الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تقاوم الجفاف بطبيعتها مثل الزيتون والتين والعنب، وكلها تتميز بجذورها الطويلة التي تتوغل بها في التربة وتستفيد من الرطوبة المخزونة فيها، أو الفواكه التي تعتمد في زراعتها على الري مثل الخوخ والبرتقال وغيره من الموالح.
أما في فصول الشتاء فتعد الحقول لزراعة الحبوب والخضروات التي تعتمد في نموها على المطر، ويلائم جفاف فصل الصيف نضج أغلب محاصيل الحبوب مثل القمح والشعير كما يلائم صناعة تجفيف الفواكه مثل الزبيب والتين.
الأقاليم المعتدلة الدافئة في شرق القارات "نوع ناتال
"
مدخل
…
11-
2- 2- الأقاليم المعتدلة الدافئة في شرق القارات "نوع ناتال":
يقابل الأقاليم المعتدلة الدافئة التي توجد في غرب القارات أقاليم أخرى في شرقها يختلف مناخها من بعض الوجوه عن مناخ تلك الأقاليم، فبينما تسقط أمطار الأقاليم الغربية في فصل الشتاء فإن أمطار الأقاليم المقابلة لها في الشرق تسقط طول العام. وتزداد بصفة خاصة في فصل الصيف، وهو الفصل الذي تدخل فيه هذه الأقاليم في نطاق الرياح التجارية "أو الموسمية" التي تهب من ناحية البحر وتكون محملة بكميات كبيرة من بخار الماء. والأمطار في جملتها من نوع أمطار التضاريس التي تسقط عند مقابلة الرياح لمنحدرات الجبال، وهي تزداد بصفة خاصة في أواخر الصيف وأوائل الخريف حيث تكون كمية بخار الماء التي يحملها الهواء أعلى منها في أي وقت آخر، وتتناقص هذه الأمطار عمومًا كلما توغلنا في اليابس نحو الغرب، وعلى الرغم من أن الأقاليم غرب القارات تدخل هي الأخرى خلال هذا الفصل في نطاق الرياح التجارية فإن هذه الرياح تكون جافة نسبيًّا لأنها تكون آتية من ناحية اليابس.
أما في فصل الشتاء فتدخل الأقاليم الشرقية في نطاق الرياح الغربية. شأنها في ذلك شأن الأقاليم الغربية وتسقط فيها بعض الأمطار بسبب المنخفضات الجوية التي تظهر في نطاق هذه الرياح، ولكن نظرًا لأن الرياح الغربية التي تهب على الحافات الشرقية تكون خارجة من اليابس فإن أمطارها تكون أقل
بطبيعة الحال من الأمطار التي تسببها نفس الرياح عند هبوبها على الحافات الغربية، ويتميز مناخ الأقاليم الشرقية بأنه يتعرض لظهور نوعين من الأعاصير هما:
أولًا: الأعاصير المدارية التي تظهر في فصل الصيف عندما تدخل هذه الأقاليم في نطاق الرياح التجارية، ومن أمثلتها الهريكين في جزر الهند الغربية والتيفون في الصين.
ثانيًا: أعاصير المناطق المعتدلة وهي المنخفضات الجوية المعتادة التي تظهر في نطاق الرياح الغربية، وهي تسبب أمطار فصل الشتاء كما أنها قد تسبب بعض التقلبات الجوية التي يترتب عليها أحيانًا اندفاع الهواء القطبي من ناحية سيبيريا في آسيا ومن ناحية شمال كندا في أمريكا، وكثيرًا ما يندفع هذا الهواء بشكل عواصف ثلجية قارصة البرد جدًّا يترتب عليها في بعض الأحيان حدوث وفيات بين السكان فضلًا عن الخسائر الكثيرة في المحاصيل والثروة الحيوانية.
وإذا نظرنا إلى درجة الحرارة في مناخ الأقاليم المعتدلة الدافئة في شرق القارات عمومًا، نلاحظ أنها أميل إلى الاعتدال في فصل الشتاء، ففي هذا الفصل يبلغ المعدل الحراري حوالي 10 ْ مئوية، ومع ذلك فكثيرًا ما يظهر الصقيع وتنخفض الحرارة إلى درجة التجمد في أثناء الليل خصوصًا في المناطق الداخلية التي تبعد عن المؤثرات البحرية، أما فصل الصيف فشديد الحرارة عمومًا حيث ترتفع درجة الحرارة في أثناء النهار في معظم أيامه إلى أكثر من 30 ْ مئوية، ومما يزيد في قسوة هذه الحرارة أن الرطوبة في الهواء تكون مرتفعة ولهذا السبب كان فصل الصيف هو أقل فصول السنة نشاطًا وأكثرها أمراضًا، حيث تنتشر فيه كثير من الأوبئة خصوصًا الملاريا التي تزداد بسببها نسبة الوفيات، ولا تنتهي هذه الحالة السيئة بانتهاء فصل الصيف مباشرة، بل إنها تستمر في خلال الأسابيع الأولى من فصل الخريف ولهذا نجد أن المعدل
الحراري هذا الفصل الأخير أعلى نوعًا من المعدل الحراري لفصل الربيع.
ويتمثل هذا النوع من المناخ بصفة خاصة في القارات الثلاث الجنوبية على الحافات الشرقية إلى الجنوب مباشرة من المناطق التي يتمثل فيها المناخ المداري البحري، كما أنه يتمثل أيضًا في مساحة كبيرة من شرق الصين ووسطها وفي جنوب شرق أمريكا الشمالية إلى الشمال من المناخ المداري الموسمي، ولكن نظرًا لأن هذه الجهات تغلب عليها صفات المناخ الموسمي فإننا سنضعها تحت نوع مناخي خاص هو "المناخ المعتدل الدافئ الموسمي" وهو نوع معدل من مناخ أقاليم شرق القارات.
ويبين الجدول رقم "23" معدلات الحرارة والأمطار في بعض محطات الأقاليم المعتدلة في شرق القارات.
الجدول رقم "23"
معدلات الحرارة والأمطار في بعض محطات الأقاليم المعتدلة الدافئة في شرق القارات.
1-
شارلستون "كارولينا الجنوبية" -33 ْشمالًا، و80 ْغربًا، 15 مترًا فوق سطح البحر.
2-
سيدني -34 ْجنوبًا و151 ْشرقًا، 42 مترًا فوق سطح البحر.
3-
بورت إليزابيث "جنوب إفريقية" 34 ْ جنوبًا و26 ْ شرقا، 53 مترًا فوق سطح البحر.
4-
بوينس أيرس -35 جنوبًا و58 غربًا، و25 مترًا فوق سطح البحر.
أ- درجة الحرارة "درجات مئوية":