الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عدد من الأماكن الصحراوية الواقعة على خطوط عرض مختلفة تتراوح ما بين 6ْ و24ْ مئوية، ولهذا السبب فإننا نرى أن المعدلات الحرارية لفصل الشتاء هي أصلح الأسس التي يمكن الاعتماد عليها لتقسيم المناخ الصحراوي إلى أنواعه الرئيسية، وعلى هذا الأساس يمكننا أن نقسم الصحاري إلى ثلاثة أنواع "غير النوع القطبي الذي سبق الكلام عليه" وهي:
1-
صحاري حارة، وفيها لا ينخفض المعدل الحراري في أي شهر من الشهور عن 13ْ مئوية "55.4ْف".
2-
صحاري معتدلة، وفيها لا ينخفض المعدل في أي شهر من الشهور عن 6ْ مئوية.
3-
صحاري باردة وفيها ينخفض المعدل في بعض الشهور عن درجة التجمد.
الصحاري الحارة
مدخل
…
11-
6- 1- الصحاري الحارة:
ليس من شك في أن الصحراء الكبرى بإفريقية وامتدادها في شبه الجزيرة العربية بغرب آسيا هي أعظم الصحاري الحارة، بل أعظم الصحاري عمومًا من حيث الاتساع، حيث إن مساحتها تزيد على ثلاثة ملايين من الأميال المربعة وتدخل ضمن الصحاري الحارة كذلك صحراء ناميبيا وصحراء كلهاري في جنوب إفريقية ثم الصحاري التي تشغل معظم قارة أستراليا، وصحاري المكسيك وأريزونا في أمريكا الشمالية، وصحراء أتكاما في غرب أمريكا الجنوبية.
وإذا ألقينا نظرة عامة على توزيع هذه الصحاري نلاحظ أنها تتسع بصفة خاصة في شمال إفريقية وفي أستراليا، والسبب في ذلك هو أن هاتين القارتين تتسعان اتساعًا واضحًا في العروض المدارية، ولا شك في أن اتصال إفريقية بكتلة آسيا من ناحية الشرق قد ساعد كثيرًا على عظم امتداد الصحاري بها، كما أن امتداد سلاسل الجبال الرئيسية بأستراليا بمحاذاة سواحلها الشرقية قد حال دون توغل الرياح الممطرة نحو الأجزاء الوسطى والغربية وساعد بذلك على ظهور
جدول رقم "30"
معدلات الحرارة والأمطار في بعض محطات الأقاليم الصحراوية الحارة وهي:
1-
أسوان -24 ْشمالًا و33 شرقًا، 10 أمتار فوق سطح البحر.
2-
عين صالح "الجزائر" -27 ْشمالًا و2 ْشرقًا، 280 مترًا فوق سطح البحر.
3-
يوما yuma "أريزونا" -23 ْشمالًا و115 غربًا، 43 مترًا فوق سطح البر.
أ- درجة الحرارة "مئوية":
ب- الأمطار "سنتيمترات":
مساحات صحراوية واسعة في هذه القارة إلى الغرب من نطاق الجبال، ومثل هذا يقال أيضًا عن جنوب إفريقية حيث نجد أن الحافة المرتفعة للهضبة تمتد بحذاء الساحل الشرقي للقارة، ووجود هذه الحافة هو الذي يحول دون توغل معظم الرياح الممطرة نحو الغرب مما أدى إلى ظهور صحراء كلهاري وصحراء ناميبيا.
أما في أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية فإن الحال يختلف عن ذلك، ففي أمريكا الشمالية نجد أن اليابس يضيق بشكل فجائي تقريبًا إلى الجنوب من خط عرض 30 ْشمالًا، ويكون أثر البحار المجاورة وهي خليج المكسيك في الشرق والمحيط الهادي في الغرب واضحًا في مناخ الأطراف الجنوبية للقارة مما أدى إلى حصر المناخ الصحراوي الحار في الأجزاء الداخلية من هذه الأطراف.