض أيام الشتاء وموجات من الحر القائظ غير العادية في بعض أيام الربيع وأوائل الصيف، والسبب الرئيسي للموجات الباردة هو وصول هواء قطبي قاري شديد البرودة لعدة أيام في مؤخرة المنخفضات الجوية العميقة إذا ما تمركز أحدها على شرقي البحر المتوسط أو غربي آسيا، وكثيرًا ما تكون الموجات الباردة على الأجزاء الشمالية من المشرق العربي في سوريا ولبنان وشمالي العراق وشمالي الأردن مصحوبة بعواصف ثلجية تتغطى المناطق الجبلية بسببها بالثلوج وتتعطل المواصلات وتتلف كثير من المحاصيل. أما الموجات الحارة فيكون سببها غالبًا هو وصول هواء مداري حار من الصحراء في مقدمة المنخفضات الجوية، حيث تحمله الرياح المحملة التي تشتهر من بينها رياح الخماسين في مصر والسموم في شبه الجزيرة العربية والمغرب العربي والقبلي في ليبيا.
ويبن الجدول "39" النهايات الصغرى والنهايات العظمى المطلقة التي سجلت في بعض البلاد العربية التي تتعرض لموجات البرد وموجات الحر غير العادية، وفيه يتبين أن موجات البرد القارص قد تصل جنوبًا إلى أواسط السودان حيث وصلت النهاية الصغرى المطلقة في مدينة الأبيض مثلًا إلى 0.5 ْم تحت الصفر، ومنه يتبين كذلك أن أشد الموجات الباردة هي التي تحدث في شرقي البحر المتوسط، كما تدل على ذلك النهاية الصغرى المطلقة التي سجلت في بلدة الرطوبة على الحدود الأردنية العراقية وهي 14.4 ْم تحت الصفر.
جدول "39" النهايات العظمى والصغرى المطلقة1 في بعض المحطات العربية "بالدرجات المئوية":
1 Kendrew، W.G. "1960""Climates of the Continents "P 49، P. 68&P، 248