الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأعاصير أو العواصف الدوارة
الفرق بينها وبين المنخفضات الجوية
…
7-
3: الأعاصير أو العواصف الدوارة
7-
3- 1- الفرق بينها وبين المنخفضات الجوية:
تختلف هذه الأعاصير أو كما تسمى أحيانًا بالعواصف المدارية عن المنخفضات الجوية التي تظهر في المنطقة المعتدلة من عدة وجوه، فبينما تظهر المنخفضات الجوية في نطاق الرياح الغربية فإن الأعاصير المدارية تظهر في نطاق الرياح التجارية أو الموسمية أي في المناطق الحارة، وبينما تنشأ المنخفضات الجوية على اليابس والماء على حد سواء فإن الأعاصير المدارية يغلب حدوثها في مناطق معينة من المحيطات ولا تتوغل في اليابس إلا إلى مسافات قصيرة، وبينما يغطي المنخفض الجوي عادة مساحة واسعة جدًّا قد يصل قطرها إلى أكثر من 1500 كيلو متر فإن قطر الإعصار المداري يكون أقل من ذلك بكثير حيث إنه يتراوح ما بين 100 و 250 كيلو مترًا فقط، وبينما تتحرك المنخفضات الجوية دائمًا من الغرب إلى الشرق على وجه الإجمال، فإن الأعاصير المدارية تتحرك عادة من الشرق إلى الغرب، ولو أن خط سيرها ينحرف نحو الشمال في نصف الكرة الشمالي ونحو الجنوب في نصفها الجنوبي، ويلاحظ أخيرًا أن الأعاصير المدارية تكون غالبًا أشد قسوة وأثرًا من المنخفضات الجوية، وكثيرًا ما تؤدي إلى تدمير المباني والمنشآت وحدوث ضحايا في الأنفس وغرق السفن حتى الكبير منها، كما يصحبها تدفق الأمطار بصورة أشد بكثير مما يحدث في المنخفضات الجوية، ويغلب أن يتتابع في أثناء مرور الإعصار حدوث برق ورعد شديدين.
ويكون الضغط الجوي في مركز الإعصار شديد العمق جدًّا كما يكون انحداره شديدًا جدًّا كذلك، حتى إن خطوط الضغط المتساوي المرسومة حول المركز تكون على شكل دوائر شديدة التقارب، ويلاحظ أن الهواء في مركز
الإعصار يكون ساكنًا تقريبًا وذلك في دائرة قطرها حوالي 30 كيلو مترًا، وهذه الدوائر هي التي يطلق عليها اسم "عين الإعصار" ويدور الهواء حولها ضد عقرب الساعة في نصف الكرة الشمالي ومعه في نصفها الجنوبي، وذلك بسرعة تصل أحيانًا إلى أكثر من 100 عقدة في الساعة. وعند مرور الإعصار على أن مكان يرسم الباروجراف رقم 7 مما يدل على أن الضغط الجوي ينخفض فجأة عند مرور الإعصار، ثم يرتفع فجأة بعد ذلك مباشرة.
وتشتهر الأعاصير المدارية في الأقاليم التي تتعرض لها بأسماء مختلفة، منها "الهاريكين Hurricane" في أمريكا و"التيفون Typhoon" في الصين والويلي ويلي "Willy- Willy" في أستراليا.
ومن حوادث الأعاصير المشهورة ذلك الإعصار الذي مر على شبه جزيرة فلوريدا في سنة 1926 وقتل بسببه حوالي 1500 شخص بينهم 114 في مدينة ميامي وحدها، وقدرت الخسائر المادية التي نجمت عنه بما يزيد على 15 مليون جنيه، ويبين شكل "43" حالة الضغط الجوي في ذلك الإعصار
شكل "43" نظام خطوط الضغط المتساوي في إعصار فلوريدا "18 سبتمبر 1926"