الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مناخ العالم العربي
موقع العالم العربي وآثاره المناخية
…
13-
مناخ العالم العربي:
13-
1- موقع العالم العربي وآثاره المناخية:
يقع العالم العربي في جملته في العروض المدارية والمعتدلة الدافئة، حيث إن بعض أطرافه الجنوبية تقترب من خط الاستواء، بل إنها تصل في أحد المواضع، وهو الطرف الجنوبي للصومال إلى خط عرض 3 ْجنوبًا، ولهذا فباستثناء الجبال المرتفعة، فإن الصفة المناخية السائدة في كل العالم العربي هي شدة الحرارة في الصيف واعتدالها في الشتاء.
ويمتد هذا العالم بشكل نطاق عظيم وسط أكبر تجمع قاري في العالم، ولهذا فإن الصفة القارية هي الصفة المناخية السائدة فيه، وذلك على الرغم من أن له سواحل ممتدة لبضعة آلاف من الكيلو مترات على المحيطين الأطلسي والهندي وعلى البحرين الأحمر والمتوسط وعلى الخليج العربي؛ لأن تأثير هذه المسطحات على مناخه لا يتوغل كثيرًا في الداخل إلا في مناطق محدودة، بينما ينحصر في أغلبها في أشرطة ضيقة يتوقف اتساعها على طبيعة المسطح المائي نفسه وعلى تضاريس الساحل واتجاه الرياح السائدة، فالبحر الأحمر مثلًا تأثيره محدود بسبب ضيقه وإحاطة الجبال والصحاري به من الشرق والغرب، وارتفاع درجة حرارة مياهه، وهبوب الرياح السائدة عليه من الاتجاهات الشمالية، أما البحر المتوسط فتأثيره أكبر من تأثير البحر الأحمر لعدة أسباب منها أنه أكبر اتساعًا وامتدادًا، وأن مياهه أقل حرارة بصفة عامة وأن الرياح السائدة عليه تهب من الاتجاهات الشمالية والغربية وتصل إلى بعض المناطق الساحلية بعد أن تكون قد قطعت رحلة طويلة فوق مياهه، ويكون اتجاهها متعامدًا تقريبًا على امتداد بعض هذه السواحل، كما أن هذا البحر له تأثير قوي على الضغط الجوي
وعلى النشاط الإعصاري الذي يؤدي إلى حدوث معظم الاضطرابات الجوية وسقوط معظم الأمطار في البلاد المحيطة به، وسنعود لمعالجة هذا الموضوع عند الكلام على الضغط الجوي والدورات الهوائية.
ويلاحظ أن تأثير المحيط الهندي على مناخ العالم العربي لا يتناسب مع حجمه أو موقعه؛ إذ إن تأثيره ينحصر عمومًا في زيادة رطوبة الهواء على السواحل المجاورة له وفي تزويد المناطق الجنوبية والشرقية من شبه الجزيرة العربية بالهواء المداري البحري الرطب الذي يؤدي إلى سقوط الأمطار إذا ما تهيأت الظروف اللازمة لرفعة إلى أعلى وهو ما يحدث عادة عند مرور المنخفضات الجوية أو حدوث عواصف الرعد.
أما المحيط الأطلسي فتأثيره في مناخ البلاد العربية أكبر بكثير من تأثير المحيط الهندي لأن القسم الاستوائي منه، وهو القسم الذي يشمل خليج غانة، هو مصدر الهواء المداري البحري الذي يحمل معظم أمطار السودان والحبشة والقرن الإفريقي ومرتفعات اليمن وجنوب المملكة العربية السعودية، كما أن قسمه الممتد بجوار غربي إفريقيا وجنوب غربي أوروبا هو مصدر الهواء الرطب الذي يحمل معظم الأمطار التي تسقط على المغرب العربي.
وعلى العموم فإن الآثار البحرية التي تنتج من وجود المسطحات المائية التي ذكرناها لا تكفي لتغيير الحقيقة الخاصة بقارية المناخ في معظم أجزاء العالم العربي، حيث إن المناطق التي تظهر في مناخها الصفات البحرية الكاملة وأهمها انخفاض المدى الحراري وارتفاع رطوبة الهواء وكثرة السحب والضباب والأمطار أغلبها عبارة عن أشرطة ساحلية متباينة الاتساع في سوريا ولبنان وشمالي فلسطين وبرقة والمغرب العربي، وفيما عدا ذلك فإن كثيرًا من المناطق الساحلية لا يظهر فيها من صفات المناخ البحري إلا ارتفاع نسبة الرطوبة في الهواء وانخفاض المدى الحراري وخصوصًا المدى الحراري اليومي، وفي كثير من هذه المناطق تمتد الصحاري حتى تصل إلى شاطئ البحر مباشرة، ولكن