الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السهول منها على الهضاب بسبب الفرق الحراري بينهما، وهذا هو السبب في أن أمطار حوض الكونغو مثلًا أكثر من أمطار هضبة البحيرات الواقعة إلى الشرق منها حيث يبلغ معدل المطر السنوي في حوض الكونغو حوالي 180سم بينما يبلغ حوالي 100سم على الهضبة. ومثل هذا يمكن أن يقال كذلك عن أمطار حوض الأمزون وأمطار أكوادور. وتعتبر أمطار الصحاري كذلك من أوضح الأمثلة على مطر التصعيد. وهي إن سقطت فإنما تنهمر بشكل مفاجئ وبغزارة شديدة تؤدي إلى حدوث سيول جارفة قد تقطع الطرق وتغرق الواحات والقرى. وتتميز أمطار الأقاليم الاستوائية بأن لها نظامًا يوميًّا يرتبط بخط السير اليومي لدرجة الحرارة، ولذلك فإنها تسقط غالبًا بعد الظهور بعد أن تكون سحب المزن الركامي التي كونتها التيارات الصاعدة قد بلغت أعظم سمك لها وحجبت السماء كلها.
ب-
مطر التضاريس
Orographic "or Relief" Rain:
ويقصد به المطر الذي يسقط نتيجة لارتفاع الهواء المحمل ببخار الماء على جوانب الجبال. وتتوقف غزارة هذا المطر على كمية البخار التي يحملها الهواء وارتفاع الحافة الجبلية التي تعترضه، ولذلك فإن هذا النوع من المطر يكثر بصفة خاصة على جوانب الجبال المرتفعة التي تهب عليها الرياح عمودية من ناحية المحيط، خصوصًا إذا كانت مياه هذا المحيط دافئة. وتسقط معظم أمطار التضاريس على المنحدرات المواجهة لهبوب الرياح مباشرة Windward slopes أما المنحدرات التي في منصرف الريح "Lee slopes" فتقل عليها الأمطار أو تنعدم حيث تكون الرياح قد أفرغت معظم حمولتها من الماء على المنحدرات الأولى. ويطلق تعبير "ظل المطر Rain shadow" على المناطق الواقعة على الجانب غير الممطر من الجبال.
وعلى الرغم من أن مطر التضاريس يتزايد عمومًا كلما زاد الارتفاع فإن هذا التزايد يتوقف عند مستوى معين، ثم يأخذ المطر في التناقص كلما زاد الارتفاع عن هذا المستوى، وذلك لأن حمولة الهواء الصاعد من البخار تأخذ
في التناقص نتيجة لتحولها إلى مطر في أثناء الصعود. وليس هناك على أي حال معدل ثابت لتزايد المطر بالارتفاع لأن هذا المعدل يتأثر بعوامل أخرى غير الارتفاع ومنها شدة الانحدار واتجاه الرياح بالنسبة لاتجاه الحافة الجبلية، ومع ذلك فإن المعدل التقريبي لهذا التزايد هو 2% إلى 5% كلما زاد الارتفاع عشرين مترًا، حتى نصل إلى مستوى معين يكون فيه المطر أشد غزارة منه في أي مستوى آخر. ويمكننا أن نطلق على هذا المستوى اسم مستوى أغزر المطر "Level Maximum Rain" وهو ليس واحدًا في جميع الأقاليم أو في جميع الفصول، فهو في الأقاليم الجافة أعلى منه في الأقاليم الرطبة، ففي جزيرة جاوة يوجد هذا المستوى على ارتفاع 1000 متر بينما يوجد على ارتفاع 1500 متر فوق جبال غات الغربية وعلى ارتفاع 2200 متر فوق جبال الألب، كما أنه يكون في فصل الصيف أعلى منه في فصل الشتاء.
وتسود أمطار التضاريس بصفة خاصة في الأقاليم المدارية على منحدرات الجبال التي تهب عليها الرياح التجارية أو الرياح الموسمية من ناحية البحر. ونظرًا لدفء المياه وقوه الرياح وشدة ارتفاع بعض الجبال وهبوب الرياح عمودية عليها في بعض المناطق فإننا نلاحظ أن أكثر بقاع العالم مطرًا موجودة في هذه الأقاليم، ومن أمثلتها منطقة شيرابونجي الواقعة على الجانب الجنوبي لجبال خاسي "Khasi" في أسام في شرق الهند على ارتفاع 1350متر، وفيها يبلغ المعدل السنوي للمطر 11.5 متر. ويأتي أغلبها في فصل الصيف نتيجة لاندفاع الرياح الموسمية الجنوبية الغربية نحوها من خليج بنغال وانحصارها بين سلاسل الجبال العالية. ومن أمثلتها أيضًا جزيرة كاواي "Kauai" وهي إحدى جزر هواي، وفيها يبلغ المعدل السنوي للمطر 12مترًا بسبب هبوب الرياح التجارية الرطبة عليها طول السنة، وكذلك المنحدرات الغربية لجبال الكاميرون في غرب إفريقية، وفيها يبلغ المعدل السنوي عشرة أمتار نتيجة لهبوب الرياح الجنوبية الغربية عليها طول السنة من خليج غانة الدافئ.