الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخضرة، بينما تتكون على منحدراتها الجنوبية وعلى هضبة الشطوط والمنحدرات الشمالية لسلاسل أطلس الصحراء من حشائش الإستبس.
وكذلك في شمال ليبيا تسقط معظم الأمطار على المنحدرات الشمالية والشمالية الغربية لجبال برقة وجبال طرابلس. ولكنها تكثر بصفة خاصة على جبال برقة بسبب مجاورتها للبحر وبروزها فيه بشكل شبه جزيرة كبيرة بينما تقل نوعًا ما على جبال طرابلس التي يفصل قطاعها الأوسط والغربي عن البحر سهل متسع هو سهل الجفارة الذي يبلغ أقصى اتساعه في الغرب، ولهذا فإن القسم المطير فعلًا من جبال طرابلس هو قسمها الشرقي المجاور للبحر. ففي هذا القسم وكذلك على المنحدرات الشمالية والغربية لجبال برقة تتراوح معدلات المطر السنوية بين 25 و45 سم وفيها تكون الحياة النباتية السائدة عبارة عن غابات أو أحراج دائمة الخضرة بينما تتناقص النباتات كلما ابتعدنا عن البحر حتى تنتهي في النطاق الصحراوي الممتد إلى الجنوب من الجبال.
وتتكرر نفس الصورة كذلك في المناطق الجبلية في شرقي البحر المتوسط، حيث تستأثر المنحدرات الغربية في سوريا ولبنان بمعظم الأمطار وتكون الحياة النباتية الطبيعية في جملتها مكونة من غابات وأحراج دائمة الخضرة، وتتناقص الأمطار بسرعة كلما اتجهنا شرقًا حيث تظهر مناطق من الحشائش على المنحدرات الشرقية وفي السهول القريبة منها وفي بعض الأحواض المحصورة بين الجبال ثم تتناقص الأمطار وتنتشر المظاهر الصحراوية بسرعة نحو الشرق.
المناطق الممطرة صيفًا:
أهم المناطق الغربية التي يسودها المطر الصيفي هي جنوب السودان ووسطه والصومال واليمن. ولكل دولة من هذه الدول ظروفها الجغرافية الخاصة التي تحدد نوع الأمطار وكمياتها وتوزيعها الإقليمي والفصلي.
وتوجد في السودان بالذات أكبر المناطق الممطرة صيفًا في الوطن العربي، فباستثناء أطرافه الشمالية المجاورة للبحر الأحمر، والتي يسقط معظم
مطرها شتاء بسبب بعض المنخفضات الشتوية التي تنحرف نحو الجنوب على طول البحر الأحمر، فإن الأمطار في بقية الأقاليم السودانية تسقط في نصف السنة الصيفي، إلا أن طول الفصل الممطر يكون في الجنوب أطول بكثير منه في الشمال، فبينما يبلغ طوله بين 10 و11 شهرًا على الحدود الجنوبية للبلاد فإنه يتناقص كلما اتجهنا شمالًا حتى يصل إلى شهرين فقط في الخرطوم ثم يزداد تناقصه حتى ينتهي في الصحراء، ويرتبط هذا التناقص بحركة الجبهة الاستوائية ltcz مع حركة الشمس الظاهرية وتناقص فترة تعامدها كلما ابتعدنا عن خط الاستواء.
ومع تناقص طول الفصل الممطر تتناقص كذلك كمية المطر كلما اتجهنا شمالًا، بسبب قصر فصل سقوطها وبسبب تناقص سمك طبقة الهواء البحري القادم من الجنوب وتناقص فرص تكون السحب تبعًا لذلك، ولكن بينما يكون تناقص طول الفصل الممطر منتظمًا فإن تناقص كمية المطر لا تسير بنفس الانتظام؛ لأنها لا تتوقف على حركة الشمس وحدها بل تتوقف كذلك على طبيعة سطح الأرض واتجاه الرياح الممطرة بالنسبة للمنحدرات الجبلية، ولهذا فإن أمطار المناطق الواقعة في حضن هضبة الحبشة في شرق السودان تزيد على أمطار السهول الواقعة على نفس العروض في وسط البلاد وغربها. لأن وجود حافة هضبة الحبشة في طريق الرياح الجنوبية الغربية الرطبة يؤدي إلى زيادة الأمطار عليها وعلى الأراضي السودانية المجاورة لها، كما هو واضح من انحراف خطوط المطر المتساوي نحو الشمال على هذه الأراضي. وبنفس الطريقة فإن وجود المناطق الجبلية المرتفعة في منطقة منابع بحر الغزال في جنوب غرب البلاد، ووجود جبال إيما تونج في أقصى الجنوب الشرقي قد أدى إلى زيادة أمطار هذه المناطق زيادة واضحة عن أمطار سهول بحر الجبل وبحر الزراف الواقعة في ظل المطر.
أما الصومال فله ظروفه الخاصة التي أدت إلى نقص أمطاره بدرجة أدت إلى انتشار المظاهر الصحراوية في القسم الأكبر منه على الرغم من
موقعه الاستوائي أو شبه الاستوائي ومن طول سواحله المشرفة على المحيط الهندي وخليج عدن، فمن النادر أن تزيد الأمطار في أي جزء من أجزائه عن 45 سم بل إنها تنقص في نطاقات شاسعة منه عن 20 سم، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب أهمها:
1-
وقوعه في منطقة ظل المطر بالنسبة للهضبة الاستوائية وهضبة الحبشة الواقعتين إلى الغرب منه.
2-
جفاف الرياح الموسمية الشتوية التي تهب عليه من ناحية آسيا، فحتى بعد مرور بعض هذه الرياح على البحر العربي فإنها تهب على القرن الإفريقي بحذاء الساحل تقريبًا، كما أن الرياح الموسمية الجنوبية الغربية التي تهب في فصل الصيف، تكون هي الأخرى موازية للساحل.
3-
قلة سمك الهواء المداري البحري الذي يصل إلى المنطقة من المحيط الهندي بدرجة لا تسمح لحركة التصعيد التي تحدث فيه بتكوين سحب من النوع الكثيف الذي يكفي لسقوط أمطار غزيرة.
4-
تعرض الإقليم لتيارات هوائية علوية ساخنة من الهضاب الداخلية؛ إذ إن وجود هذه التيارات في أعلى الجو لا يساعد على تكثف بخار الماء الذي تحمله التيارات الهوائية الصاعدة.
وباستثناء السواحل المطلة على خليج عدن والتي تسقط معظم أمطارها القليلة في الشتاء، فإن موسم الأمطار في معظم الصومال هو نصف السنة الصيفي.
وينطبق هذا بصفة خاصة على الأجزاء الوسطى من البلاد، فإذا ما اتجهنا جنوبًا نجد أن هذا الموسم يزداد طولًا، كما تتزايد الأمطار كلما اقتربنا من خط الاستواء حيث يمتد موسم المطر ليشغل السنة كلها، ولكن الكميات التي تسقط تكون أقل بكثير من المعدلات المألوفة في المناخ الاستوائي العادي، حيث لا يزيد المعدل السنوي غالبًا على 45 سم فقط. أما السواحل المطلة على خليج عدن فإن أمطارها القليلة يمكن أن تأتي في أي شهر من شهور السنة إلا أن أشهر الشتاء هي أكثر الأشهر تعرضًا لها، وسببها هو نفس سبب أمطار عدن وجيبوتي وإريتريا وشمال شرقي السودان، وهو وصول تأثير بعض المنخفضات الجوية التي تنحرف من ناحية البحر المتوسط وتتقدم جنوبًا عل طول البحر الأحمر.