الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويلاحظ أن الانحدار الشديد لمياه الأمطار فوق سطح الأرض له أضرار أخرى من أهمها أنه يساعد على جرف التربة الناعمة وإزالتها من على جوانب المنحدرات، وتعتبر هذا الظاهرة من أهم المشكلات التي تواجه التوسع الزراعي في الأقاليم الموسمية المدارية ذات المطر الغزير، ومع ذلك فإن هذه الأقاليم تعد من أهم مناطق الإنتاج الزراعي في العالم خصوصًا بالنسبة لإنتاج الأرز والشاي.
أما الحياة النباتية في هذه الأقاليم فتختلف من منطقة إلى أخرى على حسب كمية الأمطار وطول الفصل الممطر، وعلى هذا الأساس نجد أن الحياة النباتية تتدرج من غابات كثيفة دائمة الخضرة لا تختلف كثيرًا عن الغابات الاستوائية إلى غابات نفضية أو شبه نفضية تسقط أوراقها في فصل الجفاف وقد تسود في المناطق قليلة الأمطار حشائش تشبه السفانا، ومع ذلك فإن النوع النباتي السائد في الأقاليم الموسمية هو الغابات النفضية وشبه النفضية، وهي تغطي مساحات واسعة في الهند وبرما والهند وشمال أستراليا.
11-
1- 4-
مناخ الجبال في الأقاليم الحارة:
ليس من شك في أن الارتفاع عن سطح البحر في بعض الأقاليم الجبلية الواقعة في النطاق الاستوائي وكذلك في النطاق المداري يجعل لهذه الأقاليم صفات مناخية خاصة تميزها عن غيرها من الأقاليم الحارة، ففي النطاق الاستوائي نلاحظ أن مناخ الهضاب التي يتراوح ارتفاعها ما بين 1500 و3000 متر فوق سطح البحر ويكون عادة أقل حرارة وأقل مطرًا عن مناخ الجهات المنخفضة المجاورة لها، ومع ذلك فإننا نلاحظ غالبًا أن نوع الأمطار وتوزيعها علي الأشهر يكاد يكون واحدًا في الهضاب المرتفعة والمناطق المنخفضة على حد سواء إلا على منحدرات الجبال التي تواجه هبوب الرياح الممطرة مباشرة، فعلي هذه المنحدرات تكون أغلب الأمطار من نوع الأمطار
التضاريسية، أما على الهضاب مثل هضبة البحيرات في إفريقية والهضاب المحصورة بين سلاسل جبلية، مثل هضاب إكوادور وكولومبيا في أمريكا الجنوبية فإن الأمطار السائدة هي أمطار التيارات الصاعدة التي تسود في الأقاليم الاستوائية عمومًا، وكل ما هنا لك هو أنها تكون على الهضاب أقل منها في السهول، فبينما نجد على سبيل المثال أن معدل أمطار حوض الكونغو في إفريقية يبلغ حوالي 175 سنتيمترًا في السنة نجد أن معدل أمطار هضبة البحيرات المجاورة لهذا الحوض يبلغ حوالي 100 سنتيمتر فقط، والسبب في ذلك هو أن التيارات الصاعدة على الهضبة تكون أضعف نسبيًّا منها في المناطق المحيطة لها بسبب انخفاض درجة الحرارة، وكما هي الحال بالنسبة للجهات المنخفضة نلاحظ أن أمطار الهضاب لها قمتان تتفقان مع فصلي تعامد الشمس، وهما الربيع والخريف.
وقد لوحظ أن المدى الحراري صغير على الهضاب، كما هو صغير أيضًا في المناطق المنخفضة، ومع ذلك فإن المدى اليومي يزيد كثيرًا على المرتفعات عنه في المناطق المنخفضة لأن هواء المرتفعات النقي يساعد على سرعة فقدان الأرض لحرارتها بالإشعاع في أثناء الليل.
ويمكننا أن نلاحظ الفروق المناخية السابقة إذا ما قارنا على سبيل المثال معدلات درجة الحرارة والأمطار في مدينة "كنشاسا" في حوض الكونغو وارتفاعها 325 مترًا فوق سطح البحر "30 َ 4 ْ جنوبا و16 ْ شرقًا" بنظيراتها في مدينة نيروبي في كينيا على ارتفاع 1660 مترًا "1 ْجنوبًا و37 شرقًا" وكذلك إذا قارنا معدلات مدينة بارا "بلم" القريبة من مصب نهر الأمزون وارتفاعها حوالي عشرة أمتار فوق سطح البحر "1 ْ جنوبًا و49 ْغربًا" بنظيراتها في مدينة كيتو في إكوادور وارتفاعها 2850 مترًا "خط الاستواء و79 غربًا" كما يتبين من الجدول رقم "21".
أما الحياة النباتية فمن الطبيعي أن تكون في الجهات المرتفعة أقل كثافة منها
جدول رقم "21"
مقارنة بين معدلات درجة الحرارة والأمطار في محطتين منخفضتين وأخرتين مرتفعتين في النطاق الاستوائي
أ- درجة الحرارة "بالدرجات المئوية":
ب- المطر "بالسنتيمترات":
في الجهات المنخفضة بسبب قلة الأمطار نسبيًّا، فهضبة البحيرات مثلًا لا تغطيها إلا حشائش من نوع السفانا التي تختلط بها كثير من الأشجار بينما يتغطى حوض الكونغو بغابات استوائية كثيفة دائمة الخضرة.
أما على منحدرات الجبال التي يزيد ارتفاعها على ثلاثة آلاف متر فوق سطح البحر فنلاحظ أن المناخ يتدرج بها على منحدرات الجبال في المناطق المعتدلة حيث تنتقل من نطاق الحشائش المدارية إلى نطاق الحشائش المعتدلة والغابات النفضية ثم الغابات الصنوبرية ثم نطاق التندرا والثلج الدائم.
وما قيل عن المرتفعات الموجودة في النطاق الاستوائي يمكن أن يقال كذلك عن المرتفعات الموجودة في النطاق المداري إذ إن الارتفاع يقلل من درجة الحرارة كما يقلل من أمطار التيارات الصاعدة، وينطبق هذا بصفة خاصة على