الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأقاليم الباردة
مدخل
…
11-
4- الأقاليم الباردة:
المقصود بالأقاليم الباردة -كما سبق أن بينَّا- هي الأقاليم التي يوجد بها فصل طويل شديد البرودة ينخفض المعدل الشهري لدرجة الحرارة خلاله إلى أقل من درجة التجمد، ويتراوح طوله ما بين ستة أشهر من كل سنة، وتقع هذه الأقاليم غالبًا في الأطراف المواجهة للقطبين من نطاق الرياح الغربية في نصف الكرة الشمالي حيث يتسع اليابس اتساعًا كبيرًا في العروض العليا، أما في نصف الكرة الجنوبي فإن اليابس "باستثناء القارة القطبية الجنوبية" لا يصل في امتداده إلى العروض التي يتمثل فيها هذا المناخ.
وإن التدرج الذي لاحظنا وجوده في نطاق الأقاليم المعتدلة الباردة إذا ما تتبعناه من الغرب إلى الشرق نلاحظ وجوده كذلك في نطاق الأقاليم الباردة، ومعنى ذلك أننا نستطيع أن نقسم هذه الأقاليم إلى ثلاثة أقسام هي:
1-
الأقاليم الباردة البحرية في شمال غرب أوروبا وشمال غرب أمريكا الشمالية.
2-
الأقاليم الباردة القارية، في الأجزاء الداخلية التي لا تصل إليها المؤثرات البحرية.
3-
الأقاليم الباردة الموسمية، في شرق آسيا.
11-
4- 1-
الأقاليم الباردة البحرية "نوع النرويج
":
بالإضافة إلى سواحل النرويج يتمثل المناخ البارد البحري في نطاق ساحلي ضيق في ألاسكا وغرب كندا، ويلاحظ في كلتا المنطقتين التابعتين لهذا المناخ في أوروبا وأمريكا الشمالية أن هناك نطاقات جبلية مرتفعة تمتد بدون انقطاع تقريبًا بحذاء الساحل، وقد ترتب على ذلك أن أصبح النوع البحري من المناخ البارد مقصورًا على شريط ساحلي ضيق جدًّا في الجانب الغربي من الجبال، فإذا ما انتقلنا إلى جانبها الشرقي فإننا نجد نوعًا مناخيًّا لا يكاد يظهر فيه أي أثر للمناخ البحري، وهذا النوع الأخير هو الذي يعرف باسم المناخ البارد القاري.
ومن أهم ما تتميز به الأقاليم الباردة البحرية أن شتاءها معتدل نسبيًّا إذا ما قارناها بغيرها من الأقاليم الباردة، فعلى ساحل النرويج مثلًا لا ينخفض المعدل الحراري في أي شهر من أشهر الشتاء عن درجة التجمد، ولا شك في أن تيار الخليج يعتبر عاملًا أساسيًّا في الدفء النسبي الذي يتمتع به هذا الساحل إذا ما قورن بالأجزاء الداخلية، وهو الدفء الذي يظهر حتى خط عرض 67ْ شمالًا تقريبًا، وهذه الظاهرة لها فائدة كبيرة جدًّا وهي أن الملاحة لا تتوقف على طول ساحل النرويج في أي شهر من الشهور، وتتكرر نفس الظاهرة كذلك على ساحل كندا وألاسكا حيث نجد هنا أيضًا أن المعدل الشهري، لدرجة الحرارة لا ينخفض في أي شهر من الشهور إلى أقل من درجة التجمد، وذلك في جميع أجزاء المنطقة الممتدة حتى خط عرض 52ْ شمالًا إلى الجنوب بنحو 10 درجات تقريبًا من الحد الشمالي للمنطقة المقابلة لها على ساحل النرويج، وكما أن تيار الخليج الدافئ هو الذي يساعد على تدفئة هذا الساحل الأخير فإن تيار المحيط الهادي الشمالي الدافئ "كيروسيفو" هو الذي يساعد على تدفئة السواحل الغربية لكندا وألاسكا، ولكن يجب أن نلاحظ أن هذا الدفء مقصور على شريط ساحلي ضيق جدًّا وأن البرودة تشتد بمجرد الابتعاد ولو قليلًا عن البحر، حتى إن درجة الحرارة قد تنخفض عند رءوس الخلجان بما يتراوح بين 3 و6 درجات مئوية عما هي عليه عند مداخل نفس هذه الخلجان، ولذلك فكثيرًا ما نجد أن رءوس الخلجان تكون أحيانًا مغطاة بالثلوج في الوقت الذي تكون فيه مداخلها مفتوحة للملاحة.
أما عن المطر في هذا النوع البحري من المناخ البارد فنلاحظ أنه موزع على جميع أشهر السنة ولكنه يكثر بصفة خاصة في فصلي الخريف والشتاء بسبب ازدياد نشاط المنخفضات الجوية في هذين الفصلين عنه في فصلي الصيف والربيع، ومن أهم ما يساعد على كثرة الأمطار كذلك أن الرياح الغربية تمر على مياه التيارات الدافئة قبل وصولها إلى الساحل فتصطدم بالجبال التي تكون قممها ومعظم منحدراتها مغطاة بالجليد، ووجود هذه الثلوج على منحدرات