الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومناخ الأقاليم المعتدلة الدافئة في شرق القارات صالح لزراعة بعض المحاصيل التي لها قيمة اقتصادية كبير مثل الأرز والشاي وقصب السكر والقطن والتبغ. وفصل الصيف هو فصل النمو بالنسبة لأغلب المحاصيل، حيث تجتمع فيه الأمطار والحرارة المرتفعة، وموسم حصاد المحاصيل وجني الثمار هو فصل الخريف، أما فصل الشتاء، فعلى الرغم من انخفاض درجة الحرارة نوعًا ما في أثنائه إلا أن ذلك لا يمنع من زراعة بعض المحاصيل خصوصًا في الأقاليم المزدحمة بالسكان حيث تشتد الحاجة لاستغلال الأرض إلى أقصى حد ممكن.
11-
2- 3-
الأقاليم المعتدلة الدافئة الموسمية:
يعتبر مناخ هذه الأقاليم نوعًا معدلًا من مناخ الأقاليم المعتدلة الدافئة الأخرى في شرق القارات وهو المناخ الذي سبق وصفه، وأهم ما يميز النوع الموسمي عن النوع الأصلي أن الأحوال المناخية تتغير فيه تغيرًا تامًّا في نصف السنة الصيفي عنها في نصفها الشتوي، ويكون الفرق بين الفصلين أوضح بكثير منه في النوع الأصلي، فقد رأينا مثلًا أن أمطار النوع الأصلي تتوزع على جميع شهور السنة وأن الرياح لا تهب بانتظام من اتجاه واحد بل إنها تتغير باستمرار في قوتها وفي اتجاه هبوبها نتيجة لوقوع المناطق التي يسودها هذا المناخ في منطقة التقاء نطاق الرياح التجارية بنطاق الرياح الغربية، أما في النوع الموسمي، فإن فصل الصيف يسوده نوع واحد من الرياح هو الرياح الموسمية الحارة التي تهب من ناحية البحر، وأما فصل الشتاء فيسوده نوع آخر مختلف تمام الاختلاف عن النوع الأول، وهو الرياح الموسمية الباردة التي تهب من داخل اليابس ولهذا السبب نجد أن معظم أمطار هذا النوع من المناخ تسقط في فصل الصيف، أما الشتاء فجاف أو قليل المطر. ويكون الانتقال من الصيف إلى الشتاء أو العكس فجائيًّا تقريبًا وهي صفة مهمة من صفات المناخ الموسمي.
ومن أهم ما يميز النوع الموسمي كذلك أن مدى التغير السنوي للحرارة فيه يكون أكبر منه في النوع الأصلي، حيث يصل أحيانًا إلى 22 ْمئوية "راجع الجدول رقم 24". ويرجع ارتفاع هذا المدى بصفة خاصة إلى شدة برودة فصل الشتاء، أكثر من رجوعه إلى ارتفاع درجة حرارة فصل الصيف.
جدول رقم "24"
أ- معدلات الحرارة "بالدرجات المئوية" في مدينة تشونكين، وهي مثال للمناخ المعتدل الدافئ الموسمي
أ- درجة الحرارة "بالدرجات المئوية":
ب- الأمطار "بالسنتيمترات":
ويشغل المناخ المعتدل الدافئ الموسمي نطاقًا واسعًا في شرق الصين ووسطها ما بين نطاق المناخ الموسمي المداري في الجنوب ونطاق المناخ المعتدل البارد الموسمي "الذي سنتكلم عليه فيما بعد" في الشمال، ولكن ليس من السهل وضع حدود واضحة تفصل هذه النطاقات بعضها عن بعض لعدم وجود إحصاءات كافية من ناحية ولأنها تتداخل في بعضها بشكل تدريجي من ناحية ثانية، ومع ذلك فمن الممكن أن نأخذ بالحد الذي وضعه أوستن ملر بين
النطاق المعتدل الدافئ في الجنوب والنطاق المعتدل البارد في الشمال، وهو يتمشى عمومًا مع نهر اليانجتسي، فإلى الشمال من هذا النهر تشتد البرودة في فصل الشتاء بحيث ينخفض المعدل إلى أقل من صفر النمو "6ْ" في بعض الأشهر، أما إلى الجنوب منه فيندر أن يهبط المعدل في أي شهر من الشهور إلى هذا الحد.
وينعكس أثر هذا الاختلاف واضحًا في الحياة النباتية الطبيعية، والإنتاج الزراعي، فبينما تسود الأشجار دائمة الخضرة ذات الأوراق العريضة في المناطق الواقعة إلى الجنوب من النهر، ومن أمثلتها البلوط والزان والجوز والخيزران فإن الأشجار السائدة في المناطق الواقعة إلى الشمال منه أغلبها أنواع نفضية مثل القسطل والفلين والأسفندان وتختلط بها أشجار إبرية الأوراق مثل الصنوبر والشوكران.
وبينما نجد أن الحقول الواقعة إلى الجنوب من النهر تنتج في كل سنة ثلاث غلات من المحاصيل التي تنمو في المناطق شبة المدارية مثل "الشاي وقصب السكر والتوت فإننا نجد أن الحقول الواقعة إلى الشمال منه لا تنتج إلا محصولًا واحدًا أو محصولين على الأكثر كل سنة، ومن أهم المحاصيل التي تزرع هنا القمح والشعير والفول وغيرها من محاصيل المنطقة المعتدلة الباردة، حيث يوجد هنا فصل نمو قصير نسبيًّا وفصل بارد أطول نوعًا ما.
ويمكننا أن نأخذ معدلات الحرارة والأمطار في مدينة تشونكين كمثال لهذا المناخ، وهي واقعة على خط عرض 30ْ شمالًا وخط طول 107ْ شرقًا، وارتفاعها 23 مترًا عن سطح البحر.