الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شكل "38" صعود الهواء المداري الدافئ فوق الهواء القطبي البارد
توزيعها واختلاف بعضها عن بعض
…
7-
2- 2- توزيعها واختلاف بعضها عن
تظهر المنخفضات الجوية في مناطق واسعة من العالم، وذلك في العروض المعتدلة، ما بين خطي عرض 35 ْو65 ْفي نصفي الكرة الشمالي والجنوبي وهي العروض التي تسود فيها الرياح الغربية ويكثر فيها تقابل الكتل الهوائية المدارية بالكتل الهوائية القطبية، ولكنها تكثر في بعض الفصول عنها في فصول أخرى، فعلى حوض البحر المتوسط مثلًا نجد أنها تكثر بصفة خاصة في الشتاء والربيع، أما في غرب أوروبا فإنها تكثر في فصلي الشتاء والخريف.
ومرور المنخفضات الجوية يسبب عادة حدوث تقلبات فجائية في الطقس فيشتد هبوب الرياح وتسقط الأمطار بغزارة وقد تظهر عواصف الرعد وغير ذلك من التقلبات الجوية التي سنشرحها فيما بعد، ويجب ألا يخلط بين المنخفضات الجوية "أو كما تسمى أحيانًا أعاصير المنطقة المعتدلة" وبين الأعاصير المدارية التي تظهر في المنطقة الحارة ما بين المدارين، والتي سنتكلم عليها فيما بعد.
وتتحرك المنخفضات الجوية بعد تكوينها من الغرب إلى الشرق بصفة عامة، ولو أنها قد تغير اتجاه سيرها فجأة أو بالتدريج وتنحرف نحو الشمال الشرقي أو الجنوبي الشرقي، وتبين الخريطة التي في الشكل "39" المسالك الرئيسية التي
تتبعها معظم المنخفضات الجوية في المنطقة المعتدلة، وكذلك المسالك التي تتبعها الأعاصير المدارية، وتبين الخريطة شكل "40" المسالك الرئيسية للمنخفضات الجوية على أوروبا وحوض البحر المتوسط.
أما السرعة التي تتحرك بها المنخفضات فإنها ليست ثابتة ولكنها تتراوح في المتوسط ما بين 20 و30 كيلو مترًا في الساعة، ولكن قد يحدث في بعض الأحيان أن يتمركز المنخفض الجوي في مكان واحد عدة أيام، وهذا ما يحدث
شكل "39" المسالك الرئيسية للمنخفضات الجوية
"الخطوط المتصلة" والأعاصير المدارية "الخطوط المقطعة" في العالم
مثلًا في بعض المنخفضات الشتوية التي تمر إلى الشمال من مصر في فصل الشتاء، فكثيرًا ما يتمركز أحد هذه المنخفضات على جزيرة قبرص ويبقى ثابتًا في مكانه عدة أيام يكون الجو خلالها في شمال مصر دائم الاضطراب "شكل 41".
وتختلف المنخفضات الجوية بعضها عن بعض من حيث الاتساع، فبينما يغطي بعضها منطقة يزيد قطرها على 1500 كليو متر، نجد أن بعضها الآخر
شكل "40" المسالك الرئيسية للمنخفضات الجوية على أوروبا وحوض البحر المتوسط
شكل "41" منخفض جوي متمركز على جزيرة قبرص
يغطي منطقة لا يزيد قطرها على 300 كيلو متر، أما تأثير المنخفض الجوي فقد يظهر في مناطق تبعد كثيرًا عن مركزه، حتى إنه قد يكون سببًا في وصول رياح قطبية باردة إلى المناطق المدارية الحارة، أو وصول رياح حارة من المناطق المدارية إلى الأقاليم الشمالية الباردة، فقد حدث مثلًا في حالات كثيرة أن وصلت إلى شمال إفريقية، بل إلى شمال السودان، رياح شديدة البرودة من وسط وشمال أوروبا، كما وصلت إلى هذه المناطق الأخيرة "وسط وشمال أوروبا" رياح شديدة الحرارة من الصحراء الكبرى.
وتختلف المنخفضات الجوية بعضها عن بعض كذلك في العمق، ثم في شدة انحدار الضغط الجوي نحو مركزها، ويدل نظام خطوط الضغط المتساوي التي ترسم حول مركز المنخفض في خرائط الطقس اليومية على عمق المنخفض وشدته فإذا كانت الخطوط متقاربة دل هذا على أن الضغط ينخفض بسرعة في مسافة قصيرة، ومعنى هذا أنه يكون شديد الانحدار نحو المركز، أما إذا كانت الخطوط متباعدة فمعنى ذلك أن انحدار الضغط الجوي نحو المركز يكون بطيئًا.
ويتوقف عنف المنخفض الجوي، وشدة اضطراب الجو عند مروره، وسرعة الرياح التي تهب حوله على شدة انحدار الضغط الجوي نحو المركز أكثر من توقفه على عمق المنخفض نفسه، فكلما كان الانحدار شديدًا ازدادت سرعة الرياح المندفعة نحو المركز، كما يحدث للمياه التي تنحدر نحو قاع منخفض أرضي جوانبه شديدة الانحدار، ولكن مع فارق مهم وهو أن المياه تقصد عند انحدارها غالبًا مركز المنخفض الأرضي مباشرة، أما الرياح فإنها تنحرف عند هبوبها نحو مركز المنخفض الجوي لتأخذ اتجاهًا مضادًا لاتجاه حركة عقرب الساعة في نصف الكرة الشمالي ومتفقًا معه في نصفها الجنوبي، فالمنخفض الجوي الذي يتدرج الضغط نحو مركزه من 1013 ملليبارات إلى 1008 ملليبارات في مسافة خمسين كيلو مترًا، يكون أشد عنفًا من منخفض آخر يتدرج الضغط نحو مركزه من 1013 ملليبارات إلى 1007 ملليبارات في