الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أما المعدل اليومي لدرجة الحرارة فيكون هو الآخر مرتفعًا حتى إنه يصل في بعض الأشهر إلى حوالي 33.2 ْمئوية.
وتستمر الحرارة في ارتفاعها تدريجيًّا كلما اقترب موسم الأمطار، ثم تنخفض نوعًا ما خلال هذا الموسم، ولكنها سرعان ما تعود للارتفاع مرة أخرى عقب انتهاء موسم المطر ولكن بدرجة أقل من ارتفاعها قبل بدايته.
ففي الخرطوم مثلًا يرتفع المعدل الحراري إلى 33.3 ْ في مايو ويونيو ويهبط إلى 30.6 ْ في أغسطس ثم يعود للارتفاع إلى 32.2 ْ في كل من سبتمبر وأكتوبر، وفي مدينة كانو بشمال نيجيريا نجد أن معدل درجة الحرارة يصل إلى 31.5 ْ مئوية في إبريل و31.3 ْ في مايو ثم ينخفض إلى 25 ْ في أغسطس ولكنه يعود للارتفاع مرة أخرى حتى يصل إلى 27.2 ْ في أكتوبر. وفي نهاية موسم الجفاف تتعرض الأقاليم المدارية لنوع من الأعاصير أو العواصف الشديدة التي تعرف في غرب إفريقية باسم الترنادو، ويبدأ ظهورها عمومًا في شهر إبريل وتستمر حتى شهر يونيو ثم تختفي تقريبًا في فصل الأمطار ولكنها تعود للظهور مرة أخرى في أعقاب الفصل الممطر أي في فصل الخريف.
2-
المناخ المدارى البحري "نوع موزمبيق
":
أهم أوجه الاختلاف بين النوع القاري والنوع البحري من المناخ المداري هي أن أمطار النوع الأول تسقط عمومًا في نصف السنة الصيفي بسبب التيارات الصاعدة بينما تسقط أمطار النوع الثاني طول السنة نتيجة لعاملين هما التيارات الهوائية الصاعدة التي يتميز بها نطاق الضغط المنخفض الاستوائي ثم الرياح التجارية التي تؤدي إلى سقوط كثير من أمطار التضاريس على السواحل الشرقية للقارات في العروض المدارية، والواقع أن هذا النوع الأخير من الأمطار هو الذي يسود في المناخ المداري البحري، خصوصًا في الأجزاء البعيدة عن خط الاستواء.
أما أمطار التيارات الصاعدة فلا تسقط إلا في فصل الصيف في المناطق
القريبة من خط الاستواء عندما ينتقل إليها نطاق الضغط المنخفض الاستوائي بينما يؤدي هبوب الرياح التجارية عليها في بقية فصول السنة إلى سقوط أمطار من نوع آخر هي أمطار التضاريس التي تحملها هذه الرياح وتسقط على منحدرات الجبال.
وأهم المناطق التي يتمثل فيها النوع البحري، من المناخ المداري هي المناطق الساحلية في كينيا وتنزانيا، وموزمبيق في إفريقية والنصف الشرقي لجزيرة مدغشقر ثم السواحل الشرقية للبرازيل وأمريكا الوسطى وجنوب شرقي الولايات المتحدة حول شبه جزيرة فلوريدا والسواحل المواجهة لهبوب الرياح التجارية في جزر الهند الغربية، وكذلك في جزر هاواي وجزر ساموا في المحيط الهادي وفي جميع هذه المناطق نجد أن النباتات الطبيعية تتكون في جملتها من غابات كثيفة دائمة الخضرة لا تختلف كثيرًا عن غابات الأقاليم الاستوائية.
وتختلف كمية الأمطار من مكان إلى آخر على حسب نظام التضاريس واتجاه المنحدرات بالنسبة لاتجاه هبوب الرياح الممطرة، فالسواحل الشرقية المرتفعة تكون عادة أغزر مطرًا من السواحل المقابلة لها في الغرب ففي جزيرة جامايكا مثلًا تبلغ كمية المطر على السواحل الشرقية المرتفعة حوالي 350 سنتيمترًا بينما تبلغ الكمية على السواحل الغربية المقابلة لها في نفس الجزيرة حوالي 100 سنتيمتر فقط "راجع أرقام مدينتي بورت أنطونيو port Antonio وكنجستون Kingston. وفي أمريكا الوسطى نجد كذلك أن كمية المطر التي تسقط على السواحل المطلة على المحيط الأطلسي تزيد كثيرًا عن كمية المطر التي تسقط على السواحل المطلة على المحيط الهادي المقابل.
فبينما نجد أن أمطار مدينة كولون colon تصل إلى 325 سنتيمترًا نجد أن أمطار مدينة بالبوا Balboa تبلغ 175 سنتيمترًا فقط1 وإذا انتقلنا إلى جزر هاواي، وهي واقعة في طريق الرياح التجارية الشمالية الشرقية نجد نفس هذه الظاهرة ممثلة بوضوح فبينما تزيد أمطار مدينة هيلو Hilo الواقعة على
1 هاتان المدينتان واقعتان على طرفي قناة بنما.
الساحل الشمالي الشرقي عن 325 سنتيمترًا في السنة فإن أمطار مدينة هيليا hilea الواقعة على الساحل الجنوبي الغربي في منطقة ظل المطر لا تزيد على 88 سنتيمترًا، وهذا هو السبب في وجود منطقة شبه صحراوية صغيرة في هذه المنطقة وهي منطقة كاو Kau.
ونظرًا لأن أغلب أمطار المناخ المداري البحري من نوع الأمطار التضاريسية فإن الارتفاع يعتبر عاملًا أساسيًّا في سقوطها، ولذلك فإن الجزر ذات السطح المنخفض تكون قليلة الأمطار بصفة عامة، ففي جزر الهند الغربية لا تزيد الأمطار على 125 سنتيمترًا في السنة.
وإذا نظرنا إلى التوزيع الفصلي للأمطار نجد أنه لا يتبع نظامًا واحدًا في جميع المناطق، ففي بعض المناطق تظهر قمة الأمطار في فصل الشتاء وهو فصل اشتداد هبوب الرياح التجارية، وهذا هو ما يحدث في جزر هاواي مثلًا "راجع أرقام مدينة هونولولو" وفي بعضها الآخر تظهر قمة المطر في فصل الصيف وينطبق هذا بصفة خاصة على الأطراف الواقعة قرب خط الاستواء لأن هذه الأطراف تدخل عندئذ في نطاق الضغط المنخفض الاستوائي.
وتسقط نسبة كبيرة من أمطارها بسبب التيارات الصاعدة، ومن أمثلة ذلك ما يحدث في جزيرة ترينيداد من جزر الهند الغربية وجزيرة ساموا في المحيط الهادي "خط 14 جنوبًا" ولكن إذا صرفنا النظر عن المناطق السابقة التي تظهر قمة المطر فيها في فصل الشتاء أو في فصل الصيف فإن قمة المطر في معظم الأقاليم المدارية البحرية الأخرى تظهر في فصل الخريف؛ لأن درجة حرارة مياه البحر تكون عندئذ مرتفعة بينما تكون درجة حرارة اليابس آخذة في الانخفاض.
ومما تجدر الإشارة إليه أن بعض المناطق التي يشملها المناخ المداري البحري مثل جزيرة مدغشقر وجزر الهند الغربية تعتبر من أكثر الأقاليم العالم تعرضًا لظهور الأعاصير المدارية التي تهب عليها حدوث خسائر جسيمة في كثير من الأحيان، وتكثر هذه الأعاصير بصفة خاصة في فصل الصيف، ومن أشهرها
الهاريكين في جزر الهند الغربية، ومن أقرب حوادث الأعاصير إلى الأذهان الإعصاران اللذان أصيبت بهما جزر موريس في المحيط الهندي إلى الشرق من جزيرة مدغشقر، وقد كان أحدهما في يناير سنة 1960 والثاني في فبراير من نفس السنة، وقد ترتب على الأول قتل 6 أشخاص وجرح عدة مئات وتشريد أكثر من عشرة آلاف بعد هدم مساكنهم، كما ترتب على الثاني قتل ثلاثين شخصًا وجرح عدة مئات وتشرد عدة آلاف، ولم يكد يسلم من أي مبنى من مباني الجزيرة من الأضرار.
أما درجة الحرارة فلا تختلف في هذا النوع من المناخ اختلافًا كبيرًا عنها في المناخ الاستوائي، فهي مرتفعة طول العام، ويندر أن ينخفض معدلها السنوي عن 21 مئوية، ويبين الجدول رقم "18" معدلات الحرارة والأمطار في بعض المحطات التي تمثل هذا النوع من الأقاليم.
جدول رقم "18
معدلات الحرارة والمطر
في بعض محطات الأقاليم المدارية البحرية وهي:
1-
ممبسة -4 جنوبًا و40 شرقًا، 7 أمتار.
2-
تاناناريف -19 جنوبًا و48 شرقًا، و1370 مترًا.
3-
بييرا -20 جنوبًا و44 شرقًا، 15 مترًا.
4-
لونسوا ماركس -26 جنوبًا و33 شرقًا، 59 مترًا.
أ- درجة الحرارة "بالدرجات المئوية":
ب- الأمطار "بالسنتيمترات":