الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مرور هذه الجبهة تنخفض درجة الحرارة انخفاضًا فجائيًّا، فإذا حدث ذلك في فصل الشتاء فقد تنخفض درجة الحرارة إلى قرب درجة التجمد أو دونها على حسب موقع المكان، وذلك بسبب وصول هواء قطبي من العروض القطبية، وتتلبد السماء بغيوم داكنة سميكة قريبة من سطح الأرض، وتحدث عواصف رعدية تنهمر في أثنائها الأمطار بغزارة شديدة، وتستمر هذه الاضطرابات بدون انقطاع لفترة تتوقف على سرعة تحرك المنخفض الجوي أو تمركزه.
خامسًا- مرحلة ابتعاد المنخفض الجوي: تأتي هذه المرحلة بعد مرور الجبهة الباردة، وفي أثنائها تتناقص شدة الاضطرابات الجوية فتتناقص سرعة الرياح وتتناقص السحب وتتناقص الأمطار تبعًا لذلك وتسقط بشكل زخات متفرقة يزداد تباعدها بمرور الوقت ويصفو الجو تدريجيًّا، ولكن درجة الحرارة تظل مائلة للبرودة لبعض الوقت بينما يأخذ الضغط الجوي في الارتفاع حتى يبتعد المنخفض الجوي نهائيًّا أو يمتلئ وينتهي أثره.
ويجب أن نشير مع ذلك إلى أن الظاهرات التي سبق وصفها، على الرغم من أنها تظهر عند مرور معظم المنخفضات الجوية، فإنها تتغير أحيانًا لأسباب طارئة، مما يؤدي إلى حدوث أخطاء في التنبوءات الجوية كما سبق أن بينا، كما أنها قد تختلف من مكان إلى آخر على حسب الموقع بالنسبة لمركز المنخفض الجوي، ويبين شكل "41" اتجاه الرياح على مصر وشرق البحر المتوسط عندما تتمركز منخفض جوي شديد العمق على جزيرة قبرص.
الرياح المحلية التي تسببها المنخفضات الجوية
مدخل
…
7-
2- 4- الرياح المحلية التي تسببها المنخفضات الجوية:
بينا فيما سبق أن هبوب الرياح حول المنخفضات الجوية له نظام خاص قد لا يتمشى مع الدورة الهوائية العامة للرياح فوق سطح الكرة الأرضية، ففي نصف الكرة الشمالي تهب الرياح في مقدمة المنخفض من الاتجاهات الجنوبية بصفة عامة، ولهذا فإنها غالبًا دافئة أو حارة، خصوصًا في نصف السنة
الصيفي، أما في مؤخرة المنخفض فتهب الرياح من الشمال، وتكون باردة خصوصًا في نصف السنة الشتوية.
وللرياح التي تهب في مقدمة المنخفضات الجوية أو في مؤخرتها أهمية خاصة بالنسبة لبعض المناطق، وذلك على حسب ما تتميز به من صفات خاصة، وما يمكن أن يكون لها من أثر في حياة السكان، ولكل نوع من هذه الرياح أسماء محلية يشتهر بها في المناطق التي يظهر فيها. ففي مصر مثلًا يطلق اسم رياح الخماسين على الرياح الحارة التي تهب في الصحراء في مقدمة المنخفضات الجوية في فصل الربيع، وقد تعبر هذه الرياح البحر المتوسط وتصل إلى جنوب أوروبا حيث يطلق عليها اسم السيروكو، ويطلق اسم رياح الفهن في منطقة جبال الألب على الرياح الدافئة التي تظهر على السفوح الشمالية للجبال، وهي رياح تهب من الجنوب في مقدمة المنخفضات الجوية التي تمر على شمال أوروبا ويطلق اسم المسترال في جنوب فرنسا على رياح شديدة البرودة تهب على وادي الرون من الشمال. وذلك في مؤخرة المنخفضات الجوية التي تغزو البحر المتوسط من الغرب، وتظهر في شبه جزيرة البلقان رياح من نفس نوع المسترال يطلق عليها اسم البورا، ويطلق على جميع هذه الرياح وأشباهها اسم الرياح المحلية "Local Winds" وذلك لأن تأثيرها لا يظهر غالبًا إلا في مناطق محدودة من العالم، فضلًا عن أنها لا تهب إلا في فترات متقطعة ولا يستمر هبوبها أكثر من بضعة أيام كلما توفرت أسباب هبوبها.
ويمكننا أن نقسم الرياح المحلية المشهورة التي تسببها المنخفضات الجوية إلى ثلاث مجموعة رئيسية هي:
أ- رياح حارة تهب في مقدمة المنخفضات الجوية، ومن أشهر أنواعها رياح الخماسين في مصر والسموم في صحاري شمال إفريقية وبلاد العرب والسيروكو على الساحل الجنوبي لأوروبا.