الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهي التي تسمى أحيانًا بالغابات المدارية الجافة أو الغابات دون الاستوائية.
3-
الغابات الساحلية أو المانجروف Mangrove Forests
4-
الأحراج والغابات الشوكية Scrubs and Thorn Forests
ثانيًا- غابات المنطقة المعتدلة الدافئة:
وهي المنطقة التي لا ينخفض المتوسط الشهري لدرجة الحرارة فيها عن 6 ْم في أي شهر من الشهور وأهم أنواع الغابات التي تنمو بها هي:
1-
غابات البحر المتوسط.
2-
الغابات الرطبة الدافئة في شرق القارات "غابات الصين".
ثالثًا- غابات المنطقة المعتدلة الباردة:
أي التي يوجد بها فصل شديد البرودة، وينخفض في أثنائه المتوسط الشهري لدرجة الحرارة عن 6 ْم ويوجد بها نوع من الغابات هما:
1-
الغابات النفضية Deciduos Forests
2-
الغابات الصنوبرية Coniferous Forests
14-
2- 1- 1
الغابات المدارية:
1-
الغابات المدارية المطيرة "شكل 112":
تشغل هذه الغابات مناطق واسعة في الأقاليم الحارة التي تسقط أمطارها طول السنة، كما هي الحال في الكونغو وساحل غانا، في إفريقية، وحوض الأمزون وجنوب شرق البرازيل في أمريكا الجنوبية، ثم جزر إندونسيا وشبه جزيرة الملايو، وهي تنمو بصفة خاصة في المناطق السهلية، ولكنها تنمو كذلك فوق منحدرات الجبال والهضاب حتى في المناطق السهلية، ولكنها تنمو كذلك فوق منحدرات الجبال الهضاب حتى ارتفاع لا يزيد على 2000 قدم فوق سطح البحر، ويعتبر حوض الأمزون أكبر منطقة في العالم تغطيها هذه الغابات، وهي تشتهر هنا باسم السلفا "Selva" ولكن كثيرًا ما يطلق هذا
الاسم كذلك على الغابات التي من نفس النوع في حوض الكونغو وغيره من المناطق.
وتتكون الغابات المطيرة في جملتها من أشجار دائمة الخضرة، عريضة الأوراق، لها جذوع مرتفعة، تتشابك أجزاؤها العليا بدرجة لا تسمح بوصول الضوء إلى قلب الغابة، الذي يكون لهذا السبب شديد الظلمة في بعض الأحيان، ويلاحظ أن جذوع الأشجار تخلو من الأغصان والأوراق، ولكنها تحاط بأمراس ضخمة من النباتات المتسلقة التي ترتفع إلى أعلى لكي تصل إلى ضوء الشمس، وفيما عدا ذلك تخلو أرض الغابة من الحشائش والشجيرات القصيرة؛ لأن عدم وصول أشعة الشمس إلى سطح الأرض لا يساعد على نمو هذه النباتات، وليس هناك موسم معين لخروج الأوراق أو الأزهار في هذه الغابات حيث إن ذلك يحدث في جميع فصول السنة على حد سواء.
شكل "112" الغابات المدارية المطيرة "منظر في البرازيل".
وأنواع الأشجار المدارية المطيرة جدًّا، وبعضها له قيمة اقتصادية كبيرة، إما لأخشابه أو لثماره، أو لما يستخرج منه من مواد أولية، والأخشاب في جملتها من النوع الجامد، من أشهرها خشب الماهوجني "الكابلي""Mahogany" وتشتهر هندوراس "في أمريكا الوسطى" بصفة خاصة بتصديره، ومن الأشجار المهمة أيضًا المطاط والموز والكينا واللبان والكاكاو.
وقد اكتشفت شجرة المطاط الطبيعية لأول مرة في غابات حوض الأمزون ثم نقلت إلى الملايو وجزر الهند الشرقية حيث زرعت في مساحات واسعة. فضلًا عن أنها زرعت كذلك، ولكن على ضيق نسبيًّا في غرب إفريقية والبرازيل.
أما أشجار الموز فتزرع في الوقت الحاضر على نطاق واسع في بعض المناطق الساحلية المنخفضة من الأقاليم المدارية الرطبة خصوصًا في هندوراس "Honduras" وجمايكا "Jamaica" وهما أهم البلاد التي تصدر الموز في العالم.
أما اللبان "Chicle" فعبارة عن عصارة بعض الأشجار التي تنمو في الغابات المدارية المطيرة في أمريكا الوسطى والجنوبية، وتحول هذه العصارة إلى اللبان المعروف "Chewing Gum" الذي يعتبر من صادرات جواتيمالا المهمة.
أما أشجار الكينا "Chincona" التي تستخرج منها الكينا والكيتين فتنمو بكثرة في جاوة وكولومبيا وإكوادور.
ويعتبر الكاكاو كذلك من الأشجار المهمة في الغابات المدارية المطيرة، وهو يزرع الآن بكثرة في غرب إفريقيا، خصوصًا في غانا التي تنتج حوالي نصف محصول العالم منه، وتوجد بعض مزارعه المهمة كذلك في أمريكا الوسطى، ويلاحظ أن استغلال الأشجار التي تنمو طبيعيًّا في الغابات المدارية المطيرة
تقف دونه عقبات متعددة، منها صعوبة المواصلات داخل الغابة، ثم انتشار الحشرات التي تسبب بعض الأمراض الخطيرة ومنها مرض النوم الذي تسببه ذبابة "تسي تسي" المشهورة، وذلك فضلًا عن تعدد فصائل النباتات على الأشجار في الغابة واختلاطها بدرجة كبيرة جدًّا مما يجعل من الصعب العثور على الأشجار ذات القيمة الاقتصادية لأن هذا يتطلب البحث عنها في مساحات واسعة من الغابة، ولهذه الأسباب نجد أن المهتمين بإنتاج المطاط أو الكاكاو أو غيرهما من الغلات المدارية يفضلون عادة إزالة الغابات الطبيعية، وزراعة أشجار خاصة محلها، إلا أن عملية إزالة الغابات نفسها تعتبر من العمليات الشاقة عظيمة التكاليف، ويرجع هذا إلى عظم كثافة الغابات وصلابة أخشابها، فضلًا عن أن غزارة الأمطار طول السنة تجعل من الصعب الاستعانة على إزالتها بواسطة إشعال الحرائق فيها، كما هو متبع في بعض الأقاليم التي تتميز بوجود فصل جاف.
2-
الغابات المدارية شبه النفضية "شكل 113":
تنمو هذه الغابات في الأقاليم التي تسقط بها أمطار غزيرة في فصل الصيف ويوجد بها فصل جاف في الشتاء، ومن أمثلتها:
1-
الأقاليم الموسمية في جنوب وجنوب شرق آسيا مثل الهند وبورما والهند الصينية، وفي شمال أستراليا، ويطلق على غابات هذه الأقاليم اسم الغابات الموسمية.
2-
الأقاليم الواقعة على حافة الغابات المدارية المطيرة في إفريقية، وفي حوض الأمزون، ويطلق على الغابات التي تنمو فيها أحيانًا اسم غابات السفانا "Savanna Forests" أو الغابات دون الاستوائية، وهي تمثل مرحلة انتقال بين الغابات المدارية المطيرة من جهة والسفانا من جهة أخرى.
وتتميز هذه الغابات عن الغابات المدارية المطيرة من عدة وجوه، أهمها أن كثيرًا من أشجارها ونباتاتها تسقط أوراقها وتتوقف عن النمو في فصل الجفاف، ولهذا فإن الغابة أقل اخضرارًا في هذا الفصل منها في الفصل المطير، وذلك فضلًا عن أن الأشجار نفسها تكون أقل ارتفاعًا وأكثر تباعدًا منها في
شكل "113" غابة مدارية شبه نفضية
الغابات المطيرة، كما أن الكثير منها يتفرع بالقرب من سطح الأرض، وتتغطى الأرض فيما بينها بكثير من الشجيرات والأحراج والحشائش التي تجعل التنقل في داخل الغابة أمرًا شديد الصعوبة في كثير من الأحيان، ويلاحظ كذلك أن النباتات المتسلقة في هذه الغابات أقل بكثير منها في الغابات المطيرة.
وأهم أنواع الأشجار التي تنمو في هذه الغابات هي أشجار السنط "Acacia" وتشتهر الغابات الموسمية في جنوب شرق آسيا بصفة خاصة بكثرة أشجار الخيزران الطويلة "Bamboo" وكذلك أشجار التيك "الساج" Teak، التي تنفض أوراقها في فصل الجفاف، وهي ذات قيمة اقتصادية حيث تستخدم أخشابها "الصلبة" في صناعة الأثاث.
وأقاليم الغابات الموسمية أصلح لحياة الإنسان من أقاليم الغابات المدارية المطيرة، وأسهل منها في تحويلها إلى حقول زراعية، وقد تحولت بالفعل كثير من الأقاليم الموسمية منذ زمن بعيد إلى إنتاج بعض المحاصيل المهمة مثل الأرز وقصب السكر والموز وزيت النخيل والذرة الرفيعة.
3-
الغابات الساحلية "المانجروف":
تتميز السواحل المنخفضة في نطاق الغابات المدارية المطيرة بظهور غابات كثيفة تتكون في جملتها من أشجار دائمة الاخضرار تعرف باسم أشجار المانجروف، وهي تنمو عادة في شريط ساحلي ضيق جدًّا، خصوصًا عند مصبات الأنهار وفي المواضع التي تصل إليها مياه المد، ويتراوح ارتفاع هذه الأشجار ما بين 5 و7 أمتار، وهي تتميز بكثرة فروعها، وبكثرة الجذور العريضة التي تتدلى من فروعها نحو الأرض وتتكون منها شبكة يصعب اختراقها، وهي ذات أوراق مستطيلة ملساء، وتحمل طول السنة تقريبًا أزهارًا لونها أصفر فاتح، وثمارًا مخروطية الشكل تشبه ثمار التوت ويميل لون جذوعها إلى الاحمرار1.
وتعتبر هذه الغابات من أهم العقبات التي تعترض الملاحة على طول كثير من السواحل المدارية؛ لأنها تجعل الانتقال من البحر إلى الداخل أمرًا في غاية الصعوبة، فضلًا عن أنها تحول دون إنشاء المرافئ الصالحة لرسو السفن، ولئن ظهرت بعض المواني المهمة على هذه السواحل فإنها توجد دائمًا في المناطق التي تخلو من أشجار المانجروف.
4-
الأحراج والغابات الشوكية "شكل 114":
تنمو هذه الغابات في الأقاليم المدارية التي يوجد بها فصل جاف طويل، وهي تتكون في جملتها من أشجار صغيرة متناثرة جميعها نفضية، وتتغطى الأرض فيما بينها بالحشائش، وتجف الغابة تمامًا في فصل الجفاف حيث تسقط الأشجار أوراقها وتموت الحشائش، ولكنها لا تلبث أن تخضر عندما يبدأ فصل النمو الذي يتفق مع موسم سقوط الأمطار، وأنواع الأشجار التي تنمو في هذه الغابات محدودة، وبعضها يتميز بأوراقه الشوكية كما هي الحال في أشجار
1 يستفاد من قشور جذوع هذه الأشجار في صناعة الأدوية التي تستخدم في علاج الإسهال
شكل "114" أحراج مدارية "منظر في السنغال"
السنط، وقد تكون الغابة مكونة في جملتها من الأشجار الشوكية، وفي هذه الحالة يطلق عليها اسم الغابة الشوكية Thorn Forest ومنها بعض الغابات الموجودة في شمال شرق البرازيل، ويطلق عليها اسم كاتينجا "Caatinga" ومن أهم النباتات أيضًا اليوفوربيا الشوكية "Euphorbia" وكذلك الباوباب "Baobab" التي تتميز بمقدرتها على تخزين المياه في جذوعها المتضخمة، مما يساعد على تحمل الجفاف في فصل انقطاع الأمطار "شكل 115".
شكل "115" شجرة باوباوب "في غرب أستراليا"
ويلاحظ أن الغابات شبه النفضية، وكذلك الأحراج تكون عادة مختلطة بكثير من الحشائش، ولذلك فإنها تدرس أحيانًا ضمن نطاق السفانا، ولو أن كلمة سفانا بمعناها الضيق لا تشمل إلا المناطق الخالية من الأشجار1، وسنعود لوصف الحد الفاصل بين السفانا والغابات بعد قليل.
الحياة الحيوانية في الغابات المدارية:
تشمل الحياة الحيوانية في هذه الغابات أنواعًا متعددة من الحيوانات التي يعيش بعضها في الغابات المدارية المطيرة، ويعيش بعضها الآخر في الغابات المدارية الأخرى، أو ينتقل بينها بين مناطق السفانا.
ومعظم الحيوانات التي تعيش في الغابات المطيرة تقضي كل حياتها تقريبًا في أعلى الأشجار نظرًا لقسوة الظروف في قلب الغابة، وهي تشمل كثيرًا من القردة مثل الغوريلا الشمبانزي، كما تشمل السنجاب الطائر، وضفادع الأشجار والسحالي والثعابين، وأنواعًا مختلفة من الطيور والحشرات، ويتميز الكثير من هذه الحيوانات بألوانه الزاهية التي تجعل من الصعب تمييزه وسط الأوراق والأزهار، وهذه الميزة لها أهمية كبيرة، في حياة بعض الحيوانات؛ لأنها تسهل عليها مهمة الاختفاء من أعدائها، وبينما يموج أعلى الغابة بهذه الأنواع المتعددة من الحيوانات التي يساعد تكوين أجسامها على التسلق والتعلق بغصون الأشجار، نجد أن أرض الغابة لا يعيش فوقها غالبًا إلا أنواع قليلة من الزواحف والحشرات التي يوجد بعضها بأعداد هائلة، ومثال ذلك نوع من النمل الأبيض "Termites" الذي يوجد بكثرة في غابات حوض الأمزون، وفيما عدا ذلك تخلو الغابات المدارية المطيرة إلى حد كبير من الحيوانات البرية ذات الأحجام الكبيرة، وينطبق هذا بصفة خاصة على غابات أمريكا الجنوبية، أما في إفريقية فإن هناك عددًا من الحيوانات التي تتنقل ما بين الغابات المدارية والسفانا ومنها بعض آكلات اللحوم مثل النمور والقطط المتوحشة، وبعض آكلات النباتات مثل الفيلة والزراف والبقر الوحشي، وتعيش في حوض الكونغو بصفة خاصة بعض الحيوانات التي أهمها الفيلة والجاموس، وكذلك فرس البحر والتمساح اللذان يعيشان في مجاري الأنهار.
1 Horrocks، N.K. "physical geography and climatology 1953. p.243.